عرض مشاركة واحدة
قديم 20-07-18, 10:08 PM   #23

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,729
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الثانى
**********
رقد على فراشه متكأ على احدى ذراعيه يتفحص وجهها الرقيق الحزين وهى نائمة
أو هكذا ظن وبقايا الدموع حفرت طريقها على وجنتها لترسم لوحة من القهر والمهانة
تنهد بقوة ومد أنامله يمسح بها على وجنتها وشعرها برقة وبداخله يتعجب من شعوره الغريب
نحوها ويتسائل ما هو سر هذه الفتاة ؟ ، لما يشعر بالدفء والراحة معها ،
إحساسه بها مختلف عن أى امرأة أخرى ، لا يدرى ما هو؟
لا يستطيع وصفه ، شئ ما بداخله يخبره أنها مختلفة ..... لماذا يشعر بالضيق والتعاطف
مع دموعها وحزنها .... ولماذا تحزن وهى من باعت نفسها طواعية ؟
شرد بخياله يتفكر بحالها ولكنه وجد نفسه يتذكر يوم بعيد كان
فيه مازال إنسان قبل أن تلوثه ذنوبه وأخطائه .... قبل أن يبيع نفسه للشيطان
.....قبل أن يحصد الأرواح دون رحمه حتى
فقد القدرة على الشعور بالندم وفقد القدرة على النوم وأصبح
الأرق رفيقاً له والنوم حلم بعيد عن خياله
أما هى فظلت ممدة بالفراش تضم الغطاء على جسدها العارى
بقهر مغمضة العينين مدعية النوم وهى تحاول جمع شتات
نفسها المهشمة ومواجهه روحها الكسيرة النادمة ، تمنت أن
تبتلعها حشوات الفراش أو يتخطفها الموت حتى تتخلص من ملمس أنامله
على بشرتها التى تلهب قلبها بنار البغض والقهر،
لم تحتمل ملمس أنامله القذرة تداعب خصلات شعرها
أكثر من ذلك ، حاولت النهوض سريعاً فأطلقت آهات خافتة من
جسدها المتألم وتذكرت عريها تحت الغطاء فتشبثت بغطائها جيداً
وهى تزحف بعيداً عنه وكأنها تفر من ثعبان كوبرا يشاركها الفراش
جذب ذراعها سريعاً قبل أن تسقط من فوق الفراش وابتسم بهدوء
هامساً : حاسبى ... هتقعى من على السرير ..... اهدى شوية
..... قومى ادخلى الحمام و خدى دش
تشبثت بالغطاء التى تلفه على جسدها العارى وغمغمت بخفوت
وهى تشير برأسها : فستانى هناك
حرك رأسه متهكماً وتلفت حوله ثم التقط قميصه الملقى أرضاً
ليعطيه لها : البسى ده ..... وعندك البٌرنس فى الحمام استعمليه
التقطت القميص منه وحاولت ارتدائه تحت الغطاء حتى لا تقف
فينكشف جسدها أمامه ، فأطلق ضحكات مرحة عالية وقال
مداعباً : انتى لذيذة أوى
واقترب من أذنها أكثر هامساً : أنا شفت كل حاجه على فكره
نهضت سريعاً كالملدوغ من عقرب سام وهى تسأله بإرتباك
عن مكان المرحاض ، تفحصها بدقة وهى ترتدى قميصه
الأسود الذى يبرز جمال ساقيها البيضاء المرمرية ثم أشار لها
على مكان المرحاض بتكاسل
فأسرعت من أمامه ركضاً تصاحبها ضحكاته العالية على تصرفاتها الخجولة
*************
تمدد فى الفراش ينتظر خروجها من المرحاض وعقله الشارد
يتسأل عن كنه هذه الفتاة ، ما الذى دفعها لهذا الفعل المشين ؟؟
من الذى اجبرها على الخوض فى هذا الطريق المشبوة ؟
أم أنها عاهرة جديدة تسعى خلف المال و وهم بالغنى من طريق
لا يوصل إلا للعار والندم
قطع شروده اندفاعها للغرفة وهى ترتدى رداء الحمام الوبرى
وتعدو بخطوات واسعة نحو ملابسها ، راقبها وهى تلتقط ردائها
من الأرض .... هاجت مشاعره الداخلية .... لايرغب فى رحيلها
... يريدها بقربه ، اوقفها صوته الحازم صائحاً
: على فين .... تعالى هنا
التفتت لتجده مستلقى على الفراش عارى الصدر ويشير لها بيده
لتقترب بجانبه ، اتسعت عينيها بفزع .... لا تريد اعادة هذه
التجربة المؤلمة .... كل ما تريده الأن هو الهرب من هذا الجحيم
، تجمدت مكانها وهزت رأسها نافية بحدة وبنبرة متوسلة انطلقت على لسانها
: أرجوك عاوزه أروح
اعتدل على الفراش جالساً وأتكأ على مرفقه ليجيبها بحزم
: تروحى فين الساعة 5 الفجر لسه بدرى ..... تعالى
حركت رأسها بإستنكار ونفور وتنهدت بحزن وتوسلت له مرة أخرى
أن يدعها وشأنها بصوت أشبه بالبكاء
: انت عاوز إيه تانى .... خلاص عملت اللى أنت عاوزه كفاية
بقى أرجوك ..... سبنى امشى
أشار بيده لها لتقترب بإصرار وغمز لها بمكر : تعالى وأنا أقولك
زمت شفتيها بضيق وترقرقت الدموع بعينيها واعادت رجائها
وتوسلها له بأن يدعها ترحل ويكفى ماحدث .... تبدلت ملامح وجه
لقسوة مخيفة وارتفع حاجبه بإصرار وجاءت اجابته باردة آمرة
من بين شفتين قاسيتين : تعالى
شعرت بالخطر والتوجس من ملامحه فخضعت له و طأطأت رأسها
بذل وهى تتقدم نحوه بخطوات ثقيلة كالمحكوم عليه بالأعدام ،
استلقت على جانبها معطيه ظهرها له وجذبت الغطاء عليها بإحكام
، راقبها ببرود وهى تندس بجانبه على الفراش وعقله يتسائل
لماذا يرغب فى بقائها ؟ عادة يطلب من أى فتاة ترافقه أن ترحل
بعد اداء مهمتها المشينة ولا يرغب فى تواجد أى منهن معه ،
مد كفه و جذبها من كتفها برفق لتستلقى على ظهرها وعينيه
تتابع وجهها المغمض العينين بألم وأحاط خصرها بذراعه القوية
واضعاً رأسه على صدرها كالطفل يحتمى بأحضان والدته ....
تسارعت دقات قلبها إلى أذنه فأغمض عينيه مستأنساً بنبض
خافقها ليرقد فى هدوء وكأنه يستمع إلى معزوفة من السماء ،
تفاجأت من فعلته ولم تفهم مادافعه لذلك كل ماترغب به الأن أن
ترحل من هذا المكان ...... بعيداً عن هذا الرجل البغيض
ظلت مستقيظة بقلق وعاجزة عن الحركة بسبب جسده الثقيل المتكئ عليها بإسترخاء
مرت فترة طويلة غط فيها بنوم عميق و بدأت عينيها تقاوم
السقوط فى بحر النعاس من التعب وكثرة البكاء حتى استسلمت
للنوم فى النهاية ولكن نومها لم يدم طويلاً حيث استيقظت فزعه
على صرخه مرعبة ، ففتحت عينيها سريعاً لتجده يجلس بجانبها
يخفى وجهه بكلتا يديه و العرق يتصبب من سائر جسده الذى يهتز
من ثقل وسرعه تنفسه ، أدركت أن الصرخه المفزعة صدرت منه
، تراجعت للخلف قليلاً وهى تراقبه يتألم بصمت ولاحت نظرة
شماتة على وجهها وهى تحدث نفسها (لازم شاف كابوس من
عمايله السودا )
تأملته للحظات وهو مازال يتصارع مع نفسه ، راقبت كفيه التى
تخفى وجهه وأطراف أصابعه المتشنجة التى تحاول اختراق
جمجمته بعصبية و يتنفس بصعوبة غير مدرك لما حوله كالطفل
المذعور ، أدركت كم هو ضعيف وخائف بالرغم من قوته
وجبروته و بنزعة إنسانية خالصة ورغم بغضها له مدت أناملها
على استحياء حتى لامست كتفه برقة ، انتفض على أثرها بفزع
والتفت نحوها بحدة و عيون متسعة تحمل كل معانى الرعب ،
تأملها للحظات ليستوعب إين هو ومن هذه ثم مد كفيه يحتضن
وجهها بقوة غاص فى عينيها العسلية يبحث فيهما عن حياة ..
عن روح ..... ثم مالبث أن عاود التنفس بقوة وكأن روحه
عادت إليه بعد أن تيقن بأنه مازال على قيد الحياة
أغمض عينيه بقوة وألقى بجسده على الفراش بإستسلام يحاول
استعادة هدوئه من جديد
راقبته بصمت وعدم فهم بما يحدث له ثم مدت يدها تتناول كوب
ماء من على الكومود بجانبها وأعطتها له ... نهض ليرتشف الماء
بشغف ونظر إليها مطولاً يستمد من وجهها الجميل الحزين الهدوء
والطمأنينة بل يستمد منه الحياة التى سلبت منه
ولكنها أشاحت بوجهها بعيداً فهى تمقت هذا الوجه الذى سلبها
شرفها وكرامتها
قلبت شفتيها بإمتعاض وهمست بخفوت قلق
: ممكن امشى
امتدت يده ليمسك بذراعها برفق وارتسمت إبتسامة باهتة على
شفتيه واجابها بنفس الهمس المشوب بالرجاء
: خليكى معايا شوية
ابتلعت ريقها بحنق دون النظر نحوه ونهضت من الفراش وهى
ترد بخفوت حانق : من فضلك امشى
مسح على وجهه بهدوء ثم نهض من مكانه وغادر الغرفة مفسحاً
لها المجال لتبدل ثيابها وانتظرها بالخارج لدقائق حتى خرجت
بخطوات واسعة متجهه لباب الشقة دون الألتفات نحوه
أستوقفها وهى تمر من أمامه ولكنها لم تستجيب لندائه وأسرعت
خطواتها أكثر نحو باب الشقة ولكنه كان الأسرع ليسد عليها
الطريق بجسده الضخم واقترب منها ليمد يده بمبلغ مالى أخر
رمقته بنظره سريعه ثم عاد نظرها للأرض مرة أخرى لتقول
بكبرياء مجروح : حضرتك دفعت الفلوس خلاص
قوس طرف شفته بما يشبه الأبتسامة ليجيب بهدوء
: خدى دول كمان .... بس ماتقوليش لميمى أنا دفعتلك كام
وإلا هتقاسمك فيهم
رفعت رأسها لترمقه بعيون مشبعة بالبغض والغل وأزاحت يده
الممسكة بالمال بعنف صائحة بحدة من بين أسنانها
: أنا لا عاوزه أشوف وشها ولا وشك ولا أعرف حد منكم تانى
وتركته لتركض مغادرة وقد انفجرت دموعها على خديها من جديد

***************

يتبــــع


سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس