عرض مشاركة واحدة
قديم 04-07-18, 09:47 PM   #7624

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

:- حسنا ... ألن تدخلي ؟؟
كانت جنى ما تزال تقف عند باب الباب المكتبة ... تحدق بريان بعينيها البنيتين ... في الواقع .. هما لم تكونا بنيتين تماما ... تذكر عندما قابلها قبل قليل في وسط الحرم الجامعي ... عندما انعكس ضوء شمس الظهيرة في عينيها ليظهر لونهما العسلي الغني ..
لم يكن هناك وجل في عينيها .. لحسن الحظ ... هو كما يبدو لم ينجح في إخافتها بتصرفاته الغير متزنة ... كما لم يثر شكوكها عندما طلب رؤيتها في مكان بعيد عن أعين ومسامع الفضوليين ... كل ما رآه في وجهها كان تفحصا وشيئا من الاهتمام ... قالت :- ألن تغضب صديقتك إن رأتنا وحدنا في المكتبة معا ؟؟
قطب مرددا :- صديقتي ؟؟
أشارت برأسها نحو الباب قائلة :- سوداء الشعر التي ترافقك كظلك أينما ذهبت ...
نظر إليها مليا وهو يقول :- هل تحاولين اكتشاف إن كانت علاقتي بوردة أكثر من مجرد صداقة أم لا ؟؟
عبست وقد احمر وجهها جعله يلاحظ لون حاجبيها المقوسين والمرتسمين بدقة فوق عينيها الواسعتين الداكن والمائل للحمرة .. وقالت :- بالطبع لا ...
قال بصوت مكتوم :- أتكذبين مجددا ؟؟
هتفت باستنكار :- أبدا ..
وعندما أحنى رأسه جانبا وكأنه يقول لها بأنه أذكى من أن تتمكن من خداعه ... لوت فمها بشيء من التمرد ... قبل أن تتنهد قائلة :- حسنا ... نعم .. أنا كنت أكذب ..
شعر بشيء من الاضطراب و صراحتها تأخذه على حين غرة .. وكأنها قد لاحظت ردة فعله ... هزت كتفيها وهي تقول :- أنت لا تظن حقا بأن الكتب وحدها ما كان يعيدني مرارا وتكرارا إلى مكتبتك خلال الأشهر الماضية ..
:- وما الذي كان يأتي بك إلى هنا إذن ؟؟
بعبث وشيء من الشيطنة قالت :- حسنا ... لديك شعر جميل .. وأنا أحب النظر إليه ..
وجد داخله رغبة قوية بأن يبتسم .. إلا أنه كبح نفسه وهو يقول متنهدا :- ما حكاية الجميع مع شعري ؟؟
هي كانت أقل تحفظا منه في كبت ابتسامتها وهي تقول :- يجب أن تسمع ما تقوله طالبات الجامعة حول شعرك .. أنت تمتلك شعبية كبيرة بينهن ..
:- وماذا عنك أنت ؟؟؟
اختفت ابتسامتها وهي تقول :- هل ترغب حقا بأن تعرف ؟
عندما صمت ... قالت بخفوت :- ظننتك لا تحب الكذب ..
قال بهدوء :- الأمر ليس استنكارا ... هو عجب لا أكثر ..
فكرت للحظات قبل أن تقول :- هل تنفرك الفتيات اللاتي يعبرن بوضوح عن رأيهن ومشاعرهن ؟؟ أتراك تفضل اللاتي يدفعنك لملاحقتهن ... ويستمتعن بتعذيبك وعجزك عن معرفة إن كن يهتممن بك أم لا ؟؟
شحب وجهه .. وصورة هبة تطل أمام ناظريه .. الطريقة التي رفضت فيها التعبير عن مشاعرها نحوه .. الطريقة التي رفضته فيها ... الطريقة التي كذبت فيها عليه ..
قالت بلطف وكأنها تقرأ أفكاره :- لا أظنها استحقتك قط ..
خفق قلبه بقوة بين أضلعه ... قبل أن يقول بصوت خشن :- ماذا تكونين بالضبط ... كيف تعرفين هذه الأشياء ؟؟
هزت رأسها وهي تقول :- أنا لا أعرف شيئا ... بعض الأشخاص يتعلمون منذ عمر مبكرة أن يلاحظوا ما يحدث حولهم .. أصغر العلامات .. أدق التفاصيل .. أحيانا .. أنت لا تمتلك ترف أن تغمض عينيك عما يعنيه أو لا يعنيه الآخرون من بين كلماتهم ..
قبل أن يسألها عما اضطر فتاة يافعة مثلها لأن تمتلك الحاجة لأن تبحث عن العلامات من حولها ... كشرت قائلة :- ربما أنا أبدو بلهاء ... إلا أنني أذكى مما أبدو ..
ابتسم ... وقال :- أنا لم أرك بلهاء قط ... لا تنسي أنني أعرف نوع الكتب التي تحبين قراءتها ..
هزت كتفيها دون أن تقول شيئا ... عيناها دارتا في المكان من حولها بصمت سامحة له أن ينظر إليها جيدا .. هذه المرة هي لم تكن ترتدي وشاحها المحلى بالأزهار ... بل آخر بلون وردي باهت ... في حين كان فستاها الطويل والفضفاض هو المحلى بوريدات صغيرة بيضاء ووردية ... بينما ارتدت فوقه سترة بيضاء ...
منظرها كان يبدو منعشا للغاية إلا حد ذكره بفصل الربيع ... هذه فتاة لا تنتمي إطلاقا إلى فصل بارد وجاف كالشتاء ...
عندما عادت تنظر إليه سألته فجأة :- ألن تخبرني بما جعلك تبدو ضائعا عندما رأيتك سابقا في الجامعة ؟
عندما صمت ... هزت رأسها قائلة :- كثير مني أن أظن نفسي جديرة بثقتك ... أعني .. أنت لا تعرف أي شيء عني ...
قال موافقا :- في حين تعرفين عني أنت الكثير ...
:- أعرف ما تقوله الصحف عن عائلتك ... إلا أنك محق ... بعكسك ... أنا كنت ألاحظ كل ما يتعلق بك خلال الأشهر الأخيرة ... أنا أعرف مثلا بأنك تحب الاستماع إلى الموسيقى الكلاسيكية ... وأحيانا تستمع إلى الموسيقى الشرقية .. أظن الأمر يعود لمزاجك في حينها ..
قطب .. دون أن يقول شيئا بينما تابعت :- كما أعرف بأنك تحب القهوة مع الحليب ... وأنك لا تحب الشوكولا أو الحلويات بشكل عام ... لا تحدق بي هكذا .. أنت و سوداء الشعر تتجادلان كثيرا دون أن تعيرا أي أهمية للزبائن الموجودين حولكما ..
كانت تترك مكانها عند الباب وتخطو إلى داخل المكتبة وهي تتابع :- أعرف أيضا بأنك وفي .. على الأقل للأشخاص المهمين لك .. فأنت وقفت إلى جانب أخيك حتى وأنت تعرف بأنه استحق شيئا من سخريتي به ذلك المساء في المقهى .. كما أنك تمتلك حسا بالعدالة .. ورفضت رغم دعمك له أن تنفي مسؤوليته عما حدث ..
نظرت إليها للحظات دون أي تعبير على وجهه .. ثم قال :- من غير العادل أن تعرفي أنت عني كل هذا دون أن أعرف عنك شيئا ..
ارتسمت ابتسامة مشرقة على شفتيها وهي تقول :- كل ما عليك فعله هو أن تسأل ... في الواقع .. أنت لست بحاجة حتى لأن تسأل .. الثرثرة بالنسبة لأشخاص مثلي ... هدف نعيش لأجله ..
وجد نفسه يبتسم وهو يراها تعتلي طاولة قريبة .. تجلس على حافتها ليدرك وهو يرى قدميها المغطاتين بحذاء رياضي أبيض اللون .. وقد ظهرتا بالكاد من تحت فستانها الطويل ... بأنها صغيرة الحجم للغاية .. زمت فمها بشيء من التفكير وهي تتمتم :- حسنا .. أين سأبدأ ... أحب القراءة ... والاستماع إلى الموسيقى الهابطة .. وقبل أن تحكم علي .. أنا أعتقد بأن الموسيقى ابتكرت كي ترفه عنا وتوفر علينا بضع دقائق من التفكير .. لا أن تزيد من همومنا بأنغامها الحزينة وكلماتها التي تحتاج لأفلاطون نفسه كي يفهمها .
أفلتت منه ضحكة خافتة وهو يقول :- من الصعب أن أناقشك في منطق كهذا ..
:- أحب الرسم ... حتى وأنا رسامة فاشلة .. إلا أنني أستمتع باستخدام الألوان .. بحق الله .. هل رأيت لوحات بيكاسو .. أنا أراهن بأنني أستطيع أن أرسم أشياء أفضل بكثير .. اممممم .. أنا لا أحب الشوكولا .. أعرف .. الجنس الأنثوي يعتبرني على الأرجح عارا عليهن .. إلا أنني أعشق الفانيلا والفراولة .. وأحب الألوان الزاهية ..
قال بتسلية :- واضح ..
اختفت ابتسامتها ... كما اختفى الألق في عينيها وهي تقول :- والداي مطلقان منذ فترة طويلة ... لقد كنت صغيرة آنذاك .. إلا أن طلاقهما كان راحة للجميع إذ أنني لا أذكر يوما مر منذ بدأت أعي دون أن أراهما أو أسمعهما يتشاجران ..
اختفى إحساسه بالفكاهة بشكل تام .. وهو يفكر بطلاق والديه ... لقد كان رضيعا عندما انفصلا .. مما جعل تأثير طلاقهما عليه طفيفا بما أنهما يتنافسان منذ طفولته على منحه أكبر قدر من الاهتمام ...هذا غير علاقتهما الغريبة والمتناقضة والتي لم تنقطع طوال فترة انفصالهما .. في اتفاق مشترك على ألا يؤثر الأمر على أولادهما ... شيء ما يخبره أن الامر بالنسبة إليها رغم تأكيدها بساطته ... لم يكن سهلا على الإطلاق ..
تمتمت :- تزوج كلاهما من جديد ... ولدي بفضل هذا العديد من الأخوة نصف الأشقاء .. أعيش في منزل أبي .. إلا أنني أزور والدتي بشكل دوري ..
ثم صمتت .. وكأنها لا تمتلك شيئا آخر تقوله حول عائلتها .. مما جعله يتساءل عما تسبب بإطفاء النور الذي قلما يفارق وجهها .. أو المشاكسة التي كان يراها دائما في ملامحها ..
قفزت وقفة فجأة وهي تقول :- رباه ... ها أنا أصدع رأسك بثرثرتي التي لا تنتهي .. من الأفضل أن أتوقف عن تضييع وقتك وأذهب ..
هتف قبل أن تصل إلى الباب :- انتظري ..
عندما التفتت إليه ... وجها كان يحمل حزنا ... حزنا من ذلك النوع الذي لا يستطيع صاحبه التحدث عنه .. حزن يعرفه ريان تماما ... وجد نفسه قبل أن يفكر يقول :- أخي الأكبر مخطوف ومفقود منذ يومين .. ولا يعرف أحدنا إن كان ما يزال حيا أم أنه لن يعود إلينا أبدا ...





يتبع ..


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس