عرض مشاركة واحدة
قديم 17-07-18, 10:17 PM   #2

Jamila Omar

نجم روايتي وكاتبة ومحررة لغوية في قلوب أحلام وعضوة في فريق الترجمة

 
الصورة الرمزية Jamila Omar

? العضوٌ??? » 4574
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 7,576
?  نُقآطِيْ » Jamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond repute
افتراضي

المقدمة

كانت علياء تراقب وصول ريماس واستقبال العائلة لها... لطالما كانت محبوبة كل العائلة... ربما لأنَّ الكل يراها تلك الفتاة المثالية التي لم تخطئ في يوم بعكسها هي التي دوما ما تتلقى تأنيبا من جدتها...
"لكنها لن تبقى كذلك.. قريبا جدّاً سأجعلهم يعرفون أنَّ ريماس ليست كما يظنون!!" فكرت علياء.
انتزعها من شرودها صوت غزلان:
- أستمضين اليوم بكامله تراقبينها؟؟!! تقدمي وألقي التحية عليها وارسمي ابتسامة على شفتيك بدل أن تعبسي هكذا...
لم تنتظر غزلان جوابا من علياء بل تقدمت لتسلم على ابنة خالتها وصديقتها لتجلس قربها تسأل عن أحوالها وريماس تجيبها بابتسامتها الحلوة.. أما علياء فقد بقيت في مكانها لدقائق تحاول أن تسجل غلطة واحدة في شكل ريماس...
لكنها فشلت في ذلك فرغما عنها اعترفت أنَّ ريماس أجمل منها بمراحل... فبدءا بشعرها البني المائل للون العسل الذائب ومرورا بعينيها الرماديتين وغمازتيها الساحرتين وانتهاء بقوامها الرشيق الذي تحسدها عليه... فريماس نحيفة دون أن تتبع أية حمية عكسها هي... بالاضافة إلى ذوقها باختيار ملابسها التي تناسب بشرتها الخمرية بامتياز، كيف لا وهي تريد امتهان تصميم الأزياء... تنهدت ثم تقدمت ملقية تحية باردة كالعادة على ريماس... كانت ستجلس قربها بحيث تكون بينها وبين الجدة... لكن هذه الأخيرة قالت بصوتها القوي:
- لا علياء!!... ريما من ستجلس قربي اذهبي لتجلسي في الجهة الأخرى قرب غزلان!!
أطلقت علياء نظرة غاضبة نحو ريماس والتفتت إلى جدتها وقائلة بتهكم:
- لو وزعت القليل من حبك الذي تمنحينه لريماس على أحفادك جميعهم لكفاهم ذلك الحب وفاض!!
لم تستطع ريماس أن تمنع نفسها من القول بسخرية:
- أشم رائحة غيرة هنا يا علياء!! "أضافت وهي تغمزها" أنصحك ألا تجربي ذلك معي..
ضحكت خالات ريماس فهمن يعرفن جيدا أنَّ هذه الأخيرة رغم هدوئها وخجلها بعض الأحيان إلا أنَّها ذات شخصية قوية حين يقتضي الأمر ولم تكن تنهزم في الرد أمام علياء سليطة اللسان... لقد تميزت طفولتهما مع بعضهما بالشجار الدائم ربما سبب ذلك أنَّ ريماس كانت دوما المحبوبة... ولم تمر جمعة واحدة دون شجار الاثنتين أو تراشقهما بالكلام... ورغم ذلك فلقد كانت الجمعة بالنسبة لريماس وللعائلة ككل يوما مميزا حيث تجتمع العائلة بقدوم خالات ريماس الثلاث أما بالنسبة لخاليها فأحدهما توفي والذي هو والد علياء بينما الآخر فيعمل طبيبا بكندا...
كانت ريماس تستمع لخالتها هدى، التي تعمل مدرسة علوم الأحياء في الثانوية، تحكي عن طرائف تلامذتها... بينما أخذت جدتها تتمم بين الفينة والأخرى معلقة على ما تحكيه الخالة هدى بعدم رضى:
- هذا الجيل ليس به احترام للأكبر سنا... آه!! زمننا كان غير هذا.. كان الحياء سمة كل الشباب...
ابتسمت غزلان وريماس لكلام جدتهما بينما اكتفت علياء بالنظر إلى ريماس كأنها تريد أن تجد لها غلطة واحدة في تصرفاتها...
الفتت ريماس نحو غزلان التي قالت لها بصوت هامس:
- أين هي ياسمين وأمك؟؟ جدتك بعد خمس دقائق ستتذركهم وتسألك عنهم...
ابتسمت ريماس وهي تتذكر غضب ياسمين لترد على غزلان بهمس:
- ياسمين غضبت لأنَّني ناديتها بياسو وأنت تعرفين كم تكره هذا الاسم لأنَّ ابن العم العزيز هو من أطلقه عليها وأقسمت ألا تأتي معي... أما مامي فقد جاءت لزيارتها صديقة لها... لذا جئت وحدي وأنوي أن أبيت هنا بما أنَّ الغد عطلة...
أومأت غزلان برأسها متفهمة لتقول:
- هيَّا لنصعد إلى غرفتي... أريد أن أخبرك بشيء..
- حسنا...
وقفت ريماس بعد أن استأذنت من جدتها وصعدتا إلى غرفة غزلان...
بعد دقائق قليلة لحقت بهم علياء التي قالت بمرح زائف:
- لا تقولي أنَّك انزعجت من حديثي منذ قليل ريما؟؟!! لقد كنت أمزح فقط...
نظرت إليها ريماس تحاول أن تبحث حقا بملامحها عن علامات اعتذار أو حتى صدق في كلامها لكنها لم تجد شيئا في تلك العيون الشبيهة بعيون قطة برية... ريماس لم تفهم يوما لما علياء تحقد عليها.. إن كان الأمر مجرد غيرة من الشكل فعلياء أيضا جميلة فهي تمتلك قواما رشيقا وشعرا ذهبيا وعيون خضراء مائلة للون الذهبي... لكنها دائماً تشعر أنَّ غيرة علياء تتجاوز ذلك...
لتجيبها بابتسامة باردة:
- لم أنزعج فأنا أعرف أنَّ ذلك كان قصدك ...
لتقول غزلان بحماس حتى تنهي حديثهما الذي كانت تعرف أنَّه لن ينتهي:
- ياسين سيتقدَّم لخطبتي قريباً..
ضحكت علياء بخفة قبل أن تقول بسخرية:
- مممم فتى الأحلام؟؟!!...
إلتفتت نحوها غزلان قائلة بحدَّة:
- أجل فتى الأحلام يا علياء!!
- مبارك لكِ اذن.. سأذهب لغرفتي أفضل..
راقبتها ريماس وهي تنسحب بعد أن خصَّت غزلان نظرة ساخرة.. لتقول ممازحة بعد ذهاب علياء:
- لا تهتمي بها غيزو.. أنتِ تعرفينها إن لم تضايق أحداً لا ترتاح.. بعد قليل ستأتي لتعرف التفاصيل.. "لتضيف غامزة إياها" حسنا احكي لي من البداية... ذكريني هل ياسين هذا هو من يسكن في المنزل القائم آخر الحي؟؟
أومأت غزلان برأسها إيجابا ووجنتيها محمرتين خجلا... بينما تابعت ريماس:
- يعمل في شركة التأمين أليس كذلك؟؟
ردَّت غزلان بحياء:
- أجل... تذكرين أنني اخبرتك أنني قد التقيته هناك حين بعثني ياسر لأدفع له قسط تأمين السيارة.. أخذ رقم الهاتف وبعدها عرفت أنَّه يسكن في حيينا، في البداية قطعت علاقتي به لكنَّه لم يكن يريد تمضية الوقت فقط بل كان غرضه شريفا... منذ يومين كلمني أخبرني أنَّه سيأتي لخطبتي... ظننته في البداية يمزح فقط... لكن تصوري بالفعل اتصلت والدته بماما لتأخذ موعدا لتزورنا الأسبوع القادم بشأن خطبتي لابنها... لازلت غير مصدقة الأمر...
ابتسمت ريماس وهي تقول:
- حسنا هنيئا لك حبيبتي...
توقفت قليلا قبل أن تضيف بمرح:
- لكنه ليس ميليارديرا كما كنت تريدين؟؟
رمتها غزلان بالوسادة وهي مغتاضة منها:
- ياسين يغنيني عن أي ميلياردير حبيبتي...
قبل أن تقول ريماس أي شيء دخلت علياء متساءلة:
- غيزو ألم تري هاتفي؟؟!!
أدارت غزلان عيناها في الغرفة لتقول:
- لا.. لم أره اليوم... هل أضعته مرة أخرى... "لتضيف ضاحكة" سيكون هذه المرة في دولاب ملابسك...
ردَّت علياء بسخرية:
- أو ربما في الغسالة.. أعيريني هاتفك حتى أرن على هاتفي لأجده..
بحثت غزلان حولها لتقول:
- ليس هنا.. أعتقد أنَّني نسيته بالأسفل..
إلتفتت علياء نحو ريماس قائلة:
- هل ممكن أن تعيريني هاتفك..
دون أن تجيبها سحبت ريماس هاتفها من حقيبتها لتعطيه لها بعد أن فتحت لها شاشته.. أخذته علياء وخرجت من الغرفة وابتسمت بانتصار هامسة "وأخيراً سنعرف ما أسرار هاتفكِ يا ريماس ونرى كيف سنستغلها!!"
*********************
صرخت لطيفة بانفعال وهي ترفع أمامه الهاتف:
- وتقول أنَّك لا تعرف الرقم؟؟!! حقا لم يكذب من قال أنَّ الطبع يغلب التطبع... ترسل لك رسالة تذكرك بأيامكما سويا... وتكذب عليَّ قائلا أنك لا تعرف الرقم حين رنَّ به هاتفك!!
أخذ الهاتف من يدها وهو يحاول أن يضبط أعصابه قائلا:
- اسمعي لطيفة لقد قلت لكِ أنَّني لا أعرف صاحب هذا الرقم ... ثم من أنت حتى أبرِّر لك الأمر... لا تنسي نفسك عزيزتي!!
توجه نحو الباب فنادته مجدَّدا وهي تنتحب:
- وليد.. ستذهب لملاقاتها أليس كذلك؟؟ ستخونني!! لن أحتمل يا وليد.. لن أحتمل!! أقسم لك أنَّني لن أحتمل!!
ضرب الباب بقدمه والتفت نحوها قائلا بصوت غاضب:
- ليس معنى أنَّه كانت لديَّ علاقات قبل زواجنا... أو أنّني كنت على علاقة بك من قبل أنَّني سأفعلها الآن... تعقلي يا لطيفة ولا تخربي بيتك بيدك... وتذكري جيدا أن كثرة الدق تفك اللحام...
خرج من الغرفة دون أن يسمع جوابها ليصل لمسامعه تكسير المزهرية... تنهد بحنق مفكرا أن لطيفة بدأت تتجاوز حدودها التي رسمها لها يوم تزوجها... لولا ما حدث وأجبره على الزواج بها لم يكن ليعيد تجربة الزواج من جديد!!
بعد خروجه من البيت وركوبه السيارة رن هاتفه برسالة... ليرميه قربه بتأفف دون أن يفتحها...


Jamila Omar غير متواجد حالياً