عرض مشاركة واحدة
قديم 02-08-18, 11:27 AM   #91

نغم

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية نغم

? العضوٌ??? » 394926
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,980
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي


الفصل السابع ( الجزء الأول )




تلفتت حولها تجوب بعينيها أرجاء القاعة الفسيحة المضيئة و عقلها يحاول استيعاب جميع تلك التفاصيل .
تفاصيل صغيرة ، تفاصيل كبيرة ، تفاصيل كثيرة .
و كلها تدل على شيء واحد : البذخ .
إذن هكذا هم و هكذا هي حفلاتهم .
كانت أختها ليلى قد دعتها لبعض حفلات الزفاف من قبل لكنها لم تشأ مطلقا الذهاب حينها حتى لا تراه برفقة خطيبته .
يبدو أنها فضلت أن تكون أول حفلة زفاف تحضرها من هذا النوع هي حفلة زفافه هو .
حيث تراه يجعل الأخرى زوجته ، فكرت و هي توجه ابتسامة تطمئن بها شقيقتها التي تنظر إليها بقلق .
- أنا بخير ، لا تقلقي ، أضافت تقول لبث المزيد من الاطمئنان
- متأكدة ؟
- كل التأكيد ، لا تنشغلي بي كثيرا و استمتعي بالأجواء حولنا
- تعرفين أني لا أستمتع أبدا مع وجود كل هذا التصنع ، زفرت ليلى ضيقها في نفس طويل ثم أضافت :
- أنا مضطرة للحضور من أجل ماهر و ماهر نفسه مضطر للحضور من أجل الواجب.
- كل الناس مضطرون ، تمتمت فرح بنبرة خاوية .
- أنت لم تكوني مضطرة بأي شكل من الأشكال ، أجابتها أختها و هي تحدجها بنظرة طويلة حائرة .

من قال أنها ليست مضطرة ، فكرت و هي تشيح بوجهها تتظاهر بتفحص مزيد من التفاصيل .
بالعكس كانت مضطرة للمجيء لأنها تريد أن تكف عن التهرب و تختار المواجهة .
تريد أن تتحدى مشاعرها ، أن تثبت له و لنفسها قبله أنها تجاوزته حقا .
أن تضع نفسها أمام الأمر الواقع .
شحب وجهها بشدة و هي ترى هذا الواقع يتجلى في تلك اللحظة أمامها .
رأته قادما وسط الزفة يحضن خصر عروسه بتملّك .
تجول بها قليلا بين الحضور قبل أن يقفا في أوضاع مختلفة تحت لمعات العدسات المركزة عليهما .
و لدقائق بَدَا جميع من حولها غائبين تماما في عالم من الابتسامات الواسعة و النظرات المتألقة و الأغاني و الأهازيج المألوفة .
بينما هي تنهار في عالمها وحيدة و هي تشاهده يراقص عروسه التي تغني له في قلب الضوء المسلط عليهما وحدهما بصوتها الناعم ، بعينيها اللامعتين ، بكل ملامحها .
تغني له أحلام حبهما التي ستتحقق .
كم هو مؤلم الشعور بخسارة هذه الأحلام .. مع انها لم تكن من حقها يوما ما ...
و الآن صارت كلها حقا حصريا للمرأة الأخرى المتعلقة برقبته ، تتطلع إليه و إلى الكل بنظرة فخر ممزوجة بالكثير من الاستعلاء .
يحق لها لأنها هي من آثرها لتكون زوجته .
هي من اختارها ليتباهى بها على مرأى و مسمع من الجميع .
أما هي فلو استمرت معه فسيكون مكانها هو ظل حياته .
ربما سيتباهى بها و لكن سيكون ذلك في الخفاء ، في إحدى جلساته الماجنة مع أصحابه .
في تلك اللحظة اختارت بقعة الضوء المتجولة في قاعة الحفل أن تحط على وجهها .
و في تلك اللحظة بدا لشادي أن يرفع رأسه عن وجه عروسه لتتلاقى الأعين و تبدأ حديثها .
و لكل حديث شجونه .
لدقائق طويلة تسمرت نظراته الغريبة عليها حتى أن زوجته استدارت تكتشف أي الوجوه استأثر بعيني زوجها .
لكن بقعة الضوء اللطيفة قررت لحسن الحظ أن تغادر لتترك ملامح فرح في ستر الظلال القاتمة .
فرح التي فاقت دقات قلبها صخب الموسيقى و هي تشاهد نظرات العروس تتردد بشك خفيف قبل أن تعود لابتسامتها البراقة .
إذن هذه من فضلها عليها شادي ، فكرت فرح و عيناها ملتصقتان بوجه العروس : فتاة كل شيء فيها منتفخ ، صدرها ، خداها ، كبرياؤها و طبعا جيب أبيها.
- غبية ، تمتمت لنفسها بصوت خافت و هي تستغل الظلام المؤقت لتجفف دموعها .

غبية كالعادة لأنها ظنت أنها أتت كي تحسم تماما الصراع بين قلبها و عقلها
فإذا به و لمرة أخرى يحسم لفائدة قلبها .
قضت دقائق أخرى أو ربما بضعة ساعات لا تدري تحاول فيها أن تلملم شتات نفسها ثم ما إن رأت انشغال الحضور بالبوفيه حتى استأذنت من أختها .
نظرت إليها ليلى بتفهم حزين قبل أن تقول بتهكم :
- تحملت رؤية كل هذه الوجوه المزروعة بالسيليكون لتغادري في اللحظة التي ينتظرها الجميع ؟!
- ربما لهذا السبب أشعر بالشبع ، أجابت و هي تحاول أن تتصنع ابتسامة لا مبالية .
- ألا يمكن أن تنتظري قليلا بعد حتى أنصرف معك ؟ سألتها أختها بنظرة رجاء

أشارت برأسها نافية فآخر ما تريده في هذه اللحظة هو بعض المناجاة الليلية .
تريد الانفراد بنفسها ، لا تريد المساعدة في قطع آخر خيوط أوهامها .
كل ما تحتاجه الآن هو وسادة تفرغ عليها شعورها بالهوان و ما تبقى من دموعها .

- اعذريني أختي لكني فعلا لا أستطيع ، أحتاج أن أنام حالا .

أخذت حقيبتها و انصرفت دون النظر إلى الخلف و هي تتمنى لو كان بإمكانها أن تأخذ معها أيضا قلبها الخائن .
لكنها تعرف أنه سيعود ليكون ملكها من جديد ، بالتأكيد سيعود .

- إلى أين يا سندريلا ، سمعت الصوت الذي أصبح شبه مألوف بينما تنتظر سائق سيارة زوج أختها .

مؤيد .
استدارت تواجهه ليضيف بعد أن تأمل مطولا ملامح وجهها المتسائلة :
- لماذا تهربين ؟
هل أغضبك الع...

شهقت فرح تقاطعه باستنكار ليقول و هو يرفع يديه في دفاع مزعوم بينما طرف شفته العليا يرتفع في ابتسامة ماكرة :
- كنت سأقول العريس

أضاف و هو يتنهد بافتعال :
- و لكن هذا هو حظي ، دائما يساء فهمي خاصة من الجميلات

نظرت إليه فرح بطرف عينيها و هي تحرص أن لا تبتسم ، كان من أولئك الرجال الذين يضحكونك رغم عدم رضاك عن كثير من تصرفاتهم .
و كما تقول أمها " من يضحكك يضحك عليك " .
و رغم اختلاف وجهات النظر مع أمها في كثير من الأمور إلا أنها في هذه المسألة بالذات توافقها تماما .
أنقذها السائق الكهل من نظرات مؤيد المليئة بإعجاب صريح أكثر من اللازم .
ركبت بسرعة لتفاجأ به ينحني متكئا على قاعدة نافذة السيارة و يقول لها بصوت دافئ خفيض :
- أعدك أننا سنلتقي كثيرا يا سندريلا

خفضت فرح عينيها و هي ترد بالإيجاب على سؤال السائق الذي يستأذنها في الانطلاق .

- سندريلا ، تمتمت ببطء بعد فترة من انطلاق السيارة .

بالفعل هي سندريلا من العصر الحديث .
الفرق هو أنها سندريلا واقعية ، تعرف تماما أن الأمير في هذه الحكاية يريدها فقط في رحلة خيالية قصيرة ، يطردها منه حين يشتاق لواقعه .
تراءت أمام عيني خيالها نظرته الغريبة الأخيرة إليها .
نظرة لم تر لها مثيلا من قبل في عينيه .
كأنها نظرة ...
كفى ! نهت نفسها بقسوة .
انتهى ، انتهى ، انتهى ، كل شيء انتهى ، أضافت بقسوة أكبر و هي تغمد عينيها لبعض الوقت قبل أن تفتح هاتفها و تلجأ إلى صفحتها الاجتماعية تهرب فيها من زحام أفكارها .
…………….

في مكانه حيث تركته فرح تقريبا وقف مؤيد يراقب ابتعاد السيارة من خلال دخان سيجارته و هو يبتسم لأفكاره بشرود .
داس على عقب سيجارته عدة مرات ثم استدار ليعود إلى قاعة الحفل قبل أن يتوقف قليلا في لحظة تفكير بسيطة ثم يعود يستند إلى الحائط و يشعل سيجارة أخرى و يبدأ في استنشاقها بتمهل .
عاد إلى القاعة بعد وقت ليس بالقصير لتقابله نظرات شادي القاتمة كما توقع .
انطلق نحوه بابتسامة واسعة و انحنى على دوللي ما إن وصل إليهما ليطبع قبلة خفيفة على وجنتها الزهرية .
رفعت عيناها إليه في دلال تجيده جيدا و هي تقول بنعومة :
- أعجبك الحفل ميدو ؟
- بصراحة لم أركز مع الحفل ، تركيزي كله كان مع صاحبة الحفل ، قال و هو يغمز باتجاه شادي .

ضحكت دوللي ضحكة رنانة و هي تنظر إلى وجه زوجها ، ازدادت لمعة عينيها و هي تجد ما تبحث عنه : آثار ضيق شديد لم يجد إخفاءها وراء لامبالاته المعتادة .
- بصراحة يا شادو ، سمعت مؤيد يضيف ببطء بدا لها مقصودا ، الفرح كان لذيذا ، لذيذا جدا .

حدقت دوللي باستغراب إلى الغضب الأسود الذي لمع للحظات قصيرة في خضرة عيني شادي قبل أن يسيطر هذا الأخير على ملامحه و يصحبها مبتعدا بها عن مؤيد . نظرت إلى جانب وجهه الهادئ و نفس الشك السابق يعاودها .
- ما الذي يحصل بينكما يا شادي ؟ سألته أخيرا بارتياب .
- لا تشغلي نفسك به يا حياتي ، تعلمين كيف يصبح عندما يتعاطى أحد الأصناف الرخيصة ، قال كلماته الأخيرة بصوت حرص تماما أن يبلغ سمع مؤيد .
………………


نغم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس