عرض مشاركة واحدة
قديم 25-07-18, 10:28 PM   #8624

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

كان البرد شديدا ذلك المساء عندما ترجلت وردة من الباص وبدأت السير في الطريق المألوف إلى بيتها ..
شدت طرفي معطفها علها تتمكن من بث شيء من الدفء في جسدها .. وسارت مطأطئة الرأس يغمرها الإحباط بعد يوم فاشل عجزت فيه عن العثور على وظيفة تستطيع من خلالها الاستمرار في الإنفاق على عائلتها ..
أتراها كانت أنانية عندما تركت العمل لدى ريان لأجل أسباب تخصها وحدها دون أن تفكر بتأثير الأمر على أفراد عائلتها المعتمدين عليها ؟؟؟
تنهدت وهي تفكر بأنها ستتصل صباح الغد بريان وتتحدث إليه شارحة له الأمر بأقل تفاصيل ممكنة .. لابد وأن تتمكن من منحه سببا مقنعا لتركها العمل .. إذ أنها أنانية كانت أم لا .. هي لا يمكن أن تعود للعمل معه .. حيث يقفز كنان الطويل بين كل يوم وآخر أمام وجهها مذكرا إياها بإذلاله لها ...
كما تفعل في كل مرة ... رتبت وشاحها الصوفي ليغطي نصف وجهها وهي تبدأ السير عبر شوارع حيها القديم ... تشعر بالمرارة وهي تستعيد بين كل زاوية وأخرى ذكريات طفولتها فيه .. عندما كان سكان هذا المكان يعتبرونها فردا منهم ..
:- هه ... انظروا ... أليست هذه وردة ؟؟؟ ابنة أخ ذلك القاتل المتسلسل الذي عاش بيننا سنوات دون أن يدرك أحدنا أي مجنون هو ؟
انتفضت وردة عندما قاطع شاب طريقها راميا هذه الكلمات في وجهها ... تراجعت خطوة إلى الوراء وهي تقرر على الفور تحاشيه مغيرة طريقها .. كما كانت تفعل في كل مرة يتعرف فيها أحدهم عليها ويحاول إزعاجها ... إلا أنها عندما استدارت .. أدركت بأن الشاب لم يكن وحيدا ... خلفها .. قطع طريقها شابان آخران .. عرفت وردة على الفور بأن وجودهما هما وصديقهما الثالث في انتظارها لم يكن صدفة ..
لقد كانوا في انتظارها ...
وجوههم كانت مألوفة نوعا ما .. لقد كانوا من فتيان الحي المعتادين على التسبب بالمشاكل للجميع من حولهم دون أن يتمكن أحد من إيقافهم بسبب انتمائهم لعائلات قوية في المنطقة ...
لم يكن يجرؤ أحدهم على التعرض لهم خوفا من بطش آبائهم ... كالعادة في أحياء كهذه ... تحكمها قوانين خاصة وكأن السلطة لا تستطيع الوصول إليهم .. قوانين تكون الغلبة فيها دائما للأقوى ..
ووردة ... لم تكن في هذه اللحظة الأقوى على الإطلاق ..
سنة كاملة كانت تخاف مجيء هذه اللحظة عندما يتمكن أحدهم من التعرف إليها رغم كل محاولاتها .. فيؤذيها معاقبا إياها على أخطاء عمها ...
:- هي ليست فقط ابنة أخ ذلك المجنون .. هي أيضا لا تمتلك أي نوع من الولاء .. لقد كانت هي من بلغ الشرطة عنه ..
بدا الامتعاض على أحدهم وهو يقول :- أنا لا أحب أن يتواجد أشخاص من هذا النوع في حينا ... لماذا لا تغادرين ... لماذا لا ترحلين ؟؟؟ نحن لا نريدك هنا ...
قالت بتوتر وهي تتراجع دون أن تعرف إلى أين تهرب وقد حاصرها الثلاثة من جميع الجهات :- سأفعل .. أعدكم بأنني سأفعل ... منذ الغد سأغادر .. لن يراني أحدكم بعدها أبدا ..
لن يتعرف إلي إن كان الأمر بيدي ... حتى لو اضطرها الأمر لصبغ شعرها وارتداء قبعة ونظارات سوداء كما تفعل شخصيات الأفلام القديمة الهابطة ... إذ أنها لن تتمكن من مغادرة الحي .. إذ أين تراها تذهب هي وعائلتها ؟؟؟
:- نحن لا نصدقك ... أمثالك يكذبون بسهولة ... ربما علينا أن نلقنك درسا فتضطرين بعده للرحيل فلا يرى أحدنا وجهك أبدا ..
شحب وجهها وهي تدرك ما يقصدون عندما وجدت بريق القسوة والجشع في أعينهم ... عرفت وردة بأن الصراخ لن يتمكن من إنقاذها ... في هذا الشارع الجانبي الضيق والمهجور الذي كانت تتعمد المرور منه كي لا يراها أحد .. لتقع في الفخ الذي نصبته لنفسها بنفسها ...
نظرت حولها بوجل .. أنفاسها تتسارع وهي تقول بصوت خرج رغم كل محاولاتها التظاهر بالثبات مرتجفا :- فقط دعوني أذهب من هنا .. أنا لا أرغب بأن أسبب المشاكل لأحد ..
لم تبد كلماتها وكأنها قد أثرت عليهم ... بدأ الخوف يجتاحها .. وهي تتحرك محاولة تجاوز أحدهم ليمسك بها قبل أن تتمكن من المرور إلى جواره ويدفعها من جديد إلى منتصف دائرتهم .. لتصرخ بشيء من الهستيرية :- لا تلمسني ..
أدارت رأسها تحدق في الفتيان الثلاثة هاتفة من بين أنفاسها :- إن لمسني أحدكم قتلته .. أقسم على هذا ..
إلا أنها كانت العنصر الأضعف ... طوال حياتها ... وهي تتبجح بقوتها واستقلاليتها .. لم تعد وردة نفسها أبدا لموقف كهذا .. لموقف تجد نفسها توشك على أن تخسر كل ما تبقى لديها من كرامة وكبرياء .. ساقاها كانتا على وشك على أن تخذلاها وقد أفقدهما الرعب كل قوتهما .. إلا أنها بطريقة ما تمكنت من البقاء واقفة .. حتى أمسك بها أحدهم .. ليتفجر كل شيء مرة واحدة ..





يتبع ..


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس