عرض مشاركة واحدة
قديم 25-07-18, 10:30 PM   #8626

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

تبا .... أين ذهبت ؟؟؟ لقد كانت تسير أمامه قبل دقائق قليلة فقط ؟؟؟
زاد كنان خطواته سرعة وهو يحاول تخمين الطريق الذي ترى وردة اتخذته هذه المرة ... يلاحقها منذ أسابيع ... منذ أول مرة أوصلها وأدرك بأنها تضطر لإخفاء وجهها كي لا يتم التعرف عليها من قبل سكان حيها فتتعرض للأذى ... كان كنان يترجل من سيارته بعد ابتعادها بلحظات فيلاحقها حتى يراها تدخل المبنى الذي تقيم فيه ...
حتى اليوم الذي كان لا يوصلها فيه ... كان دائما يسبقها إلى المكان الذي كانت تودعه فيه ... يراقبها وهي تسير فوق الرصيف قادمة من موقف الباص .. ثم يلاحقها فور أن تدخل الحي .. محتفظا بمسافة كافية بينهما فلا تستطيع رؤيته .. أحيانا .. كانت تتوه عنه عندما تغير طريقها كما تفعل في كل مرة .. في إجراء وقائي كما خمن بتوتر ... كي تجنب نفسها أي مفاجآت غير سارة ..
ذكائها .. وحرصها .. وقوتها .. كل هذا لم يكن كافيا ليشعره بالطمأنينة في كل مرة يعرف بأنها تسير في هذا الطريق وسط أشخاص يكرهونها ...
في البداية ... عندما كان يجد نفسه يقود سيارته بدون هدف ليصل إلى هنا ... كان يشعر بالتشوش والغضب .. بالارتباك وهو يعجز عن فهم تصرفاته ... كنان لم يكن يوما من النوع الشهم .. أو الذي يستطيع أن يكرس أي جزء من وقته لأجل غيره .. باستثناء جمان ... كنان لم يحب شخصا قط في حياته سوى نفسه .. ربما هو يستطيع استثناء ريان خلال العام الماضي ... أن يتكبد عناء ملاحقة وردة حرصا على أمانها ... كان يقلقه ويثير حيرته ... إنما ..... إنما ليس بعد الآن ...
بعد أن قبلها تحت تلك الشجرة في حديقة الفندق الخلفية .... بعد أن تركته واقفا وحده – حسنا ... هو لم يكن واقفا بعد أن ركلته تلك الجنية آخذة إياه على حين غرة – وبعد أن تركت العمل لدى ريان .. رافضة الرد على اتصالات أي منهما ... لم يكن هناك أي ارتباك هذه المرة وهو يقود سيارته بعد خروجه من عمله إلى هنا ... لم يكن هناك أي اضطراب أو جزع وهو يشعر بقلبه يخفق بقوة أثناء رؤيته إياها قادمة من بعيد ... تلف معطفها حولها ... تحيط عنقها ونصف وجهها بشالها الصوفي ... تسير ببطء ... حزينة العينين وهي تبدو غافلة عن كل شيء حولها ...
أتراه هو من سبب كل هذا الحزن لها ؟ أم تراه ريان ؟؟
لأول مرة منذ عرف وردة .. تستحيل الغيرة البشعة التي كانت دائما مرتبطة بها إلى غيرة من نوع الآخر .. لقد بات التفكير بأي علاقة بينها وبين ريان .. تضايقه بطريقة أخرى ... هو ما عاد يخاف من أن تسرق أخاه منه .. هو بات يخاف أن يخسرها لصالح أخيه ..
يخسرها ... هه ... ومنذ متى تحولت علاقته بوردة فتجاوزت استخدامه إياها لأجل تحقيق أغراضه ؟؟؟
أين تصميمه السابق على أن يوقعها بين حبائله ... كي يسخر منها ويبعدها عن ريان ؟؟؟
هو يريدها ... ما من طريقة يستطيع أن ينكر بها هذا ... أي شكوك نحو هذه الحقيقة تلاشت عندما قبلها ..
هو ... كنان الطويل .. محطم قلوب العذارى كما كان أصدقائه يسمونه سخرية .. يربكه شعور بالرغبة اتجاه فتاة عادية ...
إنما وردة .. لم تكن أبدا فتاة عادية ...
الوقت لم يكن متأخرا كثيرا ... ومع هذا ... كان السير وسط هذا الحي القديم مخيفا نوعا ما ... الأبنية القديمة التي تآكلت حجارتها ... الطرقات الغير مستوية ... الأشخاص الذين كانوا يظهرون بين الحين والآخر فيراقبون الرائح والغادي بأعين ذكرته بعيني مصاصي الدماء في أفلام الرعب الهابطة .. التفكير بوردة تقطع هذا الطريق وحدها كل مساء .. كان مقلقا له .. مما جعله يزيد سرعة خطواته أكثر وهو ينظر حوله بتوتر حتى سمع تلك الصرخة ..
صرخة مكتومة ... بعيدة ... إنما بطريقة ما .. عرف بأنها لا يمكن أن تنتمي إلا لوردة ...
أحس بدمائه تفور غضبا وخوفا بين عروقه وهو يندفع نحو مصدر الصوت .. في ذلك الزقاق المظلم ... والذي ما كان ينيره إلا أثار الأنوار الواهية القادمة من النوافذ العالية ... تمكن من رؤية ما يحدث أمامه ..
وما رآه ... جعل كل ما في رأسه من تعقل يطير مرة واحدة ومع الهواء ..






يتبع ..


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس