عرض مشاركة واحدة
قديم 13-08-18, 02:48 PM   #3

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي






1


أقرأ الاستبيان الموضوع أمامي باهتمام مصطنع فقط كي أتجنب ذلك التعبير الغريب الذي من المحتمل أن يصيب النادلة, أول سؤال ما هو المكان الملائم لأول موعد, السينما, كذبت فأنا لم أذهب لموعد أول من قبل, ما هي الهدية الملائمة لحبيبك أو حبيبتك, من ضمن الخيارات هدية مصنوعة يدويا, أختارها, ما دمت كذبت في السؤال الأول يمكنني القيام بالمثل مع بقية الأسئلة, أمل سريعا, أختار خيارات عشوائية, أنتظر دقيقة قبل أن أعطي الأوراق للنادلة, تمنيت لو أخبرها بأنني لا أكترث فعلا بالحب و ما يأتي برفقته من معاناة و ألم غير أن هذا الخيار لن يسبب سوى النظر لي ك معتوهة وبالرغم من اقتناعي التام بأنني لست سوية إلا أنني أفضل أن أبقي هذا الأمر سرًا. أنهي طعامي سريعًا وأغادر, أجذب المظلة وأفتحها, تصطدم قطرات المطر بالمظلة وتحدث دويًا خافتا ك دقة قلبي, أستمتع بالمشي تحته, أحب الأيام الممطرة الكئيبة فهي تلائم مزاجي المظلم, أبتسم, ليس لأن هنالك ما يضحك بل كي أمرن وجهي على الابتسامة الزائفة, لِمَ؟

لأنني وببساطة أحب خداع الناس, أضحك أيضا و للسبب ذاته كي ينظروا ويقولوا وااو انظروا كيف تبدوا سعيدة بالرغم من كون التعاسة غرست جذورها في داخلي فلا شيء يسعدني ولا شيء يحزنني, أنا في المنطقة الرمادية حيث المشاعر فيها باهتة جدًا و مبهمة فعلا, بالمناسبة اسمي أليكس , لقبي ليس مهما, أحبب نيويورك لأنها تشبهني, غاضبة و غامضة و الموت يلاحق سكانها, السرقات فيها لا تنتهي و أكثر ما يجعلنا متشابهين هو أن كلانا لا ننام, كلانا مظلم و عميق, كلانا يضم البشر الأكثر حمقًا و سوءا.

أقطع الشوارع دون هدف, أشق طريقي في الشوارع الأكثر فحشًا, لو قيل للفتاة التي كانت أنا في سن المراهقة بأن هذا ما سيحدث لي, ما كانت لتصدق لكنني هنا الآن, لست الطبيبة التي أردت أن أكونها ولا الزوجة التي حلمت بها.. الكل أراد أن يدخل المجال الطبي لكن القليلون من فعلوا وأتمنى لو أقول بأنني لست من فعلوا لكنني دخلته فعليا و تركته في منتصف الطريق تخليت عنه بسهولة كأنه علبة ماء فارغة, هذا ما يقال عني بين أصدقائي المدمنين, أنا لست مدمنة لكنني أحب رفقتهم, أحب رؤيتهم يتخبطون في عوالمهم المزيفة وأحب أكثر أن أرى كيف يستيقظون و يعودون للبؤس و الألم و المعاناة, الصدمة التي تعلو وجوههم تشعرني بالرضا و الراحة, أظن بأن هذا يجعلني سيئة, الاستمتاع بمعاناة الأخرين ليس شيئا أقوله أو أحكيه لأنني أعلم بأنهُ تصرف خاطئ ولا يحس بمثل تلك المشاعر إلا الناس السيئون, لا بأس أن أكون سيئة, كنت خيرة يومًا لكن أحدًا لم يحبني فلن يختلف الأمر الآن.. أمضي في سبيلي, أعرقل سير بنات الليل, أحب هذا اللقب فهو ليس خادشًا وله رونق خاص وليس ك بقية الكلمة المستعملة استعمالا مزعجا و مثيراً للشفقة فقط لغرض الاستعمال وليس لأثره.

أقف أمام فندقي المفضل, أكثر الفنادق رقيا في المنطقة, فندق الحب القديم, اسم مثير و لا يلائم المكان لكن لا أحد يكترث ما داموا يقضون حوائجهم و يذهبون, أدفع سعر الغرفة, أطلب البقاء حيدة, تتم العجوز: لو أردت مكانا للنوم أليس من الأفضل الذهاب لفندق الغرض منه النوم.

ابتسم, العجوز الرائعة تكرر الكلمات دومًا و دائما أتجاهلها, أصعد الدرجات بقلب ثقيل وأقدام ك الماء, أصعد و أصعد, الفراغ يتسع, أدخل الغرفة, يصدح صوت التلفاز, أنزع السترة و الحذاء, أشاهد ما في التلفاز, تتناهى لأذني أصوات أثارت في التقزز لكن الآن أصبحت تخفف من وحدتي, هذا مثير للشفقة أليس كذلك؟

كل ما في مثير للشفقة غير أنني توقفت عن الاكتراث منذ فترة طويلة.

أغمض عيني, أنسل بين أصابع النوم الشرسة, أبقى في حالة من الوعي وفي ذات الوقت أحس وكأنني في غيبوبة, قفزت من سريري فزعة, طرق قوي على الباب, تركت السرير, ارتديت سترتي السوداء, تقدمت و نظرت عبر الفتحة, لا أحد, لكن الطرق مستمر, فتحت الباب, سقط رجل نتيجة فتحي المفاجئ, لاحظت يده تطرق مجددا هذه المرة على الأرض, مستلقي على الأرض, سترة بيضاء, أزراره مفتوحة, بنطال أسود, شارب خفيف بدأ في الظهور, وجه وسيم لكن متعب, هالات سوداء, شعر حالك السواد ينمو ك النباتات الضارة, بشرة متعبة و يدين بائسة تحيط قدمي, أدفعه بقدمي لكنه يتمسك بي أكثر, قبضته قوية, صوته حزين " لا تذهبي." أود لو أخبره بأن من جلبته لهذا المكان سرقت كل ممتلكاته و رمته لكن لا فائدة ترجى من مدمني الكحول.

أدفعه مجددا بقدمي, اسحبه بقوة وأخرجه, أعود للغرفة وأٌقفل الباب, أستلقي مجددا لعل النوم يعود لزيارتي, لكنه لا يفعل, عقلي المزعج يتساءل؛ ألازال في الخارج؟ ألستِ قلقة؟ ألا تذكرين كيف كنتِ حين أنقدك سايروس؟ ألا تذكرين أيتها البائسة ناكرة الجميل؟

عقلي يخاطبني مجددًا بذلك الأسلوب القاسي مجددًا.

أقف و أخرج سريعًا, أحتاج للتنفس, بمجرد أن أفتح الباب, أراه, غارق في قيئه, بائس و وحيد, أذكر نفسي بأنهُ لن يكون كذلك حين يستيقظ, لن يحتاجني, لن يحتاج أحد وبمجرد أن يعلم.

في نهاية الأمر لن أستطيع تركه لأن لا أحد سيكترث لأمره في مكان كهذا, الجميع بمجرد أن ينتهي سبب زيارتهم سيغادرون و سنبقى.

ألأجل هذا أنقذته؟ أتساءل.




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس