عرض مشاركة واحدة
قديم 25-07-18, 10:25 PM   #8621

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي


عندما سمعت صوت باب الشقة يفتح ثم يغلق ... أسرعت شمس لتترك ما كانت تقوم به وتندفع خارجة من المطبخ لتستقبله قائلة :- أنت متأخر هذا المساء ...
نظر إليها مجفلا للحظة .. قبل أن يتمالك نفسه قائلا :- أنا آسف ... كان علي المرور على المستشفى و ..
:- هل تكذب علي الآن يا أكرم ؟؟؟
شحب وجه أكرم وهو ينظر إلى شمس ... وجهها الجميل كان جامدا .. إنما هو كان قادرا على رؤية الألم في عينيها البندقيتين .. أحس بالصدمة وهو يفكر بأنها على الأرجح كانت تعرف في كل مرة كان يكذب فيها عليها حول تأخره ... وأنها كانت تخفي الأمر عنه مراعاة لقلقه حول اختفاء لقمان ..
تمتم :- أنا ... أنا آسف يا شمس ..
وكأن اعترافه ... وعدم إنكاره خففا شيئا من تشنجها وهي تقول :- هل ذهبت لترى الدكتورة هناء مجددا ؟؟
باغته سؤالها ... وأثار ذعره وهو يقول:- كيف ... كيف عرفت ؟؟؟
ظهرت عليها المرارة وهي تقول :- آه ... لقد كانت أكثر من سعيدة وهي تخبرني بالأمر عندما زارتني في المتجر .. في الواقع ... علي أن أعترف بأنها مثيرة جدا للإعجاب إذ أن نيفين نفسها لم تجرؤ قط على أن تخبرني في وجهي بأنها تنوي سرقة زوجي مني كما فعلت هي ..
تلاشى ارتباكه مرة واحدة وهو يهدر بغضب :- هي قالت هذا ؟؟؟
هزت كتفيها قائلة بإحباط :- من الواضح أنها تمتل سببا مقنعا للغاية لهذا .. إذ أنها تظن بأنك تمنحها ثقة أكبر مما تمنحني إياه برفضك إطلاعي على ما يثير قلقك ... في حين أنك تذهب إليها هي لتفتح لها قلبك ..
:- هناء هي طبيبتي لا أكثر ..
:- هي لا ترى نفسها بهذه الطريقة ...
:- وكيف كان ردك عليها ؟؟؟
:- بأنك لن ترغب بها كممسحة أقدام في حياتك .. ناهيك عن شريكة .. إذ أنك تحبني أنا و لن تحب غيري أبدا ..
فغر فاه وهو يحدق فيها مدركا من جديتها بأنها لم تكن تمزح ... ثم وجد نفسه يضحك بتوتر وهو يقول :- أنت تثقين بي على الأقل .. هذا مريح ..
:- في حين لا تثق أنت بي على الإطلاق في إخفائك عني أمر استعادتك لذاكرتك ..
هتف فجأة بإحباط :- تقصدين عدم استعادتي لذاكرتي ... كل ما لدي لا يتجاوز عدة أحلام وصور لا معنى لها ... بينما اعجز عن تذكر أي شيء عن تلك الأشهر التي فقدتها من ذاكرتي ..
اقتربت منه قائلة بيأس :- لماذا ترغب بأن تتذكرها بكل هذه القوة ؟
:- لماذا يخيفك أنت أن أتذكرها ؟؟
شحب وجهها وهي ترتد إلى الوراء من جديد .. ليهتف بصوت مكتوم :- أتظنينني لا أعرف ؟؟؟ في كل مرة آتي فيها على ذكر الماضي .. أرى الخوف في عينيك وأنت تغيرين الموضوع... وتتساءلين عن سبب إخفائي الأمر عنك ؟؟
قالت بعصبية :- أنا لست خائفة ... الأمر عديم الأهمية لا أكثر .. ما الفائدة من استعادة الماضي ؟؟؟ أنا وأنت عدنا معا وهو ما يهم ..
هتف فجأة بعنف :- هو يهمني أنا .... يهمني أن أعرف السبب الذي فقدت لأجله ذاكرتي .. وعلى إثره فقدت المرأة التي أحب .. ثم قتلت ابني ..
غطت شمس فمها بكفها وهي تقول مذعورة :- رباه .. أكرم ... أما زلت تظن بأنك أنت من تسبب بإجهاضي ؟؟ هذا أمر راح وانتهى ..
:- لا ... لم ينتهي ..
اقترب منها ليمسك بذراعيها ... يهزها وهو يقول بإرهاق :- أتعلمين ما أراه في كل مرة أحلم فيها في الماضي ؟؟؟
اتسعت عيناها ذعرا وهي تراقب الكلمات وهي تخرج من فمه :- أرى المرأة التي كنتها ... أرى المرأة الجميلة المنطلقة التي دمرتها .. أرى نفسي معك .. وأرى الحب الذي شعرت به نحوك .. أنا أريد أن أتذكر .. وأريد أن أعرف السبب الذي ترفضين لأجله أن أتذكر ..
هتفت صارخة بيأس :- لأن تلك المرأة التي تراها في أحلامك ما عادت موجودة يا أكرم ... شمس تلك .. ما عادت موجودة ... أنا امرأة أخرى الآن ... أنت تحب امرأة أخرى الآن .. إن تذكرت الماضي ... إن تذكرت المرأة التي أحببتها أول مرة ... توقفت عن حبي الآن ..
حدق بها ذاهلا وكلماتها تأخذه على حين غرة ... الدموع تدفقت من عينيها وهي تقول :- أنت أحببت المرأة المتحررة .. المتمردة .. المجنونة التي كنتها في الماضي .. أنت أحببت ابنة الرابعة والعشرين الصاخبة والصارخة الألوان التي كنتها ... أنا الآن .. امرأة أخرى .. ماذا إن تذكرت وأدركت بأنك تفضل شمس القديمة على شمس الحالية ..
هتف باستنكار :- هل أنت غبية ؟؟
صفعتها إهانته ... في حين تابع :- الرجل الذي أحب شمس القديمة .. ما عاد موجودا يا شمس ... أم تراك نسيت أن أربع سنوات مرت منذ افترقنا وحتى اجتمعنا من جديد ؟؟؟ أنا ازددت نضجا خلالها ... أنا تزوجت .. وأنجبت .. وطلقت .. أنا عرفت معنى أن يكاد المرء يموت قهرا من شدة الوحدة حتى دخلت إلى حياتي من جديد .. هذا الرجل .. مختلف عن ذاك الشاب المدلل الذي عاد من السفر مكلوما برفض امرأة حقيرة له .. ذلك الذي ظن بأنه امتلك الدنيا وما فيها لأنه عاد فخورا بشهادته وعلمه ... ذلك الشاب .. أنا لا أهتم بمعرفته .. أو باستعادته ..
هتفت بيأس :- لماذا ترغب إذن بتذكر الماضي ؟؟؟
:- كي أتمكن من التكفير عن ذنبي كما يجب .. كي أتمكن من تعويضك عن كل ما فعلته بك .. لأن التغير الذي طرأ عليك .. طرأ بسببي أنا ... لأن الخوف وعدم الثقة الذين أراهما الآن في عينيك .. كانا من صنعي أنا ...
ثم أطل الألم من عينيه وهو يقول :- أتظنين حقا بأنني سأتوقف عن حبك إن تذكرت الماضي يا شمس ؟؟ أنت وقفت أمام العالم بأسره عندما تزوجنا قبل عام ... وقفت في وجه عائلتي .. المجتمع ... بحق الله .. أنت قلت لهناء بأنني لن أرغب بها كممسحة أقدام ..
أطلق ضحكة قصيرة وهو يقول :- كم كنت أحب أن أرى وجهها في تلك اللحظة ..
قالت بتردد :- ألست غاضبا مني ؟؟
:- لأنك قد وقفت في وجهها وحاربتها لأجلي ؟؟؟ ولماذا أغضب .. ما يغضبني هو أنك تستطيعين مواجهة أي شيء في سبيلي إلا مواجهة نفسك القديمة ..
تمتمت :- لأنني اعرف بأنك لا يمكن أن تحب هناء ... في حين أنك أحببت شمس القديمة يوما ..
:- أنت قلتها ... أحببتها .. في حين أنني أحبك أنت الآن ...
قربها منه وضمها إلى صدره ... يتحرك قلبه عشقا ورقة كما في كل مرة تسمح له فيها بأن تشهد ضعفها .. وهمس في أذنها :- أحبك .. وأحب ابننا ... ولن أقايضكما بالدنيا بأسرها ... فما بالك بذكرى قديمة لا قيمة لها ...
همست :- أتعدني ؟؟؟
آه ... لقد وعدها ... طوال الليل ظل يعدها ... ويثبت لها مرة بعد مرة بأنه يحبها .. وأنه لن يحب غيرها قط






يتبع ..


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس