عرض مشاركة واحدة
قديم 24-07-18, 09:19 PM   #5486

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

مكتب رعد ..(مكتب حبيبة سابقا)



يرتشف من قهوته وهو يرخي جفنيه يحاول ممارسة الاسترخاء العقلي حتى يستعيد هدوءه ويعود للتركيز في عمله ..

كان مبتهجا في الصباح ويعمل بحماسة وخطط تسويق جديدة لدار الازياء امتلأ بها رأسه وقد أخذ يخربش بنشاط على الاوراق مدوناً الخطوط العريضة لها ..

كل شيء كان رائعا بعد ليلة نام فيها نوماً هانئا وكأن لم يحصل معه شيئا بالامس .. وكأن عقله اقصى تماما ذهابه للمستشفى وكل القذارات التي علقت به هناك كانت قد تلاشت .. تلاشت حالما رشته رقية بالماء وكأنها غسلتها عنه تماما لتنتابه حالة صفاء مذهلة ...

انحني قليلا للامام ويده تمتد ليمسك بالقلم.. ظل للحظات طوال ينقل نظراته بين القلم والورق وصوت غيداء لا يكف عن محاصرته .. تتوتر يده كما يتوتر جسده ..

عندما اتصلت به قبل قليل كان الاتصال من هاتف عمه كما فعلتها معه بالامس ..

ورغم شكه انها قد تكون المتصلة الا انه لم يستطع عدم الرد .. بل جفت الدماء في عروقه وهو يتخيل ان عمه فارق الحياة ...

لم يتردد وهو يفتح الخط ليأتيه صوتها وهي تهمس له بحرارة عاطفية ودون اي مقدمات

( قضيت الليل احلم بك... معي ...)

للحظة انخرس لسانه وتشنج جسده بالكامل لتضيف هي الوقود على النار بهمسها الفاجر

( هل تعلم ان رائحة جسد عبد السلام تشبه رائحة جسدك ؟! اظنها الوراثة .. عجيبة رائحة الاجساد كم تثير المخيلة الجامحة.. لم اعاشره يوماً الا وتخيلته انت ..! برائحتك الخاصة الحميمية عندما كان يأخذنا الهوى بعيدا عن العالم أجمع..)

انكسر القلم في يد رعد وهو يسحق اسنانه ويهمس لنفسه بتعنيف قاس للذات

" لم يكن كافيا ان اخبرها ان لا تتصل مرة اخرى .. ولن يمنعها قولي لها انها مريضة وتحتاج مصح .. كل هذا ليس كافياً لاوقفها وابعدها عني .."

لم يعد يحتمل البقاء هنا مع نفسه اكثر من هذا .. التقط هاتفه وليفتحه ويتصل بعبد الرحمن ...







مكتب رباب




كانت رقية تنظر لصورتها في المرآة وهي ترتدي الفستان الذي ما زال في مرحلة التفصيل والدبابيس مثبتة فيه ..

في الواقع هي كانت تنقل نظراتها بين صورتها المنعكسة وبين وجه اختها رباب الصامتة وهي تنحني للارض وتثبت لها مزيدا من الدبابيس ...

السكون الذي حظيت به بصمت اختها رباب اعادها لتوازنها الكامل ثم اخذت تعود تدريجيا لروحها الاصلية واهدافها ... وبكل سلاسة تزيح من نفسها اي شيء يجعلها.. اضعف.. وتركز فقط على ما يجعلها اقوى ويشحذ همتها لتحقيق اي هدف تريده ...

وهدفها الآن يدور حول رعد .. يرتجف قلبها فرحاً عاطفيا انثويا وهي تعترف انها .. تحبه ..

اجل تحبه .. وتريده .. وسيكون لها ..

اخذت انفاسها تتسارع في استجابة حلوة لذيذة كأنها عادت بقلب رقية المراهقة وهي تنظر للفستان الاحمر الذي سترتديه في حفل عقد قران شذرة ومصعب وهذه المرة مؤكد سيكون رعد موجودا وسيراها فيه ... لكن .. ترا .. هل سيعجبه ؟

انه خبيث وتكاد لا تعرف متى يقول الحقيقة ومتى يشاكس ليغيظها بكذباته ..

لكن كل هذا يجب ان يتغير .. وستعمل على تغييره..

كلام يحيى افادها كثيرا .. عليها ان تعرف رعد بعمق قبل ان تعرف اسراره ..

اذا عرفته جيدا ستكون قريبة جدا منه وعندها هو بنفسه من سيخبرها بأدق اسراره ..

ولن يشعر كيف ستتسلل ببطء حتى تحتله بالكامل .. انتشت بالفكرة ... ثم فجأة توجعت وهي تطلق الـ آآآآه وتنظر لاختها بحنق قائلة " لقد شككتني بالدبوس ! هل فعلتها عن عمد ؟!"

الدبوس الذي شكتها به رباب ما زال في يدها وهي ترفع رأسها لاختها تناظرها بعينين متفحصتين ثم تقول ساخرة " قل ربما تحتاجين ان تفيقي قليلا قبل ان يغمى عليك من كثرة التنهد ..! "

تلاقت النظرات بين الاختين للحظات طوال قبل ان تضيف رباب بجدية " اظننا يجب ان نتكلم رقية .. حديث مهم من اخت لاخت .."

لم ترتبك رقية حتى ! بل ردت بمراوغة وهي تبتسم ابتسامة شقية مغيظة

" فليعن الله عبد الرحمن على جديتك المفرطة يا قرفة..!"

ثم تنغزها (بدبوسها الخاص) وهي تثير حفيظة اختها الخجول وحياءها المبالغ فيه مضيفة بسؤال مشاكس جريء " بالمناسبة .. نظراً لجهود عبد الرحمن العاطفية الحثيثة منذ ليلة عرسكما الا يوجد صائغ جديد قادم في الطريق ..؟ "

تتأوه رقية متوجعة بقوة اكبر وتضحك في ذات الوقت وقد نغزتها رباب بالدبوس مرة اخرى ثم وقفت على قدميها وهي تعبس بوجه متورد توبخها بحنق " قليلة الادب .. وستظلين دوماً معدومة الحياء ..."

تضحك رقية من قلبها بينما ترفع رباب الدبوس بتهديد لشكة ثالثة عندما سمعا طرقا على الباب وصوت رعد يقول

" هل يمكنني الدخول يا فتيات ؟"

تلقائيا سارعت رقية لتمنحه الاذن قبل ان ترفض رباب وهي تستعد بوقفة حلوة بفستانها الاحمر وقلبها النابض المتلهف " ادخلللللل .."

دخل ...واخذ قلبها كله بدخوله ..

بدا مشعث الشعر قليلا وعيناه لامعتان بشيء غريب مخلوط مع بعض الشقاوة .. حاجباه الحادان كانا ملفتين بطريقة جذابة للغاية ..

وكأنها لم تره قبل قليل فقط !

يخطفها خطفاً هذا الساحر الدجال ..

تتسع ابتسامته كثيرا وعيناه تمران بتدقيق ذكوري عفوي على فستانها الاحمر فيقول بنفس العفوية مع بعض الجرأة " لو كان هذا الفستان الخلاب مكتملا لقلت احضري به دعوتي .."

تضحك رقية بارتعاش لم تستطع السيطرة عليه بينما كلها يزغرد في فرح عارم لتدخل اختها على خط الحوار وهي تتساءل بعبوس وجدية " اي دعوة يا رعد ؟!"

فيرد غامزا وهو ينقل نظراته لرباب

" قررت ان اخذكم الى مطعم مشهور مطل على النهر، يقدم افضل سمك مسكوف عراقي في العاصمة ..."

تعترف رقية ان المفاجأة اخرستها للحظة بينما رباب تنظر اليه وكأنه يقول دعابة عجيبة !

ليلوح رعد بيده وهو يحثهما بالقول " هيا لماذا تنظران الي وكأنني مجنون ! يحيى خرج بالفعل ليحضر حبيبة وسكينة من البيت وعبد الرحمن قادم في طريقه الينا .."

تهتف رقية وهي تخرج من حالة الخرس

" خمس دقائق وسنكون جاهزتين .."

تعاوده نفس الابتسامة وهو ينظر للثوب ويقول " خسارة انه ليس بجاهز ..! "

ثم يغادر مغلقا الباب خلفه وهو يتحرك بحيوية ...

سارعت رقية لتتحرك حتى تغير الثوب لكن رباب امسكتها من ذراعها وهي تسألها بجدية

" الى ماذا تريدين الوصول رقية ؟"

ترمش رقية وهي تدعي عدم الفهم متسائلة ببراءة " ماذا تقصدين ؟!"

فترد رباب باسلوبها الصريح المباشر

" اقصد رعد .. "

كانت رقية مستعدة تماما لهذا ولذلك اتقنت بالكامل ردة فعلها وهي تضحك بخفة ثم تميل لتقبل وجنة اختها وتقول بحلاوة

" كالعادة تبالغين بحمايتي.. متى ستعترفين اني مختلفة عنك .. ؟ وتتقبلين اسلوبي في التعامل مع الاخرين.."

فتسأل رباب بنفس الصراحة والجدية

" هل تقولين ان رعد مجرد واحد من هؤلاء (الاخرين) ؟"

فتهز رقية كتفيها وهي تتحرك ناحية العازل الخاص لتغيير الملابس وتتمتم بنبرة خفيفة حلوة " بالطبع ! "

تخلع فستانها الاحمر ثم تمد رأسها بشقاوة من خلف حافة العازل مضيفة " لكني اعترف انه شخصية مختلفة عمن عرفتهم .. ينفع كصديق ممتع .."

تتقدم رباب خطوة لتقول بحزم " ليس لدينا في اعرافنا ما يسمى بـ (صديق ممتع) "

تتأفف رقية وهي تواصل لعب نفس الدور فتقول " رباب ... قلت لك لا تبالغي .. انا لم أعد طفلة او مراهقة .. انا الان معيدة في الجامعة واتعامل مع الكثير من الرجال .. عليك تغيير نظرتك الي .."

ثم تخرج من خلف العازل وهي ترتدي ملابسها الاولى التي حضرت بها الى الدار وبينما تحني رأسها وتحرك قدمها لتضعها في حذائها تتمتم رباب بنبرة ذات معنى متشكك واضح

" اتمنى هذا رقية .. اتمناه لاجلك .."

تضع رقية قدمها الاخرى برشاقة في فردة حذائها الثانية ثم تستقيم فوق كعبها العالي شامخة وتقول بابتسامة واسعة جدا

" وانا كل ما اتمناه حاليا .. ان يكون السمك المسكوف على مستوى ما قاله رعد .."

تتحرك ناحية المرآة وترتب شعرها وتجدد تبرجها بعناية بينما تلتزم رباب الصمت وهي تراقبها بشرود ...

وعندما أكملت رقية ما تفعله اخرجت عطرا من حقيبتها ورشت رشتين قبل ان تتقدم اختها وتقول " هيا يا رباب .. وكفاك جدية وعبوساً .. ستحظين بالتجاعيد باكرا ان استمريت على هذا المنوال .."

ثم تضحك رقية وخطواتها المتلهفة تكاد تفضحها ... تكاد ...فقط !






يتبع ....


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس