عرض مشاركة واحدة
قديم 22-07-18, 10:37 PM   #1552

shymaa abou bakr

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية shymaa abou bakr

? العضوٌ??? » 355161
?  التسِجيلٌ » Oct 2015
? مشَارَ?اتْي » 3,527
?  نُقآطِيْ » shymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل السابع عشر




قفت غرام مشدوهة تراقب فؤادة التي جلست في الغرفة ذات النافذة الزجاجية بشموخ
لم تصدق نفسها من السعادة حين عرض اصلان ان تزور حديقة الحاج منصور ساعة كل يوم... لتقرأ تحت ظل اشجار تلك الحديقة الغناء
وهاهي تجلس هناك تراقب فؤادة التي تعرف حكايتها جيدا وفي عقلها تتردد جملة شعرية وصف بها هشام الجخ والدته ولم تفهمها الا الان
“ كانت ككل نخيل بلدتنا تطل علينا من اعلي سماء
وقفت هيبة... كفنار بحر ترتدي زي النساء"
شموخها هذا وعزتها... لم تره غرام من قبل... ربما قرأت عنه وصفا لزنوبيا او جميلة بوحيرد.... لكن علي ارض واقعها
لم تر سوي شوق الطيبة المستكينة بانكسار... وعشق المتوترة الخائفة تحت واجهة من التماسك
…..
اما فؤادة فشتان في حالها مابين مايري... وبين ما تعيشه بين خلاياها من توتر وقلق مما هو آت... ولكن ابدا تلك احاسيس ليست للعلن.
شدت ظهرها في جلستها وهي تلتقط دخول اشخاص من خلفها... ولكنها لم تكلف نفسها عناء الالتفات...
ظنته هو من سيصبح امامها في لحظة... لتأخذها المفاجأة وهي تري والده... السيد حسان من يجلس امامها محييا اياها
( السلام عليكم.... كيف حالك يا يمامة)
ارتبكت للحظات ولارتباكها اسباب كثر... ربما لان خلاياها كانت متحفزة لقتال تخوضه مع رماح... لتصدم بدخول والده والحاج منصور وحدهما
ربما لتلك النظرة التي لا تملك لها تفسيرا بعد... تطل من عيني الرجل الذي طالما حرص في لقاءاته بها في الماضي... في الاعياد بالاخص... ان يمنحها مع عيديتها ابتسامة تطمئنها علي نيته تجاهها هي وابنه...
وربما لانه الوحيد الذي لم يتنازل منذ عرف لقب التدليل الذي يطلقه عليها صقر... الا ان يناديها به... كما حدث الان.
تمالكت نفسها لترد بصوت قوي
( انا بخير... شكرا لك سيد حسان... كيف حالك؟)
كما لو ان مهمته اليوم هي اخذها بغتة... فعلها ثانية... وهو يعلن راميا ما اثقل كهليه لسنوات
( انا آسف طفلتي.... كم تمنيت لو كانت بديهتي اسرع يومها واني جريت لاهلك طالبا يدك.... لكني استقبلت الشائعة بتهاون لثقتي بك وبولدي)
هل ماتسمعه حقيقيا ام محض خيال...! شخصا ما... بل ابعد الاشخاص عن المعادلة التي راحت سنوات شبابها وسمعتها ضحيتها. .يجلس امامها معربا عن اسفه…بل زاد مؤكدا بغيظ
( ولكني اتخذت موقفا معبرا عن رفضي من البداية.....متمثلا في رفضي دخول عائلتك او ابني لبيتي.... ومهما حاول رماح كانت اجابتي دوما ان يعيدك للحياة ان اراد مني اعدته للمنزل... ويبدو ان هذا سيحدث قريبا)
انهي حسان حديثه بحماس سعيد... وانتظر ردا او مبادرة منها... ولكنه انتظر طويلا
لقد اتخذت علي نفسها عهد الصمت في تلك اللحظة.... والا انفجرت باكية كطفلة تشكي للرجلين الوحيدين اللذين عاملاها بكل هذا الحنان.... قسوة اقرب الاقارب
سألها حسان بعد اشارة من الحاج منصور
( اذن بنيتي.... تعرفين بكل تأكيد لما انا هنا.... فما ردك؟)
ابتسمت بمرارة وهي ترفع كتفيها
( وهل أملك خيارا سوي القبول؟)
اجاب منصور بحكمته المعتادة(
ربما ليس في امر الزواج من رماح..... ولكن فيما يتلوه من احداث.... فهي من اختيارك تماما)

لم تفهم ما يعنيه.... ولم يعطياها الوقت للاستفسار والرجلين يقفان معلنا السيد حسان
( لقد استئذن رماح ان يدخل بعدنا ليجلس معك قليلا وحدكما... كالرؤية الشرعية اعني... اسمحي لي ان اناديه)
لم يدع لها فرصة الرفض الذي بدا في عينيها وهو ينطلق خارجا من الغرفة... لتعلن هي رفضها الشرس هامسة من بين اسنانها لمنصور
( عمي.... لا اريد لقاءه بكل تأكيد)
رفع منصور كتفيه مشاغبا وهو يقول ببرود شديد
( حسنا... ان كنت تخشينه... فلا داع..)
جن جنونها وعينيها تتسعان بشراسة
( انا... انا خائفة... ابدا!!! فليدخل الان هو وألف مثله)
ولتثبت قوة موقفها وثباتها.... عادت لمقعدها بعزمها الذي لايلين...
خرج منصور سعيدا لايصالها حيث يريدها تماما.
اذا كانت من قبل علي حافة الانهيار... فهي الان تهوي فيها رأسا علي عقب ورائحة عطره تتسلل بجراءة لأبعد احاسيسها المختبئة.
زمت شفتيها بغضب يزداد وهي تلعن السيد حسان وطيبته التي بعثرت عدائيتها ....تلك التي تحتاجها الان بشدة ولا تجدها.
استغرق رماح كل الوقت وهو يخطو تلك الخطوات القصيرة. .يتأمل رأسها المرفوع وكتفيها المفرودتين.... وجلسة الملكات التي تجيدها بالفطرة
جلس امامها في المقعد ذاته الذي شغله والده منذ ثوان...... يتأملها وكأن حياته معلقة بمجرد النظر اليها
بالنظر للحاجبين الغاضبين... العينين المهتاجتين... الانف المرفوع... والفم
( فم لم اعرف ان رجولتي تشتهي... الا حين اشتهت تذوقه)
تنحنح بحرج لأفكاره وهو يسأل بإهتمام وقد تصاعدت مشاعره للحلقوم بمجرد رؤيته لها
( كيف حالك يافؤادة؟)
وكحالها معه... ما ان فتحت فمها حتي تلاشت صورتها الجميلة لتحتلها روح " سيدة الرداحة"
( لا حالك ولا حالي يا عم.... هل صدقت نفسك اننا في رؤية شرعية وسيقدم لك الجاتو والبيبسي بينما تسألني عن اسوء طباعي واسألك عن طموحاتك... استفق يا باشا)
وضع كفه امام وجهها وهو يتمتم ببغيظ
( ششششششش.... كفي كفي.... انا المخطئ لاني اتعامل معك بطبيعية)
اجابت بإختناق
( لن تكون الاوضاع بيننا طبيعية ابدا يا رماح... ابدا)
اغمض عينيه مستوعبا مرارة كلماتها. ..مبتلعا اختناقها بغصة... ليرفع حاجب عينه المعطوبة وهو يهمس بابتسامة
( اقسم لك يا يمامة... نسيت اسمي منذ سنوات... فلم اتذكره الا للتو وانت تنطقيه)
قلبها الخائن نبض نبضة.... خائن لعين لازال يتذكره... ولكن هيهات ان تستسلم.... فأعلنت بسخرية
( يالك من مسكين... هل عشت متبتلا بينما انا..... في غربتي؟)
يعرف تماما ماتفعله.... تلعب علي اوتار غيرته.... وبالرغم من ثقته العمياء بها... لكنها تجيد دوما التلاعب به...
لذا سألها بغضب مكتوم
( انت لاتنوين التعايش مع الآت بسلام... صحيح؟)
هزت رأسها باستفزاز مغيظ.... فما كان امامه من خيارات سوي اعلان الهزيمة
( حسنا يا فؤادة وانا اقبل تلك الحرب...... ولكن)
رفع عينيه لعينيها... ليجعل جنون مشاعرها الثائرة في تلك اللحظة يتسائل... كيف زادته العين المعطوبة وسامة وجاذبية
( دعيني.... دعينا نعش تمثيلية صغيرة)
عاد في كرسيه ورغما عنه... جزءا من حنان قلبه الذي يختزنه لها وحدها تسلل مرتسما علي وجهه وهو يشرح
( دعينا الليلة... ننسي كل ما كان.... ونعتبر تلك الليلة المشئومة....لم تحدث... . واني أتيت اليك طالبا يدك قبل ان اتهور واطلب مقابلتك ليلتها)
اتسعت ابتسامته الحانية وهو يهمس بمشاغبة..
( كيف حالك انسة فؤادة.... وهل لك اعتراض علي الزواج مني؟)
ابتلعت ريقها بصعوبة واخذت انفاسا متلاحقة.... وهي تسمح لابتسامة رائقة بالتسلل لشفتيها
( ولا اي اعتراض سيد رماح... بعد طبعا ان تقسم انك ستحترمني وترعاني؟)
اقترب وقد افلتت مشاعره من لجام السنوات ليهمس بحرارة
( سأحترمك كشئ مقدس.. سأرعاك كأختي الوحيدة....
سأدللك كأبنتي الصغيرة... سأعشقك كحبيبتي الابدية)
ألجمتها اجابته. .والصدق اللامع في عينيه... لتتلبك في حالتها اكثر وهي تري ملامحه تتبدل لاخري متحفظة مغلقة مع دخول صقر للغرفة... ليهمس رماح بصوت لم يصل لسواها
( دعي الايام القادمة تثبت لك يافؤادة.... هل ماقلته محض ترهات في تمثيلية قصيرة... ام حقيقة مشاعري)
قبل ان يعلن بسطوة اثارت جم غضبها وهو يعدل بذلته السوداء بغرور
( زفافنا بعد عشرة ايام... تحضري نفسيا للزفاف الذي طلبتيه... وتبعياته)


shymaa abou bakr غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس