عرض مشاركة واحدة
قديم 27-07-18, 11:07 PM   #177

bella snow

نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية bella snow

? العضوٌ??? » 348392
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 2,857
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » bella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

يوم السبت
خارج المسبح الأولمبي

تستقر غزلان خلف المقود و نظراتها على الفتاة الصغيرة التي تقف خارج مبنى المسبح الاولمبي تتلفت حولها في انتظار قدوم أحدهم أو إن صح القول " طلحة "
في طريق البحث عن الحق كل الطرق مباحة ،هذا ما تؤمن به
في هذا العالم لا وجود للفرص و لا للأحلام ،إن لم تلطخ يديك بالوحل فلن تنجح و لن تفلح
قد نالت درسها بأقسى الطرق ، بالحرمان ، بالوجع ، قد يراها البعض امرأة قوية صنعت نفسها فهم لم يروا روحها المجروحة ، لم يشهدوا نزف قلبها ، لم يشهدوا دمارها
كانت وحدها وسط الذئاب ، وحدها في الظلام
و قد حان وقت وضع قوانين جديدة للعبة و هذه المرة ستفوز مهما كان حجم الخسائر
ترجلت من السيارة و اتجهت نحو الصغيرة و على شفتيها ابتسامة لطيفة فما أن وقفت مقابلا لها حتى تراجعت الأخرى خطوتين و قد أوجست منها خيفة فقالت :
- ميمي ، أتذكرينني ؟ لقد التقينا سابقا في الثكنة مع كاسر و طلحة .
بدا على مريم الضياع التام و هي تحاول تذكر غزلان فسارعت الأخيرة تقول :
- أظنك بانتظار عمك و قد ..
هتفت مريم تقاطعها :
- ليس عمي إنه أبي
- آسفة ، والدك طلحة قد يتأخر عليك ، تعالي نجلس في مكان قريب لننتظره .
- لا أريد .. أبي قال بأن لا أرافق أحدا غريبا
- حسنا خذي هاتفي و اتصلي به إن كنت تحفظين رقمه .
بعد تردد وجيز ، استلمت مريم الهاتف و اتصلت بطلحة و حينما سألته إن كان بإمكانها مرافقة غزلان وافق رغم استغرابه ، فانتقلتا سويا إلى أحد المقاهي القريبة و لم تكن سوى دقائق قليلة و انضم إليهما طلحة و وجهه يرتدي تعابير التعجب و الحيرة .
- ما سر هذه المصادفة العجيبة ؟
ردت غزلان على سؤاله :
- كنت مارة من هنا و رأيت مريم تقف لوحدها فعرضت عليها المساعدة .
عيناه السوداويين لم تقطعا تواصلهما مع عينيها العسليتين الجميلتين ، كان كل منهما يحاول سبر أغوار الآخر
دوما ما كان حديث العيون أصدق من أي بيان ، كالغموض الذي لا يحتاج تفسيرا أو التفسير الذي لا يعقبه غموض
نظرات غزلان كانت تبوح بالكثير الذي لا يفهمه
بل إنها بكليتها امرأة عجيبة فريدة ، كأحجية يملك حلها لكن لا يفهمه
سأل : - ما الذي تحاولين فعله ؟
- ربما أحاول الإيقاع بك .
أخذ ينظر إليها و لم يختلج له طرف ، رغم قلبه الذي يبدو كأن أحدا جذب البساط من تحته فأخذه على حين غرة
مال طلحة قليلا نحو الأمام قائلا بخفوت :
- توقعين بي في حبك ؟
- لا ، في شباكي
- و هل هنالك فرق ؟
- نعم، فرق كبير .
ابتسامتها الواسعة تلك فتنته ، كانت تبدو مرتاحة بل و مستمتعة بما تفعله به ، و الوقحة تعلم بتأثيرها عليه و تتمادى
قال :- من أنتِ حقا يا غزلان ؟
ابتسمت قائلة بينما تقف لتغادر :
- عليك أن تكتشف ذلك بنفسك ..حضرة المساعد .
قيل ما قد تناله من الحب
الكثير من الأحلام .. و الضعف من الألم


*
*
*


بعد عشرة أيام .. عصرا
الثكنة العسكرية

تستند مرام بظهرها على إحدى الأشجار و نظراتها لا تفارق كاسر الذي يتحدث مع مجموعة من الجنود ، لسبب ما فإنها لا تستطيع إبقاءه خارج مجال نظراتها أو أفكارها ،علاقتهما عرفت توترا أقل و جزء يسيرا جدا من التفاهم و الود
لكن ، يراودها نحوه شعور غريب
في نظراته حزن غريب ، كثيرا ما تراه يتجول لوحده شارد الذهن و على ملامحه تعبير متألم كأنه يسير مرافقا للوجع في كل خطوة
تنهدت بيأس من حالتها ، فغيابه يجعلها تفكر فيه و تقتنص كل فرصة لتراقبه و حضوره يبعثر هدوءها و يعبث بعقلها و قلبها على حد سواء
قالت تخاطب نفسها :- ترى ما قصته ؟ حتى أنه يرتدي خاتم في بنصره الأيسر و هو غير متزوج .
- أنا سأخبرك .
التفتت مرام لتجد نفسها مقابلا للمرأة التي التقت بها في أول يوم لها في الثكنة فسارعت تقول :
- حضرة الملازم الأول ..أنا ..
فابتسمت لها الأخرى قائلة :
- غزلان فقط .. و لا داعي للارتباك .
كلتاهما نظرتا نحو كاسر فاستطردت غزلان تروي القصة كما سمعتها :
- الرائد تزوج امرأتين ، الأولى ابنة خالته التي انتهى بها المطاف في السجن بعدما قتلت ابنه الرضيع من زوجته الثانية " نورس القاسمي " امرأة من أثرياء البلاد و ابنة اللواء السابق " محمد القاسمي " .. لا يوجد أحد يجهل حقيقة عشق الرائد لها ، إلا أنهما انفصلا و تزوجت هي برجل أعمال بريطاني ـلبناني ، أما هو فلا يبدو بأنه تجاوز أمرها و لن يفعل ..إضافة لموت والدته في نفس الفترة .
كانت مرام ترمق كاسر ببعض الشفقة و انقباض خفيف ينتاب قلبها
لا تصدق أن رجلا مثله قابل كل هذا القدر من الوجع
وجع الحب
وجع الفقد
و وجع الوحدة
أتراه سينسى يوما ما ؟ ، إن زوجته السابقة تابعت حياتها فلمَ لم يفعل المثل ؟ فما يزال متعلقا بحبال حبه لها الذي ولى و استحال إلى ظل باهت جدا
أهان حبهما عليها ؟ أم أن ما بينهما انكسر و اضمحل ؟
- كيف استطاعت تركه و الاستمرار بدونه ؟ يبدو بأنه ما زال على حبها .
ردت غزلان :- هناك دوما وجهان من القصة .
ثم أردفت :- علي الذهاب الآن .
مضت الساعات التالية رتيبة على مرام ، و في كل لحظة تجد أفكارها تنجرف نحو الرائد كاسر و قصته الحزينة
أيمكن لرجل أن يعشق إلى هذا الحد ؟
ما الخطأ الذي ارتكبه و على إثره خسر المرأة التي يحب ؟
تنهدت بيأس و سارت نحو مكان ركن السيارات و قبل أن تفتح الباب قابلها كاسر الذي ركب سيارته بعدما حياها بإيماءة بسيطة ، و لسوء حظها فإن سيارتها قررت التعطل ، فحاولت مرة و اثنتين و ثلاث حتى يئست ، فقررت الخروج و فتح الغطاء الأمامي علها تجد العلة
- تحتاجين مساعدة ؟
رفعت نظراتها نحو كاسر ثم قالت بحرج :
- نعم ، فأنا لم أكن يوما ضليعة بأمور السيارات .
فرد عليها بتهكم بينما يتفقد أجزاء السيارة الداخلية :
- جيد بأنكِ اعترفت .
رمقته و الغيظ يملؤها من كلامه ، سحقا لها لأنها تشعر بالحزن عليه فالرجل لا يترك فرصة صغيرة أو كبيرة ليذلها و يسخر منها
- غرورك يفوق الوصف .
- غروري ؟
- نعم أنت مغرور متكبر و ..و كل شيء .
راقبته يبتسم باتساع و لا يبدو عليه الانزعاج مطلقا بل و لدهشتها فقد قال :- مغرور إلا أنك مدينة لي ، لمرتين .. هيا اذهبي و شغلي المحرك .
اكتسبت ملامحها بعض الراحة و السيارة تستجيب ، فأخرجت رأسها من النافذة تهتف لكاسر الذي ينزل الغطاء :
- شكرا لك حضرة الرائد .
لوح لها مبتسما ثم انطلق في حال سبيله
و ليته يدري بقلب مرام الذي بدأ يفتتن به
قيل أن القلب حينما يفتتن سيصبو إلى ما لا طاقة له به و قلب مرام ليس بمخالف
يسير بخطوات صغيرة نحو وجع لا نظير له


يتبع ...


bella snow غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس