عرض مشاركة واحدة
قديم 16-08-18, 11:26 PM   #6

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



4





مر اسبوعين فقط منذ اصبحت مدبرة منزل ويليام والذي تبين فيما بعد بأنهُ كاتب مشهور حاصل على جوائز عدة و الابن الثاني لرئيس مجموعة نبيذ فاخرة و شركات اخرى تصدر بعض منتجاتها، هو وحيد تماما بغض النظر عن امتلاكه عائلة، فلا زاور ولا اتصالات، منزله الفارغ اكبر دليل، ثلاجته لم تستعمل منذ شرائها.. طهوت في البداية الطعام الذي يفضله فهو يحب الاجبان و الالبان، يكره الخضار و يعشق اللحم، طهوت اغلب الاصناف التي تعلمتها والتي لم تكن كثيرة جدا لذا اخذت كتاب طهو وبدأت في تجربة وجبات يمكن ان تلائمه و تحتوي على مواد غذائية و فائدة صحية، اختيار افضل انواع الخضر، الزيوت النباتية، اللحوم ذات الجودة العالية والتي في الغالب تقاس بلحم الخاصرة، بداية جيدة كما اظن، يمكنني القول بأنني مستمتعة حقا بالاخص بعد ان وفر لي ميزانية لشراء الناقص، ملئت الثلاجة بكافة انواع الخضار و اللحوم، اخذت ما ينقصه وبدا لي بأنه يحب الروتين، فهو يستقظ مبكرا ياكل افطاره، ثم يدخل مكتبه ولا يخرج منه الاحين حلول موعد الغداء او ان كان يريد القهوة، بت اخذها اليها، اطرق الباب، ياخذها و يغلق الباب مجددا، بهذا يغلق اهم باب في نظري، الباب المؤدي لعقله واحساسه.
لاحظت الكثير من الاشياء من ضمنها الفقرات البارزة في عنقه، بشرته الشاحبة، الدفء المنبعث من جسده، النظرة الشاردة حين يلتهم سيجارته، تلك النظرة تحديدا تدفعني للتمني بزوالها، اتمنى ايضا احتضانه، الضغط على ظهره، وضع يدي حول خصره، راسي على ظهره، تقبيله، اغضابه، احزانه و مواساته و اسعاده، اود لو أرى المزيد إلا ان الشيء الوحيد الذي يمكنني فعله هو استنشاق رائحته و ضم سترته بين يدي، بالطبع الغرض من اخذ ثيابه هو غسلها.
أحس بتدهور، لم اكن يوما ذلك النوع من الفتيات اللاتي يراقبن أحبائهن من بعيد، لا، لكن ها أنا، يجرفني تيار مشاعري بعيدًا.
" احم" صوته يأتيني من الخلف، يا الهي، هل رأئ؟ اتساءل بعد ان اندفع الدم لراسي، اذني تحترق و قلبي يدق في رهبة.
"ماذا هناك؟" احاول الا ابدي ارتباكي.
" سأخرج اليوم، لن اكون حاضرا في موعد الغداء." قال كلماته وخرج.
هذا لا يحدث غالبا وما أقصده هو الكلام، فهو نادرا ما يتحدث معي وفي بعض الأوقات احس بانني غير مرئية ولو حطمت نصف المنزل لن يحس باي تغيير وهذا يصيبني بالاحباط و يخطر لي احيانا الامساك برأسه والنظر في عينيه والقول " انا لذا لا تجرئ على تجاهلي." لا يمكن فعل ذلك حقًا ولا املك سوى ان اراقبه من بعيد في حين قلبي مثقل بالمشاعر.
يغادر، اذهب لغرفته، أمسك تلك الصورة، أحدق في السعادة التي عاشها يومًا، شيء ما داخلي يقرصني، حشرة صغيرة خضراء تسمى الغيرة، اعض شفتي، اعضها بشدة لدرجة تذوقي لطعم الدم المقزز، أدقق في الفتاة برفقته.
الفتاة بشكل عام لا تعد جميلة بل هي ظريفة و جذابة، لو قارنت بيني وبينها انا اجمل ربما، شعرها طويل يسترسل حول كتفها، بني غامق، عينيها لطيفة و لون عينيها بني غامق، ممتلئ قليلا، صدرها عامر وهذه بالطبع ليست احدى صفاتي، انظري لصدري المسطح في شيء يشبه الحسرة، يمكنني تمييز نوعه ببساطة فهو يميل للنساء الدافئات المتواضعات وربما يعود هذا لطفولته البائسة وحاجتها الشديدة لأم، اتخيل وجود ام باردة واب منشغل دوما وأخ اكبر رائع و كثير من الخدم، بيت ضخم يفتقد للحنان والعاطفة، رجل وحيد لا يملك علاقات، حبيبته ليست موجودة وفقد قدرته على الكتابة، كل الدلائل تؤدي إلى احتمالين، انفصال سيء أو وفاة وكلها تتركني في موقف ضعيف، لو كان انفصالا فثقته تزعزعت و قلبه مغلق ولو توفيت فهذا يعني التنافس مع امراة ميتة وفي حالتي لم اكن قادرة على مجابهة امراة حية فكيف بواحدة ميتة.
تنهدت بعمق، نظرت لجسدي النحيل في المرآة، شعري القصير، طول عنقي و اطرافي، ابدو ك فتى لم يبلغ بعد، ربما الميزة الوحيدة في هي وجهي، عيني جميلتان وفمي كما سبق ان قيل لي ممتلئ وفاتن.
يقطع حبل افكاري رنين جرس المنزل، اتردد في الذهاب لفتح الباب، لو كان ويليام لما احتاج لذلك فلديه مفتاح، اذن هذا يعني قدوم ضيف واظن بأنني قادرة على تخمين من هو، الأصهب سامويل او كما يفضل ويليام مناداته بسام.
توجهت للباب بعد تجهيزي لكل وسائل الدفاع الخاصة بي.
فتحت الباب، يقف امامي سام الوسيم، يبتسم أو بالأصح فمه يميل لكلا الزاويتين لكن عينيه باردتين ك الصقيع.
" لازلتِ هُنا؟" صوته يخلو من المفاجأة، أيعقل بأنه أتى للقائي؟ ربما، يجب ان اكون حذرة.
" السيد ويليام ليس ه..." يندفع سام للداخل بعد ابعادي بيده، لا يلامس جسدي بشكل مباشر بل بانامله ك قطعة بائسة من القذارة، غريب، لو حدث هذا قبل سنتين كنت سأموت من حجم الاهانة لكن الآن وبالرغم من مقدار الغضب القليل و الاحساس بأنني قطعة مستمعلة لا شيء ولا أقول بان هذه المشاعر قليلة لكنني وبشكل ما فقدت الاحساس كما يجب، اعلم بماذا يجب ان اشعر لكن لا اعلم هل اشعر به ام لا وافترض دوما بانني احس بتلك المشاعر..
هذا يجعلني محصنة ضد الكثير من الأمور.
" هل يمكنك ان تعدي القهوة، بحليب دون..."
" دون سكر." قلت بصوت هادئ، أردت مقاطعته في حين هو رفع حاجبه بما يشبه الاستمتاع، اغلقت الباب وتوجهت للمطبخ، تبعني هو بدوره وراقبني بينما اعد القهوة مثلما يراقب الباحث بكتيريا جديدة.
" كيف العمل لدى ويليام؟ هل ناسبك؟" سأل.
" العمل جيد." اجيب
" هل عملت من قبل أعمال مماثلة؟"
" لا" اجبت بثبات.
" اذن ما نوعية الاعمال التي قمتِ بها من قبل؟ كما ترين انا شبيه بمدير اعماله لذا يجب أن اعطي انتباها فائقا لمن يعملون تحت امرته." قال بصوت لطيف ماكر، احدق فيه، عينيه فارغة ك عيني وعيني ويليام، الفرق بيننا نحن الثلاثة هي طريقة التصرف، سام يضع حلة مزيفة، ويليام يرمي بتلك الحلة عرض الحائط اما انا اكبت كل مشاعري وادع اللامبالاة تطفو فوق السطح.
" كما قلت، انا اعمل تحت امرته وحين يسألني عن شيء سأجيبه هو." قلت بصرامة، لا أحتاج اللطف معه، لا احتاج اللطف مع اي احد، هذه هي حقيقة توصلت لها قبل فترة طويلة، لا تكن لطيفا مع من يكرهك دون سبب لانهم لن يحبوك قط مهما حاولت فيها ان تكون نزيها وعادلا و طيبا.
" يجب ان تفهمي سبب قلقي، فلو كنت ع.... او من رواد الليل، خبر كهذا لن يكون في صالح ويليام."قال بصوته الماكر، احس بصوته ينزلق كما تنسلخ افعى من جلدها، بذات السهولة والسلاسة، بشكل ما بدا هذا الرجل يعجبني، غريب.
" لن اسبب له أي ضرر لأن الاشياء التي تهمك لن تجرحك، ان تكون مدبرة منزله ع..... ليس امرا مهما، هو سيقوم بطردي حين يتوقف عن احتياجي، هذه هي الحقيقة، تفضل."
ناولته قهوته، لاحظت بان ابتسامته زالت و اكفهر وجهه للحظة.
" اذن انت لن تسببي له الاذى لانه لا يكترث بأمرك؟" سأل.
" نعم." حاولت ان اكون صريحة معه بقدر الامكان.
حل الصمت، سام يفكر في شيء ما، رشف قهوته، ارتفع حاجبيه وقال "جيدة"، ابتسمت بلطف، لا يمكن لأحد ان لا يحب قهوتي.
" سعيدة لأنها اعجبتك."
" كما اسلفتي، هو لا يكترث لأمرك لكن هل أنت تكترثين لأمره؟" حملقت فيه، كان يجب ان اتوقع سؤال كهذا، بالطبع اكترث لكن لم؟
"تكترثين اذن" استنتج ذلك من صمتي.
"اتعلمين بأن من يكترثون لأمر الشخص هم من يسببوا الأذى، لذا بمجرد ان الاحظ تصرف خاطئ واحد لن اسمح لك بالبقاء ولو لثانية، فهمت" قال وهذه المرة ابتسم فعلا.
"اتفهم موقفك ففي النهاية العدو لا يخون." قلت في تفهم، أضاء وجهه وكرر " العدو لا يخون" انفجر في الضحك بعد تكرار الجملة لعدة مرات.
فتح الباب الخارجي، ويليام عاد لكن الم يقل بأنه سيتأخر.
" نسيت شيئا مهما لذا .... سام" قال وقد علت وجهه الصدمة.
" ماذا تفعل هنا" صوته غاضب.
" اتيت لرؤيتك وبدلا من هذا وجدت مدبرة منزلك الرائعة، اليس كذلك اليكس؟" لم املك سوى ان اتفق معه فلا فائدة من ابداء اي اعتراض.
" هاقد اتيت و هانا سأغادر، هيا." قال بصوت حازم لا يقبل جدالا.
" قادم، وداعا ي جميلة، لا تنسي ما تحدثنا عنه." غادر بعد ذلك.
انتظر ويليام ذهابه، رمقني بنظرة غاضبة وقال " لا أريد لهذا ان يتكرر، غير مسموح لك باستقبال اي ضيوف حين لا أكون موجودا، فهمت؟"
"حسنا" بالطبع هو لا يريد لأحد ان يقابلني ففي النهاية حتى لو شك سامويل بانني فتاة ليل، ويليام مؤقن بذلك.



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس