عرض مشاركة واحدة
قديم 18-07-18, 10:08 PM   #8357

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

ساد الصمت ثقيلا في صالة الاستقبال الواسعة لمنزل نعمان الطويل .. بينما تركزت الأعين المتسعة صدمة .. ذهولا .. شفقة .. إنكارا .. فوق ثروت الذي جلس على إحدى الأرائك مطأطئ الرأس .. بعد أن أنحى الحكاية المختصرة .. والبعيدة تماما عن أي تفاصيل يرفض أن يبوح بها .. ويعرف تماما بأن لقمان لن يرغب بأن يعرفها أحد .. مقدرا بأن الحقيقة .. لابد وأن تكون صعبة على أفراد العائلة الذين كانوا يبدون وكأنهم قد استمعوا لتوهم إلى شيء لا يمكن له أن يكون واقعا ... أشخاص عاشوا طوال حيواتهم في أبراج عاجية بعيدة عن قسوة الحياة و وحشيتها .. بحيث لا يمكن لهم أن يصدقوا أن بشاعة كهذه يمكن لها أن تكون موجودة ..
همست شمس وقد كانت أول من تجرأ على قطع الصمت :- رباه ...
تمتم ريان بخشونة :- أنا كنت صغيرا للغاية عندما عاد لقمان .. إلا أنني كنت دائما أشعر بأن ما يخفيه هو تلك السنوات التي اختفى خلالها لم يكن جميلا على الإطلاق ..
تمتم أكرم شاحب الوجه :- لماذا أرغم نفسه على أن يحمل هذا الثقل وحده فوق كاهله .. لماذا لم يخبر أي منا بما حدث ؟؟؟
قال نعمان بهدوء :- من الواضح أن التحدث عما حدث كان صعبا بما يكفي بالنسبة إليه .. لم أرغب قط بإرغامه على التحدث بالأمر .. إلا أنني لم أتوقع .. ....
وجهه كان يبدو أكبر عمرا وهو يقول :- أن يضطر للمرور بكل هذه المعانة ... ولأجل ماذا ؟؟ لماذا قد يختار ابني أنا حياة كهذه بعيدا عنا ...
تهدج صوته في النهاية ... إلا أنه تمكن من تمالك نفسه والالتفات إلى ثروت قائلا :- ما علاقة الماضي باختطاف لقمان يا ثروت ... لقد قلت بأن رئيس العصابة قد قتل قبل عشرين عاما
قال ثروت بصوت مكتوم :- رئيس العصابة قتل بالفعل .. إنما شقيقه الأصغر .. ما يزال حيا ..
رفع رأسه قائلا :- لم يخطر الأمر على بالي أبدا ... قبل عشرين سنة ... أنا ..
للحظة .. الكلمات رفضت الخروج من فمه .. أن يتحدث في الأمر .. أولا , البوح بأسراره لتلك الممرضة .. ثم الآن ... أن يتمكن من استعادة الماضي دون أن يفقد صوابه .. هل كان يعرف دون أن يدرك بأنه سيجد نفسه في هذا الموقف فسمح لتلك الممرضة بأن تنتزع منه ما لم يخبره لإنسي قبلها قط ؟؟؟
:- أنا ... وجدت صعوبة في أن أفصل بين حاضري وماضيي .. عندما تمكنت أخيرا من المضي قدما .. بمساعدة لقمان بالتأكيد .. وضعت الماضي ورائي تماما .. في الواقع .. هناك تفاصيل أنا لا أذكرها تماما لحسن الحظ ... وكأن عقلي الباطن قد برمج نفسه على نسيان تلك الحقبة من حياتي تماما ... عند اختفاء لقمان .. وجدت نفسي أتذكره مرغما ...
لأنه لم يشعر بمثل الخوف الذي أحس به عند اختفاء لقمان إلا في الماضي ...
:- إلا أنني حتى حينها ... لم أتمكن من ربط الأمور معا ... من التفكير بأن اختطاف لقمان قد يكون له علاقة بتلك الحقبة المنسية من حياتنا لولا أن أشارت السيدة بحر للأمر ..
عندما التفت الجميع إلى بحر ... تمتمت :- لقد سبق وأخبرني بأنه لم يتوقف قط عن الخوف من الماضي ... من أن يلاحقه يوما ...
قال السيد نعمان بصوت مختنق :- هل ... هل تحدث إليك عن الأمر ؟؟؟
الأمر كان مؤلما له ... أن يختارها هي كي يفتح لها قلبه ... كي يحكي لها عن مخاوفه .. دون أي من أفراد عائلته .. إلا أن بحر لن تعتذر عن هذا ... لو أن أي منهم منح لقمان ما يكفي من الأمان .. لفعل ..
تمتمت :- لقد كان يخبرني بين الحين والآخر عن تلك الفترة .. خاصة عندما كانت الكوابيس توقظه في الليل .. هو لم يخبرني بكل شيء .. إلا أن هناك أشياء .. هو لا يحتاج لأن يحكيها كي أستنتجها ...
عاد نعمان يركز اهتمامه نحو ثروت سائلا إياه :- ما الذي اكد لك صحة شكوكك ؟؟
:- تحرياتي حول الأمر .. تقارير الشرطة القديمة كانت ما ساعدني في الأمر .. إذ بعد أن ساعد لقمان الأطفال جميعهم على الهرب .. قام بالاتصال بالشرطة مبلغا عن العصابة ... لقد أثار الأمر ضجة حينها ... خاصة بعد أن تم الإمساك بكل الأطفال الهاربين ووضعهم تحت وصاية الدولة ... وبعد أن عثروا تحت أقبية مقر العصابة على العديد من الجثث الممزقة لأطفال تم انتزاع أعضائهم ... رئيس العصابة وجد ميتا دون أن يعرف أحدهم من قتله ... إلا أن أحدا لم يعثر على شقيقه الذي تمكن من الهرب إلى خارج البلاد على الفور ... بعد بحث حثيث ولساعات منذ ليلة الأمس ... عرفت بأن رجلا يحمل مواصفاته نفسها إنما اسما آخر .. قد دخل البلاد قبل ما يزيد عن عام ... أي خلال الفترة التي بدأت فيها التهديدات تلاحق لقمان ..
أشار إلى ملف ضخم كان قد وضعه فور وصوله أمام نعمان الطويل ... وقال :- هنا تجد كل المعلومات التي جمعتها حول الرجل ... بالتحريات اللازمة ... وبالاتصالات المناسبة .. ربما نستطيع الوصول إلى المكان الذي يمكن له أن يخفي فيه لقمان ...
نظر نعمان إلى الملف للحظات قبل أن يسأل ثروت بصوت خشن :- هل أنت متـأكد بأنه الرجل الذي نريده يا ثروت ؟
شـحب وجه ثروت وهو يقول :- لا ... لست متأكدا ... إلا أنه أملنا الوحيد في الوصول إلى لقمان .. وإن كنا مخطئين ... فأنا لا أعرف إن كنا سنتمكن قط من الإمساك بخيط آخر يساعدنا على إنقاذه ..
كلماته كانت صريحة ... واضحة .. وقاسية أيضا .. إذ كانت هذه فرصتهم الأخيرة للعثور على لقمان ... قلب بحر انقبض والذعر يجتاحها .. يهدد بإفقادها كل صمودها .. لأول مرة وهي تستمع إلى التفاصيل التي لم يتحدث فيها لقمان من قبل حول طفولته .. تشعر بأن اختطاف لقمان ... وكونه في خطر شديد .. حقيقة واقعة هذه المرة .. وأنها ... وأنها مهددة بفقده حقا هذه المرة ...
وكأنه قد تمكن من قراءة أفكارها التي ما كانت إلا صدى لأفكاره .. التفت ثروت يواجه نظراتها المذعورة .. وهو يقول بصرامة :- سنجده يا سيدة بحر ... أعدك بأننا سنجده ..






يتبع ..


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس