عرض مشاركة واحدة
قديم 18-07-18, 12:57 AM   #918

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل الخامس والعشرون الجزء الأول



الفصل الخامس والعشرين





فتح أحمد باب سيارته يركبها وهو يضع النظارة الشمسية على عينيه متعجبا أن هذا المستفز برقوق لا يستقبله وهو ذاهب إلى العمل ككل صباح بسحنته الباردة يطلب منه طلبا أو يوزع حضوره السقيعي حوله ..




تحرك بالسيارة وهو يتعجب من نفسه أن يتحمل هذا البرقوق بكل هذا الصبر فلا يجد مبررا لذلك سوى أنه يشفق عليه ويعامله بمبدأ ( إرحموا عزيز قوم ذل ) .





ابتسم بسخرية وبدأ في التفكير في عزومة اليوم والخطوات الرسمية لارتباط أروى بعمرو.. مازال الأمر بداخله لا يستصيغه وإن حاول إخفاء ذلك عن الجميع .. إنه مرتبط بأروى ويخشى من فقدانها أو انشغالها عنه .. ويخاف عليها أن تتألم .. لن يتحمل ذلك أبدا .. يرتعب من فكرة فقدان عمرو أيضا.. فأي تجاوز ولو بسيط في حق أروى لن يتهاون فيه وبالتالي ستتأثر علاقته بعمرو .






قبل أن يصل لآخر الشارع لمحت عيناه تجمهرا لعدد من الناس ولمح برقوق في وسط المشهد فركن السيارة بسرعة .

صرخت إمرأة عجوز تضع أنواع من الخضار في أقفاص صغيرة أمامها وهي تحسبن وترفع نظرها للسماء تدعو على برقوق.. الذي دفع بقدمه قفص الطماطم لتملأ أرض الشارع .. بينما بعض الناس يحاولون التدخل لمنعه مع بعض الخوف الواضح عليهم من حالته العقليه ..أما برقوق فينظر إليهم ببرود صقيعي واضعا يديه في جيبه .. ثم تحرك ناحية قفص آخر يهم بدفعه حتى أتاه صوت أحمد كالرعد يهدر باسمه .





توقف برقوق فجأة .. وأغمض عينيه يشتم من بين أسنانه أن أمسك به إبن سماحة في هذا الوضع .. فاستداره إليه يمنحه نظرة باردة كالعادة .. فاقترب منه أحمد بعصبية و أمسك نفسه على أخر لحظة من لمسه وهدرفيه من بين أسنانه "ماذا تفعل !!!"





لم يرد برقوق بل تطلع إليه في حرج يحك ذقنه .





رد أحد الوقفين" لقد بليتمونا به يا باشمهندس والله"




نظر أحمد لبرقوق شذرا بينما الأخير يصدِّر صدغه إليهم ببرود ..



بدأ الناس يلملمون الطماطم من على الأرض بينما العجوز تخبئ وجهها في طرف حجابها الأسود وتبكي بحرقة فهدر أحمد فيهم " أتركوها .. هو من عليه لملمتها "



ثم طالع برقوق بعينين تموجان بالغضب وهو يشير للأرض .



تسمر برقوق قليلا يتحاشى نظرات ابن سماحة وكأنه لم يسمع شيئا فتكتف أحمد أمامه يطالعه في تحدي بنظرات تخترقه .. فتحرك متململا .. وهو يكوم شفتيه باتجاه واجه في امتعاض .. وأخذ يلملم الطماطم في قميصه ببطء مستفز .





قالت العجوز لأحمد من بين دموعها "والله يا بني لم أفعل له شيئا .. أنا على باب الله كما ترى .. وكنت أجلس بأول الشارع فضايقني وطلب مني الرحيل .. جئت إلى هنا في نهاية الشارع ..فلم يرتكني في حالي .. واليوم جاءني يريد حزمة خس بنصف الثمن .. وعندما رفضت فعل ما رأيته "





عادت العجوز تخبئ وجهها وتبكي مجددا فأشفق عليها أحمد وقال بهدوء " لن يتعرض لك مجددا يا حاجة .. وإن فعلها اخبريني .. أسألي أهل الشارع عن إبن سماحة سيدلونك "






ثم استدار لبرقوق الذي يتهادى ببرود في لملمت الطماطم بينما بدأ بعض الواقفين الضحك فحدجهم بنظرات متوعدة ثم خص العجوز بنظرة غل واضحة فأبعدت الأخيرة نظرها عنه بخوف ترتب أقفاصها .





بعد قليل كان برقوق يقف أمام أحمد يصدر له صدغه في وقفه مسترخية يديه في جيبه ويحدجه بنظرات وملامح ممتعضة بينما أحمد يوبخه بعنف .





قال أحمد وهو ينهي كلامه ويستعد لركوب سيارته "هذا آخر تحذير لك يا برقوق ..أترك الناس وشأنهم ولا تشاكس خلق الله .. صدقني لو اشتكى منك أحدا مرة أخرى .. سأبعدك عن الحي تماما وتذهب لحال سبيلك .. نحن لم نقصر معك لكنك مصر على اختلاق المشاكل .. إفعل شيئا مفيدا يا برقوق فكر في شغل فراغك بأي عمل بسيط .. فكر في نوع العمل وأنا سأوفره لك ... وإياك أن يأتيني بسببك شكوى .. هيا إلى مكانك ولا تغادره "





مط برقوق شفتيه بعبوس طفولي وتحرك مطرق الرأس بقامته القصيرة النحيلة المائلة للإنحناء قليلا بينما زفر أحمد في عصبية وهو يعود لسيارته من جديد .





***





في المساء كان البيت كله متوتر على الرغم من أن كل منهم ينكر ذلك ..




والأمر ربما يعود لترقب زيارة أم عمرو التي فُهم ضمنيا أن موافقتها لم تكن إلا بضغط من إبنها .



إرتدى أحمد بنطالا من الجينز وبلوزة رياضية بعد أن رفضت والدته بعصبية أن يقابلهم بحلة رياضية بسيطة .. على أساس أنهم ليسوا أغرابا وأن الأمر لا يحتاج للرسميات.. لكنه أشفق على توترها فاستسلم ونفذ على مضض .





خرجت بانة للصالة تضع بعض الفضيات على المائدة فتفحصها بنظرات ذكورية جرئية .. كانت ترتدي بنطالا من الجينز هي الأخرى وبلوزة قصيرة ..فتجسد قوامها الذي يميل للإمتلاء قليلا أمامه بأنوثة مذيبة للأعصاب .. فتمتم في سره "يبدو أنني سأتركها تبيت هنا الليلة ..وأبيت أنا في في حوض مملوئا بماء مثلج في شقتنا حتى الصباح".



لمحته فالتمعت عيناها .. تتأمله بالجينز .. الذي لا يميل لارتدائه .. بل يتقيد دائما بالملابس الرسمية مفضلا الحُلّات الكاجوال ومحافظا على مظهره الأنيق .. بنفسية (النجم السنيمائي ) كما قابلته أول مرة .. وإن كان قد إنكسر بداخله الميل للمبالغة في ملابسه بعد النضج الذي حل بشخصيته منذ فترة فأصبح أنيقا دون مبالغة .. تمتمت بانة في سرها "السيد الأنيق دائما ".




تقدمت نحوه بابتسامة وأعترفت لنفسها أنها اشتاقت إليه منذ أن رحل في الصباح ..بات يلح عليها شعورا بافتقاد حضوره المشاكس حولها .. حتى حين عاد منذ ساعتين كانت مشغولة بالمطبخ وخمنت أن وجود أم شهد وأبنتها قد منعه من الدخول إليها .



استقبلها بابتسامته التي تحطم أسوارها فقالت تمازحه " هل تنازلت ولبست الجينز اليوم .. هذا تجاوز في حق الوجاهة ."



اتسعت ابتسامته ورد عليها وهو يتجول بعينيه في وجهها " لم أجد مفرا .. أمي مصرة ..وسأكون أبلها وأنا أرتدي حله رسمية في مناسبة عشاء مع جاري الذي كنت ألعب معه في الشارع (عسكر ولصوص) "





رنت ضحكتها فتمتم بهمس مسموع " يا منجي من المهالك يا رب !"





قالت وهي تتطلع إليه " لا استطيع التخيل أنك تجري في الشارع مثل الأولاد وتقع في الارض ويغطيك التراب وما إلى ذلك "



وضع يديه في جيبه ورد عليها بنباهة " كنت أخصص لبسا معينا للعب بالشارع أرتديه في كل مرة أخرج فيها حتى لا أهين ملابسي الباقية .. وعموما لم ألعب كثيرا بالشارع كان معظم تجمعنا ولعبنا بالنادي . وبما أن أربعتنا أعضاء فيه فكنا نتقابل هناك "



سألته بعينين تتلألأ فيهما النجوم "وكيف كان شكلك وأنت صغير ؟"



أمسك بذقنها بين أصابعه برقة وقال " أنت متخصصة في السؤال في أوقات غريبة وأماكن غريبة يا فتاة .. لقد قضينا اسبوعين كتماثيل الشمع في الشقة .. حتى الخروج من المنزل مثل باقي العرسان لم ترغبي فيه ولم أحب الضغط عليك "



لاح الألم في عينيها وهمست" أعرف أني أظلمك معي يا أحمد.. أعطني مزيدا من الوقت .. صدقا أنا أجاهد نفسي "



تأملها قليلا ثم همس بعشق " إن كان وجودك في حياتي ظلما لي .. فاظلميني يا بانة إلى الأبد ."



تخضبت بالحمرة تطالعه بانفاس متقطعة ولمح نظرة اعجاب في عينيها لقوامه ببنطاله الجينز فاقترب منها أكثر ليشملها بدفئه .. قبل أن تخرج أروى للصالة فجأة وهي تقول ساخرة " هل استطيع تعطيل المشهد العاطفي قليلا .. "



جز أحمد على أسنانه وسألها في غيظ "ماذا تريدين ؟؟؟!!"

قالت ببراءة مصطنعة " لا شيء فقط إفتح الباب واستلم من عامل التسليم "



عقد حاجبيه وهو يتحرك نحو الباب ويتمتم "هل طلبنا شيئا ؟"



أغلق الباب بعد دقائق وهو يحمل باقة كبيرة من زهور التيوليب البيضاء وطبق من الكريستال مليئ بالشيكولاتة ومغلفا بالسلوفان .



نظر إلي الهدية وقد فطن للمرسل فقال "ماهذا القرف ؟!"



ردت أروى بابتهاج طفولي " عمرو أرسلها "



فسألها باستنكار وهو يطالع ما يحمله بامتعاض "ولماذا فخامته لم يحضرهم معه؟!! "



ردت بنفس الابتسامة الطفولية الولهة" إنه يلف حول نفسه منذ ساعتين .. ويهاتفني كل عشر دقائق يبرطم بأنه لن يحمل هذه الأشياء ويمشي بها في الحي أمام الناس ولن يدخل بها من الباب"




ثم اتسعت ابتسامتها وأكملت "إنه متحرج من حملها ..فاقترحت عليه أن يطلب من عامل التوصيل أن يوصلها قبله "



هتف ساخرا " ما أروعه !!!"



خرجت آية تهتف بانبهار " وااااو .. ما هذا الجمال ؟!! "



رد أحمد بغيظ " بل قولي ما هذا الابتذال والنمطية !!"



طالعت آية الهدية وهتفت بانبهار" هل تعلمين يا أروى أن هذا الورد مستورد ؟.. أعتقد أنه بمبلغ ليس بالقليل ..كما أن هذه الشيكولاتة وهذا الطبق الكريستالي بمبلغ ليس بالقليل أيضا .. صدقا ذوقه رائع "



طحن أحمد ضروسه بغيظ ودفع بالباقة والسلة نحو أروى وأية .. وبمجرد أن أخرجت أروى البطاقة الملحقة خطفها بسرعة وفتحها بفضول بينما أروى تنفخ في غيظ .. وقرأ المكتوب ..ثم اعادها لأروى بقرف ..




حدجته بانة بنظرة موبخة فرد عليها بهمس حانق " لا أحب تمجيد أشياء عادية .. كما أنها ليست زوجته بعد .. ذكريني ماذا أحضرت لك في أول زيارة لآل غنيم؟"




زمت شفتيها ونظرت إليه نظرة خاوية فهرش برأسه وسألها بهمس محرج " لم أحضر شيئا ؟!!"



أومأت برأسها وهي تكتم ضحكتها .



فسألها بهمس وهو يشيح بوجهه بعيدا عن البنات "وماذا قالت عني الخالة سوسو ؟!!"



اطبقت بانة على شفتيها دون رد .



فأطرق برأسه وتمتم " ولماذا لم تنبهيني يا بانة؟!!"




فابتسمت وردت بنفس الهمس" خجلت أن أتحدث معك وقتها في أمر كهذا .. خاصة وأنا أجده سخيفا أن ندقق على هذه الأمور التافهة "



رد عليها بهمس حانق " لكنه يعيبني أمام من تعتبرينهم أهلك "



ابتسمت باشراق وقالت بنفس الهمس " لا تقلق لأنك أرسلت إليها في صباح اليوم التالي باقة ورد وطبقا من الفضة خلبا لبها "




رفع حاجبا وسأل بشك " أنا !!! " فغمزت له بعينها.

تملكته رغبة حارقة في تقبيلها قبلة طويلة تقطع أنفاسها .. الأن ..




حالا .. وفورا ..



تنحنح يسيطرة على أعصابه .. وتطلع للفتاتين اللتين مازالتا تتحدثان عن الهدية .. فخرجت إليهم إلهام وهتفت بعصبية " هلا وضعتم هذه الهدية على المنضدة بشكل أنيق بالله عليكم .. وكفى تحديقا فيها وكأنكما لم تشاهدا هدية في حياتكما .. وأنت يا أروى هل هذا ما ستلبسينه ؟!!! "



ردت أروى بهدوء " ما به لبسي يا أمي ؟"



كانت ترتدي فستانا باللون الليلكي الداكن يبرز نحولها مع أكمام تنتهي ببعض الانتفاخ عند الساعدين ثم تضيق حول رسخيها بأناقة كأكمام فساتين الأميرات .. وقد وضعت بعض الزينة الخفيفة وحجابا بسيطا .



قالت إلهام في حنق " هذا لبس يصلح للنادي!! .. ولماذا لا تلبسين أي مصوغات ذهبية .. الذي يراك يعتقد أنك لا تملكين ذهبا !!"



ردت أروى بهدوء "لا أحب أن أبدو مبالغة يا أمي المناسبة عادية "



تدخل أحمد يقول بدبلوماسية " أنا أتفق معها يا أمي .. وأرها ما شاء الله مبهرة " فأشاحت إلهام بذراعها بعصبية وتركتهم وهي تبرطم .



نظرت إليهم أروى وتمتمت " وأنا سأذهب لأضع اللمسات الأخيرة تعالي معي يا آية من فضلك "



في الطريق لغرفتها فتحت البطاقة بلهفة لتجد الجملة الغنائية :



يالشوقي واحتراقي في انتظار الموعد



أطرق أحمد في ضيق وشفقة من الحالة التي عليها والدته .. فتمتمت بانة وهي تهم باللحاق بها "إنها متوترة منذ بداية اليوم ..سأذهب إليها "



طالعها بنظرات ممتنة وهي تتحرك ثم لحقها بصوته يقول " هل ستقابلينهم بهذا البنطال يا بانة؟"




ردت بخجل " لا بالطبع سأرتدى فوقه رداء طويلا" ثم أسرعت إلى الداخل بوجنتين مشتعلتين.



دخلت على إلهام التي تقف متخصرة متحفزة فسألتها " لماذا أنت متوترة يا أمي "





صمتت إلهام قليلا وهي تعض على خدها من الداخل ثم قالت بصوت خفيض حتى لا تسمع ام شهد وابنتها الواقفتان بالمطبخ " اخشى على أروى من عفاف .. أنا أعرفها منذ أن كنا صغارا .. وأعرف عقلها الصغير .. وأعلم كيف هي مهووسة بابنها .. وما يعصبني أني قد لا أستطيع اطلاق لساني للرد على أي كلمة لا تعجبني حتى لا افسد الموضوع .. وأدعو الله أن يلهمني الصبر وأن يربط لساني .. فقط من أجل أروى وعمرو "




ابتسمت بانة في اشفاق ثم قالت "إن شاء الله سيمر الأمر على خير .. وأنا أرى أروى قوية وعاقلة .. وما يهمنا أن عمرو متمسك بها ويريدها بشدة "



زفرت إلهام وتمتمت" اللهم إن كان به خيرا فسهله يا رب "

مالت بانة عليها وطبعت قبلة على خدها ثم سألتها لتثير حماستها" وهل ستقابلينها بهذه الملابس ؟!"



حدجتها إلهام بنظرة ماكرة لامعة ثم رفعت حاجبيها بخيلاء وقالت " بل حضرت عباءة من الحرير بها بعض التطريز الرقيق على الأكمام والصدر مستوردة .. ستفجر مقلتيها تفجيرا."



علت ضحكت بانة وهي تحتضنها في محبة وإلهام تبتسم وتربت عليها بحنان .








يتبع


Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس