[ريبانزيل]

"عذراً سيد فالكنييه مكالمة لك ..."

بعبارة حذرة هتفت ستيبي ستراوتش مساعدة جوليان الشخصية وسكرتيرته القديرة عبر جهاز الاتصال الداخلي بين مكتبيهما ,ليقطع الرجل الشاب حديثه المهم وتعلو وجهه الوسيم نظرةٌ مستنكرة من تجرؤها على مقاطعته في اجتماعه المهم ,فرفع بصره عن الاوراق المهمة التي امامه وانزل نظارته الطبية المخصصة للقارءة بينما ارتفع الغضب بداخله وكاد يصرخ بها مؤنباً لتهورها هذا ,لولا استدراكه الامر في اخر لحظة فمعرفته بمهنية ستيبي وقدرتها نفى أن تكون قاطعته الا لسبب وجيه ...

فرسم ابتسامة معتذرةً على وجهه صوب الرجال الجالسين امامه في قاعة الاجتماعات ثم قال بصوتٍ لم يستطع اخفاء انزعاجه...

"من ؟؟"

بتررد واضح وخفوت هتفت ستيبي "انه برنار يقول بأن الامر مهم ويخص الكونتيسة فياندن..."

تصلبت عضلات وجهه جوليان فوراً و بشكل ملحوظ لم يتمكن من اخفائه واطرق يفكر لثوانيٍ معدودة قبل ان يستدرك نفسه بسرعة ومهارة فائقة ويعود ليرسم ابتسامة مقتضبة على وجهه الاسمر الوسيم وقال معتذراً للضيوفه ..

" ارجو المعذرة لكن علي ان اتلقى تلك المخابرة......"

وقبل ان يسمع جواب احدٍ منهم غادر للغرفة المجاورة والتي تعد مكتبه الخاص ,رفع السماعة وقال بخفوت والبرودة تسري بجسده

"حسناً ساتلقى المكالمة انسة ستراوتش في مكتبي ..."

سارعت السكرتيرة القديرة للأعتذار عن مقاطعتها اياه لكنه لم يلمها فهو من اخبرها بضرورة تحويل مكالمات برنار العجوز متى ما جاءت ...ثم في ثوانٍ قليلة وصله انفجار عويل العجوز المضطرب فحاول ان يفهم بصعوبة ما يقوله وهو يضبط نفسه بقوة حتى لا يصرخ بوجه الرجل الوفي الذي ذنبه الوحيد أنه يحبه ويخلص له وهو صلته الوحيدة بما يجري في القصر...

لكنه بالكاد فهم شيئاً من هذر العجوز المرعوب فهتف بحنق ..
"أهدأ برنار بحق السماء وتحدث بروية..."

فعاد العجوز يحدثه بأوامر سيدته الساخطة فرد جوليان بفتور:
" حسناً لا بأس سأحاول أن آتي......قلت لك سأحاول برنار ..."قال بحدة بعد ان لاحظ اصرار العجوز
تكلم الخادم الوفي ثانية بذعر فرد جوليان بنفاذ صبر

" لتنتظر تلك الشمطاء قدر ما تشاء فأنا مشغول الآن "

(تهادى له صوت برنار المستجدي فهتف بحدة )" ....ماذا؟؟ ..."

سكت جوليان للبرهة يفكر بحيرة فيما سمعه من وصف حالة ازابيل الهيستيريه وحسب ما يدرك فإن غضبها هذه المرة فاق الوصف لذا فأكيد أن كارثةً قد حلت عليها ...وهذا إن كان يسعده لكنه لم يخفي القلق الذي تسلل اليه من حيث لا يدري...لذا همس بخفوت وعقله يحاول فهم ما يحصل

"لا بأس ,حالما انهي عملي سأتي ..."

أنزل السماعة بعصبية ..ونظر لها بوجوم وكأنه يخشى أن يرن الهاتف ثانية فيحمل له ما لا يحمد عقباه ..وحدث نفسه بهمس قلق ..

"ماذا خلفك يا امرأة ؟؟ ماذا تريدين مني هذه المرة ياترى ؟؟...هل ستتلاعب بي من جديد ...؟"
اعتدل بكبرياء وعزم وهتف بحدة وإباء

" لا لن اسمح لها ابداً ..لقد مات ادريان مات وانتهى الامر تماماً ,وانا سأكون وريث اللقب ان شاءت ازابيل او
أبت ...لن يكون لها ما تريد ابداً ...ابداً "

لكن تأكيده هذا لم يمحو القلق الذي أعتلاه فأخذ نفساً عميقاً ليزيل التقطيبة عن وجه وحين استطاع السيطرة على انفعالاته خرج لغرفة الاجتماعات ليكمل عمله بكل مهنية .
يتبع