عرض مشاركة واحدة
قديم 06-07-18, 01:13 AM   #3527

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي 3

تسلّلت إلى غرفتها متسحّبة ودخلتها حامدة الله أن لا أحد من في الشقّة لاحظ عودتها، ليس أنّ هناك من يهتمّ عادة بقدومها أو خروجها ولكنّهم اليوم بالذات لو رأوها لكانوا لاحظوا واهتمّوا

لا تدري هي أيّ ردّة فعل كانوا سيتبّنون من مظهرها، ليس أنّها تهتمّ بالطبع طالما أنّ هذه أوامره التي سترضيه عنها ولكنّها تحتاج أن تختلي هي بنفسها أوّلا، تقيّم نفسها، تتقبّل مظهرها وتعتاد عليه

وهكذا وضعت إيمان الأكياس الكثيرة الأنيقة التي كانت تحمل أسماء بعض المتاجر المعروفة، قبل أن تغمض عينيها فيما تتقدّم نحو المرآة حتّى وقفت بالضّبط أمامها، فتهمس بالعدّ حتّى الثلاثة وتأخذ نفسا طويلا قبل أن تفتحهما بترقّب وإثارة

فغرت عينيها ما إن أطلّت عليها تلك الشابّة الغريبة الأنيقة في المرآة، ترتدي حجابا كحليّا بلفّة حجاب بسيطة علّمتها إيّاها إحدى البائعات في ذلك المتجر المختصّ بملابس المحجّبات، يحيط وجهها برقّة فيضيف عليه ألقا يبدو غريبا لعينيها، فيما ترتدي بلوزة باللون الورديّ المغبرّ تنسدل على جذعها حتّى نهاية خصرها فتستقرّ هناك مزمومة مظهرة رشاقة خصرها وامتلاء وركها، فيما ترتدي تحتها بنطالا واسعا خادعا يشبه التنّورة في هيئته بقماش كحليّ متهدّل موشّى كلّه بأزهار صغيرة جدّا متعدّدة الألوان فيما يطغى عليها جميعا زهرا ورديّا من ذات لون البلوزة، وتنتهي أناقتها بحذاء كحليّ مفتوح مظهرا أظافرها المطليّة بلون ورديّ لامع جذّاب وحقيبة صغيرة أنيقة من ذات اللون

تنهّدت إيمان بقوّة راضية عن نفسها قبل أن تبدأ بالدوران مرّات ومرّات بسعادة متخيّلة كيف من الممكن أن تكون ردّة فعله، ذلك الذي لا تجرؤ حتّى الآن على نطق اسمه مجرّدا

وهكذا وبفورة فخر تنتابها للمرّة الأولى في حياتها، أخرجت الهاتف من حقيبتها وشغّلت الكاميرا الخاصّة به والتقظت لنفسها صورة شخصيّة، ثمّ أخذت لنفسها صورة كاملة أخرى عبر انعكاس صورتها في المرآة، وبسعادة ورضا مطلق عن نفسها التقطت لنفسها المزيد من الصور قبل أن ترسلهم بإثارة وترقّب لرقم واحد على هاتفها محفوظا فيه بلا اسم ولا صورة

بعد دقائق وبعد أن يئست من أن يرى صورها والتي بقيت بإشارة اثنين من الصحور الرماديّة، خرجت من الغرفة تحمل هاتفها في يدها وتنظر إليه ببعض اليأس، فلم تلاحظ ذلك الذي وقف ينظر إليها بعيون ذاهلة، قبل أن يهتف بها بصوت حادّ: إيه اللي إنتِ عاملاه في نفسك ده؟

بفزع شهقت إيمان قبل أن تتمالك نفسها وتكتّف ذراعيها وتجيبه بحدّة: إيه شايفني بمشي على إيدي ولّا بنكش في شعري!

بضيق أجاب فؤاد قائلا: شعرك؟ هوّ فين شعرك ده؟!

بارتباك قالت إيمان: إيه اتحجّبت عادي يعني ما في ناس كتير بتتحجّب!

بغيظ وغيرة قاتلة أجابها قائلا: صحّ لكن بيتحجّبوا علشان همّ عايزين كده مش علشان حدّ تاني أمرهم بإنهم يعملوا كده!

توتّرت ملامح إيمان وجادلته قائلة: على فكره محمّد ما أمرنيش ولا حاجه، هوّ بسّ اقترح عليّ وأنا علشان عارفه هوّ بيغير عليّ قدّ إيه حبّيت أسمع كلامه واريّحه

رفع فؤاد حاجبيه وقال بغضب واضح: وهوّ الّي بيتحجّب بيتحجّب في بيته برضه

شوّحت إيمان بيديها وأجابته بسذاجة: محمّد قاللي كده وانا بصراحه مقدرش أزعّله

مبهوتا، مفسّرا كلامها على أنّه عشق لذلك المحمّد، قال بضيق: للدرجه دي يا إيمي!

بارتباك هربت إيمان بعينيها من فؤاد همست كاذبة بوضوح لما كان فوّته ذلك الثائر لولا غيرته التي أعمته: بحبّه و... بيحبّني!

قالتها بخوف وكأنّها تخشى من ظهور مفاجئ له ينفي فيها كذبها الفاضح ويزجرها بكلماته المسمومة، ولكنّها بدلا من ذلك كانت عرضة لانفجار فؤاد الجارف والذي أمسك بعضديها بقوّة وأخذ يهذي بجنون غافلا عن تلك التي خرجت من غرفتها منذ بعض الوقت وكانت شاهدة على حديثهما: ما تتجوّزهوش يا إيمان، أرجوك ما تتجوّزهوش، أنا بحبّك وإنتِ كمان بتحبّيني وأكيد مش ههون عليكِ، سيبيه... سيبيه وهتجوّزك

تهزّ رأسها برفض وفزع وتحاول انتشال نفسها من بين ذراعيه بينهما تهمس برفض: جيجي

برفض لكلّ منطق أجابها: انسيها، وانسيه، هتجوّزك وهاخدك نسكن في بيت تاني لوحدنا

حينها وفي تلك اللحظة بالذات، صوت باب الشقّة يُفتح ويُغلق أجبره على تركها ليفلتها أخيرا بنظرة رجاء أخيرة ولكنّها تجاهلتها بضعف وألم وخذلان، فأين كان كلّ ذلك الإصرار والقوّة سابقا، فلو كان أظهر بعضا منهما سابقا، لو كان أبدى بعض التمسّك لما كان شيئا من كلّ هذه الفوضى يحيط بها الآن

تحرّكت لتعود لغرفتها ولكنّه صوت والدتها يزعق فيها ناعقا أوقفها: إيه ده!

ببرود وانهزام وعدم رغبة في الحديث قالت: إيه يا ماما، عمرك ما شفتِ وحدة متحجّبه؟!

بحدّة نهرتها والدتها قائلة: بنت! اتكلّمي كويّس أنا مش فايقالك ونايمه على روحي من التعب، الحجاب اللي انتِ لابساه ده، لبستيه بأمر مين؟

حينها ترقرقت دمعة من عين إيمان، وفتحت فمها لتجيبها وابتسامة مريرة ترتسم فوق شفتيها، ولكنّ ذلك الغاضب الحاقد أوقفها إذ أجاب: أوامر خطيبها المحترم... عاجبك يا طنط

حينها تأمّلت إحسان ابنتها بعدم رضا قبل أن تتحرّك نحو غرفتها وتقول مخاطبة إيّاه: همّا حرّين وإحنا مالنا!

..............................

أنهى محمّد قراءة الملفّ القابع أمامه فوق طاولة المكتب ثمّ أغلقه بعد أن حدّد بعض الخطوط الرئيسيّة المهمّة فيه، ثمّ أمسك بهاتفه لينظر إلى السّاعة، ليلاحظ حينها عددا من الرسائل غير المقروءة فيه فيفتحها متحمّسا معتقدا أنّها أخته زاكية قد أرسلت له مزيدا من الصور لدميتها الجميلة على تطبيق الواتس آب، فيتفاجأ بأنّ كلّ هذه الرسائل ما هي إلّا صورا كثيرة قد أرسلتها له خطيبته العتيدة

بفضول حمّل محمّد الصور لاسيّما وهذه هي المرّة الأولى التي تراسله بها من بعد ذلك اليوم الذي سافر فيه إلى الأردن، وما إن تمّ تحميل الصور حتّى نظر إليها مستغربا في البداية إلى أن ميّز صاحبتها لينقلب استغرابه إلى ذهول

مرّات ومرّات نظر محمّد إلى الصور عاجزا خلال نظره إليها عن التقاط أنفاسه لا سيّما وهدير قلبه الثائر يستنفذ جلّ طاقته

هل فعلا أطاعته وارتدت الحجاب وبكلّ تلك السرعة؟

هل ظنّ حقّا أنّ ارتداءها للحجاب قد يخفي بعضا من فتنتها؟

لماذا إذا يشعر بأنّها قد ازدادت فيه جمالا ورقّة؟

تنهّد محمّد وأخذ نفسا عميقا قبل أن يمدّ يدا مرتعشة ويمسح على ملامحها الظاهرة أمامه متألّقة مبتسمة ببراءة كما طفلة فرحة

دون أن يستطيع أن يمنع نفسه اتّصل محمّد على رقمها ومع كلّ رنّة كان يصدره هاتفها كان النبض في قلبه يزداد صخبا

كان محمّد فعلا يوشك على غلق الهاتف وبعضا من الخيبة يضرب صدره عالما أنّه ما كان أبدا ليعاود الاتّصال بها من جديد حين توقّف الرنين وقاطعه صوتها المبحوح قائلا: آلو

متكّئا على ظهره كرسيّ مكتبه المريح، أغمض محمّد عينيه حاجبا الدّنيا خلف أهدابه مختبئا خلفها كطفل خجل يظنّ بأنّ العالم لن يراه إن هو لم ينظر إليه وقال: السّلام عليكم

شهقة ونحنحة ناعمة تبعها صوتها مجيبة إيّاه تقول: وعليكم السّلام

هكذا فقط وصمتت، ليقول بجديّة لا يشعر بها قائلا: مبروك الحجاب

بشهقة أخرى وصوت حزين أجابته: الله يبارك فيك

قطّب حينها محمّد وسألها يتوجّس: إنتِ بتعيّطي؟

حينها نحيب ناعم كان إجابتها الوحيدة ففتح عينيه بقوّة وقال: حدّ زعّلك؟.... قالولك حاجه دايقتك؟... والدتك قالت حاجه زعّلتك بخصوص الحجاب؟

إجاباتها على كلّ ما قال كان استمرارها بالنحيب فقط حتّى جاءها سؤاله الأخير فشهقت بقوّة وقالت: قالت... احنا احنا مالنا

كزّ محمّد على أسنانه وكتم شتيمة بذيئة بداخل حلقه والألم في صدره يوغل عميقا فيقول لها بعنف: الله ينوّر عليها هيّ بقى جابت المفيد، ما حدّش ليه أيّ دعوه في أيّ حاجه تخصّك إلّا أنا، إنتِ بتاعتي أنا... خطيبتي وقريبا جدّا... مراتي... وانا بقى ما بسامحش فأيّ حدّ ممكن يدايق أو يزعّل حدّ يخصّني، حتّى لو كانت والدتك ذات نفسها!

حينها توقّف النحيب، بل وانقطعت الأنفاس أيضا على الجهة الأخرى، ليقطّب هو حائرا فيهمس مناديا باسمها فيأتيه صوتها، متردّدا... مترقّبا، تقول برقّة شديدة: عجبتك في الحجاب؟

حينها وياللعجب وجد محمّد نفسه يبتسم، سعيدا بأنّه أسكت بكاءها أخيرا، فقال ممعنا في الكرم، منساقا خلف شفقته عليها، مدركا أنّها رغم كلّ عيوبها، ليست إلّا ضحيّة أخرى لأمّ أنانية لا تملك من الأمومة سوى الاسم فقط: زيّ القمر!

.................................................. .................................................. ......................












bambolina غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس