عرض مشاركة واحدة
قديم 07-07-18, 01:09 AM   #55

جواهر بني صخر
 
الصورة الرمزية جواهر بني صخر

? العضوٌ??? » 426023
?  التسِجيلٌ » Jun 2018
? مشَارَ?اتْي » 492
?  نُقآطِيْ » جواهر بني صخر has a reputation beyond reputeجواهر بني صخر has a reputation beyond reputeجواهر بني صخر has a reputation beyond reputeجواهر بني صخر has a reputation beyond reputeجواهر بني صخر has a reputation beyond reputeجواهر بني صخر has a reputation beyond reputeجواهر بني صخر has a reputation beyond reputeجواهر بني صخر has a reputation beyond reputeجواهر بني صخر has a reputation beyond reputeجواهر بني صخر has a reputation beyond reputeجواهر بني صخر has a reputation beyond repute
افتراضي جواهر بني صخر،رواية رحلة عذابي انا

رواية رحلة عذابي انا
بارت (6)
بعنوان #نفسي_استعيد

الابتعاد عن مسببات الكدر من اهم اسباب السعادة والسلامة.
تلتزم غرفتها وجناح الخادمات فيه من الراحة الكثير ، وسعاد تجد في ملاك الاخت والصديقة التي طالما تمنتها ، رغم عدم تفاعلها معها سواء في الحوار او بالتعابير والانطباعات ، ربما هذا افضل ؛ ف سعاد ثرثارة الى حد كبير وتحب السيطرة في الحديث والجلسات.
امها تحبها كثيراً ومتعلقة بها جداً ، وتخاف عليها حد الموت وملاك لرؤيتها هذا الحب والحنان تتحسر على ما فاتها من حب أمها وحنانها ولكنها ارادة الله ولا اعتراض على حكمه.
ام عبد الله بعد ان رأت حجم الضرب الذي لاقته ملاك من ابيها آثرت الابتعاد عنها وعدم الاحتكاك بها خاصة مع تطمينات سعدية المستمرة لها ان هذه البنت تحت السيطرة والمراقبة ، وهي تثق بسعدية كثيراً وتثق باخلاصها وأمانتها.
دخلت حنين بضجر من اولادها ومناوشاتهم التي لا تنتهي : بسك عاد انت وهي صراخ زيادة احرمكم من الجية معي ، يلا روحوا العبوا بدون ازعاج.
سحر بطاعة وفرح : حاضر ماما ، يلا سيف ، يلا سمر وراااي .
حنين بحرص : عينك عليهم لا يبعدوا
خرج الصغار فرحين مستمتعين ، وعادت هي الى وجومها والضيق على وجهها .
ام عبدالله بحنان : هلا ماما ، ليه متضايقة عسى ما شر.
حنين بشكوى : تعبوني الصغار ما امون عليهم ، والافندي ما له شغل كل تربايتهم علي لحالي !!
قاطعتها امها : الله يعينه جوزك مسؤوليات كبيرة يتحملها ، وانت المفروض تساعدينه ما هو طول الوقت شكاوي ، كذا تهججينه منك .
حنين بغبن : يعني صاحباتي اللي بعمري طول السنة سفرات وطشات وشمات هوا واطلبي واتمني ، انا حتى شوف ما اشوفه ، يا مناوب يا طوارئ ......اوووف والله شي يملل .
ام عبدالله بمزح : عاد هاذ اختيارك واتحمليه هههههه.
علي ينزل من الدرج ويستمع لضحكات امه ، وبانشراحٍ ملاحظ : الله لا يحرمني من هالضحكة ، وين زمان ما سمعناها يا وردة الدار .
ام عبدالله : الله ينتقم منها اللي نكدت علي حياتي ، ويخليلي اياكم دوم حولي وحوالي .
علي : يما عاد منك ، سالفة وعدت انسيها وافتحي صفحة جديدة.
حنين بقهر : وشلون انتهت وهالشيطانة صارت بحلوقنا وانكتبت علينا .
ام عبد الله : مقهورة على خالد وحالته ، حتى قعدة بالدار ما عاد يقعد ، الا غصب يا يشتغل يا مسافر ؛ والله كاسر خاطري كانه يهرب مننا ومن العالم كلها .
علي بتخفيف : يما الله يهداك ؛ خالد من قبل شغله مستقل ووده تركيز ، بس انت مزودتيها ، وتحبيه اكثر مني لو اغيب شهر ما تسألي عني
ام عبد الله : انا ما اسأل عنك ، والا انت الي ما ترد ، ابغى اخطب لك وافرح بيك وانت تطنشني !!!!
حنين : اما شفت لك بنت يا علي ، تقول للقمر قوم واقعد محلك ، بنت عز وذوق وا
قاطعها علي : هو وقتي الحين خل نخلص من عبدالله وجيزته وبعدين يفرجها الله ، انا تأخرت عالشغل .
ام عبدالله : ما ودك تفطر .
علي : لا مستعجل ، ولا تنسون تجهزون العصر جايب عمال الصيانة للمسبح ، ما لنا غنى عنه، يلا سلام
بحنان كلتاهما : الله معك وييسر امرك .
حنين : شفتي يما كل ما تجيبين له سيرة الجيزة يتهرب .
ام عبدالله : لا تخافي ، بس يشوف اخوه معرس ، يغير رايه .

لا زال جسمها ضعيفاً وتؤلمها الحركة الكثيرة ، مع ان الرضوض في جسمها اخف ، الا ان آلام يدها اليسرى وكذلك فخذها الايمن لا زالت تؤرقها وتأخذ لها مسكنات باستمرار.
في قلبها مع كل آهة الم يتنامى حقد ويتضاعف على كل فرد في هذه العائلة البغيضة ، بدءاً من المدعو ابيها ، الى اصغر نفرٍ من افرادها ، وكلها تصميم على الانتقام من ظلمهم وجبروتهم.
ايه النظرة دي يا بت دانت بتخوفي ، قاطعها من سرحانها كلمات سعدية الساخرة .
نفسي كدا اشوفك فاردة وشك مبتسمة ومتفائلة للدنيا!!
هذه الكلمة لوحدها كانت كافية لتجعلها تبتسم بسخرية محضة ، اي بسمة واي دنيا واي حياه واي تفاؤل وهي لم تذق فيها سوى طعم الذل والاهانة والحرمان وختمتها بتشويه سمعتها فأي معنى لوجودها اااااه وبداخلها وجع ينوح : نفسي بس استعيد نفسي الي ضاعت من كان عمري ثمان لما كنت اشوف الحياة كمملكة وانا اميرتها وطموحاتي ما لها حدود ، كان كل صعب في عيوني يهون ، كان التحدي والغرور اميز صفاتي ، كنت اناظر البشر بعين قوية ، اول ما كسروا بي كرامتي وكبريائي بالضرب والاهانه والتجريح وب مين بامي اعز انسان على روحي ، اخترت اتنحى لعواصفهم وابتعد قدر الامكان وكفيت خيري وشري لكن بالنهاية خسرت حتى سمعتي وباقي كياني.
اغمضت عينيها بضيم شديد علق بروحها وجسدها .

اقترحت عليها الخادمات مرافقتهن للاشراف على تهيئة الاستراحة حول المسبح لاتمام عمليات الصيانة هناك .
جلست تحت مظلة تستمع للاحاديث وتجول بنظرها بين خلايا العمل الدؤوب والمنظم ، العمل عبادة هذه كلمة سعدية وصدقت ، فكرت ملاك ان تتعلم صنعة ما قد تفيدها بالمستقبل ، وعدتها ريما ان تعلمها التطريز عندما تشفى اصابع يديها وسوني طلبت منها مرافقتها لتعلمها صنع الحلويات بانواعها ، وربما مع الايام تصبح عندها مهارات اخرى على سبيل المثال ام عزمي التي تزود المنزل بالخضر والبقوليات ومواد اخرى تقول انها في منزلها عملت مصنع مصغر وتؤجر فتيات لمساعدتها في تنقية الخضار وتغليفها وهذا وفر لها دخل جيد.
قطع افكارها صوت دخول رجال على الاغلب العمال ومعهم علي هذا دينامو البيت حتى في قصر جده ، وكعادته يرتدي ملابس رياضية تساعده على العمل وكاب على راسه عن اشعة الشمس ، وسيم ومبتسم كعادته ويجامل الجميع وابعد ما يكون عن الغرور .
انكفأت في زاوية ابعد ما تكون عن مرمى بصره ، فلا ينقصها المزيد من المشاكل ، تنظر الى العمل الدؤوب والتنظيف وتصريف المياه الزائدة والمكلورة عبر قنوات متعدده تتبعها بنظرها ، وان احست بخلل في الامر لم يعجبها ولكن ما لها بهذا فالامر لا يعنيها.
غفت دون ان تشعر واستيقظت فجأة على صوت الخادمات ونداء وصراخ ، الكل بنفس النغمة والاسم
سمر ، سمر
اقتربت سعاد وهي تبكي : وانا مالي ماما بتئولي ليه ما خدتش بالي منها ، طب ماهي اختها كانت معاها!!!
احدى الخادمات بتوجس : ساعة ونس بنت لا شوف ماما ينجن ماما حنين اصرخ .
فهمت ملاك ان الطفلة الضائعة هي ابنة حنين وعمرها ثلاث سنوات ، في داخلها شعرت بشيء من التشفي والغل ، لكن سرعان ما زال هذا الشعور فهي لايمكن ابد ان تتمنى الاذى لطفلة .
الكل يصرخ وقد فقد عند اغلبهم الامل حتى انه تم ابلاغ والدها الذي جاء مسرعاً مشوشاً ولكن اين تذهب فالبوابات مؤمنه تماماً وكاميرات المراقبة اخر ما التقطت صورتها تلعب مع اخوتها ....
ملاك شعرت بشيء من الكدر والضيق لا تدري لكن في بالها شيء وتحتاج الى شيء من التركيز !!!
نعم لقد شعرت بخلل ما!!! صح ؟؟ هناك عدم انتظام
نعم ...نعم ...قنوات الماء صحيح اكيد الطفلة لا بد انها هناك..
اخذت تركض وبجنون لفتت الانظار اليها
الكل ينظر الى هذه المجنونة التي تمشي في ممرات الماء الضيقة وتفتح كل منهل تمر منه ثم غطست بوجهها في احد القنوات حيث يبدو ان هناك منهل جانبي المفروض ان تمر الماء منه ولكنه مغلق لذلك الماء يغير مساره تلقائيا وفي اعلى المنهل فتحة صغيرة يتسرب منها الماء الى الداخل .
اخرجت ملاك رأسها من الماء وقد تبللت تماماً بالماء المكلور الذي اصبح يحرق جسدها بقوة خاصة مع جروحها التي لم تلتئم بعد ، والعاملون ينظرون لها بسخرية والخادمات بدهشة ماذا اصابها!!!
وباعلى ما اعطاها الله اياه من قوة في تلك اللحظة صرخت باعلى صوتها : علي علي بسرعة يا علي لحق البنت يا علي ..
علي ومعه محمود زوج حنين ركضا بدون وعي نحو ملاك التي اكملت وبنفس متقطع : هذا المنهل مغلق اكيد سمر هنا ، بسر بسر عة لا تغرقها المي!!!
ازاحها علي بسرعة عن طريقه وغاص هو ومحمود ولحقهما باقي العمال وفتحوا المنهل الذي ينفذ على قناة صغيرة لها منهل آخر هو ايضاً مغلق وقد قاربت القناة على الامتلاء بالماء وسمر الصغيرة تحاول جاهدة التنفس والصمود في الماء اسرعوا باخراجها ومحاولة انعاشها وسرعان ما بدأت بالصراخ والنداء على امها التي اقبلت كالمجنونة تحضن ابنتها وتقبلها وهي تصرخ .
جسد ملاك الذي يصرخ الماً من اثر الكلور دفعها للمرور من بينهم لتعود الى غرفتها وتغتسل .
لكن صوت محمود المستغرب اوقفها : انت شلون دريتي انه بنتي هني والله لولا رحمة ربنا ثم انت كان ماتت البنت وغرقت .
نظرت حنين بحقد على ملاك : انت سكرتي على بنتي ودك تموتيها ، ودك تقتلينها يا مجرمه ؟؟.وهجمت عليها وبدأت تضربها بدون رحمة وبصعوبة استطاع محمود وعلي ابعادها عنها .
واخذتها سعدية الى غرفتها وهي تئن من شدة الاوجاع .
الطبيب طمأن العائلة على صحة الصغيرة التي كانت نائمة في القناة ولم تستيقظ الا عندما غمرتها المياه ، ولكنها تحتاج الى علاج لتنفسها الماء المكلور ، ولله الحمد امورها بخير والكل يتحمد الله ويشكره .
محمود وعينيه على زوجته : مين هاذي البنية ، وليش اتهمتيها شو بينك وبينها ؟
تلعثمت حنين وادارت عينيها نحو والديها علهم ينقذونها من الاجابه ، وفعلا ام عبدالله اصطنعت اجابة : هذي قريبة واحدة من الخدامات جاية زيارة وحنين ما تعرفها فكرتها بتخطف سمر والله لطف .
واضح ان الاجابة لم تقنع محمود الذي يشغل منصباً كبيراً باحدى الوحدات الامنية ، فاجاب باقتضاب : اعطوني اسمها وانا اتأكد من معلوماتها
ابوعبدالله بتوجس : ماله داعي البنت عالبركة وما ظنيتها تاذي حد .
قطع عليهما الكلام دخول سحر مع اخيها سيف الذي كان يبكي بحرقة وخوف!
علي كان يسرح بنظره عند البركة يراجع ما حصل وكيف حصل ، شاهد سعدية من بعيد ، ركض جهتها وسألها : شلون البنت ؟؟؟
سعدية بحزن : يا ئلبي عليها الكلورين اسر على جسمها اوي وهي لسا جروحها عميقة ما التئمتش ، اهو اديني كل شوي بدهن لها وربنا يشفيها .
تركها علي ودخل المنزل وفي الداخل سيف يصرخ باعتذار انهم كانوا يلعبون : والله يبا نلعب استغماية وانا سكرت عليها وما كان في مي ، وبجوح واضح : بعدين نسيت وين مكانه وخفت تعاقبوني وانخرط في بكاء حاد .
قررت حنين وعائلتها الصغيرة البقاء في القصرعدة ايام وهم شاكرين رب العالمين الذي سلم هذه الصغيرة من موتٍ محقق .
اما ملاكنا حتى المسكنات لم تنفع في تسكين آلامها وجروحها الملتهبة ، صراخ وانين لم تقو على كتمه ، سعدية استأذنت ام عبدالله في اخذها الى المشفى لكنها رفضت ، بحجة انها تستحق ما نالها ، لقد رأت الطفلة تختبئ وبقيت متكتمه حتى كادت الطفلة تفقد حياتها ، وفي الحقيقة هي فقط خائفة من فتح تحقيق في المشفى عن اسباب جروحها.
اكتفت سعدية باحضار ابرة مسكن قوية من الصيدلية واعطتها اياها ، فتخدر جسمها واغمضت عينيها في سبات ٍ لطالما تمنت ان لا تستيقظ منه ابداً.
لكن الجوع ألمها الاكبر أبى الا ان يوقظها من نومها العميق ، ابتسامة سعدية دواء وبلسم للروح ، احضرت لها صينية الطعام واكلت بنهم شديد ، سعدية ذهبت الى القصر لمتابعة الضيوف وعلى رأس الاهمية العروس هبة مع امها ، جئن للاطمئنان على الصغيرة .
قررت استغلال غياب سعدية والخروج ليتنفس جسدها المنهك شيئاً من هواء الليل المنعش.
اصوات الاطفال ولعبهم تحيي هدوء الليل وتكسر صمته ، لم تجرؤ نور وسحر على الاقتراب جهتها بعد ضرب ملاك لهما ، يبدو ان هذا ما يجب ان تفعله ل رماح وحنين حتى لا تتجرءا على ضربها وشتمها مرة اخرى.
يبدو انه لا يعيش في هذه الدنيا الا القوي .
ميزت صوت تعرفه جيداً من تلك الليلة الكئيبة في استراحة الرجال ، كان واقفاً بقرب المسبح مع علي ويتحدث بانسجام ، اظن اسمه عامر ، ااااخ ما اسوأ ذلك اليوم ليتني لم ادخل الاستراحة ، وليتني خرجت عقب خروجهما من القاعة ، لماذا بقيت ؟ ولماذا نمت ؟ ، وذلك الحقير خالد استغل الموقف ، لكن الله سلمني منه ، وما الفائدة وسمعتي وشرفي تلوثت ااااااه ومع التنهيدة : الله يريحني من حياتي كلها!!!.
جاء الى القصر محبطاً فهو يتعمد ان يغرق روحه بالعمل حتى يتناسى مصيبته ونكسته ، لكنه مضطر للعودة ليطمئن على سمر الصغيرة بعد ان اخبره عبدالله بنجاتها من الموت ركن سيارته ونزل بهدوء ، سمع ضحكات علي وصديقه عامر فقرر الذهاب للسلام ، عامر صديق عزيز له ايضاً وكثيراً ما كانوا يجتمعون في استراحة قصر الجد للترفيه .
سلك طريقاً مختصراً ، رأى من بعيد خيال فتاة ، واضح انها تنظر باندماج جهة علي وعامر اقترب بحنق ف حتى لو كانت خادمة لن يسمح بهذا ، نظرت بخوف الى القادم المصعوق اكثر منها ، تمالك نفسه فما يسيطر عليه الآن الغضب وليس الخوف كما المرة السابقة ، نظر في وجهها المنتفخ وبغضب : وش تساوين هني ؟؟؟؟
لم تعره اهتماماً ، ادارت رأسها وعادت بسرعة الى جناح الخادمات ، فهي لا تريد المزيد من المشاكل ولا حمل لها لضرب جديد ؛ ما فيها من آلام وجروح يكفيها ويغنيها لشهرٍ كامل.
استغرب هروبها وخوفها بعكس المرة السابقة ، وأدار الاسباب برأسه !! هل من الممكن !!! لماذا لا ؟؟؟
الشيء المقتنع به دائماً ان تلك الطفلة ابعد ما تكون عن العفة والطهارة وانها معتادة على دخول استراحة الشباب وان لها علاقة او اكثر ، هل يمكن ان يكون عامر ؟؟؟
هذا الصديق الذي يدخل بيوتنا كذئبٍ متخفي ! ولما لا والا لماذا تنظر له هكذا ولماذا خافت مني وهربت ؟.
صوت من داخله : لكن عامر صديق الطفولة وعمرنا ما شفنا منه الا كل خير وتقوى وصلاح ، وش هالوساوس الشيطانية ، فعلاً انها شيطانة مثل ما تسميها الوالدة !!
اااخ ليتني لم اعد الى البيت ، ناداه علي : يا هلا بالغائب ، وينك زمان عنا ؟
بغموض : وين عامر ، هالحين شفته معك ؟
علي : عنده شغل ، انا ناديته يعاين شغل المسبح ويقيمه ، تعرفه خبير دولي هههههههههه.
خالد : الله يسترنا من شغلك ومسابحك كان راحت الصغيرة.
تحول لون علي الى السواد والوجوم الشديد : الحمد لله الله سلم ، الله سلم ، خلنا نطمن عنها .
في القصر رأى الوجع الآخر الذي يحاول جاهداً ان يتناساه ، هبة بكل اناقتها وجمالها وضحكتها ، اسرع في غض بصره وابتلاع غصته ، توجه الى اخته حنين وقبل رأسها وهنأها بسلامة سمر ، جلس قليلاً ثم استأذن للذهاب للنوم ، رغم ان الكل يحثه على الجلوس والعشاء معهم ، اعتذر بهدوء وذهب الى جناحه.
حمام بارد لم يطفئ نيران عقله وقلبه ، قلبه مشغول بكيفية نسيان هبه وعقله مشغول بمصيبته الشيطانية .
لبس ثيابه على عجل وخرج باحثاً عن سعدية ، وجدها في صالة الطعام تشرف على اعداد المائدة للعشاء ، ناداها الى صالة اخرى وبكل جدية : البنت الي عندك ليه تخلينها طالعة وداخلة على كيفها ، ما نبهنا عليك عيونك عليها.
سعدية مستغربة جداً من شدة التحريص الدائم على هذه البنت المسكينة والبريئة في نظرها ، اجابت بهدوء : والنبي البت دي غلبانة دي لولاها كان ...
قاطعها بغضب : ما طلبتك رايك فاهمة انا بنبهك انها ما تخرج من غرفتها ابد ، مهما حصل ، وان شفتها مرةٍ ثانية طالعة ما يصير طيب .
قال هالكلمتين وغادر غاضباً ، بينما سعدية عزت عليها نفسها ان يصرخ فيها هكذا ، وعزت عليها تلك الطفلة المكروهة من الجميع ، وفي ذات الوقت كلها استغراب من تدخل خالد في ملاك وما شأنه بها ؟؟.
بات ليلته بنوم مضطرب كعادته ، اما في الجناح المجاور فهناك من استيقظ مذعوراً من نومه على صوت صراخٍ داهم احلامه : علي علي بسرعة يا علي لحق البنت يا علي !
استعاذ بالله من الشيطان الرجيم ، وصورة وصوت وحالة البنت المشوهة لا تفارق خياله ، هو بطبعه حساس ويكره الاساءة لاحد ويعامل الجميع بلطفٍ وتواضعٍ جم ، وما أشعره رؤية ابنة عمه وما فعلته اليوم ، احتل حيزاً كبيراً من ذاكرته المرهفة ، وفي نفسه : البنت ذي ما هي زي ما يقولون ما اكذب عيوني واحساسي ! .
واستمر في تقلبه وكوابيسه المزعجة وافكاره المتلاحقة.

ام اسلام بعصبية : ما يصير يا ولدي توصلنا وما تسلم على خالك واولاده ، وتتحمد لهم بسلامة البنية ، وش يقولون عنا!
اسلام باختصار : عندي اشغال ما اقدر أأخرها ، ازورهم مرة ثانية.
نزلت ام اسلام وابنتها من السيارة واستعد اسلام للمغادرة في لحظة خروج عبدالله من القصر بسيارته .
نزل بسرعة وتوجه الى اسلام يدعوه للدخول ، اسلام رفض وهم بالمغادرة لكن عبدالله ركب معه في السيارة وقال ببساطة : وين ما تروح خذني معك اريد نتكلم زمان ما جلسنا مع بعض .
ام عبدالله تحب اسراء كثيراً ويعجبها جمالها واناقتها نعومتها على رقتها وتتمنى ان تصبح زوجةً لأحد ابنائها ، لذلك اكثرت من الترحيب بها واصرت على علي وخالد بضرورة السلام على عمتهما والترحيب بها .
جاءا ورغم الوسامة المميزة التي تخفي التعب والارهاق من الليلة المزعجة لكليهما الا ان قلب اسراء لا يرى ولا يخفق الا لاصغرهما سناً ، احمرت وجنتيها وتبعثرت نظراتها وارتجفت اوصالها ؛ فرغم المصيبة التي حدثت هي لا يمكن ان تنسى حبه ومشاعرها تجاهه ، هو حلمها منذ الطفولة .
روعة بسخرية : علامك كذا وجهك قلب طماط ، خير وغمزتها بعيونها وبصوت اخفض : لتكوني خقيتي على اخواني ادري بهم يذبحون قلوب العذارى ههههههه .
جحرتها اسراء بعينيها وبتوعد : حسابك بعدين يصير خير.
علي بابتسامة : طمنينا اسراء ايش ناوية تشتغلين بعد ما تخرجت .
اسراء بنعومة : اسلام يبغى يشغلني مديرة تحرير لوحدة من المجلات الالكترونية اللي يديرهن ، لكن انا مأجلها شوي لبغى ارتاح من تعب الدراسة.
خالد عند سماعه اسم اسلام تذكر ما فعله ، سأل بهدوء :وينه اسلام ليه ما جا معكم .
ام اسلام : عنده مشاغل ما يقدر يأخرها.
اسراء وجدتها فرصة تكلم خالد : اي ماما لكن عبدالله شافه وطلع معه بالسيارة ، اكيد هالحين هم سوا .
خالد استأذن وخرج بسيارته ، اتصل على عبدالله وبهدوء : وين انتم ، ولا تحسس اسلام بشي
في المقهى وجلسة هادئة في صباحٍ لطيف مع رائحة القهوة ، كان عبدالله يحادث اسلام المتشكك بكل ما حصل مع خالد في ذلك اليوم ، دخول خالد المفاجئ وسلامه الهادئ دفعه للقيام والاستئذان لكن خالد امسك بيده ، واتصل على وليد وقاله يفهم اسلام بالي حصل ، مع ان خالد قاطع وليد واستراحته ، لكن لا بد من هذا الاتصال حتى يبرئ نفسه امام ابن عمته ، ولأن اسلام يعرف وليد جيداً وكذلك يعرف مهيب وكان صديقه في الطفولة وسمع بانقلاب احواله وادمانه المخدر ، ربط الاحداث معاً وان كان لا زالت تتمة القصة غير مقنعة له.
غادر متجهاً ليأخذ امه واخته وكذلك ليطمئن على الطفلة ويهنئهم بسلامتها دخل ساحة القصر منشغلاً بهاتفه ، لكن نبهه صوت سعدية وهي تحادث شخصاً ما : احمدي ربنا ان ام عبدالله وافئت اخدك على دكتورة جلدية اعرفها ، ما تعاندنيش بئا ، خلي نهارنا يعدي على خير .
صاعقة اصابته ، او صدمة ، او ان عيناه فيهما خلل ، هل هذه ملاك !!! معقول !! ماذا حصل لها ومن شوهها هكذا ؟؟؟
وقف امامها مذهولاً : مين سوى فيك كذا ؟؟
سعدية بتدخل : بيئولوا الي ما يتسمى ابوها ربنا ينتئم منه .
لا وما سدئت تتحسن راحت رامية روحها في المية المتكلورة عشان تنقز البت فرح يا بختها المتنيل التهبت جروحها من جديد.
اسلام بغصة : انا الحين اوديكم احسن طبيبه بالمنطقة.
صعقة ثانية خلال دقيقتين فقط : ما حد طلبك تتدخل وهذا شي ما يخصك.
سعدية باعتذار : جرى ايه يا بت عيب عليك دا اسلام بيه سكرة وعايز يساعدنا ، ما يصحش تكلمي كدا .
ملاك بغضب اكبر مع صوتٍ متعبٍ رفيع حاد : والله من تدخل فيما لا يعنيه لقي ما لا يرضيه ، يلا مشينا احسن ما ابطل وارجع .
سارت ولحقتها سعدية التي اعتذرت من اسلام بلطف .
قلبه لم يتوقف عن الصراخ وعينيه اصابهما شلل باتجاه واحد ، وجسده اعلن العصيان فلم يتحرك قيد انملة وكل ما فيه يتتبع هواه الثائر المتحدي رغم جراحه الكثيرة .
لاول مرة يسمع صوتها ، صدقت ظنونه هي ليست مريضة ، لكن كيف سلمت نفسها لخالد المخدر ، وهل نال منها شيئاً ، نار تحرق صدره اجبرته على المغادرة تاركاً امه واخته واحلامه وراه.......
انتهى الفصل


جواهر بني صخر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس