عرض مشاركة واحدة
قديم 31-07-18, 10:26 PM   #101

Jamila Omar

نجم روايتي وكاتبة ومحررة لغوية في قلوب أحلام وعضوة في فريق الترجمة

 
الصورة الرمزية Jamila Omar

? العضوٌ??? » 4574
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 7,576
?  نُقآطِيْ » Jamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond repute
افتراضي


عدلت علياء النظارات الشمسية على عينيها بينما تستمع بملل لزميلتها في الدراسة ليلى التي تسألها عن بعض المراجع:
- لم أجدها في أي مكتبة...
أجابتها علياء بملل وقد انشغلت من جديد بهاتفها:
- حسنا ذكريني أن أحضرها لك غدا ليلى... سوف أذهب الآن... إلى اللقاء...
رحلت بعدها دون أن تنتظر جوابا من ليلى التي همست بضيق وعينيها لا تفارق علياء المغادرة:
- مغرورة... تحسب أنَّ الكون يدور في فلكها وحدها.. المشكلة أنَّها من أكثر الطلاب اجتهادا!!
بعيدا عنها كانت علياء تحاول الاتصال بسعد، آخر معارفها، ليجيبها بعد رنَّتين:
- مرحبا علياء... كنت سأتصل بك حالا...
ابتسمت بغرور لكن سرعان ما اختفت ابتسامتها عندما أضاف:
- لن أستطيع لقائك اليوم... لديَّ مرضى اليوم لا أستطيع تأجيل مواعيدهم...
زفرت بضيق وقالت ببرود:
- حسنا لا عليك سعد... نتقابل في ظروف أفضل... إلى اللقاء!!
أقفلت الخط بغرورها المعتاد حتى دون أن تنتظر جوابا منه، كانت تقف الآن أمام سيارتها الميني لتركبها مقفلة الباب بقوة... لقد كانت غاضبة منه لأنَّه لن يستطيع لقائها لأنَّه ببساطة لديه أشياء أهم منها... ما تكرهه ولا تستطيع احتماله هو أن يفضل شخص ما شيئا آخر عليها... تكره الشعور بالاهمال ... منذ شهور لم تعاني من هذا الشعور تماما منذ دخل سعد الى حياتها...
انتزعها من أفكارها صوت نقر على زجاج سيارتها لترى طفلا قد يكون في السابعة من عمره... أنزلت الزجاج لتكلمه:
- ماذا تريد أيها الصغير؟؟
ابتسم الطفل وهو يمد لها ببطاقة قائلا بهمس كأنه يفضي لها بسر:
- لقد أرسلها لك صاحب تلك السيارة...
كان يتحدث مقرنا حديثه باشارة من يده... تبعته بنظرها لترى سيارة أودي بيضاء بزجاج معتم...
فأخذت البطاقة باستغراب وفضول شديدين، ابتسمت ابتسامة خفيفة وهي تميز البطاقة الفاخرة التي بين يديها و لم تمر ثوان حتى شهقت وهي تقرأ الاسم المدون بها...
"حمزة الجراح" رئيس تحرير مجلة ال...
توقفت عند الاسم وعيناها تكاد تخرجان من محجريهما... أعادت قراءة الاسم لتتأكد... معقول ما يحدث؟؟ مستحيل!! حمزة الجراح!! أي حظ هذا!! ان اسمه أشهر من نار على علم... أسطورة في عالم الصحافة...
لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: "كيف حدث وأرسل لها بطاقته؟؟" هناك شيء مريب في الأمر!!
قطع حبل أفكارها حين سمعت نقرا من جديد على الزجاج التفتت لتجد نفس الطفل يبتسم لها وفي يده ورقة... فتحت النافذة لتأخذ منه الورقة التي كان بها جملة واحدة مكونة من ست كلمات كتبت بخط أنيق " علياء أنتظر اتصالك ان كنت تجرؤين!"...
كانت الجملة مستفزة تعبر عن غرور صاحبها وثقته أنَّها لن تتصل به... أيتحداها؟؟!!... أثارت حنقها ثقته هذه... لن تكون علياء ان لم تجعله يعيد التفكير قبل أن يلقي بالتحدي بوجهها!!
دون أن تفكر مرتين أخذت هاتفها وأمسكت البطاقة لتنقل الرقم إلى هاتفها... عليه أن يعلم أنَّها ليست فتاة تخاف التحدي وتتركه دون أن تعيره اهتماما ضغطت على زر الاتصال بقوة و تصميم و بدوره لم يجعلها تنتظر كثيرا فبعد الرنَّة الثانية أجابها بصوت مميز:
- مرحبا... علياء...
ابتلعت علياء ريقها فصوت الرجل كان مثيرا... يوقظ الحواس و سمعته يقول مجدَّدا:
- بصراحة لم أتوقع هذه الجرأة منك!!
ليختم كلامه بضحكة قصيرة...
"تباً له!!" هكذا فكرت علياء بغضب فلم يستطع رجل أن يؤثر بها كما فعل صوت هذا الرجل فبلعت ريقها أكثر من مرة وأجلت حنجرتها قبل أن تقول بعد ذلك بصوت أرادته باردا:
- حسنا ها أنا اتصلت.. ماذا تريد؟؟
ضحك الرجل مرة أخرى ضحكة استطاعت أن تزيد دقات قلب علياء دقة لتسمعه يقول:
- ممممم... ما أريده لا ينفع التحدث عنه في الهاتف.. ما رأيك بلقاء بيننا؟
عدَّت علياء إلى العشرة حتى تستطيع ان تهدئ من سرعة دقات قلبها وتبعد التوتر عنها. أخذت نفسا عميقا كما تعلمت من سعد... لتقول بصوت يميل إلى الهدوء والبرود:
- ليس بهذه السرعة عزيزي!! نحن لا نعرف بعضنا بعد لذا...
قاطعها ليقول:
- ولهذا بالضبط أريد لقائك... لنتعرف أكثر على بعضنا...
أدارت علياء محرك سيارتها وهي تقول بهدوء لا يمت بصلة لشخصيتها:
- أنا لا أحبذ اللقاءات بدون معرفة سابقة...
سمعت صوته المثير وهو يقول:
- وأنا لا أومن بالعلاقات الهاتفية...أفضل اللقاءات المحسوسة...
شعرت علياء بالتوتر لوقاحة هذا الرجل التي تختفي خلف بساطة كلماته... لتقول باقتضاب:
- أنت وقح!!
قال بصوته المثير كأنَّه لم يسمع ما قالته:
- أنتظرك اليوم بمطعم أرابيسك الساعة... التاسعة مساء...
وبعدها أقفل الخط دون أن ينتظر منها اعتراض أو كلمة.ضربت المقود براحة يدها و هتفت حانقة:
- اللعنة!! مغرور لا يطاق!!


انتهى




Jamila Omar غير متواجد حالياً