عرض مشاركة واحدة
قديم 17-07-18, 08:54 PM   #5341

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي


الفصل السابع عشر

بيت الصائغ .. غرفة عبد الرحمن ورباب



تنظر بعبوس من شق بسيط في جانب الستارة المغلقة تراقب ملامح اختها رقية التي كانت بدورها تنظر ناحية رعد المبتعد الى اخر الشارع ..

تركز رباب في وجه رقية بتلك التعابير التي كست ملامحها .. تعابير لم ترها رباب يوماً !

الامر بات يقلقها .. يقلقها ويغضبها في الوقت ذاته .. داخلها يتصارع بين الحالتين ...

قلق تلقائي على اختها الصغرى التي دأبت على محاولة حمايتها منذ طفولتها .. وغضب مألوف لتصرفات رقية الحمقاء التي لا يقف بوجهها شيء ..

" على من تتلصصين يا قرفة وتتركينني غافلا مستسلما لقيلولة ظهيرة طويلة ؟"

التفتت لزوجها بذعر داخلي سرعان ما سيطرت عليه وهي تبتسم له وتقول بارتباك خفيف

" الحق .. علي .. لاني أردتك ان ترتاح من نهار طويل حار قضيته في الجامعة يا حضرة الاستاذ .. عبد الرحمن .."

كان نصف عار ببنطال قطني بيتي وهو يقترب منها مبتسما فيحاوط خصرها بذراعه الايسر بينما يمد الذراع الايمن ليزيح باصابعه الستار قليلا ويحول عينيه من وجه رباب الى الشباك لينظر الى ما كانت تنظر هي اليه ...

كان قلب رباب يخفق توتراً وهي تحدق في وجه عبد الرحمن الهادئ بابتسامته الناعسة ثم تحرك رأسها لتتتبع نظراته الى حيث كانت تقف اختها قرب سور بيت العطار لكن رقية اللحظة كانت تنحسب بخطواتها لتمر عبر الحديقة الى باب المطبخ وهي مطرقة النظرات ساهمة على نحو واضح ..

على الاقل واضح لرباب التي تعرف اختها جيدا..

أرخى عبد الرحمن يده عن الستار ليعود مغلقاً ويعيد الظلمة الخفيفة الى غرفة نومهما ..

ما زالت ذراعه تحاوط خصرها فينظر في عينيها القلقتين بشفافية ثم يقول بابتسامة صغيرة " ما زلت تقلقين عليها وتتابعينها ..! هل حدث شيء محدد ام هو قلقك المعتاد يا قرفة ؟!"

ردت رباب بحمائية تلقائية " قد لا تصدق هذا لكن رقية في داخلها طفلة صغيرة .. مهما ادعت انها جريئة ومسيطرة وقوية .."

يرفع يده الحرة ليلامس خدها وتذوب عيناه حلاوة وهو يهمس لها " اظنني بدأت اشعر بالغيرة من حبك لاختك .. ألن ننال من حب قلبك نصيباً ؟"

تضحك بتعثر الخجل بينما ينحني عبد الرحمن لفمها ثم تتنهد داخلها بارتياح انه لم ير وقفة اختها مع رعد ..

انها تعرف لو رآه يقف مع شذرة فلن يهتم .. لكن مع رقية فالامر مختلف.. ورباب تعرف و... تعترف في عمقها ان الامر مختلف حقا ...

همساته الدافئة تأخذها بعيدا عن قلقها ومخاوفها وهو يقول " لقد حجزت كل شيء .. تذاكر السفر والفندق .. رحلتنا ستبدأ ربما اول ايام عيد الفطر او اليوم الثاني .. "

تتعلق بكتفيه وهو ينحني ليحملها الى السرير بينما ترفرف برموشها كرفرفة قلبها ..

وجهه ما زال يحمل اثار النعاس والارهاق من يوم عمل صيفي منهك لكن عينيه ذائبتان بعاطفة شقية مشتاقة ..

وكأنه لم يكتفي بعينيه لتهمسها شفتاه

" اشتقت اليك يا حلوة ..."







الملحق



تعقد خلود حاجبيها بتعبير امومي بحت وهي تحدث اخاها عبر الهاتف وتوبخه " اين انت يا فتى ؟! هل تبخرت في حر الصيف المشتعل هذا ؟! "

تمدد خليل على سريره والهاتف ما زال على اذنه يخفي تنهيدة حارقة في صدره اشد من لهيب حر هذا الصيف بينما يعجز عن ارضاء اخته المعاتبة ...

ولها الحق ان توبخه وتعتب عليه وهو لم يزرها منذ قرابة الاسبوعين ...

قال بصوت أجش يحاول ان يراضيها " انا اعلم بتقصيري معك .. لكن .. العمل اصبح مضاعفاً علي .. اسألي حذيفة ان لم تصدقي.."

لم يكن كاذبا .. فمنذ ايام وهو غارق في العمل داخل المحل والسوق ، يحاول تغيير الامور بما يتناسب مع الوضع الجديد وقد اصبح (شريكا) ..

عليه ان يزيد الانتاج وينظم الحسابات بشكل مختلف حتى يستطيع ان يدفع نصف الايجار ويوفي باتفاقه مع حذيفة..

ليأتيه الكلام الصاعق المباشر من خلود حاشراً اياه في الزاوية " هذا الكلام لا يعنيني .. ستأتي اليوم لتتعشى معنا.. وهذا أمر! "

لم يشعر الا بحركة جذعه وهو يستقيم بانفعال بينما قلبه ينبض بعنف مخيف وهو يهمس بنبرة حادة رغما عنه " لن آتي .. ابدا"

كان صدره يعلو ويهبط وعيناه ترسلان النيران..

نيران لم يطفئها حتى صوت اخته المصدوم وهي تهمس بنبرة لاح فيها الهلع

" لن تاتي ابدا ؟! ماذا ..يعني هذا؟!"

يغمض خليل عينيه يحاول بكل طاقته السيطرة على ثورة الألم ونيرانها التي تجتاحه اجتياحا بينما تضيف اخته بانفعال شديد عقب الصدمة " رد عليّ خليل .. لماذا لن تاتي ابدا ؟ ماذا يعني هذا ؟! ماذا هناك ؟! كنت اعرف انك لست بخير لكني لا اعرف السبب.. الآن ستقول لي ماذا يحصل معك ..؟"

لم يعلم ما يقوله لها .. لم يعلم كيف يشرح لها وجيعة قلبه .. كيف يفهمها انه لن يصل لذاك الحي ابدا .. انه .. لا يستطيع أن يصل !

تدخل حذيفة لانقاذه وربما أنقذ خلود ايضا من الحيرة والقلق والانفعال وهو يجر الهاتف منها عنوة قائلا لها باسلوبه الساخر " اعتقيه لوجه الله .. منذ ساعة وانت لا تكفين عن توبيخه .. مؤكد لن يستطيع الحضور ابدا في هذه الفترة .. ألم اخبرك عن مسؤولياته الجديدة؟ انه مرهق كالجحيم ويحتاج ان يستريح في بيته بقية اليوم.. فكفي عن لعب دور الدجاجة التي تركض خلف صيصانها .."

وبينما يصل خليل صوت اخته المعترض يسمع حذيفة يقول له محييا " مرحباً يا شريك .."

هدأ خليل قليلا وانحسرت ثورته من جديد بينما خلود تهتف في زوجها

" اعطني الهاتف يا حذيفة .. هل كفرت لاني اريد ان أرى اخي.. انه ولدي ولي حق عليه .. "

يبتلع خليل ريقه بتأثر لجملتها الانفعالية العفوية بينما يقول حذيفة باسلوبه الساخر

" حضري لي الشاي وبعدها سآخذك لولدك الذي يبدو انك لم تفطميه حتى اللحظة.."

هتفت بسعادة " حقا ؟!"

فيرد زوجها " حقا .. اذهبي وحضري الشاي والا سأعود متراجعاً عن كلامي .."

تبتعد خلود مهرولة وهي ترد بحماسة اطفال

" حااالا .. الشاي سيكون جاهزا في الحال.."

يد خليل تعتصر الهاتف والسؤال يفلت من لسانه دون ارادته " هل انعقدت خطبتها ؟ "

رباااه .. بضع كلمات احرفها تقتله وكل حرف كخنجر !

جسده ينتفض من شدة الألم و... الغيرة...

جاء رد حذيفة صارماً خشناً " هذا ليس من شأنك .. ركز بحياتك فقط .. احكيلي الآن .. ماذا فعلت بالمحل اليوم ؟ "

أخذ نفساً عميقا ثم ابتدأ الشرح ..

في البداية كان كلامه مشوشا عن المحل وجسده متشنج بالكامل من شدة ألمه ..

لكن شيئا فشيئا تراخى مع حذيفة واندمج معه في التفاصيل عن التغييرات والترتيبات التي انتهى منها هذا اليوم ...






يتبع ...


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس