عرض مشاركة واحدة
قديم 17-07-18, 08:58 PM   #5344

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

بيت العطار ... غرفة الضيوف



تدخل الخالة ابتهال الى غرفة الضيوف وهي تحمل صينية العصير وبعض الحلويات التي اعدتها لاستقبال خطيب شذرة وهو يزورهم بمفرده للمرة الاولى ...

سارعت شذرة لتقف وتتجه نحو خالتها فتأخذ منها الصينية وتقول " عفوا خالتي .. انا سأحملها بنفسي .."

تبتسم الخالة في وجهها ثم تقول وهي تنظر ناحية مصعب " انا سأذهب لاصلي المغرب واعود لاشارككما الجلسة .. رقية ايضا ستغير ملابسها وتنضم اليكما حالا.. كانت تشطف ارضية المرآب .. "

تتسع ابتسامتها وهي تضيف وكأنها توضح امرا هاماً امام (الخطيب) " الفتيات في العادة يغسلنها وقت العصر لكن الجو حار جدا اليوم فانتظرت رقية حتى مغيب الشمس .."

يكتفي مصعب بابتسامة مجاملة هادئة ثم غادرت الخالة ابتهال لاداء صلاتها بينما تتحرك شذرة ناحية مصعب وهي تحمل الصينية الفضية بحوافها المزخرفة ...

قدمت له فأخذ كأس عصير وهو يتطلع طويلا لوجه شذرة بافتتان بينما ترخي شذرة اجفانها في خفر عفوي ...

وضعت الصينية امامه على المنضدة البيضاوية الخشبية ثم تحركت لتجلس على الاريكة القريبة من الاريكة التي يجلس عليها مصعب..

ارتشف مصعب رشفة من العصير وهو يمعن النظر في تفاصيل فستان خطيبته المحتشم ليرفع عينيه نحو وجهها المطرق في خجل وارتباك فيسأل بنبرة طبيعية

" هل تشطفين ارضية المرآب احيانا ؟"

رفعت وجهها ببعض الدهشة لسؤاله غير المتوقع ثم ترتخي قليلا لابتسامته اللطيفة .. ظنته يتساءل ان كانت تجيد اعمال البيت وتشارك فيها فترد بنفس لطف ابتسامته "نعم.. مؤكد .. نحن نتساعد كلنا في امور البيت .. "

ثم تبتسم وتضيف بثرثرة بشوشة " الخالة ابتهال تحب ان تشطف المرآب يوميا بل اننا في الصيف نفعلها مرتين في اليوم.. مرة في الصباح الباكر واخرى عصرا او قبيل المغرب.. وهي غالبا من تنظفه صباحا بنفسها وتترك لنا وقت العصر نتناوب فيه ..."

يتطلع لوجهها بنظرة غريبة مركزة وفيها معنى اخر لم تفهمه شذرة بينما يسأل

" وهل تكونين بمفردك عصراً ؟ اقصد الا يكون احد معك يعينك ؟"

السؤال كان عادياً لكنها شعرت ان فيه معنى اخر يقصده .. رغم غرابة شعورها نحوه الا انها ردت بشكل طبيعي عفوي " الامر لا يحتاج لمساعدة يا مصعب .. اما انا او رقية ... لكن مؤخرا اصبح رعد يساعد خالتي ابتهال صباحا لاننا نغادر باكراً لشؤون العمل والدراسة ..."

شيء ما تغير في نظرته لتبدو حادة بعض الشيء وهو يسأل " من رعد ؟"

رمشت شذرة وقلبها ينقبض من تلك النظرة .. رغم ان ابتسامته الصغيرة ما زالت موجودة لكنها شعرت انه تضايق او غضب لسبب ما !

ردت شذرة بحذر تلقائي من مجهول لم تستطع تحديد معالمه " انه صديق عبد الرحمن ويسكن في البيت المجاور مع العم سعدون .. يسكن معه بالايجار .."

هذه المرة نظرته احتدت بوضوح لا يقبل الشك وهو يسأل باقل الكلمات

" وكيف تعرفينه ؟"

شعرت بالاختناق والغضب في ذات الوقت ..

لا تعلم لماذا اغضبتها اسئلته ...؟ لماذا شعرت ان فيها معانٍ غير مريحة ...

تعقد حاجبيها وهي تسأله دون ان ترد على سؤاله

" ماذا هناك يا مصعب ؟! اسئلتك غريبة .."

تتغير نظرته في لحظة وتتسع ابتسامته لتملأ وجهه فيبدو بشوشا لطيفا وهو يرد عليها

" لماذا ؟ انا اثرثر معك فقط .. لاتعرف على كل من تعرفينهم .. "

ثم يضيف بنفس الواجهة البشوشة

" بالمناسبة هل خليل يأتي الى هنا ؟اليست خلود تسكن في بيت الصائغ المقابل لكم "

ينخطف قلبها خطفة مع اسم (خليل) لكنها تركن للجليد فتحكم مشاعرها بقبضتها وترد عليه وهي تنظر اليه في عينيه وبتدقيق خاص تحاول قراءته " اراه نادرا هنا في الحي.."

أقصت اي تفكير بخليل وركزت تماماً بمصعب .. كان الامر شديد الصعوبة عليها لكنه لم يكن مستحيلا ان بذلت مجهودا حقيقيا ...

وبذاك التركيز اخذت تمعن النظر في مصعب .. كانت تعجز عن فهم خطيبها لكن حدس خفي غير محدد الملامح لا يريحها حوله ... فقط لو تضع يدها على الخلل في الصورة لتفهم اين المشكلة معه ..

صدمها وهو يسألها السؤال التالي " وعندما ترينه هل تقفين معه وتثرثرين كما تفعلين بالمدرسة ؟"

بردة فعل تلقائية تهب واقفة على قدميها بحركة حادة لتقول بنبرة صوت ارتفعت قليلا عن المستوى الطبيعي قائلة

" انا لا اقف مع احد واثرثر يا مصعب .. وخليل شاب محترم لم اكمله الا بضع مرات وحوارنا لا يتعدَ حدود الادب والاصول والجيرة .."

ببطء يقف مصعب على قدميه هو الآخر لينظر اليها بضع لحظات ثم جاء صوته فيه لمحة من صرامة وقساوة وهو يقول بصوت خفيض

" اجلسي شذرة .. واخفضي صوتك لو سمحت.. لا اظن الامر جميلا ان سمعتنا الخالة ابتهال نتشاجر في اول زيارة لي هنا كخطيب لك.."

تواجهه بالقول الغاضب " الا ترى ان كلامك فيه تلميحات غير مناسبة يا مصعب ؟ بل تكاد تكون جارحة !"

يرد بنبرة رقيقة فيها خيط برود " اطلاقا .. كلامي طبيعي للغاية .. انت من تتوترين وتنفعلين عندما اسألك عن علاقاتك بالرجال من حولك .."

وكأنه صبّ الزيت على النار فتغلي بالغضب وهي تردد بصدمة " علاقاتي بالرجال ؟!"

يبتسم احدى ابتساماته التي تستفزها وتكرهها ثم يرد ببساطة وبرود اكبر

" شذرة .. انت تضخمين معاني ما اقول .."

نقرات على باب غرفة الضيوف المفتوحة ليلتفت الاثنان ويريا رقية بكامل اناقتها تقف هناك وعلى وجهها ابتسامة متكلفة عن عمد وقصد بينما عيناها تفيضان سخرية وهي تحدق في مصعب تحديدا وتقول

" هل فاتني ... معنى مضخم... هنا ؟!"

يستعيد مصعب واجهته اللطيفة الدمثة وهي يقول ببشاشة متجاهلا السؤال

" مرحبا رقية .."

تتقدم رقية بثقة ورشاقة وهي تقول بنبرة فيها حلاوة جريئة مبطنة بالكثير من المعاني التي تنغز مصعب نغز الاشواك

" مرحباً مصعب ... اسفة للتطفل عليكما وفرض وجودي بينكما .. لكن امي شديدة الحرص على التقاليد والاعراف ولا تحب ان تجلسا بمفرديكما لفترة طويلة حتى ولو كان بوجودنا قريبين و الباب مفتوح... "

كان يشير بيده لتجلس لكنها كانت قد جلست بالفعل " مؤكد .. تفضلي ..."

وضعت ساقا فوق ساق ثم ابتسمت في وجهه ابتسامة واسعة باردة قائلة " شكرا ..."

ثم نقلت نظراتها لشذرة واضافت

" تعالي يا ابنة عمي واجلسي جواري .."

لاول مرة تشعر شذرة براحة كبيرة لوجود رقية معها ... رقية تحديدا دون غيرها ..

تحركت شذرة قليلا لتجلس جوار رقية بينما مصعب يجلس على الاريكة الاخرى حيث كان يجلس منذ البداية وعلى وجهه ابتسامة ثم قال " يوم الخميس تدعوكم والدتي جميعا للعشاء في بيتنا .."

كم ودت رقية ان تقف على قدميها وتصفعه مباشرة على فمه حتى تمحو هذه الابتسامة ..

لكن البرود الذي ردت به شذرة كان صفعة اوقع " خالتي ابتهال هي من ستقرر فربما يوم الخميس لن يناسبنا ..."







بيت سعدون القاضي






يقف رعد بملابسة المبللة وسط غرفة المعيشة بعد ان جره العم سعدون الى هناك ليتفحصه تحت انارة الغرفة الوهاجة ...

بعبوس التركيز وكأنه يحقق في جريمة قتل يمسك سعدو ن ذقن رعد بثبات .. يحركه يميناً وشمالا وهو يمعن النظر فيه ثم يرفع اصابعه ليحاول فتح جفنيه اكثر فيعترض رعد وهو يحاول التملص والابتعاد للخلف " ستفقأ عيني يا عم.."

فيزجره سعدون بصرامة المحققين وهو يمسكه من مقدمة قميصه قائلا

" اياك ان تتحرك .. ! إثبت موقع قدميك وافتح فمك وقل (آآآآآ) ..."

باستمتاع خاص يستجيب رعد للأمر ويقول بصوت عال " آآآآآآآآآآآآآآآآ"

يهز سعدون رأسه بعزم وكأنه لم يقتنع ليميل بأنفه (الفخور) نحو قميص رعد الذي يستسلم ضاحكاً وهو يقول باعتراض واهن مشاكس

" يا عم سعدون اقسم بالله لم اشرب الكحول ولم اتعاطَ المخدرات .. منذ ربع ساعة وانت توقفني وسط البيت لتتفحصني وتختبرني وهذه ثالث مرة تتشمم رائحتي ..! "

زجره سعدون مرة اخرى وهو يبتعد قليلا رافعاً اصبعين في وجه رعد

" اخرس يا ولد ورد علي .. كم عدد اصابعي "

يرد رعد بمشاكسة " ستة .."

يهتف سعدون بحنق وهو يقرب اصبعيه من عيني رعد " حسبي الله ... هل هذه ستة ؟! "

يميل رعد برأسه وهو يحدق في الاصبعين ثم يقول باجفان نصف مغلقة وكأنه سينام واقفاً

" ربما... ثمانية ... ؟ لم اعد اذكر .. "

ثم لم يحتمل رعد لينفجر ضاحكاً مقهقها ويثير حنق العجوز الذي امسكه من ذراعه هادرا فيه بنبرة صرامة طفولية مضحكة

" الآن ستخبرني بكل شيء .. تغيب طيلة اليوم وتعود للبيت بملابس مبللة حتى يتقاطر منها الماء .. اين كنت ؟ ولماذا بللت نفسك ؟"

يكاد رعد يغيب عن الوعي حقاً هذه المرة وهو يعود لتلك اللحظة المنعشة ورقية ترشه بالماء لتجلي روحه السكرى بالألم ثم يفتح عينيه ليراها .. ويال جمال رؤيتها ...!

فجأة تأوه رعد وصفعة تلطم خده والعم سعدون يصرخ به " هل سيغمى عليك يا فتى؟! انا عجوز ولن اقوى على حمل بغل مثلك .."

يتمتم رعد ضاحكاً وهو يفرك خده

" اظنني يجب ان اعتاد كنية (البغل) وهي تصاحب الصفعات .."

فيعاود سعدون تحقيقه " اترك المزاح ورد علي حالا .. اين كنت ؟"

فيحرك رعد حاجبيه بطريقة مغيظة وهو يرد السؤال بسؤال " وهل سألتك ماذا كنت تفعل بغرفتي عندما دخلت البيت قبل قليل ؟"

يكتسي الحرج وجه العجوز لكنه يقاوم احراجه وهو يدعي مزيدا من الحنق والصرامة

" لا تغير الموضوع يا ولد .. انت قليل التهذيب والتربية وتحتاج لاعادة تأهيل .."

يرمش رعد بينما يميل برأسه ناحية العجوز ويغيظه اكثر وهو يسأله بصوت خافت

" هل وجدت ما تبحث عنه ؟ اي دليل على تورط سياسي او مالي ؟ اظنك لم تفعل حتى اللحظة .. ولذلك انت غاضب وتصب جام غضبك واحباطك فوق رأسي .."

يتأفف سعدون وهو يرواغ محاولا التهرب من جديد " من يتلاعب الآن ؟!"

يتنهد رعد وهو يشعر بالاسترخاء وحاجة شديدة لوقفة طويلة تحت رشاش الماء في الحمام وهو يغني بأعلى صوته ... فيقول وهو يتحرك مغادرا غرفة المعيشة

" في الواقع انه انا ... انا من يتلاعب يا عم .."

يلاحقه العجوز يسألحه بإلحاح " اذن اخبرني اين كنت ؟! ولماذا لم تكن ترد على اتصالاتي .. ؟ عملك ينتهي وقت العصر كأقصى تقدير .. "

بنصف استدارة يلتفت اليه رعد وهو يرفع سبابته في وجهه وكأنه يرميه بتهمة قائلا

" لو انك تقوم بواجبك في الحي كما يفترض وتراقب عن كثب كل ما يحصل في الشارع كما كنت تفعل في السابق لعرفت اني عدت من عملي في وقتي المعتاد قرابة العصر وكنت على وشك الدخول للبيت عندما جاءني اتصال واضطررت للعودة للشارع العام واخذ سيارة اجرة .."

ثم يعاود رعد المسير والعجوز ما زال خلفه يلح اكثر ليعرف " ماذا حصل؟ اخبرني من اتصل؟"

غامت عينا رعد فيلتزم الصمت للحظات حتى وصل باب الغرفة فيفتحه وهو يلتفت للعم سعدون قائلا بهدوء " لا تقلق يا عم .. كان شخصا ما اعرفه منذ طفولتي قرر أن يرحل ... فذهبت كي... اودعه ...!"

بعد ساعة يخرج رعد من الحمام بملابس قطنية خفيفة مريحة وهو ما يزال يغني والعم سعدون يصرخ فيه من المطبخ

" توقف عن هذا الغناء النشاز الذي صدعت به رأسي منذ دخولك الحمام .. هل تظن نفسك سعدون جابر ام ياس خضر ؟! .."

يضحك رعد وهو يسير في الممر متجهاً الى غرفته وهو يجفف شعره بالمنشفة بينما يرد على العجوز قائلا بنبرة مغيظة رقيقة " تهزأ مني يا عم ؟! أهذا جزائي لاني ارفه عنك ببعض الغناء ؟! حتى اني ارتديت ملابسي في الحمام حتى لا تغضب من خروجي شبه عار وتتهمني بقلة الحياء ... لكنك لا تقدر جهودي الحثيثة لارضائك.."

يتمتم العجوز بكلمات متذمرة غير مفهومة بينما يدخل رعد للغرفة ويرمي منشفته على الكرسي في طريقه ثم يكمل خطواته الى السرير ويرمي نفسه قرب هاتفه المحمول الملقى هناك ...

يتمدد على ظهره مسترخياً ثم يفتح صفحة الفيسبوك عبر التطبيق الخاص بالهاتف وابتسامة صغيرة منتعشة على فمه ..

عاد ليبحث عن اسم (رقية العطار) وحالما فتح صفحتها انفجر ضاحكاً بعلو صوته ..

يأتيه صوت سعدون مدعياً الغضب " اقسم بالله ضغطي ارتفع بسبب افعالك ..! انا ذاهب لانام باكرا اليوم قبل ان اصاب بأزمة قلبية.."

بينما يسمع رعد صوت خطوات العم سعدون الغاضبة على السلم وهو يتسلق الدرجات للطابق الثاني يحدق بعينين لامعتين ونظرات مبتهجة في صورة رقية الجديدة التي حدثتها على الفيسبوك قبل نصف ساعة فقط ...

قلبه يضحك كضحكات فمه ..

هذه الفتاة بدأت تخيفه مما تثيره فيه من بهجة لم يجربها ولم يعتدها من احد قبلها ...

لقد اختارت صورة لـ(فتاة مجهولة) مجنونة التعابير بطريقة فكاهية .. شعرها منكوش في كل اتجاه وعيناها حولاء بشكل متعمد وتخرج لسانها كله خارج فمها في حركة اغاظة طفولية ...

يعض شفته السفلى ثم وبكل خبث يرسل لها طلب اضافة كصديق ..

انتظر للحظات فقط عندما جاءه طلب الرفض !

ليعاود الاضافة فيحصل على رفض من جديد..

فيضحك ببهجة ويستمر بما يفعل .. يرسل الطلب ويتلقى الرفض ...

ويمضي الوقت وعيناه تتراخيان إرهاقا من نهاره الطويل لكنه يواصل اللعبة حتى غفا تماما ووقع الهاتف على صدره .. موضع قلبه .. فيرتج الهاتف وكأنه يتناغم مع خفقات ذاك القلب ويؤنس ... وحدته ..

احلام كثيرة تداخلت في رأسه وكأنه يفتح بابا ليطل على باب جديد..

لكن الدمية بعينيها الزرقاوين كانت موجودة دائما وترش على وجهه الماء وهي تضحك كأنثى عابثة شقية ..

يضحك في نومه وهو ينقلب على جانبه ليتدحرج الهاتف من صدره الى السرير ...

يدخل العجوز سعدون الغرفة وينظر اليه بعبوس متمتما بتذمر حانق " هل يجب ان اراقب هذا الولد طوال الوقت حتى في نومه وهو يضحك كالاهبل هكذا؟! انه حتى لا يطفئ الانارة قبل ان ينام ! منذ الغد عليه ان يقتصد باستخدام الكهرباء والا عليه ان يدفع الفاتورة كاملة ..."

وبهذا العبوس الجدي يتقدم العجوز الوحيد نحو رعد النائم والابتسامة تلوح على فمه ثم يرفع سعدون طارف الغطاء ليغطيه قبل ان يستدير عائدا من حيث اتى مطفئا الانارة ..

يغادر وهو يعقد حاجبيه ويمط شفتيه للامام مدعيا عدم الرضا لكنه حالما يصل غرفته في الطابق الثاني ويتمدد في سريره ينام قرير العين مبتسماً كطفل سعيد ...






يتبع ...


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس