عرض مشاركة واحدة
قديم 19-07-18, 08:08 AM   #9

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


//



أُحبك , وأعلم أن هُناك لحظات خسارة في هذه الحياة ..

لكن !
أتمنى أن لا تكونين أحدها , فحياتي كُلها أنتِ

..

عبق روحي وعطرُها أنتِ


الجزء الثاني

قراءة ممتعة






صوت صراخ قوي , لف برأسه وهو ينظر الى باب الطوارئ
هذه .. اليست الاخصائية !
وقف بسرعه وهو يراها تسقط على الارض كـ جبل هدّته عاصفة .. وتلك التي بجانبها .. لا ترتدي سوى البجامة فقط
صُدم من المنظر , وكأن المنظر جعله يعيد ما حدث له قبل سنين طويلة
نظر حوله , لكنه لا يعرف مالذي سيبدأ في فعله
دخل الى احد الغرف , سحب مفرشها
وتوجهه الى الاخصائية التي بجانبها تلك المرة التي تبكي في حضن اختها التي اوشكت على الاغماء
وضع الـمفرش عليها وهو يقول : اهدوا .. اهدوا ..
لم يعرف طريقة التصرف الصحيحة
صرخ بصوته و عرق رأسه وضح على جبينه : هــــــــــــنـا حــــــــــالة إغــــــــــــماء ..
توجهوا الى شوق وحملوها ..
نظر الى الممرضة وهو يقول : قوسي ضغطها هذي المريضة
اشر على شوق وهو متأكد أن ضغطها انخفض تاماً
..
دخل نفس المكان قبل عشر سنوات وفي يده طفله ذو الثلاث سنوات .. رغم انه في ذلك الوقت لازال لم يمارس مهنته الا أنه تمنى ان يفعل شي لـ ابنه ولو شي بسيط .. صرخ عليهم بصوته العالي الراجي .. يريد انقاذ ابنه في مستشفى عمه ! لكن الاوان قد فات والوقت مضى , وجسد هذا الصغير اصبح فارغ بلا روح , وثوب سلطان الابيض تنقّع بـ دم طفلة ..
..
صحى على صوت ممرضة الرسبشن وهي تقول بقلق : ما جا .. مافيه طبيب للحين .. مافيه
نظرت اليها وعروق رأسه ظهرت : كيف مافيه .. كـــيـف مافيه ..
الممرضة بـ قلق شديد : المفروض كان الدكتور ايمن والدكتور وليد لكن تنازعـ..
صرخ فيها : البنـــت تموت داخل كيــــــف مافي دكتور
وقف وهو ينظر امامه .. لكن حبه لـ مهنته كان اقوى من ان يجلس ويترك الموت يصافح كفّي تلك الشابه
دخل الى غرفة العمليات وهو متأكد ان بدخوله الى هذه الغرفة ستفتح عليه جروح قديمة , تكاد تتقفل .. بدخوله الى هذه الغرفة سيحمل مسؤولية ربما يعاقب عليها للأبد ولا يمارس الطب مره اخرى ولو في حلمة
دخل الى الغرفة وشرف المهنة , وطهارة مافي داخله يحتّم عليه الدخول , ويقول له بكل شرف .. إن لم تدخل لـ إنقاذ ما تبقى من روح فـ أنت لا تستحق العيش ان غادرت الحياة , لا تستحق لقب دكتور وانت لم تنقذ من احتاجك في يوم ..
عقّم يداه , ودخل الى الغرفة .. ارتعش .. رائحة غرفة العمليات رائحة كئيبة
اقترب الى الشابة التي كادت ان تقطع وريدها ..
لا يعرف ما يأخذه اولا .. لكنه استعان بالله اولاً .. وبدأ بعمله ..
تناسا حقيقة ما هو به الآن مجرد مسكته لـ الأداة ..
اقترب على انهاء عمله
دخل عليه الدكتور المسؤول اليوم عن قسم الطوارئ .. حاول اخراجه لكنّه لم يخرج الا بعد ما يتم عمله .. لن يخرج الا ليتأكد ان مريضته تتنفّس , رافقها في الافاقة وانتظر الى أن ارتفع معدّل التنفس وخرج من الغرفة والعرق يصب من رأسه .. سقط على قدميه, وضع يده على رقبته يشعر بالاختناق .. خرج من المستشفى بأكمله وهو يرتدي زيّ العمليات , هذا المكان يتعبه .. يسرقه من نفسه .. يسرقه من الحياة
..........
فتحت عيناها وهي تصرخ بـ أسم اختها : ديــــــــــــــمة
مسكتها الممرضة وهي تشد عليها : اهدي .. اهدي
نظرت اليها بـ توهان : ديمة .. وين ديمة .. ماتت ديمة .. ماتت قولي لي .. انا اعرف ان ديمة ماتت
الممرضة : شوق .. اهدي .. ديمة بخير .. في الافاقة الى الآن
ارتخى جسدها على السرير , اغمضت عيناها بتعب شديد جداً يرص على اكتافها وعضلات يديها التي اصبحت اضعف من قدرتها على رفعها
سارة بصوت متعب جداً بالقرب من اختها : شوق .. شفت ديمة بخير .. ورحت البيت و خبرت امي .. لقيتها تبكي وجالسه عند اثار دم ديمة ..
سقطت دمعة من عينها وهي تستمع لـ كلام اختها , كم هو محزن حال والدتها .. لا تستطيع السمع أو الكلام .. لذلك لم تعرف مالذي حصل لـ ابنتها .. كم كانت خائفة ؟ .. كم كانت مرعوبة من هذا الدم .. الحمدلله على كل حال ادى بنا الى هذا الحال .. الحمدلله على كل شي
..
يجلس في سيارته , ينظر امامه .. وصوت فيصل ابنه الصغير يحادث عقله .. سامحني يا ابني .. انا وكل علمي لم نستطع انقاذك .. كان مقدّر لك ان تغادرني .. وكان مقدر لي ان اتعب بعد .. الآن أدركت أن الله يعاقبني على إهمالي إيّاك .. ادركت انه يعاقبني بنفسي , وما اشد من عقاب النفس يا فيصل ..
مسح وجهه بيدينه , اخذ نفس عميق .. نظر الى الساعة
السادسة والربع مساء ..
شغّل سيارته وعاد الى المستشفى , دخل مكتبه و تروّش في حمامه
خرج وارتدى ثوب جديد , وأغلق بـ احكام على مشاعره .. وتوجهه الى قسم الطوارئ
.......
كانت تسرح شعرها الاسود الطويل الذي يصل الى اعلى خصرها بقليل ..
ارتدت بنطلون اسود وتي شيرت ملوّن , ربطت شعرها بوني تيل .. تعطّرت وخرجت الى الخارج , تستعد لـ لقاء ابنة اختها رحمها الله الوحيدة
ستنام عندهم لمدة طويلة فـ والدها منتدب من قبل الدولة الى احدى المدن
توجهت لـ الصالة , وكانت غادة تجلس فيها وعلى وجهها ابتسامة عريضة
جلست وهي تضع ساق على ساق : ام كامل .. ام كامل
دخلت ام كامل وهي تبتسم : شو بدّا القمر
ابتسمت : أهويي .. بدي أهويي ..
ام كامل : من عيوني .. هلا بحضر لك انتي وغادة
نظرت غادة الى تالا التي تجلس وهي تضع رجل على رجل , سكتت وهي تنظر الى هاتفها
غادة : عمي قبل شوي جا يسأل عنك
نظرت تالا الى غادة : ........
غادة اخرجت من جيبها : وعطاني بطاقته .. قال بكرة روحي لـ السوق انتي و تالا واشتروا لكم اللي محتاجينه
ردت عليها : هاتي البطاقة
غادة : عمي معطيني اياها .. استأذني من عمي يعطيك اياها
ضحكت بسخرية : ايش .. استأذن من ابوي عشان اخذ بطاقته منك انتي
رفعت كتفها : ايه .. لو كان يبي يعطيك اياها من البداية كان عطاك اياها لكنه عطاني انا اول ..
ضحكت بعدما كتمت غضبها : عطاك اياها .. عشان بطاقتي معي , خلي هذي معك انتي
نظرت امامها , ثم عاودت النظر الى هاتفها .. لم يعد يفرق والدها .. يريد ارضا الله بـ تربيته لـ ابنه اخيه , لكنه سيغضبه فيني ..
دخل مطر وهو يبتسم : الـسلام على احلا بنتين في هالعالم
غادة وهي تبتسم : وعليكم السلام
لم تنظر الى والدها ابداً , اكتفت برد السلام وهي تنظر الى هاتفها
يعلم انها زعلانة عليه , بل غاضبة لكنّه يعلم جيداً ان ابنته لا تقوى على هذه الزعل بينها وبينه
جلس بالقرب من تالا وهو يبتسم : متى قمتي وانا ابوك ؟
تالا نظرت الى والدها على وجهها طيف ابتسامة : يمكن .. اربع العصر قمت
مطر : وانتي يا غادة
غادة : صحيت الصباح مبكر يا عمي ..
هز رأسه وهو يبتسم : زين ..زين
غادة بـ استفسار : عمي .. اليوم الصباح شفت ضاري في الفيلا .. وقال لي انه بيسكن هنا
نظرت الى والدها بسرعه : يسكن هنا !
نظر الى ابنته تالا : ايه بيسكن هنا .. المكان اللي كان ساكن فيه طلّعه منه راعيه وانا ما ابيه يروح بعيد عني .. خليته يسكن في المقلط اللي برا ..
ابتسمت غادة بسعادة لا تتضح على وجهها : حياه الله
تالا بـ استنكار : وانا ؟! كيف برتاح في بيتي .. قبل كنت ارتاح برا الحين لا برا ولا داخل ..
فهم قصد ابنته , لكنّه لا يريد ان يعطي الموضوع اكبر من حجمه : ومن رادك عن الراحة .. ضاري مثل اخوكم انتي وغادة ولاهو بضاركم بشي .. لا بغيتي تطلعين تستري ولا بغا يدخل هنا بيقول
نظرت غادة الى تالا وكأنها تقول لـ عمها , انظرني كم عقلي اكبر بكثير من عقل ابنتك : ترى عادي لا تبكرين المواضيع .. احس مافيها شي اذا جلس بـ احـ..
قاطعتها تالا بـحزم : انا اتكلم مع ابوي .. معليش
نظرت الى والدها وهي تبتسم بـ مضض : تمام .. اللي يريحك يبه
رفعت هاتفها وهي تنظر فيه .. زوج اختها يتّصل
ردت وهي تبتسم : هلا ابو جود .... برا .... يلا الحين افتح ... الله يحفظكم وسلم لي على زوجتك ..... الله يحفظكم
وقفت وهي تتوجهه لـ غرفتها , اخذت عبايتها و وضعت طرحتها
خرجت متوجهه الى الخارج , نظرت الى والدها : في كل مره بطلع لـ برا بلبس كذا يعني ؟ .. اوتيل مش بيت
خرجت وهي تشعر بالغضب من والدها الذي يبدي الجميع عليها وهي ولا كأنها يحق لها العيش برفقة والدها براحة .. دائما ما تفكر لو انها تغادر الى احد اخوتها وتعيش معهم .. لكن قلبها يعشق والدها رغم انه لا يتهم .. لا تستطيع تركه ابداً
فتحت الباب , دخلت جود وهي تصرخ بصوت عالي بفرح : تاليييي ..
ضمّت ابنة اختها بقوّة وهي تقبّلها , وعينها تغرق بالدمع : وينك يا حيوانة .. ليه من زمان ما كلمتي خالتي تالي ..
جود وهي تبتسم وتضم خالتها : اسفة .. انا قلت لين اروح لها
مسحت على ظهرها وهي تبكي : اشتقت لك كثير مره .. كبر السما
جود وهي تمسح دموع خالتها : اسفه ما اعيدها ..
هزّت رأسها تالا : خلاص .. ما تعيدينها سامحتك
خرج من غرفته بعدما سمعت صوت عالي
وقف وهو ينظر الى الباب , اقترب من الفتاتين
ابتسم وهو ينظر بـ استغراب الى البنت الصغيرة : هذي ..جود بنت اختك الكبيرة الله يرحمها
نظرت اليه , وقفت بعدما كانت تجلس على ركبها : ايه هي


نظرت جود بنظرات اعجاب الى هذا الشاب
رفعت رأسها الى خالتها : من هذا الحلو ؟
ضربتها تالا على رأسها : جـود .. خير ؟!
مسحت على رأسها وهي تنظر الى ضاري وتبتسم : لانه حلو انا قلت حلو
ضحك ضاري وهو يقترب منها , مسكها مع يدها اليمين وجرّها : انتي احلا بكثير مني
وضعت جود يدها على شعر ضاري وعيناها توضّح اعجابها بـ هذا الوسيم : كم عمرك يا حلو
رفع ضاري حاجبيه بـ ضحك واعجاب بـ اسلوب تلك الصغيرة التي يبدو انها لم تتجاوز السابعة بعد : عمري .. تسعه وعشرين
غمّضت عيناها بقوّة ثم فتحتها ونظرت الى ضاري بحزن : اكبر مني باثنين وعشرين سنه .. ما اقدر اتزوجك
ضحك بقوّة وضمها وكأنها اكلت قلبه بـ حركاتها الطفولية رغم كبر حديثها
سحبتها بقوّة تالا وهي تشعر بالاستحياء من حركات جود : جود .. ما يصير كذا .. كم مره اقولك لا تكلمين الغريب ..
نظرت جود اليها وهي تعقد حواجبها : وانا قلت لك بكلم بس الحلوين الغريبين
حملتها تالا وهي تقول بغضب : انتي ما ينفع معك الا الشيل
نظرت جود الى ضاري وهي ترسل له قبلات في الهواء
ابتسم ضاري وهو ينظر الى تلك الطفلة المجنونة , لكن من اكثر منها جناناً خالتها !
يبدو أنها لا تتقبلني !
اين غادة !؟
نظر بـ اتجاه الفيلا , يبدو أنها بالداخل
عاد الى غرفته بملل تام , بطبعه بيتوتي لكن هنا لا يناسبه كثيراً
..
في الداخل
تجلس جود في حضن جدها مطر وتلعب في خطوط جبته وهي تقص عليه ما يحدث : بس انا قلت لـ باب .. خلاص زودتها يا بابا انا صرت كثير عندك ولا رحت عند تاتي وبابا رين ... وقال لـ..
قاطعها مطر وهو يضحك : يا بابا اسمي بابا مطر ليه بابا رين .. قوليها بالعربي
ضحكت تالا وهي تنظر الى ابنت اختها التي تفتقدها كما تفتقد نفسها : ذابحك الانترنشونال يا جودي
ابتسمت غادة وهي تنظر الى جود : وبتدرسين هنا يا جود ؟
هزّت جود رأسها بـفرح : انا قلت لبابا خلاص انا شفتك كثير لازم اروح لـ اهل ماما .. وبابا بيسافر كثير ايام ..
نظرت تالا الى والدها : اذا خلص رمضان .. دورنا لها يبه زي مدرستها
ابتسم مطر وهو يقبّل ابنة ابنته : ان شاءلله .. تامر امر بنت قليبي ..
نظر الى تالا : جيبوا القهوة برا خلونا نجلس كلنا برا مع ضاري
وقفت بسرعه جود وهي تمسك في يد جدها : بروح مع بابا رين
نظرت الى ابنة اختها بنص عين : روحي يا حيوانه .. روحي
نظرت تالا الى غادة التي تحمل صينية القهوة بحماس تام
سكتت ولم تبالي لـ الامر , كانت تحتاج عودة جود كثيراً هذه الايام
وقفت وهي تخرج الى الخارج
, توجهت الى الكراسي حيث يجلس والدها جلست بجانبه , وهي تنظر امامها بهدوء تماماً كـ هدوء الجو وبداية برودته
نظرت الى ضاري وهو يتقدم لهم , جلس على الكرسي مقابل والدها ..وقفت جود وركضت اليه .. جلست بجانبه : هاي ..
وضع يده على شعرها : هاي ..
نظر الى عمه : زين انك ناديتني كنت بصقع راسي في هالجدران من الطفش
ابتسم مطر : حاس فيك ..
نظر مطر الى ابنته : وين القهوة
اشرت تالا بيدها بـ ببرود : بتجيبها بنت اخوك
نظر الى حركة يدها , متعجرفة جداً الغرور يسقط من عيناها بغزارة
ابتسم وهو ينظر الى غادة التي اتت تحمل في يدها القهوة
وضعتها على الطاولة وجلست بالقرب من عمها : جبت القهوة
صب مطر القهوة لـ نفسه ولـ ضاري وغادة , ثم نظر الى تالا : تبين قهوة ؟
ابتسمت بلمحة قليلة من الحزن : صبيت لهم كلهم .. وعندي انا تسألني ..
صب القهوة لـ ابنته ,و مد لها الفنجان : خبري ما تشربين قهوة كثير
ضحكت بقهقهة مقهورة لم تبن للجميع رغم وضوحها على صوتها : لخبطت بيني وبين غادة , هي اللي ما تشرب قهوة
استغرب حركاتها , يبدو أنها فتاة مجنونة
نظر الى غادة , وارتسمت ابتسامته لـ صاحبة الوجهه الطفولي : تدرسين ؟
رفع حاجبه مطر : ما تعرف وش تدرس بنت خالك
ابتسم : وش يعرفني يا خالي .. كل اللي اعرفه عنهم اسماءهم
قال مطر بتفاخر بـ ابنة اخيه : خلصت الجامعة بمرتبة شرف ثانية اعلام
ابتسم نصف ابتسامة : ماشاءلله .. اعلام
جود وهي تنظر الى ضاري بـ هيام : وانت وش كنت ؟
وضع يده على رأس جود : انا يا طويلة العمر خلصت من زمان ادارة اعمال في امريكا
وضعت جود يداها على خداها بـ اعجاب رغم عدم معرفتها بالتخصص , إلا ان وسامته كما تراها جود تجعل كُل ما يقال منه محط إعجاب : الله ..
ضحك بقوة , فـ ملامح تلك الطفلة البريئة تضحكه اكثر مما يضن
ابتسمت تالا وهي تنظر الى جود دائما كانت تقول أن ابنة اختها خليفتها في طفولتها ..
تذكّرت حينما اعُجبت بأحد عمومتها في صغرها , واصرت على الزواج منه لوسامته .. لكن حينما قالوا لها انه لا يجوز لها الزواج به , بكت كثيراً وهي تحاول في والدها أن يزوجها عمّها ! كانت لم تتعدى الخامسة بعد !
نظر ضاري الى تالا , يشاور نفسه .. هل من الممكن إجراء حديث معها أم لا .. : وانتي يا تالا ؟
نظرت تالا الى والدها : ........
نظر اليها وهو يبتسم : وش بلاك جاوبي
تالا وعلى وجهها ابتسامة هادية : ابيك تجاوب عني
مطر ابتسم : تخرجت من .. لا اله الا الله ... وش اسمه يا تالا تخصصك
وقفت تالا وهي تنظر الى والدها بـ هدوء : اسمه خدمة اجتماعية
مطر بـ ابتسامة : خدمة اجتماعية صح ..صح دايم انساه
تالا نظرت الى ضاري بـ نفس الابتسامة : نسى يقولك .. مرتبة شرف اولى .. عن اذنكم بدخل انا وجود شوي
اخذت ابنة اختها وتوجهت لـ الداخل وهي تأخذ نفس عميق ..
تتبّعها الى ان دخلت الى الداخل , غريبة جداً في أول لقاء وثاني لقاء وهذا ثالث لقاء ..
شعر مطر بأن تالا تأذت منه , تنهد بضيق .. يشعر دائماً بأن ابنته تالا .. تشعر أنه لا يحبها رغم انه يحاول جعلها تشعر بهذا الشعور , لكنّها لم تشعر ابداً بذلك ..
وقف وهو يبتسم : وش رايكم نشوي ..
وقف ضاري : فكرة زينه .. بروح اجيب اغـ..
قاطعة خاله : اجلس .. بخلي سليم يجيب الاغراض
جلس ضاري : ابشر
توجهه مطر الى المطبخ ليتفقد اغراض الشوي
نظرت غادة الى ضاري وهي تبتسم : حبيت المكان ولا باقي
حك ذقنه بتفكير : لا بأس فيه .. لكن في بيتي الاول كنت متعود على مكان اكبر من هذا المكان .... انتي من متى وانتي جالسة عند خالي مطر ؟
قالت بـ استغراب : ما تعرف ؟
ضاري: ما اعرف ..
ابتسمت بهدوء : من سبع سنين
قال بـ ابتسامة عريضة : ومبسوطة هنا ؟
نظرت اليه : عادي .. تعودت
دخلت تالا وهي تنظر الى غادة : مش مبسوطة ؟
جلست في مكانها وهي تبتسم : انتي مفروض تكونين اكثر شخص مبسوط في العالم
رفعت حاجبها غادة : انتي تحسبينني مثلك .. تبسطني شنطة غالية ولا كعب اغلى
ضحكت تالا وهي تنظر الى ضاري :تبي تقولك أنها ترضى بأي شي لكن بطريقة مب واضحة ابداً
نظرت الى غادة بنفس النظرات : .. اكيد مش مثلي .. انتي تبسطك اشياء ثانية ..
غضبت من فعلها جداً , هل هي مجنونة ! : اللي هي ؟
ابتسمت تالا وهي تنظر الى ضاري : مب من صالحك اقولها قدامه
نظر اليها بسرعه , ثم نظر الى غادة !
مالذي تقوله هذه المتعجرفة !
اكملت : لو اقولها قدامه .. اخاف تخسرين
شعرت بالخجل غادة مما تفوّهت به تالا , قالت بغضب : وحنا في لعبة عشان اخسر وافوز.. ثمني كلامك لو سمحتي خلي له ثمن
رفعت حاجبها : بكم تبينه ؟
وقف وهو ينظر اليهم بـ استنكار من عالم البنات الذي لا دخل له هو فيه ابد
توجهه الى الجهة الثانية وعلامات وجهه مستنكره اكثر من قبل !
وقفت غادة وهي تقول بقهر : عاجبك كذا .. خليتيه ياخذ فكرة غلط عني
غمزت تالا الى غادة : عشان تعدلين له الفكرة ويصير فيه اكشن بينكم .. ابي مصلحتك انا ...ههههههههههههههههه
.............





في الطوارئ
ينظر الى ضغط ديمة و مجرى نبضات القلب , واذنه تستمع الى وليد
وليد بغضب : تسترنا هذي المره على العملية وحطيت اسمي بدالك وتحمّلت المسؤولية عنك لكن مره ثانية لو دخلت العملية بدالي يا سلطان
نظر اليه سلطان بقوّة وعلى وجهه علامات الجمود : انت نسيت من كان معك في اول عمليه مسكت فيها المشرط .. ماكنت مضطر انك تحط اسمك كنت مستعد اتحمل كل المسؤولية ولا انا خايف من شي .. لا تحط نفسك في مكان اللي مسوي شي كبير وتاخذ موضوع التمنن حلاوة في لسانك عشان ما اخليك تحس بمرارة هالحلاوة.. ما لـ احد منّه علي , ابعد عني احسن لك
صُدم وليد من اسلوب سلطان الذي لم يعتاده بعد
قال بـ استنكار وغضب : انت ناسي انك استقلت من الوظيفة .. ولا ما نسيت
سلطان بحدّه: ما نسيت .. وانا اللي ذكرتكم بنفسي اني استقلت من وظيفتي يوم دخلت وظيفة ثانية في الادارة .. اللي صار اليوم عدّا .. لكن انت ما تبي تعديه على خير
قال بصدمة من اسلوبه الشرس : سلطان انا صاحبك وش بلاك
رفع اصبعه في وجهه وليد : لا تقول صاحبك .. عمرك ماكنت صاحب لي ولا بتصير
خرج من الغرفة متوجهه الى الضماد الاخر
دخل و وقف امام سرير الاخصائية
رفع الملف وهو يقرأ الاسم : شوق عبدالاله الراحم
نظر اليها وهي نائمة : شوق .. شــوق
فتحت عيناها بتعب , نظرت اليه وكأن هناك ما يمنع رؤيتها بوضوح تام
قال بـ برودة اعصاب تامة : لا تنسين تجيبين تقرير انك كنتي منومة هنا عشان ما ينخصم لك
رغم تعبها ومرارة ما حدث لها , لم تستوعب ما قاله
رفعت السرير , نظرت اليه وهي تعدّل حاجبها : ايش
قال بتشديد على كلماته : لا تنسين تجيبين تقرير انك كنتي منومة هنا عشان ما ينخصم عليك
نظرت اليه بنظرات مطولة , حاولت جمع كل قواها الجسدية لـ تنطق بتلك الكلمات : بس .. انت شايف اني هنا
قال بـ برود : انا شايف وانا سلطان .. لكن ما شفت وانا رئيس القسم الدكتور سلطان .. لو ماراح تحضرين بكرة جيبي معك تقرير بعد للايام اللي ماراح تحضرينها عشان ما ينخصم منّك
ابتسمت بعدم تصديق : انت تشوف ان هذا انساني ؟
توجهه الى الباب وبصوت مسموع : الانسانية اختفت
توجهه الى المصعد الى مكتبه
..
سارة بـ استنكار : هذا المدير ؟
شوق نظرت الى سارة : هذا هو ... ديمة وين
سارة : في الغرفة .. بس جيت اشوفك بخير وارجع لها
نزعت المغذي من يدها , وقفت : بروح لها
سارة : انتي بخير طيب ؟
هزّت شوق رأسها : بخير ..
توجهت الى غرفة اختها بعدما ارتدت روب ابيض جديد جاءت به اسماء لها
دخلت وهي تبتسم في وجهه امها بكل تعب , رغم محاولاتها في شطب هذا التعب , اشرت لها بـ لغة الاشارة بأنها بخير , رغم ان نظرات والدها قلقة جداً
نظرت الى ديمة .. نائمة على السرير
جلست في الطرف , نظرت الى يدها
انهارت في بكاءها مره اخرى على يد اختها و كأنها تريد تفريغ ما في داخلها .. بكت , بكت ..
قالت بصوت شبه مسموع : الحمدلله يا ديمة .. الحمدلله انك بخير .. الحمدلله
فتحت ديمة عينها , ونزلت دموعها وهي تنظر الى اختها بيأس : رجعت اعيش مره ثانية
وضعت شوق يدها على فم اختها : اسكتي .. والله ما اخليك تندمين ان ربي رجع لك الحياة .. اصبري شوي علي وشوفي يا ديمة بس شوي ..
مسحت دموعها , وقفت متوجهه الى المصعد ..
ذهبت الى قسم العلاج الطبيعي , دخلت مكتبها واخذت الطلب لـ بنك تسليف الموظفين الخاص بالمستشفى من ثم توجهت الى مكتب مدير قسم العلاج الطبيعي
طرقت الباب .. ( أدخــل )
فتحت الباب , ودخلت ..
توجهت الى المدير : السلام عليكم
استغرب تواجدها : وش جابك هنا ؟ مفروض انك في الطوارئ
هزّت رأسها : صح .. ما ابي ابقى في الطوارئ انا بخير .. وعدد الساعات اللي غبتها عن العمل بجيب لك فيها تقرير .
هز راسه وهو ينظر الى ملفات مكوّمة امامه: هذا المطلوب ..
مدّت الورقة اليه : ابغى توافق لي على هذا الطلب
اخذ الورقة , نظر فيها : بنك تسليف الموظفين ..
رفع نظره لها : والسبب ..
قالت بنظراتها التائهة : ظروف ..
رد عليها ببرود تام جداً , كثلجة تماماً او ابرد : اللي هي ؟
نظرت اليه : ماهو لازم اذكر تفاصيل الظروف لكني احتاج
وضع الورقة في درج مكتبه : وش اللي يخليك تتسلفين من هذا البنك , ليه ما تتسلفين من أي بنك ثاني .. ياخذ بنك التسليف فوائد اكثر ..
اخذت نفس , وضعت كفها الايمين على مفصل الذراع والزند لـ يدها اليسرى , ثم نظرت اليه بنظرات ثابته : ظروف .. عن اذنك
توجهت الى الباب , لكن اوقفها صوت سلطان : لا تنسين تسددين تكلفة عملية اختك .. ماراح يطلعونها الا اذا سددتي .. وكل ما طولتي زادت الايام ..
نظرت اليه , بنظراتها الثابتة رغُم ذبلها من التعب : و الطوارئ يعرفون أنهم ما يقدرون يحتجزون مريضة حتى لو ما دفعت اللي عليها , ما يعرفون أن فيه قوانين تلزمهم أنهم ما يحتجزونها
شدّت على يداها , اغمضت عيناها وكأنها تطلب من الله القليل من الرحمة
نظر اليها , وقفتها المطوّلة وكأنها تريد قول شي اخر غير ما قالته
فتحت الباب : ان شاءلله .. بسدد
نظرت الى ملفه و بروده : عقب ايش .. قوانينك اللي قلتيها
خرجت من المكتب
دخلت الى مكتبها , وضعت يدها على رأسها بقلّة حية .. من يصدق انها ترث من والدها الملايين وهذه حالتها .. حسبي الله عليك يا سالم .. حسبي الله عليك , جعلك الله ممن يدخلون ناره بذنبنا نحن
نزلت الى الطوارئ ودفعت اخر ما تبقى لديها من مال .. ثلاثة الاف ريال تماماً لا تملك سواهم .. الحمدلله .. الحمدلله حتى الثناء
توجهت الى غرفة اختها وعلى وجهها ابتسامة تخرج من خلف اعماقها : الحمدلله انك بخير .. لازم نطلع الحين
سارة : نطلع .. كيف ؟
اقتربت شوق : العملية اللي سووها ما تحتاج انها تنتظر هنا كلها عملية ترقيع وخيطاه .. جرحك عميق .. بيعطونا شوية مسكنات .. وكل يومين تغير على الجرح
اقتربت شوق من ديمة وهي تبتسم : ديمة بعد بكرة بروح اسدد لـ المدرسة أن شاءلله
نظرت ديمة الى شوق , ثم نظرت امامها .. لو انها ماتت وانتهت .. تكره هذه الحياة .. تكرهها
اقتربت سارة وبصوت خافت لـ اختها : مب تقولين عطوها دم
وبنفس الصوت ردت شوق : ما ابي احسسها ان اللي صار لها صعب .. بيترك شعور نفسي اكثر .. خلينا نهون عليها ولا نسمي اللي صار عمليه حتى
سارة بقلق : تقولين الجرح عمقه ثلاثة سانتي .. كيف نهونه
هزّت رأسها شوق بهدوء : الحممدلله .. الحمدلله
خرجوا من المستشفى و ركبت شوق التاكسي بأخر ما تبقى لديها من اوراق النقود ..
..
تقف على الشواية وهي تهف الهواء عن اللحم
جود وهي تنظر الى تالا : بعدين بابا قالي اختاري بين الاصفر و الوردي
قلت له ما ابي اصفر هذا لون الفقر بابا رين يقول .. واخذت الوردي وانا مابيه
تالا : الوردي لون البنات يا بنت
جود : اعرف .. بس ما اعجبني ..
تغيرت نبرة صوت الطفلة الى الاستغراب : تالي غادة ليه بس تناظر في الحلو
ضحكت تالا بصوت مسموع : اسأليها .. بس مب الحين لين اقولك ... بابا رين وين ؟
جود : يقول هو بيقلي بطاطس
ابتسمت تالا , لطالما يحب والدها صنع البطاطس ! غريب بالفعل
__

ابتسمت وهي تنظر اليه : وبس .. هذي حياتي هنا
قال بـ استنكار : كلها هواش انتي وياها بس ..
هزّت رأسها غادة : ما ادري ليه مع انها مفروض تعدني مثل اختها لكن .. مدري كيف ولا اعرف ليه تعاملني بهذي الطريقة .. ما اتحرش فيها ولا اقول لها شي يضيق صدرها لكنها ما تحبني ..
: مافي شي بدون سبب ..



ضحكت بسخرية : الا هي .. كلها تالا بدون سبب... تكره بدون سبب , وتحب بدون سبب.. تغار بدون سبب , وتحقد بدون سبب .. ماعشت براحه طول هالفترة .. كنت اعاني منها ولا زلت .. دايم كنت اقول ابي ربي يفرجها علي من كل مكان .. بسببها هي
سكت ضاري وهو ينظر الى غادة , تعابير وجهها صادقة .. وملامحها الطفولية لا تكذب ..
وجهه نظره الى تالا التي لا تبالي بوجودهم ابداً , تضحك وتلعب مع جود وكأنها بسنّها تماماً ..
استغربها , لكنّه بطبعه لا يحب الحكم على احد الا اذا سمع من الطرف الاخر , لكن هذه المره شعر بـ الاستياء منها ! تلك البراءة المرتسمة على وجهه غادة لا تكذب ابداً ..على حسب علمه وخبرته
عاد مطر وبيده البطاطس المقليّة : البطاطس خلصت
تالا : واللحم قرّبت يخلص
وضعوا الاكل على الطاولة ..
و بدأوا بالأكل ..
ابتسم مطر : هالتتبيلة تتبيلة غادة المميزة .. كل من ذاقها جازت له
ابتسمت بفرح , من يملك ما تملك هي الآن .. عمّها يمدحها أمام حبها الأول .. كم هي هدية كبيره بالنسبة لها
ابتسم : لذيذة .. ماشاءلله تسلم يدك يا غادة
ابتسمت غادة : عافية
كانت تأكل ولا تبالي , لا تنتظر مديح من أحد ولا ثناء من أحد , اساساً ليست من النوع الذي ينتظر أي اطراء على فعله فعلتها , او جزاء لـ طبخة اتقنتها .. لا ابداً , ترى أنها اكبر من هذا كلّه , لكن لا تنكر استغرابها من شكر ضاري لها ..
ضاري وهو يبتسم : شويك مضبوط يا تالا .. تسلمين
هزّت رأسها وهي تنظر اليه , ثم عاودت الاكل
تبادلوا اطراف الحديث عن حياة ضاري قبل القدوم الى المملكة وعيشته في امريكا حينما كان يدرس , مستمتعه غادة وكأنها ترى فيلم حصد ألاف الجوائز القيمة , وتستمع الى أثرى الحكم , كُل هذا نبع من حُبها وإعجابها في شخصية ضاري
أما تالا , لم تكن بالجلسة اصلاً في سمعها , تضع سماعات هاتفها , وتستمع الى الموسيقى .. وتلاعب جود فقط هذا ما تفعله
...........................
اخذت شوق اجازة لمدّة ثلاثة ايام من العمل لتجلس برفقة اختها ..
ولم تشعر تالا بمرور الثلاث ايام برفقة جود ابنة اختها , وغادة التي تحاول بشتّى الطرق أن تجتمع بضاري , الذي يعمل صباحاً ويعود مساءاً لـ النوم فقط .. و سلطان الذي بذل جهده في التفكير عن أي سلك يحاول فيه مسك خيط واحد
................
بعد مرور ثلاثة ايام ..
في المستشفى
تمشي شوق برفقة اسماء لـ تفقد مرضى القسم
أسماء بحماس : في الصين .. اسبوع مدته
ردت تالا وهي تتفقد ملف بيدها : مؤتمر العلاج الطبيعي مدة اسبوع .. غلطانة اللي اعرفه اسبوعين
اسماء : الله هو .. احسني متحمسة لما شفت الورقة على مكتبي
وضعت الملف على الرسبشن , وهي تعدّل حجابها : ما تعرفين من الطاقم اللي بيروح ..
أسماء : ما ادري .. لكن اللي اعرفه ان حصه كمان جايها اجبار على الحضور
لم تصدق ما قيل من اسماء : اجبار ! في احد يجبر احد يروح .. نفس حركاتها وضعية انا المهمة .. تنطّل ارانب عليك يا روحي
أسماء : تهقين .. بس مستغربة انتي ليه ما جاك
رفعت كتفها بـ عدم اهتمام : القسم فيه اربع بنات اخصائيات والباقي رجال .. يمكن ما يبون يتركون القسم اسبوعين .. يلات تهنين ..
اسماء : طيب اسمعي بنت .. اليوم لا تنسين تجين عندي
قالت بهدوء : اساساً مقدر اجي اليوم .. عندي مناوبة في الطوارئ
أسماء بتعجّب : مب قالوا ان قسم العلاج الطبيعي ماله علاقة بالطوارئ
اخذت الملف امامها وهي توقع : لمّا ماكانوا يحتاجون مناوبين .. الحين قسم الطوارئ بعد الجولة الاخيرة لوزارة الصحة فيه انتفض .. يحتاجون
أسماء : توني ادري ..
ضعت الملف في يد اسماء : انا عندي شغل بروح واجيك
اسماء : تمام
توجهت لـ البحث عن سلطان , طرقت باب مكتبه لكنّها لم تجده فيه
لم يكن موجود في قسم الطوارئ بالكامل
خرجت من قسم الطوارئ الى الدور الثاني , قد يكون هناك اجتماع مجلس رؤساء الاقسام , لكن لم يكن هناك احد
تمشّت في القسم وهي تفكر , ثلاث ايام ولم تأتي الموافقة على التسليف
ما العـمل يالله أن لم يوافقوا على تسليفي ..
عقدت حاجبيها وهي تنظر الى سلطان يخرج من غرفة الارشيف وبيده ملف
توجهت له : دكتور
نظر اليها , ثم نظر الى الملف الذي بيده , وضع هاتفه فوق العنوان
ثم نظر اليها : فيه شي ؟
لم تفارق عينها الـملف الكبير , غريب امر وجوده في الارشيف : ايش تسوي في الارشيف
كان خائف من سؤالها هذا : كنت ادور ملف مرضى الـعـ.. ما يحق لك تسألين السؤال هذا !
هزّت رأسها : تمام .. بس ترى قاعدة بيانات المرضى اسهل من الارشيف
نظر اليها بنظرات ثابته : قلت لك ما يحق لك السؤال , وانتبهي من كثرة الاسئلة معي تحديداً .. فهمتي
ذهب الى المصعد
لحقت به : ايش صار على طلب التسليف
سلطان : مشغول الآن .. تعالي لي في وقت فاضي
دخلت معه المصعد : بس انا اليوم مشغولة كثير وعندي مناوبة في الطوارئ فـ ..
نظر اليها وبصوت شبه عالي : ماني فاضي الحين .. تعالي لي اذا بدأت مناوبتك في الطوارئ بـ انتظرك فيه تعقيبات كثير عليك

لف برأسها لها وبـ تذكّر : شلون اختك ؟
هّزت رأسها : طيبة الحمدلله .. لكـ..
خرج من المصعد بعدما اخذ اجابته
نظرت اليه وهو يذهب الى مكتبه , حسبي الله على كل متكبر .. كأنها شعرت بأن البنك يستحيل ان يعطيها ما تريد وهذا مديرها
ضغطت الدور الاول بضيق تام
صعد الى الدور الثالث , وهي تنظر الى الاعداد وليست معهم , تفكر في مستقبل اختها الآن .. الاختبارات على الابواب .. لا الاختبارات دخلت تماما ليست على الابواب
فتح الدور الثالث دخل مدير المستشفى بـ اكمله الدكتور عبدالله : السلام عليكم
قالت بتوتر شديد : وعليكم السلام ورحمة الله
ابتسم وهو يشعر بتوتّرها وقال بلطف : انا دخلت للاصنصير يا بنتي ماحرقته
ابتسمت بخجل : العذر من حضرتك
عقد حاجبيه : انتي من أي قسم ؟
رد عليه: العلاج الطبيعي ..
ابتسامته زادت : افضل قسم عندنا .. عرفي بنفسك قبل نوصل لـ الال جي
شوق : شوق عبدالإله الراحم اخصائية علاج طبيعي
ابتسم في وجهها : والنعم فيك .. اجتهدوا اكثر عشان تصيرون دايم في الصدارة
فتح الدور الاول , خرجت شوق وهي تبتسم في وجهه .. معروف بلطفة في المستشفى بـ أكمله .. كيف لـ ابن اخيه الا يصبح مثله
......................
في الفيلا
في الصالة : ........ وكيف حالته الحين ...... لا اله الا الله ...... بجيكم في الديرة باذن الله ......... لا والله لـ امشي الحين ........ حافظكم الله لا صار شي اتصل علي ..
اقفل هاتفه بضيق , نظر الى ضاري الذي يجلس امامه بـ اوراق المحاسبة : وش صاير يا خالي
تنهد بضيق : اخوي أبو غيث .. جايته جلطة في صدره ..
ضاري : لا حول ولا قوة الا بالله
وقف مطر : انا بمشي لـ الديرة
وقف ضاري : الحين اجهز السيارة ونروح سوا
مطر : اجلس عند البنات في البيت .. انا يوم وراجع بـ اذن الله
ضاري : ابشـر يا خال
توجهه مطر الى غرفته وبصوت مسموع : البيت امانتك لين ارجع
بعد دقائق وقف وهو يرى خاله مرتدي ثوبة وغترته
توجهه لـه : متأكد ما تبيني اوصلك
مطر : اجلس هنا .. من يجلس في الفيلا , امانتك البنات ثم البنات .. بيتي مليان بنات وانا خالك و العمال داخلين في المزرعه وظاهرين .. في رقبتك بناتي لين اجي ... انا قلت لـ غادة اني بروح لا قامت تالا قولوا لها ...
ضاري : حافظك الله
ودّع خاله عند باب المزرعة , واقفلها بالمفتاح و وضع المفتاح في جيب بنطلونه وهو يشعر أن سيحمل حمل قوي الى حين وصول عمه
نظر الى ساعته , السابعة مساء ..
....................




....................
في المستشفى
بدأت فترة الطوارئ ..
غريب امر المستشفى ! مالذي تفعله اخصائية علاج طبيعي في الطوارئ !
مر الوقت .. وهي تفكر .. هل تذهب له الآن او لا ..
وقفت وهي تسمع صوت من يطلب المساعدة , وفي خاطرها ستعاود الذهاب له بعد هذه الحالة ..
..........
الساعة العاشرة
كانت تجلس في الصالة بقلق , والدها لم تراه منذ الصباح الباكر ! ولا يرد على اتصالاتها ! .. و غادة تمر من امامها ولا تريد سؤالها حتى عن والدها ..
جود بملل : تالي .. خلينا نلعب بلايستيشن
تالا بتوتر : طيب بنلعب .. بس ابي اشوف ابوي وينه
وقفت جود : انا بروح العب
وقفت تالا بتوتر , لا يرد مره اخرى
دخلت الى غرفتها وهي تفكر بـ اسوء التفكير , وعيناها تجتمع فيها دموع الخوف على والدها مما يصيبه من اذى او مكروه .. لكنه لا يخرج من المنزل الا لـ حدث طارئ .. تعرف والدها جيداً
ستسأل غادة
توجهت الى الصالة : ما شفتي ابوي ؟
نظرت غادة نظرها الى تالا بنظرات هادئة : ماشفته . .
عادت الى غرفتها , اخذت عبايتها السوداء و طرحتها ..
خرجت وهي تبحث عنه في كافة انحاء المزرعة ..
لا يرد على جواله الى الآن
انقبض قلبها , شعرت ان والدها سيذهب بدون وداعها .. لا يفعلها والدها ابد .. لا يخرج الا قليل وقبل الخروج يبلّغهم ! والآن لا تعلم اين هو واتصالاته لا يرد عليها .. والمصيبة العظمى أن الساعة الآن العاشرة .. لا يخرج ابداً في مثل هذا الوقت ..
جلست على الارض وهي تبكي بخوف على والدها , نادمة على كل فعلته في حقّه .. خائفة انه يصارع الموت الآن في حادث .. خائفة من فقدانه هو بعد الله في هذه الارض ظهرها وسندها وأمانها واطمئنانها ..
رفعت هاتفها وبصوتها الباكي : رد ... رد تكـــفى .. يبـه .. رد
خرج من غرفته وفي يده فنجان قهوة تركية , أصحبت غرفته الآن كما يريدها بعدما وضع فيها قسم القهوة الخاص به , و رتّبها و رش بها أفضل الروائح , هذا هو .. وهذا طبعه مرتب في حياته تماماً , ولا يحب العشوائية ابداً ..
جلس على الحافة وهو يشربها وينظر الى السماء .. تغيّم , السماء باللون الاحمر , تكاد تمطر الا قليلاً .. هذه نهاية الامطار الخريفية على بعض اجزا الرياض
ابتسم وهو يرى جود قادمة نحوه , وعلى وجهها القلق : عمو الحلو .. ما شفت خالتي تالي ..
نزل من على الحافة , ونزل الى مستواها : تالا .. ما شفتيها في غرفتها ؟
جود بقلق : الا قبل شوية .. لكن مالقيتها داخل الحين و خالتو ام كمال تقول طلعت لابسة عباية
نظر الى الساعه .. الحادية عشر ! : طلعت وين !
رفعت كتفها الصغير : مدري
وقف وهو ينظر الى الباب مقفل .. ربما تملك مفاتيح للباب
فتح الباب , خرج يبحث عن السائق لكنه غير موجود ! ولا يعلم رقمه
شعر بتوتّر يسري به , هو المسؤول .. لا اله الا الله .. اين ذهبت هذه !
توجهه الى الفيلا , طرق الباب : غادة .. غادة
غادة من خلف الباب بـ ابتسامة : هلا ..
ضاري : وين تالا .. موجودة في البيت ؟
سكتت قليلاً , خُذلت من سؤاله .. لو أن السؤال عنها .. : لا ماهي موجودة .. دورتها بنت اختها ولا لقتها .. وكانت لابسة عبايتها بتطلع
انشدّت اعصابه : وين بتروح ! هي تدري ان ابوها مسافر
سكتت قليلاً , شعرت بالخطر .. سألتها تالا عن والدها لكنّها اجابت على حسب السؤال ! : ايه تدري .. ترى هذي حركاتها تطلع بدون ما تقول لـ احد
ضاري : طيب عطيني رقم السواق
قالت بكذب , تحاول انهاء الموضوع : ماهو عندي .. عندها هي بس
ضاري بتوتّر شديد: يالله ياربي ..
توجهه الى باب المزرعة , ماذا يقول لـ خاله اذا اتصل الآن !
نظر بالاتجاه الايسر ثم الايمن .. ربما تفعل حركاتها الغريبة التي تفعلها في الصباح في احد الاماكن
بحث في الجانب الايمن رغم ظلمة المكان , ثم توجهه لـ الجهه اليمنى
هناك نور هاتف .. اقترب وهو يقول : تالا
نظرت اليه بسرعه , وقفت وصوتها يوضّح انها كانت تبكي : نعم
رد بتوتّره : انتي وش تسوين هنا في الظلام هذا بلحالك !!
وقفت , ثم نظرت اليه : مالك دخل ..
توجهت الى باب الفيلا و ملامح وجهها تبشّر بـ بكاء قريب
مشى خلفها : تعالي .. بقولك حاجه
لفّت عليه بقوّة : خيــــــر ..
سكت ثم نظر اليها مستعجب من اسلوبها : عدّلي اسلوبك الله يجزاك خير !
نظر اليها , ملامحها تريد الابكاء.. كأنها الغيمة بلون وجهها الاحمر و دموعها التي ستوشك على النزول : انتي فيك شي ؟
قالت بـ انفلات : وانت وش لك فيه .. حتى لو فيني وش لك فيه
وضعت يديها على وجهها وهي تبكي : يارب .. يارب رجعه بالسلامة لي
نظر اليها بستنكار ! من هو الذي تتحدث عنه : انتي عن من تتكلمين
نظرت اليه بحدّه : قلت لك مالك فيـــه
فتح كفّه بـ استعجاب , وصوت احد من صوتها : لــي فــــيــــه ... خالي موصيني على البيت قبل لا يروح وانتي حستينا فوق تحت
سكتت وهي تنظر اليه : خالك .. ابوي ؟ وينه .. ليه ما يرد علي .. وين ابوي
رد بنفس حدته : ما تعرفين وين ابوك يعني ! ..
هزّت رأسها بالنفي : ما اعرف .. وينه طمني تكفى
سكت ثم نظر اليها بشك : ابوك رايح لـ ابو غيث في الديرة جته جلطه وراح يتطمن عليه ..
ارتخت ملامح وجهها , مسحت اثار دموعها : الحمدلله .. الحمدلله لك يا رب .. الحمدلله
نظر اليها بـ سخرية مستنكرة : ماكنتي تدرين ! ؟
جلست على الحافة بعدما شعرت بالراحة : ما كنت ادري .. ليه ما قالي .. هذي حركة يسويها فيني ..
لم يصدقها , قال : غادة تقول انها مخبرتك
وقفت بذهول : غادة تدرين ان ابوي بيروح ولا قالت لي .. سألتها .. انا سألتها عن ابوي ولا ردت
..: ابوك قايل لها انه بيروح وقايل لها تقولك .. شكلها قالت لك وانتـ..
لم تسمع ما تبقى من حديثه , اشتعلت بنار مما فعلته غادة بها
صرخت بصوت عالي : غـــــــــــادة ..
ركض بسرعه , قد تشتعل النار بينهم كالمرة السابقة ولا يستطيع فعل شي
سبقها , وقف على باب الفيلا : انتظري
تلك غادة النمرودة , تعلم اين هو والدي ولا تخبرني , ترى اشتعال النار بي ولا تطفأني ..
نظرت اليه بحدّة : وخّر عنـــي ..
رفع كفّيه في وجهها : وقفي .. ما يصير اللي تسوينه انتظري
صرخت بصوتها العالي لم تعد ترى شيئاً امامها , اصبح وجهها بلون الدم و عرق جبتها قد بان , اعلى مراحل الغضب حينما يحمر وجهها و يظهر عرقتها ! : اقســم بالله ان ما وخرت من قدامي لا أصفقك على وجهك .... وخـــــر

...



جلست على المكتب , غضبت بالفعل !
هل يعقل أن قسم العلاج الطبيعي يشارك بالمناوبة في الطوارئ .. هُنا اشياء تستصعبها على نفسها ! .. يجب أن يخرجوا قسم العلاج الطبيعي من موضوع المناوبة ..
نظرت الى الساعة , الثانية عشر والنصف .. يالله كيف ذهب الوقت بكل هذه السرعة
وقفت متوجهة الى مكتب المدير ! .. قال لها انه سيكون موجود طوال فترة المناوبة
طرقت باب المكتب ..
...: أدخل
فتحت الباب , دخلت وهي تنظر الى المدير .. بشكله المبهذل قليلاً بنسبة لـ مكان عمل !
ثوبه فقط ما يرتديه , و ياقة ثوبة مفتوحة الى نصف صدره و شعره الذي يبدون أنه يلعب به كثيراً
كان يبحث في كومة الملفات , يبحث في أكثر من خمس مئة عملية ! لم يجد شي يدله على صدق قول سامر المختفي ! يشعر باليأس , وكأن هناك شي يريد منه السكوت و تصديق انه لم يعد يملك حظاً في الطب ..
قال بصوت يائس في خلوته من نفسه , بصوت راجي : يارب .. دلّني على خيط بس . امسكه وامشي فيه , يارب .. اجعلني سبب أن كان الحق معي
نظر الى الباب وهو يقول : أدخل
دخلت وهي تنظر اليه بنظرات مطوّلة
اسند ظهره لـ الكرسي وبنسيان لما طلبته منه : نعم !؟ الوقت متأخر جداً و وقت دوامي الرسمي انتهى
عقدت حاجبيها وهي تأشر له : بس انت قايل لي تعالي لي في وقت المناوبة
وضع يده على رأسه : صح .. انتي .. آه انتي شوق ..
نظرت اليه بـ استغراب , يبدٌ أن علقه فعلاً يذهب ويأتي .. شعرت بالخوف قليلاً منه , يبدُ لها أنه بالفعل يعاني من خلل بحركاته الغريبة هذه ..
انقبض قلبها منه بشكل لا يصدّق , فجأة , اتاها شعور يخيفها منه : آ .. انا جيت عشان بنك التسليف
هز رأسه وهو يمسح وجهه : بكره اوقع لك عليه ..
هزّت رأسها : تمام .. بس كنت بقول لـ حضرتك شي بخصوص مناوبة قسم العلاج الطبيعي .. انا اقول ان ما يصير أن القسم يناوب لأنه ينقصه الخبرة في هــ..
قاطعها وهو يقول بـ مزاج متقلّب : و انتي مين عشان تعطين رايك بدال القسم كله
اشرت على نفسها : وحده من القسم .. اساساً قبل شوي جتني حالة ونادوني اتعامل معها ما عرفت .. انا مالي ومال الطوارئ انا مختصصه علاج طبيبعي .. ايش اسوي في قسم الطوارئ .. انا ما اكذب عليك وقفت حايره ما ادري وش اسوي .. حتى تأكد من كاميرات المراقبة حقت الطوارئ ماعرفت اسوي ولا شـ...
نظر اليها , وكأن فكرة أنارت في باله : كاميرات المراقبة .. صح




أنتهى الجُزء الثاني ..

انتظر تعليقاتكم

..
https://ask.fm/Shinynour


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس