[warda baghdadia]

الفصل السادس عشر

الجزء الاول


شيئا فشيئا بدأت صحة قمر بالتحسن .. لكنها ما زالت تنام بغرفة ريام
والسبب حاجتها للإبتعاد عن اهلها واسئلتهم الفضولية ..
لذلك فضلت البقاء قرب صديقتها للإختلاء مع نفسها قليلاً
جاء لزيارتها زيد وندى والتي جاءت قبل هذه المرة عدة مرات سابقاً ..
وقد اخبرتها بما حدث بعد اصرارها على معرفة الحقيقة ..
لم تنسى قمر صدمتها عندما عرفت ما جرى معها .. بدت وكأنها قد أندهشت
تماما بالموقف لكنها بعد فترة اخبرت قمر انها من الافضل ان لا تتحدث
لأحد عن الموضوع فالجميع لا بد سيلومها على ذهابها معه في شقة خالية
ولوحدهما .. فبالرغم من انها انبتها كثيراً على فعلتها هذه الا انها مع ذلك
تفهمت اسبابها وثقتها المفرطة بمالك ذلك الحين خاصة وهي كانت
تحدثها عن ما يحدث بينهم ..
اليوم بدت ندى سعيدة ان اختها تبدو اخيراً قد عادت لحالتها الطبيعية السابقة
قالت ندى محاولة اضفاء جو من المرح على المكان :ـ اخيراً
صحت الاميرة النائمة
زيد :ـ لكن للأسف لم يوقظها الامير الوسيم
ضحك الجميع على كلمات زيد .. فقالت ندى بعد تفكير :ـ لا اعلم لماذا تذكرتك
وانت طفلة عندما كنت تدعين المرض حتى تبيتين عند ريام
ابتسمت قمر على كلماتها الا ان الرائي يستطيع بسهولة ان يعرف
انها ليست بخير تماماً
اجاب زيد وهو يقول لقمر :ـ لا عليك .. اختي تشعر بالغيرة من كثرة
المسؤوليات التي جلبها الزواج
جلست ندى على كرسي قرب السرير وهي تدعي التعب وترخي يديها
على جانبيها وتقول :ـ لم اكن اعرف ان الزواج هكذا .. نصيحتي لكنَّ لا
تتزوجن ابداً
قمر :ـ بالنسبة لي انا لن اتزوج مطلقاً
نظرت لها ريام بفهم وعاطفة فأكيد بعد الذي حصل لها باتت تكره جميع الرجال
وقالت :ـ اذا لم يتزوج الشخص ممن يحب فلا فائدة من الزواج ..
بقي زيد فترة صامتاً وهو يفكر بسمارة ثم قال :ـ اعتقد ان من يجد الحب
الحقيقي هو شخص محظوظ
قمر:ـ في بعض الاحيان نعتقد اننا وجدنا الحب الحقيقي ولكن في النهاية
نكتشف انه مجرد وهم
تنهدت ندى وقالت :ـ اعتقد انني كبرت كثيراً على مثل هذه الاحاديث
ريام :ـ جدتي العجوز
ندى :ـ اضحكي ريام ولكن سيأتي يوم وتكونين فيه مكاني
عندها سأشمت بك كثيراً
زيد :ـ كفى اختي .. قبل اشهر قليلة كنت مجرد عانس مزعجة
ضحكت قمر وريام عليها الامر الذي اغضب ندى لتلتفت اليه قائلة :ـ من
هي العانس ايها الخبيث اللئيم .. لقد خطبني الكثير الا انني انا من
كنت ارفض الزواج
زيد :ـ لا اتذكر ان احداً قد جاء لخطبتك يوماً ما بإستثناء علي طبعاً
ندى :ـ قل هذا الكلام امامه واقسم ان لا ادعك تحمل طفلي
صرخات السعادة من الجميع وصلت الى والدي ريام فنظر احدهم
للآخر بإستغراب ثم هزو رؤوسهم علامة اللافائدة من اجيال اليوم
بارك الجميع لندى وظهرت ملامح الفرح على قمر لسعادة ندى وقالت
لها وهي مبتهجة انها اخيراً ستصبح خالة .. نظرت لها ريام سعيدة بتحسن
حالتها ولو قليلاً ولرؤية ملامح الفرح على وجه قمر من الخبر لأول
مرة منذ ما حدث ..
شعر زيد بعدم الارتياح لرؤية نظرات ريام الموجهه لها
فقال :ـ ريام .. اريد الحديث معك بموضوع فيما بيننا
ريام :ـ بالتأكيد تعال لنخرج وندع قمر مع ندى قليلاً
خرجو معاً الى صالة جانبية قريبة من غرفة ريام فسأل زيد وهو
يبدو قلقا مهموماً :ـ ريام .. هل هناك شئ لا اعلم به ؟
نظرت ريام اليه بعدم ارتياح الا انها اجابته :ـ لماذا تقول هذا ؟
اعتدل زيد في وقفته وقال بتحليل :ـ لا اعلم ولكن نظراتك لقمر تشعرني
بعدم الارتياح .. اخبريني رجاءً .. هل قمر مريضة بشئ خطير ؟
ارتاحت ريام نوعاً ما لأن زيد اتجه بتفكيره الى مرض قمر وليس
لشئ آخر
فقالت :ـ اقسم لك انها بخير الآن .. لكني كنت قلقة عليها فقط ان
يصيبها شئ
تنهد براحة ليقول :ـ الحمد لله .. كنت خائفاً ان هناك شئ آخر
ـ لا تقلق ارجوك .. ليس هناك شئ مما تفكر به
ـ حمدا لله


****************