عرض مشاركة واحدة
قديم 19-08-18, 12:56 AM   #7

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي









5



أجد صعوبة في النوم، الساعة تجاوزت الثانية وهو لم يعد، أظن ان هذا سبب الارق لكن فيما يهم ذلك؟ ليس وكأنني سأكون شخصا مهما في حياته فهو بالكاد يدرك وجودي، ماذا يعني ان لا أنام؟ ماذا يعني أن انتظر عودته ك الحمقاء؟ ماذا يعني أن اراقب عقرب الساعة المصمم على الساعة الثانية؟
أدرك بأن من المهم معرفة مشاعري نحوه، انا بالطبع معجبة به لدرجة سيئة فأنا بالكاد يمكنني ابعاد عيني و النظر لشيء آخر سواه، بالكاد قادرة على منعي من النوم على سريره، استنشاق رائحته، تأمل امرأته التي بت أكرهها.
أحس به يتصاعد داخلي، يتضخم و يحتل مكانا أكثر مما يجب، قلبي يؤلمني وجسدي يتوق لمزيد من العذاب، أنا اتوق للمزيد منه..
الساعة الثانية والنصف، لا يمكنني البقاء ساكنة، احتاج للمشي كي أهدأ، ارتدي حذائي و سترتي الصوفية، اخرج من المنزل، استخدم الدرج للنزول، بمجرد الاقتراب من البوابة ارى البياض أمامي، بياض يخص الثلوج فقط، الأرض بيضاء لدرجة كل ما حولها يبدو .. كيف اصفه، عديد الألوان، مؤلم للعين، يشتت الانتباه أو تلك الألوان التي من المفترض ان تكون جميلة ليست سوى كتلة من التغيرات و التدرجات البشعة، الوان عديدة وكلها تفقد بريقها أمام جمال الثلوج، اغمض عيني، الثلج يتساقط، ذراته الرقيقة تصطدم بوجهي، استنشق هواء الشتاء البارد، أبتعد بخطوات متثاقلة، اغوص في انشات الثلوج المتراكم، اتوقف، لا اعلم كم من المسافة قطعت حتى أجده، لا أعلم اين انا حتى، كل ما اعرفه هو شحوبه المبهر، احمرار الوشاح حول عنقه، ملابسه الغارقة في السواد، اندفع دون تفكير مسبق، اظن بانني اركض، اتوقف تدريجيا، لفت انتباهه، قلت بصوتي الذي يرجف بفعل البرودة : تأخرت.
نظر لي بتلك النظرة الخالية من أي حياة، كل تساؤلاتي السابقة اختفت وتلاشت وحل محلها تساؤل واحد، كيف؟ كيف أصبح داخل عينيه و داخل قلبه وداخل روحه؟ كيف أمحو تلك النظرة الباهتة وذلك الحزن الصارخ وأحل انا محله؟؟
ازيل الثلج العالق فوق سترته، انفضه من فوق شعره، داعبت شعره برفق، جمعت يدي فوق فمي، اتردد بين احتضانه و بين تركه، اخاف الرفض، اخاف دفعي بعيدا، افكر و افكر غير ان جسدي لا يهمه نتيجة تفكيري هذه، لذا احتضه بأقوى ما لدي، يديه معلقة في الهواء، لا يبادلني الحضن لكن لا يدفعني بعيدًا، هنالك أمل، هذا ما اظنه، ابتعد قليلا، اتأمل وجهه، انفه محمر بسبب البرودة.
امد يدي التي تجمدت بالفعل، أمسك بيده التي استحال دفئها لبرد، اقول في همس بالكاد يسمع : هيا، يجب أن نعود، هيا للمنزل.
أجذبه واقوده ك طفل صغير عاقبته أمه بالصمت، اصعد به لحيث الشقة، ندخل سوية، ازيل جاكيته و وشاحة، اساعده في ازالة حذائه و جواربه، انزع سترتي ايضا، اجذبه مجددا نحو الغرفة، اساعده في الاستلقاء، استلقي بجانبه، هذه المرة رأسه بين يدي وفوق صدري، احتضنه بكل ما لدي من قوة، استمع لتسارع دقات قلبي و لذلك الحفيف الرقيق الذي صدر حين احتضن خصري بيديه.


******



أمارس عملي باجتهاد في حين هو يغط في النوم، البارحة تبدو لي كحلم جميل، حلم ينتهي بنا معا، حلم ينتهي بقصة حب رائعة وبما أن لا شيء من هذا حدث و بسبب الثلج الكدر يتسلل، لست سعيدة لست حزينة، انا منزعجة و متململة و محبطة، انا حزينة .. أتأمل تساقط الثلج الذي لم يتوقف منذ البارحة، السماء مظلمة يتخللها خيوط شمس بقيت بعد الغروب، اتمنى لو تقترب تلك الخيوط من قلبي، احتاج للدفء.
" قهوة" يقول دون مقدمات، لا انظر اليه، تعود ذكريات الليلة الفائتة، احس بوجنتي تحمران بسبب الاحراج، اترك عصا المكنسة و اتوجه للمطبخ، اسكب القهوة التي اعددتها قبل نصف ساعة، يجلس على الأريكة، شعره في حالة فوضى، وجهه متعب ويديه تستريحان فوق الاريكة بشيء أشبه بالاستسلام، اضع القهوة امامه، اعود لتشغيل المكنسة الكهربائية، استغل الضوضاء ك وسيلة دفاع.
" اغلقيها." ادعي عدم سماعه، مواجهته هي آخر ما أحتاج الآن، اكمل عملي، ينطفئ صوت المكنسة فجأة، التفت اجده اغلقها، اضع العصا مجددا، يشير لي بالجلوس، اتوجه نحو الكرسي المقابل، أود لو ابرر له ما حدث البارحة لكن كيف، انا لا افهم ولا اريد ان افهم، احس بالاحراج نعم لكنني لا أرى الخطأ، هل مواساته الخطأ؟ نوم أمثالي بجانبه خطأ؟ هل لأنني فتاة ليل او كما ازعم؟ ما الذي أفعله هنا؟
" هل تحبينني؟؟" يسأل مباشرة، يراقبني عبر زرقة عينيه المبهرة.
لم اواجه مشاعري بعد فكيف لي بوضع اسم لها.
" انا.... لا أعلم بعد حقيقة مشاعري." اجبت بصوت متردد، تردد لم أشأ اظهاره.
" لا تعلمين؟" سخرية حارقة، احس بالعرق يتجمع فوق جبيني.
" نعم." انظر له بشكل مباشر، ابقي تركيزي عليه، على وجهه وانفه وفمه وعينيه، عنقه، كتفيه العريضين، يديه التي احتضنتي، انصت لصوته : لِمَ؟
اكرر كالمسحورة : لِمَ؟ لم يجب وجود سبب؟
تستحيل عينيه لنقطتين من الزرقاء، الغضب بادٍ على وجهه.
" هل هو مالي؟ اتريدين بعض منه؟ ماذا ؟ هل اغضبتك؟ اهنت كرامتك؟"
" مالك؟ لا اعلم، لا اعلم سبب حب.." اتوقف عن الكلام، لست مستعدة لقول تلك الكلمة " لا اعلم سبب اعجابي ربما هو مالك ربما منزلك ربما وجهك و ربما جسدك، ربما جميعها، هل هذا خاطئ، كثير من النساء يتزوجن لاجل وسامة رجل او منصبه وكثير من الرجال لا يفضل الا الجميلات و ذوات المواصفات الخاصة والاموال الكثيرة." اتوقف عن الكلام، لا اريد قول المزيد، لا اريد اغضابه.
" ربما تحبين كل شيء اذن؟ لكن هل ستبقى مشاعرك بعد ان تعلمي من انا؟ هل ستظلين معجبة بي بعد ان تتعرفي على شخصي؟" سأل، صوته اكثر هدوئا لكنه اكثر خطراً.
" لا أعلم." اجيب، لست جيدة في هذه الأمور، تجاربي القليلة لم تسعفني.
" ماذا لو أخبرتك بان امي قتلت وانا سبب موتها؟" قال تلك الجملة وهو يبتسم، ماذا لو كان قاتل امه؟ ماذا لو لم اكن؟
" كيف لي ان احكم دون ان اعرف السبب؟ قد تكون قتلتها وقد لا تكون، انا حقا لا اعلم." اقول في يأس.
" انت لا تعلمين شيئا." قال غاضبا ثم رمى بالفنجان بقوة لدرجة تهشمه لقطع صغيرة.
" نعم انا لا اعلم، لم بعد لقائك استطعت النوم مجددا، لم التنفس صار اسهل، لم لا استطيع الابتعاد، متى اصبحت مثيرة للشفقة لهذه الدرجة، انا فقيرة نعم، لا اكره المال، املك بعض منه لكنني لا املك منزلا كي اعود له، لا املك عائلة، هنالك الكثير من الاحداث السيئة التي وقعت معي ولا اعلم سبب اي منها، لا اعلم سبب اي شيء قلته، ما اعلمه بان ما في داخلي لا يكترث، انا حقا لا اكترث، ما اعرفه هو رغبتي في البقاء بقربك لاطول فترة ممكنة، قد ترغب في طردي، لن اجادل ولن ارفض، اذا كان هذا ما تريده، لن اجادل."
الألم يعتصر قلبي، الدموع المتجمعة تؤلم عيني وصوتي لا ينفك عن خذلاني.
" تقولين بأنك مستعدة للعودة لوحدتك؟" سأل، لا أرى سوى ظهره، اقترب منه، قريبة جدا وبعيدة جدا.
" اعتدت على الوحدة، ما اخاف الاعتياد عليه هو قربك، ما أخافه اكثر من قربك هو ابعادي بعد اعتيادي عليك، اتعلم، انا اخاف من الوحدة كثيرا لكنني لا أفر منها، افضل ان اكون وحيدة على أن اترك وحيدة، ان يتم رميي في الوحدة اكثر ألما من اغراق ذاتي فيها."
يلتفت قبل ان اكمل جملتي، يحدق في بشكل مباشر، يقترب أكثر، أنفاسي تتسارع، خيط رفيع داخلي يتحرك، يلتف وتلتف معدتي معه، شفتي تشتعل في ترقب، ينحني، رأسه قريبا جدا، انظر لعينيه التي اغلقهما تدريجيا، اغلق عينيا وبدلا من تلامس شفتينا، فمه يقترب من أذني.
" بقائك قربي يعني موافقتك على استخدامك؟" همس، صوته يشعل نارًا داخلي وشيئا ف شيئا اذوي داخل تلك النار.
" موافقة."
بمجرد اعلان موافقتي، تلتف يديه حولي، تلتحم شفتينا، داخل معمعة المشاعر أتوه.





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس