عرض مشاركة واحدة
قديم 16-08-18, 11:21 PM   #4

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي







2



لأول مرة منذ فترة طويلة أنام حقًا، أقف، متكئة على الخزانة، في يدي صورة داخل اطار، فتاة جميلة و الراقد أمامي يقفان بجانب بعضهما البعض، يديهما متلاحمتان في عناق حميم، حبيبان، هكذا يبدوان.
لازلت داخل سترته البيضاء، أراقبه أثناء نومه، أعلم بأن الرحيل حتمي لكني غير قادرة على ذلك، قلبي لا يحتمل فكرة الابتعاد عنه، أعلم بأن هذا سخيف، لم أدخل في نقاش حقيقي معه بل لا أذكر صوته ولا أعلم لون عيناه، لا أعرف اسمه ولم يكمل لقاءنا اربع و عشرون ساعة، لذا ما سر هذه المشاعر؟ أهي حماقتي اللامتناهية؟ أعادت من جديد بعد ما سببته من أذى؟
اتنهد، لسبب ما أحس بالراحة وكأن ذلك الثقل القابع فوق صدري زال.
أعاود الدخول بين يديه، أشتم رائحته، أحيط خصره بيدي، رأسي يرتاح فوق صدره وأنا مجددا.
استيقظ بعد ذلك بساعات، استغرقت في النوم سريعا، ليس هذا ما توقعته، ينظر لي الآن، يراقبني بدلا من أن أراقبه، عينيه شديدة الزرقة، شعره مبلل، بشرته البيضاء غريبة، أقفز، المفاجأة جعلتني غير قادرة على التفكير.
يحملق في، أتسمر في مكاني، اهمس قائلة: استيقظت؟
الم أجد أغبى من هذا السؤال؟ يغادر الغرفة، من الواضح بأنه يريد مني أن أتبعه، حتى لو فعلت ماذا سأقول، وجدتك بعد أن سرقتك الع*** وأنقذتك ثم نمت بجوارك، لا، فكرة غبية، اذن كيف ابرر ارتداء سترته؟ هل أخبره عن اعجابي برائحته أم رغبتي الغير مفهومة في ارتداء ثيابه؟
اشتدت قبضتي على الغطاء، شهيق زفير، تركت السرير و ارتديت ملابسي، قمت بتمشيط شعري القصير، غسلت وجهي وأسناني و لحقت به.
وجدته جالس على الأريكة، وسيم جدا، مبهر جدا، جف شعر و تناثر فوق رأسه ك خيوط صغيرة من الظلمة، بشرته ازدادت بياضا، بشرة ك الثلج، شفتين بلون الدم، عينان بزرقة البحر، قامة طويلة، أصابع نحيلة جميلة.
جلست أمامه، سأل دون مماطلة: من أنتِ وماذا تفعلين هنا؟
" ألا تذكر؟ " أساله، أجد بسؤاله مزيدا من الوقت للتفكير.
"هل هنالك ما يستحق التذكر؟" سأل في سخرية قاتمة وقد مالت شفتيه كنوع من السخرية، ألمني ما سمعت، أردته أن يكون جميلا فقط، ك تمثال أو لوحة لكن سخريته دفعتني في النهاية لأقول " كيف لرجل محترم أن يعد وعدا ثم يسال ان كان يستحق التذكر؟"
وجدت صوتي متأثرا وقد صبغته بعض المرارة وبقدر ما فوجئ هو تفاجئت بدوري.
"وعد؟ لم قد اعدك؟" سأل وقد ضاقت المساحة بين حاجبيه.
" أخبرتني بانك تحبني وبأنك تريد أن ابقى معك في منزلك"
عضضت شفتي في النهاية، لم أرد أن أقول هذا لكنني قلته.
" هذا مستحيل." قال وهذه المرة ضاقت عيناه، استطرد قائلا : لم اطلب منك شيء كهذا؟ من أنت لكي أريد السكن معك.
كان غاضبا هذه المرة وفي ذات الوقت في حيرة، لا أظن بأنه قد يصدقني، لا أحد قد يفعل هذا غير انني بدأت بالفعل فكيف لي أن اتراجع الآن.
" لا يوجد سبب كي أكذب، أنا كما ترى لست غنية واظن بان فقري الظاهري يجعلك تظن بأنني اريد مالا لكنني لست بحاجة اليه و سأذهب لو طلبت مني هذا لكنك من طلب مني البقاء، أنا لا املك مكانا للذهاب اليه ولو طردتني فأنت ستترك فتاة وحيدة في نيويورك القاسية، لذا الا يمكن أن تسمح لي بالبقاء لبضعة أيام فقط حتى أجد مكانا للبقاء فيه، أيمكنك فعل هذا على الاقل؟."
يا الهي، ما الذي احاول القيام به، هل جننت؟ ظننت بأن النوم مجددا سيجعلني أفضل حالا لكن بدلا من ذلك ازداد جنوني وبالرغم من معرفتي بأنه جنون إلا انني انتظرت اجابته بفارغ الصبر.
" لا أعلم بماذا وعدتك، لا أعلم ان كنت صادقة لكنني لا اكترث، اريد ان تذهبي الان، اعتذر فان لست من الرجال المحترمين الذين يوفون بعهودهم."
نظرت للارض، أصبت بخيبة أمل، لوهلة ظننت بأنه سيبقيني وكأن شخصا طبيعيا سيسمح لغريبة أن تمكث في بيته.
" فهمت" قلت.
لم أجادله ففي النهاية لم أتعمد القيام بأي شيء، في النهاية لا أعلم ما الذي أريده فعلا، عدت للغرفة لأحمل حقيبتي، لا أنكر بأنني احس بالحزن غير أن ليس بمقدوري فعل شيء.
لا أعلم ما الذي أثر فيه فعلا، مظهري الرث، شعري الاشعث، حقيبتي شبه الممزقة، معطفي البالي.
" ألا تملكين عملا؟." سأل هذا بمجرد ان اقتربت من الباب، التفت ببطء، أجبت " كان لدي، لكنني طردت." هذه الحقيقة، طردت بعد ركلي للمدير في منطقته الحساسة وذلك قبل فترة وتوقفت عن التقدم لأي وظيفة.
" لم؟" سأل، صوته يحمل برودة و قسوة.
" لأن المدير تحرش بي فركلته مما سبب طردي." الصدق هو الطريقة المثلى للكذب، هذا ما تعلمته في الأيام الماضية.
أحس بتردده، ابتسم، أنا سبب هذا التردد، بالرغم من كونه يدعي القسوة فقد صدق ما قلت وجعله يشعر بالسوء، هذا يوضح مدى طيبته، هذا ما خطر لي، سأظل افكر هكذا حتى يتبين العكس.
" لا بأس، سأجد مكانا للمكوث الليلة، اعتدت على هذا فلا تقلق." من غير الصحيح استغلال رجل طيب كالجالس أمامي، الا ان الرغبة في داخلي قوية جدا، أحس بها تجرفني، التيار يقربني اليه، خطوة تتلوها خطوة حتى أصبح أمامه، اجلس بقرب قدميه، اتأمله، أهمس " بالطبع سأكون افضل حالا هنا، انا لا اطلب الكثير، يمكنني القيام بما تريد، لن أرفض طلبا لك وحين تريد فعلا مغادرتي سأفعل لكن الى ذلك الحين لا أريد المغادرة، لا أريد العودة لتلك الوحدة، لن أستطيع احتمالها اكثر."
لا أريد العودة لأكون وحيدة، نعم، هذه هي الحقيقة، لا أريد تركه و الذهاب، لا يمكنني العودة لبراثن البؤس، لن أحتمل ذلك طويلا، أعلم بهذا في صميم قلبي.
" ما مقدار وحدتك؟" يسألني، ابلع غصة لم أعلم بوجودها.
" وحدتي اغرقتني بالفعل لدرجة أن التنفس صعب بالفعل، النوم سلب مني، الاحساس بالسعادة غادرني."
صوتي بعيد، تلك النغمة لم أسمعها منذ فترة طويلة، انا في اكثر حالاتي صدقا، كل اقنعتي زالت، ناقوس الخطر، اسمعه الآن، الانغماس في الدور لن يسبب لي سوى الأذى، لكنني نمت، استطيع التنفس باريحية أكثر.
رفعت رأسي و حدقت في وجهه، وجهه الوحيد الجميل، يمكنني التعرف على البائسين أمثالي، البائس الوسيم يغمر عينيه فارغ ابتلعه بالفعل، هذا جيد، هكذا أحس بالانتماء لكن لم ي ترى الدموع تغرق عيني؟





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس