عرض مشاركة واحدة
قديم 12-08-18, 02:31 PM   #1299

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 6



دخل شقته بإنهاك وقد تجاوزت الساعة الثانية بعد منتصف الليل .. لا يريد إلا حماما ساخنا وسرير يفرد عليه عضلاته المتقلصة من النوم على الكرسي في المستشفى لثلاث ليال ..فهذه أول ليلة سيبيت فيها سيد بمفرده بعد أن أصر على صرف الجميع حتى زوجته .



لكن أهم ما يحتاجه أن يستنشق رائحتها فيملأ بعطرها رئتيه .. لقد تعمد أن يأتي متأخرا جدا حتى لا تكون في استقباله ..


وتعمد أن يخبرها على الهاتف أنه سيذهب لإحضار عمرو وأروى من المطار حتى تنام ولا تنتظره ..



لقد تعمد ألا يراها ..
لانه يشتاقها ..
يشتاقها إلى حد الجنون ..



إلى حد الرغبة في ضرب كل وعوده لها بعرض الحائط واستنفار كل جيوشه للإرتواء منها حتى الثمالة .



لكنه يصبّر نفسه بأمل ضعيف .. ربما قريب .. وربما زائف .




تحرك يلملم عطرها من المكان .. وذكر نفسه بأن عليه أن يبيت في حضن لوحته التي تذكره بماساة أول ليلة حتى يردع ذلك الأنفلات الذي يشعر به .


مر من أمام غرفتها وتقبض بقوة وهو يلصق جبينه ببابها لا يعلم إن كان عليه أن يرتاح لأنها نامت قبل أن يأتي أم يحزن.



أجبر نفسه على الحركة متسائلا هل سيضطر للمبيت في شقة العائلة اليوم من مبدأ السلامة ؟


في ظلام غرفتها إلا من ضوء جانبي خافت كانت تجلس على السرير بتوتر .. قلبها يقفز في صدرها كالكرة المطاط تحاول الاستعانة بتمارين التنفس للتغلب على توترها .


لقد اتخذت قرارها ..
تشجعت واتخذت قراراها ..
تقنية ( استحضار إبن سماحة ) دوما ترجح الكفة لصالحه لهذا اتخذت قرارها .


وشجعت نفسها ..أ بعد كل ما مرت من صعاب بكل شجاعة ورباطة جأش ستجبُن من أمر كهذا .. تفعله كل إناث العالم!..



نظرت لقميص النوم ( المبتذل جدا ) في نظرها التي اختارته من مجموعة ملابس الخالة سوسو لها وشعرت بعدم الراحة ..


خطواته اقتربت عند بابها وتوقفت قليلا فوقفت هي ترتجف وتحبس أنفاسها .. وحين ابتعدت الخطوات وسمعته يدخل للحمام روضت نفسها من جديد ..


حسنا يا بانة .. ما مشكلتك ؟.. مشكلتك هذا القميص السخيف .. وهذا الأمر الصعب الذي أنت مقدمة عليه .. وشوقك الكبير لهذا الرجل الموجود خارج هذا الباب .


اذن دعينا نخفف عنك هذا الضغط ونمحو البند رقم واحد ونتصرف بعملية .. أما البند رقم اثنان وثلاثة فمرتبطان ببعضهما .


هكذا حدثت نفسها تشجعها .


اتجهت نحو الدولاب وقررت تغيير قميص النوم .




بعد قليل خرج أحمد من غرفته يرفع الهاتف على أذنه .. يرتدي بنطالا بيتيا مريحا وبلوزة قطنية .. حافي القدمين تفوح منه رائحة الصابون الذي يفضله ويقول بإرهاق" لم نريد أن نقلقك يا عمرو لهذا فضلنا أنا ووائل عدم إخبارك ولا أحد يعرف بالأمر سوانا .. هو بخير لا تقلق ... يحاولون تثبيت مستوى الضغط لهذا يحتجزونه حتى يتأكدون من ذلك ... لا أعلم صدقا يا عمرو ماذا حدث ليرتفع ضغطه بهذا الشكل القاتل ...وهو لا يريد أن يفصح ... ألم يخبرك وائل بالسبب أشعر أنه يعرف .. عموما أنا اشك في أمر ما لكني لست متأكدا حتى الآن "


رفع نظره يحدق في باب غرفتها قبل أن تخرج بثوان وقد استشعر اقتراب رائحة الصابون التي يعشقها وبمجرد خرجت إليه ابتسم في سعادة وقبّل بعينيه كل ذرة فيها من رأسها حتى أخمص قدميها يتأملها بمنامة من الساتان باللون البرونزي مكونة من بنطال يغطي الركبة بقليل وكيمونو قصير على ما يبدوا يخبئ تحته بلوزة قصيرة بحمالات رفيعة كما خمن .



شعرها ينساب كشلالات من العسل حول كتفيها تقف عن باب غرفتها تفرك في يديها بارتباك رغم الابتسامة التي تلوح على وجهها .


قال أحمد بحزم ينهي المكالمة فجأة " علي أن أذهب الآن يا عمرو سنتكلم لاحقا "


وقبل أن يسمع الرد كان يغلق الهاتف ويتأملها من جديد .


قال بابتسامة مرهقة وقد انعش قلبه رؤيتها " اشتقت إليك يا بنت الخازن "


ابتسمت رغم ارتجافها لا تعلم كيف تخبره بقرارها وتمتمت " أنا أيضا يا ابن سماحة .. كدت أُجن .. وأنت لم تسمح لي بأن آتيك بالملابس لأراك "


قال بتوجع " حقا اشتقت لي يا بانة ؟!"


أومأت برأسها بنعم ..


فقال بمسكنة وهو غير قادر على المقاومة رغم يقينه أنه في حالة انفلات أعصاب" هلا منحت إبن سماحة حضنا ؟"


ابتسمت في إرتباك ثم تقدمت نحوه تتعلق برقبته فأحكم ذراعيه حولها يعتصرها بقوة وهو يكتم تأوها أوجعها .. وخلال ثوان كان يحني جزعه قليلا ويرفعها من خصرها لأعلى من فتعلقت أكثر برقبته وهي تطلق صرخة مفاجئة دغدغت أعصابه ولا إراديا فعلت ما كان ينشده .. لفت ساقيها حول خصره.


دفن رأسه في حضنها يصدر تأوها عاليا كأنه يتوجع ..



فأحكمت ذراعيها حول رأسه أكثر .. بعد قليل رفع رأسه لينظر إليها وهي مشرفة عليه من عليّ وقد تدفقت شلالات العسل حول وجهها ووجهه وكأنها تخبئهما معا .. فسألها بهمس " لما يدق قلبك بهذا العنف.. هل عدت تخافين مني ؟"


حركت رأسها بلا ثم قالت تخفي انفعالاتها وهي تعيد جانبي شعرها إلى خلف أذنها وكأنها تفتح الستار ليسلط الضوء على ملامحه التي تعشق تفاصيلها " يرقص من أجل إبن سماحة "


دفن رأسه فيها مجددا وتوجع من جديد .


تمتمت باعتراض "أحمد كفى وأنزلني .. ركبتك .. أنا ثقيلة "


رفع وجهه يتطلع إليها وقال مازحا يبدد توتره " أحيانا تكونين خفيفة الظل ولست ثقيلة فاستمري في المحاولة ولا تيأسي "


ضحكت فأسعدت قلبه بضحكتها ثم قالت" أقصد الوزن .. ثقيلة الوزن يا كونت وليس ثقيلة الظل"


رد عليها " لا بأس برفع بعض الأثقال لتكوين بعض العضلات "


ضربته على ذراعه وقالت " أنزلني يا أحمد ركبتك المصابة"


تحرك خطوتين وأسندها على منضدة ركنية مرتفعة في الممر عليها بعض التحف وقال" إياك أن تفكي ساقيك من حولي "


أحمرت أكثر وتأملته بعينيها فسأل " بماذا تدللون أسم أحمد عندكم ؟"


حركت مقلتيها قليلا ثم قالت " أممم .. لا أدري ربما حمودي "


ردت باستنكار " نعم !!"


ضحكت فأطربت قلبه وأضافت " ربما أحمودي "


ردد وراءها باستنكار" أحمودي !!!"


سألته بابتسامة شهية " لا تحبهم؟"


تراجع ورد " ليس هذا ما اقصد لكن الكونت حمودي أو الكونت أحمودي ليس بينهما أي علاقة"


أفلتت منها ضحكة أنثوية مائعة لا تعرف من أين أتت .. كل ما تعرفه أنها خائرة القوى .. مخدرة الأعصاب وهي تشعر بحرارة جزعه العضلي على ساقيها ورائحته الذكورية تزداد تركيزا وضوعا في الفراغ العالق بينهما أما هو فيعلم أن ضحكتها فعلت به الأفاعيل فهمس " دعينا نتفق على شيء يا قلب أحمد "


تأملته بإهتمام وهي ترسم ملامحه الرجولية بعينيها فأكمل " أنا سأبيت في شقة العائلة الليلة .. وأنتِ .. ( وصمت قليلا يتجول في وجهها بعينيه ثم قال ) ستعطيني قُبلة .. وستكونين حازمة معي إذا ما طلبت أكثر من ذلك حتى لو توسلت إليك .. فأنا خطر الليلة "


قالت هامسة وقد بدأت ترتجف من جديد" أريد أن أخبرك شيئا "


رد ساخرا "قوليه الآن قبل القُبلة لأن بعدها قد أرمي نفسي من النافذة "


لم تستطع أن تقول شيئا ..



وماذا تقول .. وهو يثبت لها كل لحظة أنها قاسية القلب ظالمة لحبيب قلبها .. تجعله يتوسل .


لم تستطع سوى أن تطبق على شفتيه تقبله ببعض الارتباك .. لكنه لم يمنحها الفرصة للتراجع اقتنص شفيتها بعنف كقناص ماهر وهو يثبت مؤخرة رأسها بيده ..يقبلها بجوع .. يبوح لها ببعض عذاباته بينما يده الاخرى تتجول بحرمان تحت منامتها ..



بعد قليل أطلق سراح شفتيها .. ودفن رأسه في حضنها مجددا يلجم اعصابه .. ثم تمتم من بين أنفاسه العالية" كل مرة تغريني الفتات واتسولها راضيا .. ثم أكتشف بعدها أنها لا تُسمن ولا تُغني من جوع.. بل تزيدني حرمانا وعذابا .."


همست بارتجاف وقد بدأت تشعر بالدوار .. وببعض المشاعر القوية التي تطالبها بمزيد من القبلات والمزيد ومن لمساته التي تتجول في ظهرها .. والمزيد والمزيد منه " لقد اتخذت قراري "


طالعها بعدم فهم فأكملت بصوت هارب منها "اتخذت قراري بالسماح لك بدخول قلعتي الحصينة .. لكني سأحتاج المساعدة في فك القفل إنه صدئ "


رد بوجه عابس " بانة .. اتفقنا أن تتحمليني وأتحملك .. فما قلته منذ قليل لم يكن بغرض الضغط عليك .. أنا أحتاجت للبوح إليك ببعض .."


أطبقت على شفتيه بحرارة تقبله من جديد رغم ارتجافها فأجفلته .. وارتبك لا يدري ماذا يحدث.. ثم رفعت رأسها وهمست بخجل "ألست تفهم في لغة الجسد ماذا تخبرتك تلك القبلة ؟"


ابتلع ريقه غير مصدق وسألها " أنت أخبريني بما تقول "


ردت وهي تنظر لعينيه " تقول أني وجدت مفتاح قفل القلعة الحصينة لكني أجد صعوبه في فتحه وحدي "


قال وهو مازال مصدوما " وماذا تقول أيضا؟"


ردت " تقول أني أوافق .. أوافق على أمنحك نفسي يا أحمد "


شعر بارتعاشها بين يديه فقال " بانة هذا الأمر ليس فيه مزاحا.. إن رد فعله سيكون كارثة إما أن أرتكب جريمة أو أموت أمامك إن كنت تمزحين .. أعيدي ما قلتيه حتى أتأكد أني لا أهلوس "


ازداد ارتعاشها ولم تقدر على النطق بكلمة فمالت توزع قبلات عشوائية على وجهه في جرأة لم تعرف من أين أتتها .. فاقتنص شفتاها من وسط الطريق يقبلها كالمجنون ...


لم يعد هناك مجال للرجعة .. نزعت بانة فتيل القنبلة ..


وانفجرت ..


حملها نحو غرفتها ليضعها على السرير ويطلق سراح شفتيها .. فنظرت إليه بأنفاس عالية ببعض الخوف ممزوجا بخجل فطري ومشاعر داخلية لم تدري من أين ظهرت تدفعها دفعا لطلب المزيد منه ..


بخفة يد ساحر كان يبعد عنها الكيمونو القصير ليظهر تحته بلوزة بحمالات رفيعه تظهر بشرتها البيضاء .. حدق فيها وهو يمرر كفه على كفيها وذرعيها .


فقالت ببراءة "أنا أسفة كنت أود أن أرتدي إحدى القمصان المبتذلة لكني لم أقدر عليها فـ .. "


هاجم شفتيها يقبلها بعنف يخرسها ويداه تتعاملان مع منامتها لتتخلص منها قطعة تلو الأخرى بنفاذ صبر وكاد أن يمزق بعضا منها .. ثم أطلق سراح شفتيها من جديد يتمتم " أخيرا يا بانة .. أخيرا .. جاءت اللحظة التي انتظرتها سنينا "



رفع بلوزته وخلعها وألقاها أرضها وخيم فوقها بجزعها العاري فلفحتها أنفاسه ولم يغفل عن نظرة الخوف المطلة من عينيها ..



رسمها بعينيه ويديه يحدد تفاصيلها المتكشفة بكليتها أمامه .. لاول مرة ..



أخيرا ..
دون حواجز ..
دون عقبات ..



ودفن وجهه في رقبها يدغدغها بقُبل محمومة وهي تحدق في السقف ترتعش مع كل لمسة أو حركة تتذوق تلك المشاعر لأول مرة بأحاسيس إمرأة ناضجة .. همس بجانب أذنها " لا تخافي يا قلب أحمد .. لا تخافي وثقي بي .. لن أؤذيك .. أنا حبيبك وزوجك ووطنك .. ولن أؤذيك أبدا ."


بعدها بدآ في رحلة جنون دون هوادة ..
استحضر فيها كل جيوشه ..
وحضرت فيها كل أسلحتها رغم أنها لم تعرف بعد كيف تستخدمها ! ..


ودارت ملحمة عشق محروم يتحرر من الأسر أخيرا .


هذه المرة حلقت معه نحو السماء .. ومدت إليه يدها رغم رعبها ليقفزا من الطائرة ..



هذه المرة تغلبت على رعبها ووثقت فيه وقفزت .. وخلال ثوان كانت تحلق معه في الفضاء الفسيح .. متحررة من كل شيء .. من كل القيود والحواجز .. من كل العذابات والعقبات ..



حلقت في فضاء واسع يقودها نحو عوالم لم تتخيل وجودها ويبوح لها بأسرار عن العشق لم تعتقد يوما فيها ..


قال لها ما لم يقله أبدا ..


وأخبرها بألف طريقة وطريقة كم يحبها .. كم يعشقها ..


وأخبرها كيف يكون الذوبان وكيف يكون التلاشي.



قبيل الفجر كانت ممددة بين ذراعيه مستكينة في نوم عميق.. أما هو فلم يقدر على النوم ..



كيف ينام وهو يراها بهذا الاستلام بين ذراعيه ؟


كيف ينام وهذا الجسد المُهلك الذي أوشك أن يصبه بنوبة قلبية ممدد بجانبه .؟


أخذ يتسعيد لحظاتهما معها مرارا وتكرارا لا يصدق أنه أخيرا أمتلكها .. رسم الحدود وأعلن عن ملكيته بفخر ذكوري منتشي .



وعليه أن يعترف بأنه لم يتخيل يوما أن تملكه إمرأة ..


أن يغرق فيها إلى هذا الحد ..
أن يستسلم لها بهذا اليأس ..
لكنه لم يكن استسلاما..
وهي لم تكن مجرد إمرأة ..


إنها ظله .. روحه .. قلبه .. قلب أحمد ..


لكنه نسي أمرا مهما في وسط حالة إنتشاءه .



نسي أنها لم تكن فتاة عادية .. فلم تكن إستثنائية في تفردها فقط ولكنها استثنائية في أوجاعها و وآلامها ومخاوفها ..
وكما تمتع بالتفرد باستثنائيتها عليه ان يتحمل في المقابل أوجاعها .


فبعد التحليق في السماء .. إرتطما بسطح الأرض بقوة موجعة ..


وقف أحمد بعد قليل يضرب على باب الحمام بقوة ينادي عليها ولا يسمع سوى أصوات بكاء هستيري .. لم يفهم ماذا حدث سوى أنها فتحت عينيها فجأة برعب وانتفضت من بين ذراعيه تلف نفسها بالملاءة .. لكن رؤيتها بعض قطرات الدماء على الملاءة أدخلتها في نوبة هيستيريا فجرت على الحمام الملحق بغرفتها ووقف هو يحاول أقناعها بفتح الباب .. تارة بالحزم وتارة بالتهديد بكسر الباب وتارة بالتوسل ..
جرى إلى المطبخ حافي القدمين واحضر آلة حادة وبدأ في التعامل مع الباب وهو يسمع نحيبها الذي يقتله يمزقه إربا ..


كيف تتوجه ملكا ثم ترديه قليلا في نفس اللحظة !



انفتح الباب واندفع للداخل وهالة أن يراها متكومة في حوض الاستحمام فصرخت في هيستيريا بمجرد أن رأته ودفنت وجهها بين قدميها فابتعد خوفنا عليها ..



وقال من بعيد " بانة .. أنا أحمد .. بانة أرجوك لا تمزقي نياط قلبي عليك .. ألم توافقي .. ألم تخبريني أنه قرارك .. بانة أرجوك أتوسل إليك لن أتحمل هذا .. لن أتحمل يا بانة .. "


تحرك عند باب الحمام في توتر يمسك برأسه غير قادر على الاقتراب ..



بعدها أسرع للغرفة وأمسك بهاتفه واتصل بوالدته يقول " أمي أنجديني يا أمي "



بعد دقائق دخلت إلهام على ملامحها الهلع وبقايا نوم فبادرها يقول بوجه شاحب كالأموات " أدخلي لبانة يا أمي .. أفعلي أي شيء لتهدأ أبلغيها ( وخرج صوتها يقاوم البكاء ) أبلغيها أن أحمد يعتذر "



قالت وهي تتحرك نحو الغرفة" ماذا فعلت ؟"


رد بسرعة" اقسم بالله يا أمي لم أجبرها.. أقسم بالله أتتني تقول أنها قررت أن تتم الزواج .. أقسم بالله كانت معي مستجيبة كأي عروس ليلة زفافها "


بعد دقيقة كانت إلهام تقترب منها بحذر وهي تناديها " بانة .. حبيبة قلبي "



رفعت إليها بانة وجهها الشاحب كالأموات المرتعب المذعور وأمسكت بطرف الملاءة تريها النقط الحمراء .. فاندفعت إليها إلهام تضمها وتبكي مثلها وتقول " اششش .. حبيبة قلبي .. مبروك .. أنت صرت إمرأة ناضجة ".
.
زاد نحيب بانة وارتجافها فآلم قلب إلهام ..فجلست على حوض الاستحمام تسند رأسها للحائط وبانة مدفونة بين ذراعيها .. وهي تهدهدها بتهويدة كانت تغنيها لبناتها قديما ..
حين لمحت إلهام ابنها المتلهف عند الباب أشارت له بيدها ليبتعد من المشهد فتراجع أحمد حتى لا تراه ووقف في الغرفة مطرق الرأس وهو لا يزال في حالة صدمة .. يوبخ نفسه أن طاوعها وهو يعلم أنها متخبطة تجاهد لتلتمس طريقها .. كان عليه أن يرفض .. أن يعطيها الفرصة لتتأكد من قرارها .. حالها يؤلمه.. يذبحه .


سمع إلهام تقول في تردد " أليس أحمد حبيبك .. زوجك .. على سنة الله ورسوله .. ( صمتت قليلا تحاول استحضار كلاما قد يساعدها على تهدئتها ) أتعلين إذا كنتي إبنتي وحدث ما حدث وعشت في بلد غريب ثم قابلتك بعد سنين وقدمت لي زوجك ووجدته رجلا تفخرين به لفرحت جدا .. ( لا حظت توقف نشيجها إلا من بعض الشهقات المتقطعة فأكملت ) صدقيني الأهل يفرحون لزواج بناتهم وفي حالة أهلك سيفرحون جدا أن يكتشفوا أنك عشت في كنف رجل يصون عرضك وكرامتك ويحميك .. سيفخرون بك عندما يعلمون أنك صمدت أمام ما قابلتيه بكل شجاعة وسيسعدون بك ويرتاح بالهم أن كل السنين التي باعدت بينك وبينهم لم تعيشيها كلها في عذاب بل عشت بعضا منها في حمى رجل يسعدك ويبعد عنك شر اللئام .. فلمَ تبخلين عليهم بالسعادة وتمنحينهم الفخر بك فقط وأنت بيدك أنت تمنحيهم الاثنان .؟؟..( صمتت قليلا ثم مالت عليها وقالت بخفوت) هل اذاك هذا الولد أخبرني وسترين ما أفعله به (حركت بانة رأسها بلا .. فسألتها مجددا ) هل أجبرك ولم تكوني تريدين ( فحركت رأسها بلا فقالت إلهام ) مارأيك أن تتحممي .. سأحممك أنا هيا .. "




لمحت إلهام منها بعض القبول فبدأت بإفراغ الماء ببطء على جسدها العاري بينما أحمد يتنفس الصعداء أن هدأت رغم قلقه من رد الفعل الهستيري هذا .. وعاد يوبخ نفسه من جديد .


سألتها إلهام في الداخل "هتشعرين بالخجل ؟"


أومأت بانها برأسها في حياء.. فابتسمت إلهام وقالت
"تقولين هذا وأنت بالتأكيد تعلمين بعض المعلومات الأساسية عن الزواج أما أنا فلم أكن أعلم شيئا .. صدقيني .. كنت في السنة الأولى من الجامعة حين خطبت لإبراهيم .. كنا نحب بعضنا لكني لم أكن أعلم بالضبط كيف يتم الزواج .. في تلك الأيام لم تكن معظم الفتيات على دراية بتفاصيل الزواج .. وأنا كنت أكثرهم سذاجة فلم ندرس في المدرسة مثلا مثلكم بعض الخطوط الاساسية عن هذا الامر .. وكنت بسذاجتي أتخيل أن الحمل يكون بالقبلات . "


لا شبح ابتسامة على وجه أحمد وهو يستمع من الخارج بينهما استدرات بانة لإلهام تنظر إليها بشك وإلهام تصب الماء على جسدها وتؤكد لها " صدقيني كنت أتخيل ذلك فعلا .. المهم أن إبراهيم ألح مرة لأعطيه قبلة .. ولم أقدر على الصمود أمام إلحاحه .. فقبلني .. "


مط أحمد شفتيه في الخارج يقول في سره" قبّلها وهما مخطوبان ! ما هذه الوقاحة يا إلهام !!.. يقبلها الحاج وهما مخطوبان ويدعي أمامي التصوف والرهبنة !.. أنا لن أسمع بقية هذا القرف .. "



وتحرك يترك الغرفة بعد أن اطمئن على بانة .


أكملت إلهام في الداخل " لكني بعدها أصابني القلق الشديد ونتيجة هذا القلق تأخرت ظروفي الشهرية فشككت أني حامل فعلا ( لا شبه ابتسامة على فم بانة وهي مستسلمها لها تماما تحممها بينما أكملت إلهام ) وقتها كان يعمل في الخليج فاتصلت به وبكيت وهددته بأني سأخبر أبي .. وأنه عليه أن يسترني قبل الفضيحة ( ضحكت إلهام وهي تستعيد الذكريات واكملت ) حاول إفهامي أن القبلة لا تسبب الحمل لكني كنت في حالة نفسية سيئة فاضطر للقدوم وطلب من أبي عقد القران حتى يريحني ثم أخذني بعدها لطبيبة نسائية لتؤكد لي أن القبلة وحدها لا تسبب الحمل ولكن بعد أن انتهت من محاضرتها طلبت منها أن تكشف علي لتتأكد أني لست حاملا ( قهقهت إلهام ثم أكملت ) كنت ساذجة جدا في هذه الأمور وأذكر أن أول يوم زواج اتصلت بأمي أخبرها أن أبراهيم قليل الحياء "



ابتسمت بانة هذه المرة فسعدت إلهام وهي تلبسها روب الاستحمام وادخلتها الغرفة بعد أن طمئنتها أن أحمد غير موجود بالغرفة .. تركتها ترتدي ملابسها ثم فرشت ملاءة جديدة على السرير وأدخلتها تحت الأغطية وبدأت تمشط شعرها بأصابعها وهي تتمتم ببعض الآيات القرآنية فبدأت بانة في الاسترخاء وقالت بهمس " أمي .. أخبري أحمد أني آسفة لم أقصد أن أفسد عليه الأمر "


وبدأت في البكاء فقالت إلهام تحاول تهدئتها" لا عليك .. إهدئي ونامي قليلا .. ما حدث قد حدث .. "


بعد قليل كانت إلهام تخرج من غرفتها لتجد أحمد يجلس في صمت كئيب في الصالة يدخن بشراهة ومطفأة السجائر مملوءة .. فوقفت إلى جواره فانتبه لوجودها وسألها بلهفة" كيف هي يا أمي؟؟" .



ردت مطمئنة وقد آلمها قلبها على إبنها " إنها بخير .. يبدو أنها صدمت .. تركتها نائمة ولا تدخل عليها إلا إذا هي خرجت "



قال أحمد مدافعا " كان برضائها يا أمي أقسم بالله"


ربتت على كتفه وقالت" أعلم يا بني "


فلاحظ حزنها فقال مازحا " إذن أين المباركة ألست عريس مثل أبي قردان .. لن أطالبكم بالخزف والمفارش والشموع يكفي المباركة ونترك الباقي له "



أدرك أنه قلب المزاح لسخرية مرة دون أن يدري بينما ربتت عليه إلهام بشفقة وقالت " مبارك لك يا حبيب أمك .. "


شاكسها يقول " لماذا لم اسمع منك عبارات توبخها وتتوعدها بانة بنت الخازن بتعذيبها كما تعذب إبنك "


ابتسمت وقالت" لأن قلبك متعلق بها .. لو كان غير ذلك لما خرجت من تحت يدي سليمة .. إلا الكونت .. أبني الذي أفخر به "


لثم يدها ثم قال بتأثر" جزيت الجنة يا أمي .. لا أعرف كيف يمكن أن تدار حياتنا بدونك .. أطال الله في عمرك "


ربتت عليه إلهام وقد إغرورقت عيناها بالدموع مشفقة على حظه المائل تدعو له بالهناء والسعادة.



مر الوقت بعدها بطئيا وأزدادت أعقاب السجائر أمامه ينتظر استيقاظها .. مر أكثر من خمس ساعات وهو يجلس بنفس الجلسة على الأريكة في الصالة .. يفكر ويرسم خيوطا بدخانه .. يفكر في بانة في سيد في آية في أورى وحماتها .


بينما تحركت بانة من السرير تحاول استيعاب ما حدث من أول الليلة الماضية واللحظات التي مرت بها معه بين ذراعيه .. وانتهت بالحالة التي اتنابتها عند الفجر ..



لم تردي ماذا حدث غير ذلك الكابوس الذي رأته بأن أهلها يخاصمونها أرعبها .. وأنهم مربوطون بالأحبال .. يعذبون من الأعداء وهي تقِّبل أحمد أمامهم غير عابئة بما يحدث لهم !.



شعرت بالشفقة على أحمد .. ومن الغضب من نفسها .. لا تدري بالضبط ما حدث صباحا فتفاصيله مشوشة في ذهنها وتلمح مقطتفات كأنها كانت في حلم...



وبرغم عدم إلمامها بتفاصيل ما حدث لكنها مازالت منكمشة تشعر بالصدمة وتشفق عليه بعد أن كان يطير فرحا ليلة أمس بشكل لم يصدقه عقلها فجأة صدمته هذه الصدمة .


ترددت في الخروج إليه .. تثق أنه يتنظرها في الخارج ..
تريد أن تطمئنه ولا ترغب في مواجهته بعد تحتاج لبعض الوقت ... لكنها عليها أن تعتذر له على قسوتها معه .. على إحباطه ...



تطلعت لنفسها في المرآة وتحيرت .. لم يتغير في مظهرها شيئ .. هي بانة .. مثل أمس في نفس الوقت كانت بنفس الشكل .. لكن بداخل تغير شيء ..



كيف تصف الشعور ؟.


تشعر وكأنها أكتشفت منطقة مجهولة في نفسها وتعرفت عليها لأول مرة واستكشفتها وتم تفعيلها بداخلها .. لم تشعر كما كانت تتخيل أن بانة سينتقص منها شيء شعرت أنها أضيف لها شيئا جديدا ..



تجاهلت تلك المشاعر مؤقتا وسط إلحاح من قلبها للإطمئنان على أحمد .. الذي قتلت فرحته ..



دفت وجهها في كفيها قليلا تحاول استجماع شجاعتها ثم اقتربت من باب غرفتها تفتحه قليلا فانتبه لصوت الباب وانتفض فجأة .. وفي خلال ثوان كان يقف عند بابها ..



ففتحته قليلا جدا تقول أحمد "أنت هنا "


رد بلهفة "أجل يا بانة.. هل أنت بخير ؟"


بدأت تبكي وتقول "أنا آسفة سامحني .. أفسدت عليك الأمر .. أنا سأعرض نفسي فورا على طبيب نفسي "


قال بلهجة متوسلة " هلا فتحتي الباب قليلا يا بانة؟"


قالت باكية " لا أريد ان تقترب مني حاليا"


قال " لن اقترب اعدك .. دعيني أراك ولن أقترب منك .. لن أدخل حدود غرفتك .. دعني أراك فقط لأطمئن عليك "


بتردد فتحت الباب ووقفت أمامه مطرقة الرأس في خجل ..فضغط على شفتيه يقاوم رغبة في سحقها بين ذراعيه تلك الغبية التي خلعت قلبه قلقا ورعبا عليها ..


قال يحاول أن يكون هادئا " سأجلس هنا خارج الغرفة "


وجلس واسند ظهره للحائط الملاصق للباب في إرهاق واضح .. فجلست الناحية الاخرى تسند ظهرها على الحائط الملاصق للباب أيضا .. أدار وجهه جانبا ينظر إليها وقال بهدوء" أنا لم أجبرك يا بانة "


قاطعته تقول بحياء " أعلم .. بل أنا من أفسدت الأمر"


سأل بحيرة " ماذا حدث أخبريني أنت كنت بين ذراعاي مثل أي عروس .. وأنا لست ساذجا لا أعرف أن كنت تتجاوبين معي وتشعرين بما أريد إيصاله إليك أم لا .. أنت كنت معي أمس برضاءك .. بكلّيتك .. ماذا حدث إذن ؟"


ردت تفرك جبينها في إعياء " لا أذكر .. "


سألها بقلق " هل تذكرين لحظاتنا معا ؟"


اومأت بنعم وهي تدفن وجهها في كفيها
فسأل في حيرة " إذن ماذا حدث ؟"


ردت بحيرة مماثلة " لا ادري رأيت كابوسا واستيقظت مرعوبة ولا أذكر باقي بالتفاصيل "


سألها بتردد " وكيف تشعرين نحوي الآن ؟"


صمتت قليلا تحاول التركيز ثم قالت " اشعر بأنني محرجة .. واني لا أريدك أنت تقترب مني حاليا.. "


أغمض عينيه قليلا بيأس ثم قال " حسنا يا زوجتي العزيزة .. صباحية مباركة .. دعينا نعود لمربع صفر مرة اخرى .. نضع الحدود بين البلدين .. نراعي حق الجوار وعدم التعدي على حدود الآخر .. ( صمت قليلا يقاوم الشعور بالإحباط الذي يجثم على صدره حاليا وأكمل ) ودعيني أخبرك قبل أن أدخل لأنام .. أنك زوجتي يا بانة .. شرفي وعرضي .. ولي شرف أن تمنحيني نفسك أمس يا بنت الخازن ..
ودعيني أخبرك سرا لا يعرفه أحد..حين تزوجنا ووجدت إرتعابك من التلامس وخجلك وذلك الخوف بعينيك جاءني هاجس بشع لكني روضت نفسي وتعايشت معه .. ( وتهدج صوته متأثرا) أنك تعرضت للاغتصاب ( جحظت عينا بانة أمامه فأكمل ) ولن اخبرك كيف هو الشعور وأنا اشك في أمر كهذا وماهي شكل الكوابيس التي تزورني كل ليلة تخصك في هذا الشأن .. وسألت نفسي ماذا لو كان تخميني صحيحا ؟ .. ووجدتني لا أتزحزح عن حبك قيد أنملة .. رغم وجعي وألمي وكوابيسي .. فأنت زوجتي التي أريدها أما لأولادي .. وصدقيني كنت يوميا أدعو في صلاتي ألا تكوني قد تعرضت لذلك فعلا ليس من أجل رجولتي ولكن من أجلك أنت .. وتلك النقط على الملاءة التي افزعتك صباحا كانت قربان تحرري من تلك الكوابيس .. فلن أقول لك أن أمس كانت أسعد ليلة في حياتي .. سأختزن ذكرى هذه الليلة حين تقدرين على تخطي تلك الحواجز التي كلما هدمت واحد أقمت أنت آخر ..وقتها سأخبرك كيف كانت لي - كرجل - ليلة أمس وكيف رأيتك وشعرت بك .. لكني الآن سأقولك لك شكرا على طمأنتي وتحريري من تلك الكوابيس .. أخيرا سأستطيع النوم .. "




يتبع






Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس