عرض مشاركة واحدة
قديم 14-08-18, 09:16 PM   #5892

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

في مكان قصي بعيد من البستان يحاصر عبد الرحمن زوجته بينه وبين شجرة نخيل فتتهرب رباب ضاحكة بخجل وهي تحاول ان تكون حازمة جدية " عبد الرحمن .. دعنا نعود ..."

لكنه يمنعها ويراوغ بفمه مع فمها يريد الوصول اليه قائلا بصوت أجش ضاحك عابث

" قبلة .. فقط قبلة .. اكتشفت ان القبل في رمضان فيها سحر مختلف .. راعي شعور المحرومين ..."

تعبس في وجهه وخداها يحمران لتوبخه بالقول الهامس " لا تكن قليل الادب .. دعنا نعد بالله عليك .. سيؤذن قريبا جدا .. ثم ماذا ان رآنا احد الفلاحين هنا ؟ "

يهز كتفيه بلا مبالاة مغيظة وهو يقول بمنطق " انتِ من يؤخرنا ... اعطني قبلتي نعود اليهم ولا يرانا احد الفلاحين في خلوة غير لائقة .. ثم يظنون بنا ظن السوء وتفسد سمعتنا .."

تعانده قائلة بخجل شديد " لن أفعل .. لن امنحك اي قبل .. هل جننت لتطلب هذا وسط الناس ؟! "

يرفع حاجبيه مدعياً الدهشة ليقول معبرا عن دهشته تلك " اي ناس ؟! نحن بمفردنا تماما .. لقد اخترت بقعة منعزلة تمامااااا.."

يميل بفمه فلامس شفتيها لتهمس بضعف وهي تبتعد بوجهها اكثر " رحمن... كفى .."

يرد عليها بخفوت وهو يشير برأسه للساقية المجاورة لهما " رحمن سيرمي نفسي في هذه الساقية يا قرفة .."

تهتف به بخفوت ايضا " إرمها ... لن اهتم .. اووووووووه ...."

ضاعت في قبلته الشقية فتهمس اسمه تحاول ايقافه " رحممممن ... توقف .. نحن صيام .."

فيبتعد قليلا وهو يرد بشقاوة " وانا قررت ان افطر اليوم على الحلو قبل المالح ..."

كان سيرواغها لقبلة اخرى عندما جاءهما صوت من بعيد .." يا ابوووووودي ... أبووووووودي ... يا ولد يا أبوووودي .. اين اضعتك في هذا البستان الكبير يا ولدي ؟! "

اخذ عبد الرحمن يشتم بخفوت وهو يسمع صوت صديقه المشاكس فيبتعد سريعا عن رباب التي غرقت بالخجل ثم يمسك كفها ويجرها معه يرد على نداء صديقه

" نحن هنا رعد .. قادمان ..."

يتحرك عبد الرحمن باتجاه صوت رعد القادم بمزيد من الثرثرة المشاكسة

" فقط للتذكير يا أبوودي اننا في رمضان وداخل بستان ونشوي الكباب والدجاج والفلاحون من حولنا منتشرون وانا جائع وعطشان ومزاجي سيء وقد اتهور ... و... قد أفعل الكثير من الاشياء الاخرى التي تستدعي عودتكما الآن في حال ..."

يرد عليه عبد الرحمن موبخاً " هل ستحكي قصة حياتك .. اذهب ...عد من حيث أتيت .."

تصلهما ضحكات رعد الخبيثة وقد بدت انها تتباعد دلالة عودته فينظر عبد الرحمن لزوجته ليجدها تكتم ضحكتها وتبدو منشرحة للغاية فيقول بغيظ

" فقط لو اعرف ما الذي يضحكك الآن ..؟ هيا اسرعي خطواتك ايتها الخجول ...قبل ان يأتي بنفسه هذا المشاكس الى هنا ..."

كادا يصلان للجمع عندما علّق عبد الرحمن فجأة " لا يبدو رعد كعادته .."

فتسأله رباب ببعض الارتباك والتوجس

" ماذا تقصد ؟"

ليرد عبد الرحمن بحيرة " فيه شيء ليس على طبيعته .. منذ يوم توعك عمه ودخوله المستشفى وهو يبدو بحال غريبة .. سألته ان كانت حالة عمه حرجة فرد باقتضاب انه تماثل للشفاء وخرج من المستشفى .. لكني أعرفه .. فيه شيء غير طبيعي .. وكل هذا المزاح والمشاكسة لا تحجب عني احساسي به انه ليس على ما يرام ..."

تعقد رباب حاجبيها بتفكير داخلي ..

تتساءل في سرها .. هل عبد الرحمن محق بتخمينه بوجود شيء ما يقلق رعد ام ان الامر له علاقة مباشرة باختها رقية ؟







تمسح خلود العرق عن وجهها بمنشفة صغيرة بينما ترفع اخر سيخين من الكباب لتضعهما في الصحن البيضاوي الكبير مع باقي المشاوي وتغطيعا برغيف خبز محلي كبير ...

تلتفت لاسيا وهي تقول بابتسامة متعبة

" ها قد انتهينا ... لكن هل احضر حذيفة المزيد من الخبز ؟"

جاءها الرد من احد الفلاحين وهو يتقدم اليهم قائلا باتسامة دافئة وعيون مطرقة احتراما " تفضلي يا ام سعاد .. لم يكن الخبز جاهزا عندما أتانا ابو سعاد يطلبه .. أحضرته لكم من التنور مباشرة .. زوجتي خبزته للتو لاجلكم .. وهذا التمر من افضل الانواع .. "

تبسمت خلود في وجه الفلاح الخمسيني القوي البنية قائلة " سلمت يا ابا حسين .. وسلمت يدا ام حسين على هذا الخبز الذي يفتح الشهية برائحته .. الخبز من التنور الطيني ألذ واشهى من الخبز من التنور المعدني الغازي .."

يرد عليها ابو حسين ببشاشة طيبة " سلمك الله من كل شر .. افطارا هنيئا .. هل تحتاجون لشيء اخر ؟ شاي .. سكر ؟"

فردت خلود بطيبة كطيبته " شكرا .. احضرت معي الكثير وسأضع الشاي على الفحم الآن .. افطارا هنئيا لكم ايضا "

شكرته اسيا بدوره وهي تأخذ الخبز لتوزعه على المشمع المفروش فوق الحصيرة ثم تقف على مهلها وهي تشعر بتعب الحمل تنادي وتتحرك مبتعدة قليلا لتنادي على الاطفال..

بينما تعد خلود الشاي لتضع الابريق (القوري) على الفحم الذي ما زال متوهجاً أتاها صوت زوجها الذي اقترب ليجلس جوارها قائلا باسلوبه الساخر الموبخ بمشاكسة

" كفاك ثرثرة مع الرجال يا امرأة .. "

تعض طارف شفتها تخنقها غصة داخلية بينما ترد على زوجها بالقول الهامس الحانق

" انا لا اثرثر ... اذهب واجلس مع اخوانك .."

تتهرب من النظر اليه بينما يشاكسها بالمزيد

" ما هذا ؟! هل تطرديني ؟! اصبحت امرأة قليلة الادب طويلة اللسان .. "

لم تستجب لدعابته بينما تأمره همساً ضعيفاً

" حذيفة اذهب ارجوك .."

فيرد بنفس الهمس " سنتكلم لاحقا في البيت يا قليلة الادب .."

تضع الصحن البيضاوي تحت منقلة الشواء ليحافظ على دفئه حتى يضرب المدفع دلالة وقت الافطار بينما تعاند زوجها بالقول

" انا متعبة ولن نتكلم الليلة في شيء .."

يضحك من قلبه وهو يقف على قدميه ليتركها وشأنها قائلا بخفوت قريبا من اذنها

" هذه اعجوبة ان تفهمي معنى (الكلام) الذي اقصده... انها سابقة خطيرة يا هبلاء .."

يبتعد بينما تعاودها نفس النغزة اسفل بطنها لترد عليها نغزة ألم في قلبها ...

تضع يدها على بطنها وتكاد تفلت دمعة من عينها .. تقترب منها رحاب تسألها بقلق

" هل انت بخير ؟ ما بك يا خلود ؟ "

كان يجب ان تخبر احدا .. ورحاب من اقرب الناس اليها فترد عليها باختناق هامس

" اظن اني... لست حاملا... لثاني مرة يا رحاب .. منذ بدأ العلاج الجديد .."

تقترب رحاب اكثر لتجلس جوارها تماما تكلمها بخفوت واهتمام كامل وتحاول طمأنتها او رفع معنوياتها بنفس الوقت

" تقصدين بوادر اعراض الدورة الشهرية بدأت تنتابك ؟ ألهذا تمسكين اسفل بطنك بتوجس وخوف ؟ لكن ليس بالضرورة يا خلود.. في حملي بسامي انتابتني الاعراض المألوفة لما قبيل الدورة الشهرية ولم اتوقع الحمل ابدا ... لكنه حصل وتفاجأت به .."

تمتمت خلود وهي تنظر لوجه رحاب بأمل موجوع " اتمنى هذا يا رحاب .. اتمنى من كل قلبي .. خلال اسبوع... سأعرف .."

ابتسمت لها رحاب تشجعها بالقول " توكلي على الله يا خلود .. كله خير ان شاء الله .."

همست خلود من كل قلبها " يااااا رب ..."

تغير رحاب الموضوع لتشغل خلود بعيدا عن موضوع الحمل الذي يؤرقها فتتكلم بصوت طبيعي مسموع " لماذا لم يأتي خليل ؟ "

فترد خلود وهي تتذمر من حال اخيها بالقول

" هذا الفتى يعذب قلبي معه .. طوال الوقت مشغول عني بعمله .. أكاد لا اراه .."

اذنا شذرة تلقائيا التقطتا اسم خليل ودون قدرتها على منع نفسها كانت تستمع للحوار بلهفة .. فتأتي دعابة رحاب ردا على تذمر خلود " قد يكون مشغول القلب .."

شذرة بكليتها انشدت لرد خلود على هذا السؤال تحديدا ..

كانت تعرف في داخلها ان لهفتها هذه خطأ .. لكنها في هذه اللحظة لم بتالي بـ صح او خطأ ! قلبها يقرع في صدرها وهي تسمع رد خلود الحزين " لا اظن يا رحاب .. في البداية ظننت الامر هكذا مثلك .. حتى اني شككت بابنة الجيران التي تقطن المبنى ذاته .. فجسست نبضه ووجدته اني مخطئة .. الفتى مرهق بالعمل ولا شيء برأسه الا العمل .. ليته يطاوعني ويتزوج .. ستتغير حياته بدل هذه الوحدة .."

فرح عجيب غمر شذرة بالدفء بينما تتمتم رحاب " وفقه الله ..." ليعلو صوت اطلاقة المدفع القريب من البستان فتقول خلود بفرح

" ضرب مدفع الافطار ... اخيرا .."






يتبع ...



كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس