عرض مشاركة واحدة
قديم 25-07-18, 10:26 PM   #8622

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

:- سيدة بحر ... هل أنت بخير ؟؟؟
رفعت بحر رأسها عن الدماء التي كانت تغطي يديها عندما دخل ثروت برفقة الخادمة حيث كانت تجلس في المطبخ ... ضائعة بين أفكارها العنيفة حتى هشمت كوب الماء الزجاجي والتي كان تحتسي محتوياته بين أصابعها ..
عيناها الزرقاوان كانتا مشوشتين وهي تنظر إليه وكأنها لا تعرفه للحظة ... فلم ينتظر منها إجابة عن سؤاله .. على الفور هتف بالخادمة بأن تحضر حقيبة الإسعافات الأولية ... وأمسك بمعصم بحر يقودها نحو الحوض تاركا المياه تغسل الدماء وشظايا الزجاج عن أصابعها ... لم يقل شيئا وهو يعيدها نحو الطاولة الخشبية التي توسطت المطبخ حيث كانت تجلس ... وأجلسها ليطهر جرحها بالأدوات التي أحضرتها الخادمة ويلف جرحها بالضمادات وهو يقول بهدوء كمن يروض حصانا جامحا :- لا بأس ... الجرح بسيط للغاية ... ولا يحتاج إلى رؤية طبيب ..
تمتمت وهي تحاول سحب يدها :- أنا بخير ... حقا ... أنا بخير ..
نظر إلى عينيها وهو يقول بشيء من الحزم :- تستطيعين الكذب على الجميع ... إلا أنك لا تستطيعين الكذب علي ..تستطيعين أن تظهري لي مدى قلقك وخوفك عليه ... أنا لن أحكم عليك .. لن ألومك أو أستنكر هذا منك ..
قالت بصوت مرتجف :- ليس من المنطقي أن أفعل .. أن أخاف عليه .. ألا أتوقف عن التفكير به .. بما يحدث له .. بعد كل ما فعله بي ... من المفترض بي أن أكرهه .. صحيح ؟؟
أطلق ضحكة قصيرة وهو يقول :- إن ظننت بأنك قادرة على خداع قلبك .. وإقناعه بما لا يشعر .. فأنت مخطئة يا سيدة بحر .. أشياء كهذه .. لا يستطيع أحد التحكم بها .. وأنت أكثر من يعرف هذا على اعتبار أن لقمان نفسه رغم كل محاولاته .. لم يستطع منع نفسه من الوقوع في حبك ..
( أنا أحبك يا بحر ... أحبك كما لم ولن أحب امرأة أخرى أبدا )
أحكم ثروت لف الضمادة حول جرحها .. ثم ترك يدها قائلا :- أتعلمين معنى أن يحب رجلا كلقمان ؟؟؟ رجلا ظن أنه لن يعرف شيئا في حياته كالحب .. رجلا لم يؤمن قط بأنه يستحق السعادة ؟؟
كانت تعرف بأنه بينما كان يتحدث عن لقمان .. كان يتحدث عن نفسه أيضا .. هي خمنت دائما بأن ثروت كان جزءا من ماضي لقمان حتى عندما لم يخبرها لقمان صراحة .. إلا أن سماعه يتحدث عن الأمر بالأمس .. كان صادما .. أن ترى بعينيها مدى تأثير الأمر عليه .. يذكرها بلقمان أثناء روايته للماضي لها .. ربما هو لم يخبرها بكل التفاصيل البشعة .. إلا أنها لم تكن بحاجة لأن تفعل كي تخمن ..
:- أنا لا أدافع عنه ... إلا أن معاملته السابقة لك .. كانت الوسيلة الوحيدة التي يعرفها ليدافع بها عن نفسه في مواجهة شيء لا يعرفه .. ولا يظن نفسه جديرا به كالحب ..
أشاحت بوجهها ... وكأنها لا تتقبل كلماته .. أم تراها تعجز على شيء تقوله ضده .. تمتمت :- الحديث في هذا الأمر غير مجدي الآن ونحن لا نعرف إن كان سيعود أم لا ..
:- سيعود .. أنا أؤكد لك ..
رفعت عينين غارقتين بالدموع إليه وهي تقول :- كلما فكرت بما تراه يعانيه الآن على يد الرجل الذي كانت قسوته و وحشيته ما شكل لقمان الحالي .. ما جعله هذا الرجل القاسي والبارد والعاجز عن الحب .. كلما فكرت بأن ذلك الرجل .. سيتمكن من خلال استخدام خوف لقمان الذي لم يختف قط من ماضيه ... كسره كما لم يفعل شخص قط .. أشعر بأنني أموت ألف مرة ..
قال بصوت خشن :- لا أحد ... يستطيع أن يكسر رجلا كلقمان ... إن كنت تعرفينه كما أعرفه أنا ... لأدركت هذا ..
نهض واقفا ... وهو يقول بصوت جامد :- خذي قسطا من الراحة ... أنا أعرف بأنك على الأرجح لم تنامي حقا منذ أيام .. إلا أنك بحاجة لاستعادة قوتك ..إذ أن لقمان سيكون في حاجة إليها حين يعود ...
السؤال الغير منطوق في عينيها .. جعله يجيب بصرامة :- سأعيده لك يا سيدة بحر ... أعدك ..
عندما غادر بعد دقائق ... سيارته تتجاوز بوابة المنزل ... كان غارقا في أفكاره .. في خوفه وقلقه .. في تردده وتصميمه ... يتذكر حواره مع تلك الممرضة باضطراب ...
هل سيكون قويا بما يكفي كي يقوم بما عليه القيام به في سبيل استعادة لقمان ؟؟؟
هل هو قوي بحيث يستطيع أن يواجه الماضي ... ويتوقف عن الاختباء خلفه ... في سبيل حماية وإنقاذ كل مهم وعزيز عليه ؟؟؟
بينما هو يقود في الطريق الخالي المؤدي إلى منزله الذي لا يقع بعيدا عن منزل لقمان ... لاحظ بأن سيارة تسير خلفه منذ دقائق ... قائدها يشير له عبر مصابيح السيارة طالبا منه أن يتوقف .. عندما أدرك بأنها سيارة شرطة ... عقد حاجبيه .. وتوتر جسده وهو يوقف السيارة إلى جانب الطريق .. منتظرا الرجل بالزي الرسمي والذي ترجل من السيارة متجها نحوه ..
عبر النافذة المفتوحة لسيارته ... خاطبه الضابط قائلا :- أنا آسف أيها السيد ... هناك إجراءات أمنية مشددة اليوم لأسباب لا يسمح لي بالإفصاح عنها ... هلا سمحت لي برؤية أوراقك الخاصة ..
نظر ثروت إلى وجه الرجل الذي أخفت الظلمة ملامحه ... ثم بدون أي كلمة أخرج أوراقه من درج السيارة ومنحه إياها .. مراقبا إياه وهو يقلبها بين يديه باهتمام قبل أن يقول :- هلا غادرت السيارة للحظات يا سيد ثروت ... هو إجراء روتيني لا أكثر .. إنما من واجبي تفتيش السيارة ..
قال ثروت بهدوء :- بالتأكيد ..
غادر السيارة مغلقا الباب وراءه وهو يقول :- هل لي أن أعرف طبيعة الأسباب الطارئة التي تستوجب إجراءات كهـ ...
لم يتمكن ثروت من إكمال سؤاله ... إذ هوت ضربة قاسية فوق مؤخرة رأسه لتحيط به الظلمة التامة مرة واحدة ... فيفقد الوعي وآخر فكرة تتردد داخل عقله ... بأنه في مأزق كبير ..
كبير جدا ..







انتهى الفصل الواحد والعشرون بحمد الله
ويليه الفصل الثاني والعشرون
لا تروحوا


blue me غير متواجد حالياً  
التوقيع
حاليا ..

رد مع اقتباس