الفصل السابع
لماذا لا نقدر على التخلي عن الماضي؟
جلست على الكرسي تلاعب أصابعها بقلق وتوتر لقد غادر مع بهاء للأسفل وهي متأكدة أنه سوف يسأله وأكثر من متأكدة أن بهاء لن يجيبه,
نظرت للحائط أمامها وفكرة واحدة في بالها هي أن نزار لن يهدأ حتى ينبش كل ماضيها ,لن تقدر على النظر في وجهه إذا ما عرف
مسحت وجهها وهي تفكر أين تذهب
ليصيح صوت بداخلها ...إلي أي مكان لعين المهم أن لا يكون نزار فيه
تحاملت على جسدها المرهق وذهبت للباب كي تخرج قبل طلوعه ..لكن الحظ لم يكن بجانبها كالعادة لأن الباب فُتح وكان نزار خلفه ...والذي رفع حاجبه وهو يراها أمامه ليسألها بحده:
-إلي أين ؟
-للجحيم
ردت بحدة وهي تشيح بيديها فاقترب منها وهو يغلق الباب خلفه قائلا بوجوم :
-إذا أهلا بكِ فيه
ثم أغلق الباب بالمفتاح :
-لأنك لن تخرجي من هنا حتى أفهم كل ما يحدث ..وكل هذا العرض الذي حدث مع بهاء
كتفت يديها أمامها وهي تهز قدميها :
-ليس لك شأن بأي من هذا ..
-اممم ليس لي شأن ...
مسح شعره وهو يتخطاها ليجلس على الكرسي أمامها :
-إذا هل يمكنكِ أخباري أين ستذهبين ؟
-أيضا ليس لك شأن في هذا
وضع قدميه فوق الأخرى وابتسامة مغرورة على فمه :
-في الواقع لي كل الشأن ..لقد خاطرت بأشياء كثيرة من أجل حصولك على الطلاق والنفقة... صدقيني بدون مساعدتي لن تحصلي على قرش من هاني
شحب وجهها وتراخت يديها :
-ماذا تقصد ؟
-أقصد أن نجاحك في الحصول على أموال من ذلك القذر مرتبط بي أنا
جزت على أسنانها بقوة وهي تصيح :
-أنت حقير
هز رأسه مستمتعا :
-أعلم
ضربت الأرض بقدميها وهي تسبه بداخلها لتلفت له :
-ماذا تريد ؟
أشار للكرسي بجواره :
- اجلسي أنتِ متعبة بالفعل
ضربت يديه بقوة :
-اللعنة ! لا تشعرني وكأنك تهتم ..ماذا تريد
تأملها ببرود ولم يظهر على وجهه أي تأثر بكلامها فزفرت بقوة وهى تجلس ليقول بهدوء أثار حنقها :
-لم لا نبدأ بـ من أين تعرفي بهاء الذئب؟
بلعت ريقها بصعوبة وأشاحت وجهها بعيدا ليزمجر :
-غــــزل !
تحاملت على نفسها ونظرت له وهمست بهدوء :
-هل أخبرك بهاء لم يسمي بالذئب ؟
هز رأسه مفكرا :
-لا ..ما علاقة هذا بسؤالي ؟
بصوت متحشرج ردت عليه :
-أنا من أعطيته هذا الاسم .. عندما ..عندما كنا في الإصلاحية
تصنم نزار في مكانه وهو يعدل جلسته هامسا :
-أنتِ كنتِ معه في الإصلاحية ؟
هزت رأسها وهي تشعر بالخزي لأول مرة من قولها ..دائما كان دخولها للإصلاحية الشيء الوحيد الذي تفتخر به أمام نفسها ..إذا لم الآن تشعر
بالعار وهو ينظر لها هكذا ؟!
-هل تعرف لم كان بهاء هناك ؟
هز رأسه وهو يجيب بوجوم :
-نعم بسبب مريم ..لكن السؤال الصحيح ..لما كنتِ أنتِ هناك ؟
سألها وهو ينظر لعيناها مباشرة فزاد شحوب وجهها وهي تتراجع للخلف ....يكفي لن تقدر أن تخبره أكثر أغلقت عيناها بقوة وذاكرتها تهاجمها بعنف
*الإصلاحية (الأحداث): هي مكان مثل السجن لكن للأطفال الذين لم يتعدوا السن القانوني 18 عاما