:- صباح الخير
قالها سليمان همسا لها وهو يراها تخرج من باب شقتها كان ينتظرها منذ ساعة كاملة خوفا من ان تخرج وحدها وتذهب لعملها وحدها وهو ما قد يدفع بغضبه لاماكن لا يرغبها الان في الهدنة الجديدة بينهما
لم ترد وهي تتجاوزه ليمسك يدها بحزم ويشبك اصابعها باصابعه رغما عنها في طقس بات يومي له يكاد يعد اللحظات التي تفصل بينهما حاولت تخليص يدها منه دون ان تقدر او تستطيع نظر اليها ليميز ملابسها الجديدة فستان من الصوف كان يلتصق بجسدها في اماكن خطرة قد يقتل احدهم ويقتلها ان خرجت للشارع معه هكذا فتوقف واوقفها وهو يقول
:- لن تخرجي بهذا الثوب
نظرت اليه كمن ينظر لمجنون وقالت بصوت كاره
:- الامر لا يخصك يا ابن السلطان
:- بل انه يخصني يا ابنة السلطان وزوجة ابن السلطان لن تغادري المكان بهذه الهيئة المثيرة للـــــ
توقف بينما اكملت هي
:- للاشمئزاز ؟؟؟؟ للكره ؟؟؟ للنفور ؟؟؟؟ مثيرة لماذا سليمان ؟؟؟ لقد قلتها كلها من قبل وقلت كلمات اكثر سوءا ووقعا منها فلم التردد الان ؟؟؟؟؟ استطيع ان اعيدها لك كلها ان اردت
نظر اليها بغيض واعجاب اعجاب خفي بات يتسلل كل يوم وكل لحظة ودقيقة يمضيها معها مع كل كلمة تقولها وكل موقف شجاع اعجاب بعيد كل البعد عن ذلك العشق الاعمى الاسود الذي لا زال حبيسا كمارد المصباح منتظرا يدا تحرره اعجابا بها الان وهي تنظر اليه هكذا كمن لا يخاف كمن لا يملك ما يخسر فقال مجيبا بينما نظراته تطاولت للنظر الى مقصده
:- كنت ساقول مثيرة للاعجاب ولكن ان كنت ترينه انت كل هذا فالافضل ان تغيريه في الحال
فغرت فاهها وتلون وجهها على الفور بلون فاتن سحره جعله يفلت يديها ويمرر اصابعه على وجنتيها المتلونتين ويقول بهمس
:- تعالي معي هند ويكفي كل هذا تعالي برضاك وانت تعلمين ان لا طريق لك سواي ولا مهرب لك مني
دفعته بكل ما تملك من قوة دون ان تزحزحه من مكانه وهي تقول بانفاس مخنوقة من موجة بكاء داهمتها
:- افضل السير الى الموت سليمان على ان اساق لك من جديد ابدا لن تحضى بي الا جثة ميتة وانا لا اتحملك الان الا لانني الفت المكان هنا ولا اريد مشاكلا واقوالا تطالني والكل يعرف بانني قريبة لكنان لاجل هذا فقط
اصابعه التي كانت تداعب وجهها اغلقت شفتيها بقوة وهو يقول لها بصوت بدا لها كغلي المرجل الغاضب
:- اياك ان تذكريه مرة اخرى وان رايتك تحاورينه ساقتله دون ان يرف لي جفن وان مررت من جانبه يوما ساحرص على ان افقا له عينه حتى لا يميزك بين النساء وان وقفت قريبة منه ساكسر لك رجليك والان هيا الى الداخل وغيري ملابسك المثيرة للقرف في الحال او انسي امر العمل
افلتها بفظاظة لتسرع هاربة منه وقد كادت ان تفقد دفق الشجاعة ذاك تحت انظاره المهددة التي اعادتها رغما عنها لتلك الايام وبسرعة البرق غيرت الثوب بواحد اخر واسع بلون اصفر وورود برتقالية وبنية كان جميلا جدا ابتاعه لها كنان لتحضر به عرسه حين عادت اليه مرة اخرى رات اشتعال عينيه بالغضب لتقول قبل ان ينطق
:- لا املك غيره ليس لدي الكثير سوى ما جلبه لي كنان
تعلم انها تجازف مع غضبه ولكن الامر يمتعها ينعشها ان تراه غاضبا هكذا دون ان يجرؤ على مسها ان ترى عذابه بعينيها حتى ولو كان عذابا هينا لا يقارن بما نالته على يديه فالامر كان مرضيا لها حقا
:- اذا سنشتري الملابس اليوم
:- لا اريد
:- اذا ستبقين في المنزل لانك لن تذهبي لاي مكان بهذه الملابس الامر عائد لك
:- ساخبر فارس
نظر اليها بنظرة اخبرتها كم انها ساذجة لقولها ذاك وقال
:- وكانه يهمني ..... لن اعيد على مسامعك كونه قد سلمك لي حرفيا انت وكل ما تمثلينه من وجع راس بل ساخبرك بانك زوجتي وامرك عائد لي انا وحدي
كان وجهها لوحة من الالم والوجع والجرح كان ظاهرا على ملامحها وهي تستدير عائدة للبيت ليمسك بيدها ويعيدها اليه رغما عنه ويقول
:- انه حقك علي هند وحقي انا لا اي احد اخر لن تلبسين الا من اموالي انا ولن تاكلي الا من اموالي ولن تصرفي الا من اموالي انها حقوقك وحقوقي هيا لنذهب الان اخبريهم انك لن تحضري
كانت تنظر اليه كمن ينظر لمجنون لا بد انه مجنون من نوع ما لكي يتغير مزاجه بين لحظة واخرى ولكنها تريد ان تعمل وهو ورغما عنها مسلط على احلامها على وجودها وكيانها الصغير الذي بنته من العدم تقدمته ليمسك بيدها بذات الطريقة الفظة ويشبك اصابعه باصابعها كما اعتاد وباستكانة بعيدة عن الاستسلام اسلمته يدها ليقودها نحو ماذا ؟؟؟؟؟ لم تعلم ولم يهمها ان تعلم في تلك اللحظة سوى انها ستكلفه كل فلس يملكه بتلك الرحلة الى السوق ولن تتوقف الى ان يعترف بانه افلس !!!!!!!!!!!!
|