عرض مشاركة واحدة
قديم 06-07-18, 01:09 AM   #3526

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي 2

دخل حسين المكتب متشوّقا ليراها، ليعرف ردّة فعلها على خطبته لها بالأمس، ليقرأ في ملامحها رأيها وهو الذي قضى يومه في قاعات المحكمة فلم ير والدتها ليعرفه، ولكن لصدمته من كانت تجلس على كرسيّ المكتب أمامه الآن هي السيّدة فوزيّة بنفسها فهتف بعفويّة ما إن رآها: ستّ فوزيّة! إنت بتعملي إيه هنا دلوقت؟ هيّ بتول عيّانه ولّا حاجه؟

تأمّلته السيّدة فوزيّة قليلا، تحاول أن تقرأ شيئا من مشاعره، ما خلف لهفته واهتمامه، أن ترى إن كان يحمل لابنتها أيّة مشاعر خاصّة ولكنّها عجزت أن ترى ما خلف مظهره هذا وكيف ستفلح وهو الذي عاش عمره يخفي بواطن مشاعره وأفكاره خلف مشاكساته وابتساماته حتّى بات فيها محترفا

ابتسمت فوزيّة وطمأنته قائلة: لأ الحمد لله يا بني هيّ بخير ما تقلقش، بسّ هيّ يعني... أصل إيييه...

قطّب حسين محاولا قراءة ما بين الحروف فهوى في داخل قلبه حجرا ثقيلا من الخيبة فقال بقنوط: ولا أصل ولا فصل يا ستّ فوزيّة، بتول رفضت وعدم مجيّتها للشغل النهارده هيّ طريقتها علشان تبلّغني رفضها

بلهفة نفت فوزيّة تقول: لا يا ابني والنبي ما رفضت هي بسّ....

حينها اشرق وجه حسين وقاطعها يقول بسعادة: بجد؟ وافقت؟

بضيق أوقفته فوزيّة قائلة: هيّ لا وافقت ولا رفضت، أنا ما فتحتهاش في الموضوع من أساسه!

بخيبة بهتت ملامح حسين وقال بصدمة: إيه؟ ما قولتلهاش ليه بسّ؟!

ابتسمت فوزيّة تهادنه قائلة: علشان في كلام كتير بيني وبينك لسّة ما قولناهوش!

سألها حسين بغيظ: وما قولناهوش ليه بسّ!

بجديّة أجابته فوزية: علشان ما كانش ينفع نقوله امبارح أصل الشقّة ضيّقة والحيطان ليها أدان!

وبالطّبع هي لم تكن أبدا لتخبره عن ابنتها صاحبة الشأن والتي كانت تتنصّت عليهم والتي لمحت هي انعكاس صورتها على زجاج النافذة

وقفت فوزيّة وأخبرته بينما تتّجه إلى المطبخ اتفضّل يا أستاذ حسين يا ابني على مكتبك على بال ما اعملّك كوبّاية شاي باللّبن واحصّلك هناك علشان نتكلّم براحتنا



بعد دقائق

كان حسين يشرب الشّاي مستمتعا بطعمه بينما ينصت لما كانت السيّدة فوزية تقوله بكلّ تركيز: بصّ يا ابني، امبارح لمّا كلّمتني بخصوص خطوبتك لبتول، والله ما كانت الدّنيا سايعاني من الفرح، لكن لمّا قولتلي على أسبابك الخاصّة بطلبك للجواز ما لقتش فيها سبب واحد بيخصّ صاحبة الشأن نفسها... بتول!

قطّب حسين قليلا ثمّ قال بعدم فهم: يعني إيه مش فاهم!

تنهّدت فوزيّة وقالت بأناة تنتقي كلماتها بعناية تخشى ان تجرحه دون أن تشعر: يعني يا ابني عشان أيّ اتنين يتجوّزا بعض لازم أقلّ حاجة يبقى ما بينهم توافق، قبول، الرسول عليه افضل الصلاة والسلام قال إنّ الأرواح جنود مجنّده في منها الي بيأتلف وفي الي بيختلف، ما ينفعش واحد يتجوّز واحده علشان هوّ بيحبّ أهلها، على قدّ فرحتي بكلامك امبارح عن حبّك لينا وتمسّكك بينا خفت، خفت علشان انت يوم ما هتتجوّز هتتجوّزها هيّ، هيّ اللي هتعيش معاك في بيتك مش احنا والمفروض إنّك تكون بتستلطفها على الأقل!

تمعّن حسين بكلام السيّدة فوزيّة وأخذ يفكّر به قليلا، هل هو يريد الزواج من بتول لأجل عائلتها، هل هذا كان ما خطر له فعلا عندما قرّر بأنّه يريد الزواج؟ حينها ابتسم حسين ونظر إلى السيّدة فوزيّة قائلا: بصّي يا ستّ فوزيّة، أنا فعلا طول عمري بحترمك وبحسّ إنّ ليكي مكانة كبيرة في قلبي، والمكانة دي كبرت أكتر لمّا دخلت بيتك وقعدت مع ولادك، حبّيتكم بجدّ، لكن موضوع الجواز ده ما كانش جيه ببالي أبدا، ولا حتّى عمري فكّرت فيه لغاية ما انتِ نبّهتيني إنّ ده الشيء الصحّ اللي لازم يحصل فعلا، ويوم ما فكّرت بالجواز لقيتني بفكّر في الأسرة الحقيقيّة اللي أنا طول عمري محروم منها، بفكّر في بنتين وحدة منهم شبه أختي لميس اللي عمري ما حبّيت حدّ قدّ ما بحبّها والتانية... شبه بتول، لقيتني بشوف ملامحها في بنت صغيّرة أحبّها وأدلّعها، في أمّ بنتي تربّيها وتقوّم بشدّتها اللي أنا هبوّظه بكتر الدلع، وفي الزوجة الصالحة، الي توقّف معايا وقفة راجل في أيّ أزمة ممكن أمرّ فيها فحياتي، تسخّر نفسها علشان ولادها لو أنا فيوم جرالي حاجه، تبقى شبهك يا ستّ فوزيّة تبقى مريم المجنونة خالتها الي تكسرلها القواعد الي بتول هتحطّهالها، ويبقى محمّد خالها، المجدع الي لو شاف حدّ بيتعرّضلها يكسر دماغه من غير ما يخاف من حدّ، انتو عيلة جميلة جدا يا ستّ فوزية وكون انّ انتم تكونوا سبب اضافي لرغبتي في بتول كزوجة ليّا ده مش شيء غلط والّا ماكنش رسولنا الكريم طلب منّنا نجوّد في أخوال أولادنا!

فخورة حدّ التخمة بتلك الصورة الرائعة لأولادها والتي استطاعت أن تنشئها وحيدة دونما رجل يقف بجانبها ويعاونها، أنّها وجدت ثمر تعبها في تربية أولادها ابتسمت السيّدة فوزيّة وقالت بتأثّر: ربّنا يباركلك يا ابني ويحفظك وانا والله لو بتول وافقت هبقى اسعد أم في الكون إنّ راجل شهم زيّك يبقى جوز بنتها

ابتسم حسين سعيدا جدّا بسداد قراره بالزواج من هذه العائلة الجميلة وقال: وانا هبقى اسعد لو بتول وافقت انّي ابقى جزء من اسرتك الجميلة، وان شاء الله اوّل ما بتول توافق هجيب محمّد اخويا ونطلبها رسمي، بسّ انت عارفة يعني يا ستّ فوزيّة طبعا المشكلة الأساسية الي خلتني افكّر اصلا في موضوع الجواز

ربّتت فوزيّة على كفّه وقالت: ما تقلقش يا ابني انا عارفة إنّك مستعجل بسّ هوّ يعني هنلحق نجهّزلكم شقّة ايمتى؟

حينها ارتبكت ملامح حسين وقال: هيّ توافق الأوّل وربّنا يسهّل!

.................................................. .................................................. .....................

تجلس فوق سريرها تنظر إلى كتابها تقرأ الكلمات بذهن غائب فلا تفقه منها شيئا، فبعقلها لا يوجد إلّا سؤال واحد، متى ستأتي أمّها لتتكلّم معها، أم تراها مثلها تعلم بأن طلب الأستاذ حسين ليس جديّا فلم تعره أيّة أهميّة؟!

ولكن

هل من المعقول أن يأتي لوالدتها طالبا يدها فقط من باب المزاح؟

لا، بالطبع ذلك مستحيل هو لن يصل لتلك الدرجة في سبيل أن يشاكسها، بل إنّ طلبه للزواج منها قد كان جادّا فعلا، بل إنّه قد بدى متحمّسا فعلا لتقبل به

طرقات قلبها العنيفة تجاوبا مع أفكارها سرعان من جفلت وتجمّدت بينما تفكّر بكلماته التي ألقاها على والدتها

هو لا يريدك إنت أيّتها الحمقاء، أنتِ لست شيئا بالنّسبة إليه سوى جزء من عائلة السيّدة فوزيّة التي يحبّها ويقدّرها، كما أنّه يحبّ أخوتك أيضا ويحبّ قضاء كثير من الوقت معهم

في الحقيقة أنتِ أقلّ أفراد العائلة أهميّة بالنّسبة إليه ولست سوى النسب عمرا وهذا فقط هو سبب اختياره لك

لا تفرحي يا حمقاء، هو لن يبادلك يوما مشاعرك نحوه، ولماذا سيفعل وهل من تتمنّاه الكثيرات أجمل وأفضل منك بكثير

لا أنتِ لست بلا كرامة لتقبلي بشخص لا يراك سوى كشقيقة له يشاكسها ويغضبها في كلّ حين، بل إنّه قد قال بنفسه أنّك فعلا كلميس أخته الحبيبة

كلّ هذه الأفكار كانت تدور في عقل بتول فلم تلحظ دخول والدتها منذ بضعة دقائق متأمّلة وجومها وحزنها المرسوم بوضوح على وجهها، حتّى سمعتها تقول: مالك يا بنت فوزيّة سرحانة وكإنّ هموم الدنيا كلّها فوق دماغك، بتفكّري فإيه؟

أجفلت بتول ونظرت لوالدتها وقالت: إيه؟

جلست والدتها أمامها وقالت: إيه ده هو اللي إيه، ها وصلتِ لإيه وإنتِ بتفكّري، قرارك إيه؟

بهتت بتول وسألت والدتها بارتباك قائلة: قراري؟ قراري الي هوّ بتاع إيه يا ماما!

ابتسمت فوزيّة بخبث وقالت لابنتها: بتّ يا بتول، إنت عارفاني ما بحبّش اللوع، أنا شفتك وإنت بتتصنتّي علينا امبارح وماحبّتش أحرجك وأطردك قدّم الراجل، وسايباكِ تفكّري من امبارح براحتك من غير ما اسألك ولا اتدخّل، ومستنيّاكِ تقوليلي أفكارك خدتك فين يا بنت بطني

وقفت بتول بارتباك ولفّت حول نفسها قليلا قبل أن تنظر لوالدتها بجسارة وتقول بحزم: أنا مش موافقة يا ماما!

ابتسمت والدتها وكأنّها كانت تتوقّع إجابتها هذه وضربت باطن كّفها لأيمن بظهر كفّها الأيسر وسألتها: ومش موافقة ليه بقى يا هانم؟

حينها وكأنّ ابنتها انفجرت معبّرة عن كلّ أفكارها المجروحة وعواطفها المكبوتة قائلة: أوّلا هوّ مش عاوز يتجوّزني بجدّ هو بسّ بيلاعبني بهزار تقيل شويّة!

فغرت فوزيّة عينيها وقالت بصدمة: بيلاعبك؟ بيلاعبك إيه ده يا عبيطة هوّ الجواز في هزار ولعب؟

اقتربت بتول من والدتها وجلست أمامها وقالت كما طفلة صغيرة بكلمات متسارعة: اه والله يا ماما زيّ ما بقولك كده، إنتِ عارفة هوّ كام مرّة قاللي تتجوّزيني؟ تلات مرّات، مرّة علشان قال بعرف أقتل الفيران، ومرّة علشان أربّي، وآخر مرّة ودي كانت لسّة مبارح علشان أربّي عياله!

كتمت فوزيّة ابتسامتها وسألتها قائلة: ومين قالّك إنّه كان بيهزر ساعتها؟ ثمّ فلنفرض، هوّ في راجل عايز يهزر مع وحده ييجي يطلبها من أمّها؟ أو حتّى ييجي تاني يوم يسأل عن ردّها وإن كانت قبلت أو لأ؟

ارتبكت ملامح بتول وتضرّجت وجنتيها قليلا وقالت: لو كان ده فعلا امّال ليه ما جبش آبيه محمّد معاه؟

ابتسمت فوزيّة بحنان وقالت: علشان اتكسف، خاف نرفضه ويحرج نفسه قدّام أخوه، بسّ هوّ النهارده قاللي إنّك أوّل ما توافقي هيجيب أخوه ويطلبوكي رسمي ومن عمامك كمان!

حينها وكزمبرك قفزت من مكانها تتخصّر قائلة: يا سلام! يعني حضرته واثق أوي إنّي هوافق عليه؟ طب إيه رأيك إنّي مش موافقه وممكن حضرتك تبلّغيه برفضي ده!

من جديد خبطت فوزيّة كفّا فوق الأخرى: وليه بقى يا ضنايا، خير ناقصه إيه علشان ترفضي، وجه اعتراضك عليه إيييه!

حينها زاغت نظرات بتول من جديد قبل أن تنظر لوالدتها بحزّن مسّ قلبها وقالت بجديّة بالغة: ما بيحبّنيش يا ماما!

أمسكت فوزيّة بيد ابنتها وجرّتها لتجلسها أمامها وتنظر لها برقّة وتسألها بحنان: وإنتِ؟ بتحبّيه؟

تضرّجت وجنتي بتول خجلا وهربت نظراتها من والدتها التي ربّتت على صدر ابنتها بحنان وقالت: يا بنتي طب بالعقل كده، هوّ ليه كان هيطلبك للجواز لو مكنش رايدك فعلا؟

بنظرة جريحة نظر لوالدتها وأجابتها: علشانك يا ماما، علشانكم!

قرّبت فوزيّة ابنتها منها واحتضنتها قائلة: الأستاذ حسين يا حبيبتي هوّ والأستاذ محمّد مامتهم سابتهم وهمّ صغيّرين، يمكن الأستاذ محمّد قدر يكتفي بنفسه أو الله وأعلم شايل بقلبه إيه، أمّا حسين فوضعه مختلف، عنده نقص فظيع بالحنان مش قادر بتعامل معاه وخاصّة بعد ما الستّ لميس سافرت، وهوّ بقى لاقى عندنا الأسرة اللي طول عمره بيتمنّاها، كون إنّه بيحبّنا مش معناه إنّه مش عاوزك إنتِ لنفسك، وبعدين ده شيء يسعدك مش يزعّلك، لإنّه بكده عمره ما حيبعدك عنّنا ولا يحرمنا منّك، وصدّقيني سهل جدّا جدّا إنّك تخلّيه يحبّك وميستغناش عنّك كمان، علشان هوّ محتاجلك محتاج اللي يحبّها واللي تعوّضه عن حنان أمّه وأخته اللي فقده!

سرحت بتول في كلمات والدتها، تقلّبها في دماغها وتهفو لتطبيقها، ولكن إن استطاعت أن تصدّق كلّ ما تقوله والدتها فكيف ستستطيع تجاوز الفرق المادي والاجتماعي بينهم، كيف وكرامتها ستبقى دوما هشّة بينهم خاصّة وتلك الإيمان ستكون زوجة لشقيقه فتكون دوما الفروق مجسّدة واضحة فيما بينهما، لا هي لا ترضى لنفسها تلك المهانة، وإن كان هو يحتاج لأسرة تأويه، ليبحث له عن أخرى بعيدة عن خاصّتها، وهكذا ابتعدت من بين يديّ والدتها تنفضّ رأسها نفيا وتقول: لأ... برضه لأة يا ماما!

.................................................. .................................................. ......................


bambolina غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس