عرض مشاركة واحدة
قديم 07-08-18, 09:11 PM   #5718

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

بيت العطار



دخلت شذرة غرفة خالتها ابتهال وهي تقاوم ترددها .. منذ ثلاثة ايام تفكر بمصارحتها بكل شيء فلم تعد تطيق ما يحصل ..

لا يمكن ان يكون الزواج بهذا الشكل !

لقد انتظرت اي فرصة لتختلي بالخالة ابتهال فاستغلت ان رقية اليوم على غير العادة أصرت على شطف المرآب بنفسها ...

اخذت نفساً وأطلقته بهدوء وهي تجلس على الارض قرب الخالة ابتهال التي تحب احيانا قراءة القران بعد اداء صلاة العصر ..

اغلقت الخالة ابتهال القران ووضعته مكانه على الحامل الخشبي المزخرف بينما تبتسم لشذرة وتسألها بتحبب " بماذا تريد ان تكلمني العروس وهي مرتبكة هكذا ؟"

الدفء العفوي في صوت الخالة جعل شذرة تتشجع وتسترخي قليلا لتسارع الى القول قبل ان تتراجع خجلا " خالتي اريد ان اكلمك بأمر هام يخص مصعب .."

تقلق الخالة ابتهال وهي تنظر لوجه شذرة المتوتر لترد عليها بالقول " خيراً يا ابنتي .."

وخلال ربع ساعة كانت شذرة تسرد دون انقطاع كل ما يحصل بينها وبين خطيبها منذ ارتبطت به ..

كل شكوكه .. كل كلامه المبطن .. وتلميحاته التي تعتبرها شذرة مهينة لها ..

اخبرتها عن اسلوبه القاسي احيانا عندما لا يعجبه شيئا تفعله .. او حتى تصرف عفوي منها.. كما حصل البارحة عندما أصرت امه ان تاتي بنفسها مع مصعب لتأخذ شذرة الى بيتهم كي تمضي بعض الوقت معهم وتشاركهم الغداء وقد دعت ايضا ولديها الاخرين وزوجتيهما ..

لا تعرف شذرة سبب الذي حصل حتى اللحظة..! لكن مؤكد هناك سبب لكل افعال مصعب العجيبة ..

كانوا قد أنهوا الغداء للتو ويتناولون الحلويات وقد أخذت شذرة تتكلم مع اخيه الاصغر حيدر حول العمل بالمدرسة وحتى زوجته أفنان شاركت في الحوار رغم ان شذرة لم تعجبها أفنان كثيرا وقد بدت مغرورة بعض الشيء بجمالها الا انها لم تفعل ما يضايقها شخصيا .. لكن فجأة هبّ مصعب على قدميه وسط الحوار وهتف بشذرة في حدة وهو يرمقها بنظرات مخيفة قائلا ان عليه ايصالها للبيت في التو واللحظة..!

الجو كله توتر بشكل غريب وساد الصمت بينما سارعت ام مصعب لتهرول حتى ترتدي ملابس الخروج كي ترافقهما في طريق العودة..

لم تشعر شذرة انها صمتت وسرحت بكل ما حصل بالامس من جديد .. لقد كان الامر غريبا للغاية والاغرب ان مصعب تغير حاله حالما ركبوا جميعا السيارة فعاد مسترخيا ولو بشكل ظاهري ويمزح معها ومع امه !

أخرجها صوت الخالة ابتهال من صمتها ذاك وهي تقول " اسمعيني يا شذرة .. انت غالية علي وكأبنة لي .. وسأنصحك بما كنت سأنصح به احدى بناتي .. اصبري عليه أكثر.. ربما لم تعتادي اسلوبه بالكلام وقد تكتشفين لاحقا انك كنتِ تفهمينه بشكل خاطئ .. تحصل كثيرا صدقيني يا ابنتي.. "

تطلعت اليها شذرة واشفقت عليها للحظة ..

انها من الجيل القديم الذي يؤثر الصبر على الزوج كما لا تحب فسخ خطبة عقدت ..

انها تفهمها وتتفهم قلقها .. ربما الخالة ابتهال لا تستطيع ان تحبها كحبها لبناتها الاربعة لكنها واثقة ان لو احدى بناتها مرت بنفس الوضع كانت ستنصحها المثل دون ريب..

ثم اضافت الخالة ابتهال بجدية وكأنها تطمئنها " ولا تقلقي .. نحن ما زلنا على البر .. من الآن وحتى عيد الفطر ادرسي الوضع اكثر واذا شعرتِ انك لا تريدين اتمام الامر .. اخبريني وعندها سنتصرف بما يريحك .."

تمتمت شذرة بالشكر وهي تطرق قليلا بتفكير داخلي ..

لقد باتت تشعر انها كبرت كثيرا وتغيرت شخصيتها مذ تقدم مصعب لخطبتها .. تشعر انها باتت اكثر واقعية وصبراً وتفهما للحياة ..

سألتها ابتهال فجأة " كيف امه معك ؟"

ترد شذرة بصدق " انها امرأة طيبة للغاية .. تتصل بي كل يوم وتعاملني بمحبة كبيرة وكأني ابنتها.."

تتمتم ابتهال ببعض الارتياح " الحمد لله .. والده ايضا رجل طيب ودمث الاخلاق .. "

تعلق شذرة قائلة " لم اكلمه كثيرا لكنه يبدو طيبا وهادئ الطباع.. اخواه ايضا لطيفان وبسيطان.. "

" اجل لاحظت انهما بسيطان عندما لبينا دعوة ام مصعب ... لكن زوجة الاصغر ..ما اسمها ؟ أفنان اليس كذلك ؟ اظنها مغرورة بعض الشيء على عكس زوجة الاكبر .. "

فتهز شذرة رأسها موافقة وهي تقول " نعم .. لم انسجم تماما مع أفنان .. ربما لانها ابنة خالتهم ومدللة كما فهمت من والدة مصعب.."

عندها قالت الخالة ابتهال ناصحة " لا عليك منها ولا تتداخلي معها كثيرا .. ما دامت امه طيبة معك فهذا اهم شيء لانك ستعاشرينها هي بشكل يومي ويهمني ان تكوني مرتاحة معها .."

لكن شذرة اعترضت بالقول " لكني سأتزوجه هو خالتي وليس امه ولا عائلته .. هو من سأعاشره حقا .. لا اعلم كيف سأحتمل اسلوبه المعقد الغامض المتشكك .. لقد وصل به .. الحال .. ان يسألني عن حارس المدرسة ومدى علاقتي به !"

اتسعت عينا الخالة ابتهال قليلا وهي تتساءل بدهشة " الحارس ؟! ذاك الرجل كبير بالسن وليس من عمرك ولا مقامك ليغار منه .. ماذا جرى لمصعب ؟!"

قالت شذرة بقلق حقيقي " لا اظنها الغيرة خالتي .. هناك امر ما في مصعب يخيفني احيانا .. طبعه صعب .. صعب جدا .."

تنهدت الخالة ابتهال وهي تقول " لا حول ولا قوة الا بالله .. مع هذا نتروى صغيرتي ولا نتعجل .. كما قلت لك ربما مجرد اختلاف في الطباع واسلوب الكلام .. اصبري وفكري جيدا قبل ان تتخذي قرارك .."

نظرت اليها شذرة وشعرت بالذنب لانها تحملها هذا الهم .. ابتسمت لها ومالت لتقبل خدها وهي تقول " حاضر خالتي ... لا تقلقي .. لن اتعجل شيئا ابدا .."

ثم وقفت شذرة على قدميها لتغادر الغرفة والخالة ابتهال تدعو لها بالخير ..
توجهت شذرة ناحية الدرج وبينما ترتقي درجات السلم انتابها احساس بالراحة ..





يتبع ...


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس