عرض مشاركة واحدة
قديم 21-07-18, 01:22 AM   #8

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي

من تحسب نفسها ..انا ضحلة التفكير والاهتمام.."

زمجرت الكونتيسة بحنق وهي تذكر ذلك الحديث الذي رفع ضغطها وأشعرها بالحرج الشديد خاصة امام كل نساء المجتمع الراقي اللواتي حضرن معها...يومها لم تنجح في مجاراة الدوقة ونديماتها في اهتماماتهن المزعجة تلك - بحسب رأيها- وفضلت الحديث الذي يروقها ..((الموضة))....

كشرت ازابيل بغيظ وتلك الذكرى المهينة ترفض مبارحتها ,فبدت كساحرةٍ شمطاء تتخفى خلف قناع الاميرات ,ثم زمجرت بحنقٍ وهمست بفحيحٍ مريعٍ ارعب وصيفتها المسكينة المتسمرةٍ بمكانها بجانب الحائط ترقباً لأوامرها التي لا تنتهي ..

تمتمت بغيظ " لا بأس ..هذه المرة سأنجح في لفت نظرك يا سيدتنا الاولى ,فمهما كلفني الامر سأحرص على ان لا ادع ابن الفلاحة ذاك أن يظفر باللقب ,ويأتي بأمه الحقيرة لتسكن قصري... لتصير الكونتيسة فياندن واجهة المجتمع الراقي..على جثتي "

لفظت كلماتها المسمومةٍ تلك ووضعت فنجانها البورسلاني الفاخر بعصبيةٍ كادت تحطمه بها,لكنها عادت تحاول السيطرة على انفعالاتها بقوة لتستعيد اتزانها ,ورسمت على وجهها المزين بمهارةٍ ابتسامة خبيثة تظهر بشاعة باطنها وهي تعيد وضع خططها للقاء القادم...

فكرت باستعلاء " لا بأس ببعض التنازلات لأني مضطرة لمسايرة الدوقة المتعالية حتى أنال مبتغاي "
فعلى الرغم من ان عائلة فياندن من النبلاء الذين تضرب جذورهم عميقاً في تاريخ دوقية لوكسمبورغ – فقد اقترن اسمهم على مر الزمان بعائلة (ناساو) الحاكمة – إلا ان الفتور هو ما يشوب علاقة الكونتيسة ازابيل بالدوقة الكبرى حالياً,

لقد سعت جاهدةً لتوثيق عرى الصداقة بينهما اكثر من مرة ,لكن الدوقة تعاملها بتحفظٍ شديد مما اثار غيظها ودفعها لتبذل جهداً اكبر للفت الانتباه لها ,لتعزز من مكانتها الاجتماعية التي اهتزت بعد وفاة زوجها الكونت فياندن حاكم مقاطعة فياندن التاريخية ...

فبعد وفاة الرجل الحديدي – كما كان جاريون فياندن يعرف – آل اللقب والأملاك من بعده لأبنهما الوحيد (أدريان ) والذي كان – و لخيبتها الشديدة – خلافاً لأبيه بقلة عزمه ونقص هيبته .

كان ادريان لا يتكترث بأمور المال ولا يتقن ادارة شؤون المقاطعة ,فكادت ثروتهم ان تضيع وتؤول لجوليان - البغيض على قلبها - لولا وقوفها على إدارة كل الامور والاملاك بقبضة محكمةٍ حديدية, وكان كل طموحها ان ينجب ادريان طفلاً يكون وريثاً للقب ,عندها ستفعل المستحيل لتنشئه كما يحلو لها ...فيكون الضمانة لاستمرارها هي ككونتيسة فياندن ....

لكن مع الاسف تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن فقبل ان يتحقق لها مرادها عاجل الموت ابنها الكونت الشاب ,وعندها صار اللقب مهدداً بالضياع من بين يديها لأنعدام الوريث ...

عادت قسماتها تتكدر بغيظ مريع وهي تتخيل أن اللقب وكل املاك العائلة - وبعد كل الجهود الجبارة التي قامت بها - ستؤول لجوليان ابن اليكساندر شقيق زوجها الراحل..

"ابن الفلاحة" زمجرت بفحيح مريع مرعب.

لذا لم يعد امامها ما تفعله سوى ان تحارب جوليان بكل السبل المتاحة لها – المشروعة وغير المشروعة – لكن اللعين يحصن نفسه جيداً فلا تجد ثغرةً تنفذ منها لضربه في الصميم ....لذا عليها ان تبذل كل جهدها للحيلولة دون نقل اللقب له حتى لو اضطرها الامر ان تتنازل عن كبريائها الأجوف لمداهنة الدوقة صعبة الارضاء ...فهي ان اكتسبت تعاطفها وتأييدها قد تنجح في اتمام خطتها المحكمة ..


تأفأفت ازابيل بانزعاجٍ وهي تحاول ازاحة هذه الخواطر المزعجة من بالها ولو قليلاً لتنعم بشرب القهوة ,فهي ان تكدرت ستعبس وذلك كفيلٌ بتشويه وجهها الجميل الذي تدفع ثروةً طائلةً كل عامٍ ليتم ترميمه وتجديد شبابه الزائف...

نظرت بمللٍ للصحف المصفوفة امامها بترتيبٍ متقن حد المبالغة ,ثم تناولت صحيفة ًمحلية واخذت تقلب صفحاتها بقرف بين اصابعها الطرية التي خضعت لجلسة عناية وتقليم هذا الصباح وكأن ملمس الصحيفة سيخدشها ... ..

"أوووووف ...اللعنة ما هذه الصحف التي تبعث على الكآبة والضيق ...حروبٌ ومناوشاتٌ سياسية ..ما دخلنا في ما يجري في ذلك البلد الاسيوي الذي يصعب لفظ اسمه ...."

نفثت بحنق والقت الصحيفة من يدها بقرف .....فتبعثرت صفحاتها على الارض..فهبت وصيفتها -التي كانت ملتصقة بجانب الحائط برهبة حتى كادت ان تكون جزءً منه - للململة الصحيفة المبعثرة بحذرشديد خشية ازعاج سيدتها الغضوب..

"اين مجلة الموضة ..؟؟" زمجرت الكونتيسة ازابيل بسأم وهي تزيح خصلة من شعرها المصبوغ مالت على جبينها الموشوم بحقن البوتوكس ,فسارعت الوصيفة برعب وارتباك للبحث بين اكوام المجلات والصحف عنها ,بينما الكونتيسة تمد يدها وامارات وجهها المزين بكثافةٍ وإتقان بدأت تتكدر ...
بلهفة سارعت الوصيفة لأعطائها المجلة وهي تحمد الله في سرها انها تمكنت من فعل ذلك قبل ان تستثير غضب سيدتها ...

"لمَ كل هذا التأخير ...؟؟(علقت الكونتيسة بامتعاض )وما كل هذه الصحف..؟؟" سألت بحدة وهي تشير لأكوم الصحف الموضوعة على الطاولة الصغيرة بجوارها ...

"إنها الصحف المحلية والعالمية التي...(ازدرت الوصيفة ريقها بصعوبة )...التي امرت سعادتك بها .." تابعت الوصيفة برعب واضح ...

حركت الكوتيسة يدها بقلة اكتراث "اجل اجل..اعرف (ثم تابعت بنزق )لكن لا تضعيها فوق صحفي المفضلة يا حمقاء واضح ..."

"أأأأجل يا سسسيدتي ...اعتذر منكِ سامحيني" ردت الوصيفة برعبٍ جلي

حركت ازابيل يدها بقلة اكتراثٍ ثم أخذت تتأمل الصحف امامها بسأمٍ ولم تملك إلا ان تقر لنفسها بأن الدوقة الكبرى (ماريا تريزا) زوجة الدوق الاكبر حاكم لوكسمبورج سيدة مثقفة ومتعلمة ويصعب أن يجاريها اي شخصٍ إن لم يكن على قدرٍ عالٍ من العلم والثقافة مثلها او يزيد... عندها فقط قد يحظى باهتمامها فتدنيه الدوقة منها وتقربه من مجلسها وليس مستبعداً أن تعينه مستشاراً لها...

وإزابيل بثقافتها المحدودة بجهلها وكرها للسياسة والاقتصاد ,لن تكون فرصها قوية للفت نظر الدوقة لها ان لم تحسن من ادائها السيء وتثري نفسها ولو قليلاً ......لذا سعت لان توسع مداركها و اهتماماتها المقتصرة على الموضة والازياء والثراء والاملاك ,فأجبرت نفسها مكرهةً على تصفح اكبر قدر من الصحف والمجلات العلمية والثقافية والسياسية لتزيد من محصلتها المعرفية الضحلة ..

لكن ورغم انها طلبت من خدمها احضار كل تلك الصحف لتقرأها لكنها لم تتصفحها حتى الآن ,فالمشكلة انها ما ان تهم بفتح احدى تلك الصحف حتى تشعر بالسأم والملل فوراً فتلقي بها جانباً بقرف...كما فعلت منذ قليل بالصحيفة المحلية ...

عادت ترمق الصحف المكومة بضيق,ثم رفعت حاجبيها المنمقين بغبطة ما أن واتتها فكرة مدهشة ..
"سأدع برنار يقرأها ويلخص لي ما فيها , فذلك الخادم العجوز يعشق هذا النوع من الصحف المملة...أما انا فلم اتعب رأسي بكل هذه الفوضى (وفتحت مجلة الموضة والازياء واكملت بغبطة ) ..سأكتفي بقراءة مجلاتي المفضلة .."

واخذت تقلب المجلة الزاخرة بالصور الملونة لأحدث واغلى الفساتين وهي تتمتع بمذاق القهوة الرائعة, لتنسى الـ 1880 دولاراً التي راحت ضحية روث فيلة ....

وعادت لتصفح مجلة الازياء المفضلة لديها وهي تتحسر على عرض الازياء الذي قام به كارل لاغرفيلد(karl Lagerfeld )المصمم الالماني الشهير برعاية دار شانيل للأزياء ,والذي ضاع عليها حضوره بسبب استعداداتها المتعبة للقاء الدوقة ,لكنها ان فوتت العرض لن تفوت فرصة التمتع بأبداعات كارل ...لذا اوصت باحضار مجلة التصميمات المميزة للنخبة فقط ,ووضعت دائرة على فستان سواريه رائع من تصميمه وهتفت بحماسة ...

"هذا مناسب جداً لحضور الحفلة "

وأخذت تتأمل فستان السهرة الاسود الفاخر المصنوع من افخر انواع الجيبير المرصع بالالماس ,لم تكترث للرقم الضخم الذي سطر تحته كسعرٍ خيالي لثوب سهرة قد يلبس مرةً واحدة قبل ان يلقى بها بجانب امثاله في الخزانة ..بل على العكس سعره هذا اغراها لشرائه رغم انه لا يناسب من هم بعمرها ,لكن هذا كفيل بأفهام الجميع بأنها لا زالت الكونتيسة فياندن التي تملك كل شيء..

بعد ان انهت تصفحها مجلة الازياء بتمعن شديد أمرت وصيفتها قائلةً:

"اين مجلة الصفوة؟؟.."

فسارعت الخادمة المطيعة بأعطائها لها وعادت ثانية لتلتزم مكانها بجانب الحائط دون حراك كحرس القصر البريطاني...

ظلت ازابيل تقلب صفحات المجلة تبحث عن الموضوع الذي يتحدث عن الاحتفالات الملكية القادمة بالعيد الوطني للبلاد, واستوقفتها صور رائعة للعائلة المالكة





وقرأت المقال الذي سطر اسفلها والذي تحدث بأسهابٍ عن الحفلة القادمة ,وعادت نفسها تمنيها وتخيل لها صورتها التي ستلتقط قريباً وتنشر بهذه الصحيفة بالذات وهي تقف بجانب الدوقة مرتدية فستان غرفيلد الاثير...

"هذه المرة لن ادع الفرصة تفوتني ..سأستأثار بالدوقة والحديث معها وكسبها لصفي "اكدت ازابيل بعزم
بعدها اخذت تتصفح مجلة المشاهير ,وهي مجلة ثرثرة فارغة واشاعات تعنى بالحديث عن أخر اخبار المشاهير من ملوك دول واصحاب الملايين ورجال اعمال والفنانين من حول العالم ,كما تعنى باخبار الطبقة المخملية والعالم الراقي(كما تحب ازابيل وصفه ) وهو العالم الذي تنتمي له وتريد ان تظل منتمية اليه الى الابد...

تأملت بسخرية صورة الغلاف والتي تظهر عارضة ازياء فرنسية مشهورة بثوب بحر مغري من قطعتين بالكاد يستر جسدها المتفجر انوثة وهي تعانق امير احد البلدان المجاورة ,كان واضحاً ان اللقطة اخذت لهما على حين غرة من احد الباباراتزي اللعينين الذين يترصدون للمشاهير حتى يكشفوا خفايا حياتهم .

بلهفةٍ يدفعها الفضول لتقصي الأشاعات والفضائح اخذت عيونها الثعلبية تتلتهم الخبر ...كانت متشوقة لمعرفة حقيقة الاشاعات التي احاطت بعلاقت هذا الأمير المزعومة مع تلك العارضة والتي قد تتسبب في دمار زواجه ...

لكن لخيبتها لم يكن المقال يحوي الكثير من التفاصيل المفيدة مجرد تكهنات لا اكثر ..عادت تقرأ العناوين الرئيسية لعلها تجد ما يجذب انتباهها ويطفئ عشقها المتزايد لآخبار الفضائح والثرثرة ....لكن انقلب الأمر على عكس ما توقعت حين تصلبت عيناها على عنوان صغير سطر بخطٍ أدق من باقي العناوين , لكن واضح بشكل كافٍ فما كان للعينين أن تخطئه

بتوتر شديد وصوتٍ مبحوح عادت تقرأ العنوان مرة اخرى

"شابة انجليزاية تتهم عائلةً نبيلة في لوكسمبورج بمحاولة خطف ابنها..."

ازدرت الكونتيسة جرعة القهوة التي في فمها بصعوبة فتحول مذاق الورد والكراميل لروث فيلة مقيتٍ مرير...ووضعت الفنجان من يديها بقوة واخذت تقلب صفحات المجلة برعب لتقف عند الصفحة المقصودة ,وأذ بها تقرأ ما جعل الدماء تتصاعد لوجهها الذي اتقنت تزينه منذ الصباح ..

فتصلبت قسماتها الارستقراطية المنحوتة بأيدي امهر الجراحين فبدت مخيفة للغاية ,وما عادت كل عمليات التجميل والتزين تفيد في اخفاء قبحه الذي ادخل الرعب في قلب الوصيفة المسكينة المتصلبة في مكانها عند زاوية الحجرة بانتظار اوامر سيدتها التي لا يعجبها العجب ..

اغمضت الوصيفة المسكينة عينيها بوجل حين سمعت صوت ارتطام الصحون التي على طاولة القهوة بعد ان ضربتها الكونتيسة بدييها بغضب وصاحت بصوت مخيف مريع

"برنار..." نظرت بشراسة وغضب نحو الوصيفة المذعورة وتابعت الصراخ

"اين برنار ...؟؟؟احضروه بسرعة..."

ارتجفت الوصيفة وكاد يغشى عليها قبل ان تتمكن من تحريك ساقيها ,ثم هرعت صوب الباب للتستدعي كبير الخدم برنار والذي كان بدوره يرابط في الممر بأنتظار اي امرٍ من سيدته الغضوب ,لذا ما أن سمع صراخها باسمه حتى ازدرى ريقه بصعوبة وسارع يهرول بحركاتٍ مضحكة ٍ خرقاء نحو غرفة الأستراحة حيث وجد سيدته الغضوب قد انقلبت سحنتها كساحرةٍ شمطاء تستعد لألقاء تعويذة حقدٍ مريعةٍ على أول شخصٍ تراه ...

وقف الرجل العجوز- ببذلته الرسمية - وجلاً خائفاً مما سينتظره وقال بارتباك واضح ...

" ا اامرك سييييدتتتي....ككييف استطييع ان اخخدمك...؟؟"

زمجرت ازابيل بغيظ " احضر جوليان حالا ..اريده الآن ...."

وقف العجوز مذهولاً من طلبها
"هل حقاً طلبت رؤية اكثر شخصٍ تمقته وترفض اقترابه من القصر .."

وبينما عقله الذاهل يفكر بتبعات طلبها غير المألوف عادت الكونتيسة تصرخ بحنق

"لمَ تقف عندك ايها العجوز الخرف ...اذهب واستدعيه فوراً "

فهرول العجوز برنار مذعوراً لتنفيذ امرها قبل ان يتلقى فنجان (جاي ستورنغواتر )النفيس الذي تفتت لشظايا بعد ارتطام بالحائط بعد ان القته ازابيل عليه .



*****************************
يتبع


ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس