عرض مشاركة واحدة
قديم 03-08-18, 10:48 PM   #3

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

المقدمة


نُدُفات ثلجٍ و نار


أرهفت سمعها و هي مغمضة العينين تستمع لوقع خطواته يقترب و ارتسمت على شفتيها ابتسامة ساخرة مريرة ... أخيراً .. فتحت عينيها تتطلع أمامها و ازدادت سخرية ابتسامتها و هي تفكر ... كم تشبه الآن سجيناً ينتظر إنفاذ حكم إعدامه .. تترقب قدوم جلادها ، لكنّ الفرق أنها لا تخشى الموت القادم على يديه ... لسنواتٍ طوالٍ كانت تنتظره ... قلبها الذي يهدر داخل صدرها دون رحمة الآن يعترف أنها كانت تنتظر .. و تشتاق ... تشتاق بجنون.
محت ابتسامتها و هي تسمع صوت الباب ينفتح ليتبدد القليل من الظلام حولها و رفعت رأسها باعتداد و صمتت للحظات كما فعل هو قبل أن تنهض ببطءٍ من فوق الفراش الصغير و التفتت إلى حيث وقف في صمتٍ و قد أحاله الضوء الخافت القادم من خلفه إلى كيانٍ وحشيٍ فبدا لها كقابضِ أرواحٍ أتى أخيراً لينتزع روحها و يأخذها للجحيم .. جاهدت لتمنع قلبها الذي تقافز داخل صدرها يكاد يشق ضلوعها مندفعاً نحوه ... أمالت رأسها جانباً و ابتسمت ببرودٍ مستفز جعل النيران تزداد اشتعالاً بعينيه و هي تقول
_"هل حان الوقت أخيراً؟"
لم يمُن عليها بكلمةٍ للحظاتٍ مرت عليها كأبدية قبل أن يشعل نور الغرفة الخافت و يتحرك نحوها ببطء صيادٍ يتقدم نحو فريسته المسكينة ... لكنّها ليست بفريسة .. و ليست بمسكينة و لن تكون أبداً ... لم يرف جفنها و هي تبادله النظر بتحدٍ ليقول أخيراً بصوتٍ بدا قادماً من أعماق الجحيم
_"قلت لكِ (إيفا) ... يوماً ما سأعثر عليكِ .. و عندها ستتمنين الموت و لن تحصلي عليه ... لذا لا .. لم يحن وقتكِ بعد"
تنهدت و هي تغمض عينيها و تمط شفتيها بأسف مصطنع و قالت و هي تعود لتجلس
_"خسارة ... انتظاري الطويل كان دون جدوى إذن"
و تطلعت نحوه بابتسامة ثلجية متحدية و فتحت فمها لتكمل تحديها له ، لكنّ كلماتها ماتت على شفتيها و هي تشهق بقوة حين انتزعتها يده من مكانها لتشدها إليه و في لحظة واحدة وجدت نفسها أسيرة ذراعيه و تطلعت في عينيه المشتعلتين لوهلة بفزع سرعان ما دفنته تحت حصون جليدها بينما يهمس بفحيح
_"لا تظني أن أسلوبكِ الجديد هذا سيُجدي نفعاً معي (إيفا) ... أو ربما تظنين أن (آدم) القديم لازال موجوداً و سيصفح عنكِ بنظرة من عينيكِ المخادعتين هاتين"
نظرت في عينيه اللتين أخبرتاها بصدقه .. هي تعرف هذا .. تعرف أن ما فعلته قديماً قضى على كل أملٍ لديها لتحصل يوماً على مغفرته .. لكنّها لا تبحث عن المغفرة و حتماً لن تركع لتطلبها .. قاومت تأوهاً كاد يغادر شفتيها و أصابعه تنغرس في ذراعيها بقسوة ، لكنّها فشلت حين دفعها لتصطدم بالحائط بقوة جعلتها تتأوه بألم ، ليحاصرها من جديد و هو يميل ليهمس في أذنها
_"مرحباً بكِ في جحيمي (إيف)"
حدقت في عينيه للحظات دون أن تسمح للصراع داخلها أن ينعكس في عينيها و رفعت يديها تضع إحداها فوق قلبه برقة مغوية و الأخرى لامست بها خده و استمتعت برؤية العتمة تغزو عينيه لتميل نحو رقبته تسمح لعطرها أن يغزو أنفاسه دون رحمة و همست بإغواءٍ تعرف أنه قادرٌ على أن يطيح بأعتى الرجال عن قدميه
_"سبق و احترقت في جحيمك من قبل (آدم) .. الآن .. من يدري"
شعرت بجسده يتشنج تحت لمستها لتتسع ابتسامتها و هي تلمس تأثيرها عليه و قطعت جملتها بعبث لتحرك وجهها و ترفع نفسها قليلاً على أطراف أصابعها و تلف ذراعيها حول عنقه و تحركت شفتاها بتعذيب فوق لحيته القصيرة حتى توقفت أمام شفتيه و نظرت لعمق عينيه بتحدٍ و همست
_"من يدري .. أينا سيحترق في جحيم الآخر حبيبي؟"
*******************
نقلت ناظريها بينه و بين الباب المغلق للحظة كأنما تدرس المسافة بينهما لتتحرك بعدها قدماها بسرعة نحو الباب و لم تكد تمس مقبضه حتى شهقت و جسده يندفع ليقطع عليها الطريق و ذراعه ارتفعت ليغلق الباب من جديد و استند إليه و هو يقول
_"لم أنته بعد حبيبتي"
حدقت في ذراعه التي سدت عليها مخرجها و ارتجف جسدها رغماً عنها و هي تشعر بقربه الشديد منها ، أخذت نفساً عميقاً لتتحكم بأعصابها و رفعت إليه عينين باردتين و قالت بقسوة
_"ابتعد عن طريقي"
ازدادت رجفتها حين شعرت به يميل نحوها هامساً
_"أنتِ لن تغادري هذه الغرفة حتى نحسم كل شيء بيننا (سؤددي)"
ياء الملكية التي أضافها لاسمها جعلتها تكز على أسنانها و هي تطالعه بغضبٍ اشتعلت نيرانه بحياء وسط جليد عينيها لتلمع عيناه شغفاً و عشقاً أغمضت عنه عينيها لتردد بصرامة
_"ليس هناك "بيننا" سيد (عماد يزيدي) فابتعد عن طريقي و إلا لن تلوم سوى نفسك"
مال أكثر ليهمس في أذنها
_"ما "بيننا" أكبر من أن تتجاهليه أو تهربي منه ... مهما حاولتِ الهرب فمصيركِ تعودين لي"
تنفست بقوة و قبضت كفها و رفعت أحد حاجبيها تقول بتحدٍ
_"دعني أخبرك إذن سيد (عماد) فربما لم تسمعني من المرة الأولى .. لا شيء أبداً يجمعني بك أو بعائلتك كلها .. اللهم إلا كراهيتي و نفوري"
ارتفع ركن شفتيه بابتسامة متسلية أثارت حنقها ليزداد توترها و هو يميل نحوها حتى لفحت أنفاسه وجهها و همس بتحدٍ مماثل
_"انظري في عينيّ إذن (سؤدد) و قوليها .. قولي أنكِ تكرهينني"
ضاقت عيناها و هي تنظر في عينيه مباشرةً دون أن تطرف لحظة
_"قولي أنكِ لا تشعرين نحوي سوى بالكراهية و النفور .. أنني لو لامست قلبكِ الآن فلن يرتجف للمستي"
و مال عليها حتى التصقت بالباب خلفها و حاصرها بين ذراعيه مكملاً و عيناه تحاولان غزو طبقات الجليد في عينيها علّه يلامس روحها التي يشتاق لعناقها بجنون
_"أنني لو اقتربت منكِ هكذا و حتى تمتزج أنفاسي بأنفاسكِ فإن روحكِ لن ترتجف اشتياقاً و تغادر جسدكِ لتتحد بروحي .. قولي أنكِ لا تشعرين بأي شيء الآن إلا الكراهية .. قوليها (سؤددي)"
استنزفت كل قوتها حتى لا ترتجف لقربه المهلك و قاومت رغبتها في أن تدفعه بكل قوتها لتهرب بعيداً عن حصاره المهدد و أجبرت عقلها على السفر عبر ذكرياتها المريرة تلتمس منها المزيد من القوة لترفع رأسها في شموخ و نظرت في عينيه للحظات بتحدٍ أكبر لتقول ببرود و حزم
_"حسناً .. أنا أكرهك (عماد يزيدي) .. هل سمعتني؟ .. أكرهك و لن أغفر لك أبداً مهما فعلت .. لن أسامحك .. و لو كنت أكرهك من قبل مرة واحدة فأنا الآن أكرهك ألف ألف مرة"
ارتفع ركن شفتيها بشبه ابتسامة متحدية و هي تنظر للنيران التي استعرت أكثر في عينيه و مالت برأسها جانباً و هي تتابع بسخرية
_"أنت راضٍ الآن؟"
أعتمت عيناه أكثر بطريقة أقلقتها ، لتنحبس أنفاسها تماماً و قلبها فقد إحدى نبضاته دون إرادتها و عيناها اتسعتا و هو يميل أكثر حتى كاد يلامس شفتيها و أسر عينيها هامساً بخطورة
_"جيد ... دعيني إذن أمنحكِ سبباً إضافياً لتجعليها ألفَ ألفٍ و .. واحد"
****************
تجمد جسدها و انتفض قلبها كأنما أصابته صاعقة مع صوته الذي اخترق أذنيها و ارتجفت أصابعها التي مدتها لتلتقط الفناجين التي أسقطتها و لم تستطع أن ترفع ناظريها و لا أن تنهض من مكانها ، بل ظلت راكعة على ركبتيها كتمثالٍ أصم .. لا تستطيع أن تلتفت لتواجهه و لا أن ترد عليه .. صوته فقط أصابها بالشلل فماذا لو واجهته شخصياً .. ماذا أصابها؟! .. انتفضت على صوت رئيستها تهتف بها في عنف
_"أيتها الحمقاء .. ماذا تفعلين؟ .. اعتذري للباشا حالاً"
رجفة عاتية اعترت جسدها و صوته العميق يخترق أذنيها يصل لعقلها متجاوزاً سحب الضباب التي أحاطته و هي تسمعه يقول
_"من هذه؟"
_"آسفة سيدي ... إنها العاملة الجديدة .. إنها خرقاء قليلاً .. أعتذر بشدة عما فعلته"
شعرت بها توكزها بقدمها بقسوة لترفع رأسها و تعتذر للسيد .. ابتلعت لعابها بصعوبة و اعتدلت على ركبتيها تلتفت نحوه لتقابل عيناها حذاءه اللامع الذي يبلغ ثمنه أضعاف راتبها لشهور و بصعوبة شديدة و قلبٍ خافق رفعت عينيها ببطء فوق قامته الطويلة و انقباض قلبها يزداد كأنما تصعد قمة جبلٍ شاهق ، حتى التقتا بعينيه و شهقة عالية ترددت داخلها و قلبها انتفض داخل صدرها بعنف و هي تغرق في عمق عينيه القاسيتين اللتين أسرتا عينيها و ارتجفت بوضوح و كلمة واحدة ترددت بعقلها
"شيطان"
لم تستطع انتزاع عينيها من عينيه اللتين أعتمتا بشدة و هما تتأملانها بطريقة جلعتها ترغب في الهروب لنهاية العالم و ارتجفت شفتاها لتزداد الظلمة في عينيه و الكلمة تتردد بعقلها دون توقف
"شيطان"
و دارت عيناها فوق ملامحه لتهمس داخلها مصححة بارتجاف
"شيطانٌ وسيم"
وكزة أخرى من قدم رئيستها جعلتها تنتفض كأنما تستيقظ من كابوسٍ بشع و التفتت نحو المرأة التي هتفت بحدة تأمرها أن تعتذر
فهمست بصوتٍ مرتجف
_"أنا آسفة .. لم أقصد سيدي .. اعذرني .. لم .."
توقفت الكلمات على شفتيها حين عادت عينيها لتتوقفا أمام عينيه اللتين لمعتا بطريقة جعلت نبضاتها تدخل في سباقٍ جنوني ، فخفضت عينيها بسرعة لتسمعه يقول بعمق
_"لا بأس .. فقط .. انتبهي لخطواتكِ جيداً في المرة القادمة"
اتسعت عيناها بخوف و هي تتساءل بقلبٍ مرتجف .. لماذا تشعر أن كلماته تحمل أكثر مما يبدو في ظاهرها .. تاكدت ظنونها و هي ترفع رأسها تنظر إلى عينيه المعتمتين اللتين أرسلتا لقلبها تأكيداً أنه قصد ما فهمته .. لم ينقطع تواصل أعينهما لبرهة و هو ينظر لها من علو بينما لا تزال راكعةً على ركبتيها أمامه و عيناها معلقتان به كانما قيدها إليه بسحرٍ أسود لن تستطيع فك لعنته مهما حاولت .. قطعت تواصلهما بصعوبة رهيبة و خفضت عينيها إلى الأرض بتوتر و اشتد تشابك أصابع كفيها تحاول التحكم في ارتجاف جسدها الذي ازداد و هي تشعر بكيانه الوحشي و المسيطر يتحرك جوارها مغادراً المكان و سمعت بتشوش رئيستها و هي تعتذر له مجدداً و هي ترافقه للخارج .. لم يكد جسدها يستشعر اختفاءه من حولها حتى شهقت بقوة و هي تتحرر من جمودها .. تحرك صدرها بسرعة يعب من الهواء بجشع و هي تكتشف أنها كانت تحبس أنفاسها طول الوقت حتى كادت تختنق .. رفعت كفاً مرتجفة و وضعتها فوق قلبها الذي ينبض بجنون و همست
_"ما كان هذا؟ .. يا إلهي!! .. أهذا هو؟! .. يا إلهي!!"
ماذا فعلت بنفسها؟ ... ما الذي أوقعت نفسها به؟ .. ما الذي فعلته؟! .. دخلت بقدميها إلى عرين شيطانٍ اتضح أنها أضعف بكثير من أن تحتمل نيران جحيمه .. لن تنجو .. قلبها يخبرها بهذا .. ستحترق في جحيمه و لن تنجو أبداً.
*****************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس