عرض مشاركة واحدة
قديم 20-08-18, 02:54 PM   #9

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

-8-
ستبقى حبيبي

تنهدت مايسي ،تتطلع في عتمة الغرفه،الى النوافذ الخشبيه التي تحجب النور...وتدافعت الاحداث في ذهنها..لقد قال لها :
" انت كأمك..وصاحت لنفسها:هذا ليس صحيحا..انا لست مثلها..".
لكنه يصفها هكذا.استطاعت ان تتذكر تعابير وجهه منذ عشر سنوات عندما فاجأها وليو في نفس الموقف،وقف ليو يصب اكاذيبه،وكيف ان الذنب والعار امسك بخناقها..عار،حتى الان،لم يترك لها مجال لان تبكي على امها يوم ماتت..فقد كانت يومها تخاف ان تكون مثلها.
ايمكن للمرء ان يرغب في شخص ويكرهه في نفس الوقت؟فكرت بالم:اجل..كورد قادر على هذا.ربما كان يعاقبها بزواجه منها،او يعاقب امها،او يعاقب نفسه،او يحاول تحطيم الصبي الذي كان..لن تعرف الحقيقة الان.كل ما تعرفه انها بكل سذاجه وبلاهه ظنت انهما اصبحا قريبين...بينما في الواقع،كان هناك خليج واسع بينهما باتساع المحيط.وادارت وجهها نحو الوساده تدفنه وتبكي.
فجأة احست بوخزه عنيفه في قلبها،كالحمى تذكرت واقعا نسيته في بؤسها..ليس معها مال.لقد ارسلته كله الى ابيها...ليس معها حتى ثمن تذكرة العودة.بطريقه ما يجب ان تحصل على مال يكفي ثمن تذكرة طائره تعود بها الى كندا...يمكن لها ان تتصل بابيغال..او مايك..مايك الافضل..التقطت الهاتف بيد مرتجفه.فأجابتها عاملة الهاتف..
" اوتاوا؟اسفه جدا..لقد حاولت منذ قليل والخطوط كلها مشغوله..ايمكن لها ان تحاول فيما بعد؟ ".
" لا..لا..شكرا..سأقرر هذا فيما بعد ".
فجأة لم تعد تطيق البقاء في الغرفه..جوها خانق والعتمه تطبق على انفاسها.بسرعه توجهت الى النوافذ تفتحها،فاندفع النور الى الداخل ليبهر عينيها...وسمعت طرقا على الباب،فاستدارت،قبل ان تتكلم..فُتح الباب لترى الاميره مستنده الى عكازها.
" ياحبيبتي...!".
ودخلت الغرفه مقفله الباب وراءها،ثم توقفت لتجول بنظرها نحو الفراش المبعثر والوساده المبلله،والثوب الممزق المرمي على الارض. تقدمت العجوز منها لتمسك بيدها:
" يجب ان ترتدي ملابسك فورا..اجمعي ماتحتاجينه فقط..سنرسل بطلب ماتبقى فيما بعد ".
حدقت مايسي بها باضطراب..فابتسمت الاميره.
" هيا..لا تتباطأي.ما هذه المهزله؟ ".
" اسفه، يبدو ان تفكيري ليس قويما..عندما قرعت الباب ظننتك.. ".
" ظننتني كورد هه؟للاسف سافر الى كندا صباح اليوم..ساساعدك..".
وقفت مايسي جامده بصمت، فضحكت الاميره:
" اذا كان لديك خطط اخرى ياعزيزتي فأنسيها.لقد رتبت لك كل شيء..ستقيمين معي ".
" معك؟ ".
" بكل تأكيد ".
" وهل يعرف..".
" كورد؟ بالطبع لا.سيبقى سرا بيننا عزيزتي.هؤلاء الرجال حمقى بكبريائهم!كل شيئ هنا...".
واشارت الى قلبها..
" ولا شيء هنا ".
واشارت الى رأسها
" ماذا نفعل بهم؟عندما يكون رجل مثل كورد غاضبا يكون كالنمر الهائج...في هذه الحال دعيه وشأنه..انسيه قليلا..صدقيني عزيزتي!فأنا اعرفه..هكذا افضل! ".
" انت لا تفهمينني..".
قاطعتها الاميره ضاحكه:
" افهمك بكل تأكيد..انا امرأة عجوز،وشاهدت مثل هذه الامور من قبل..بالنسبه لك الامر جديد،ومؤلم..لكن لن نتكلم في هذا الان..هيا ..وضبي اغراضك ".
كانتا تجلسان على شرفة القصر،تطلان على الحديقه..كان الوقت مساء ورائحة الارض تفوح بعد ان دفأتها شمس النهار..في الهدوء والسكينه،احست مايسي بشيء قريب من الارتياح،وقالت للاميره:
" اذن لقد مرض والده مجدداً؟ ".
" هكذا قال...المكان جميل هنا...اليس كذلك؟ والد زوجي هو مؤسس هذه الحديقه .عندما جئت الى هنا اول مره كانت الحديقه رسميه..كلاسيكيه..ولا احب هذا الطراز..بل احب الحدائق حسب طريقتكم ،اشكالها جميله وطبيعيه.اذن..هل ستبقين معي عزيزتي؟الى ان..".
_
لو سمحتِ..مجرد فتره قصيره..شكرا لك ".
" لم يقل لي كورد شيئا عما حصل.ولست مضطره ان تخبريني طبعا..لقد تخاصمتما،وهذا واضح...هذه الاشياء تموت بين الرجل والمرأة.وهذا ليس من شأني...فابقي هنا الى ان يهدأ قلبك ".
" اتظنينه قد يهدأ؟ ".
فوقفت الاميره تستند الى عصاها،وتنظر الى وجه مايسي بجديه اكثر:
" ربما..من يعلم؟انت شابه...وكل شيء متوقع..هيا الان لنتناول العشاء..وفي طريقنا سأريك شيئا عزيزتي ".
توقفت بها عند نهاية الممر المؤدي الى الداخل ،ورفعت عصاها لتشير الى رسم معلق في اول الردهه.
" اتعرفين هذا الرسم؟انها والدتك..انه رسم رائع لها.اليس كذلك؟ لكن الرسام كان شابا ممتازا وغنيا..وقع في حبها،مثل معظم الرجال.لكنه التقط فيها شيئا لم يلتقطه غيره في عينيها..الا تظنين هذا؟ ".
" متى رسمت هذه الصوره؟ ".
" ليس قبل فتره طويله من موتها.ربما سنه..خلال اقامتها في باريس..ومات هو كذلك..بعدها بقليل ".
حدقتا بالرسم معا،لكن مايسي ارتجفت:
" الا تعجبك؟استطيع فهم السبب..فالصوره قاسيه ".
" تبدو فيها حزينه ".
" لقد كانت حزينه حقا،يائسه،محبطه..ولم تكن لتعطي شيئا يمت لقلبها بصله ".
فالتفتت اليها مايسي لتقول دون معرفة سبب قولها:
" لكنني احب كورد ".
فابتسمت الاميره:
" اعرف.ولهذا عرضت عليك الصوره..لكنك لم تبلغي حبك لكورد..اليس كذلك؟ ".
احنت مايسي رأسها:
" لا ".
" اذن يجب ان تقولي له..كوني جريئه قليلا.هل الامر صعب؟لا يمكن لاحد ان يفعل هذا عنك...على كل الاحوال..ماذا يمكن ان يحدث؟في اسوء الاحوال ستتألمين.لكن الامر يستحق الالم والتضحيه..هذه نصيحتي لك..لنذهب الى العشاء ".
مرت الساعات بسرعه تلحق بها الايام.وصلها ذات يوم خطاب من ابيغال،عبر الفندق.فاسرعت مايسي الى غرفتها لتفتحه .واخذت تفتش فيه عن الاسم الذي تتمنى ان تقرأه..لكنه جاء في اخر الخطاب حين تمنت لهما ابيغال السعاده.يبدو ان ابيغال لا تعرف بعودة كورد الى كندا.واخبرتها ابيغال عن فستان العرس الذي سترتديه،وعن شراء ديكي لتذاكر رحله بحريه الى اليونان..
تركت مايسي الرساله تقع من يدها..ابيغال سعيده الان.وهذا واضح..لكن فيما بعد؟اذا كانت احداهما تشبه امها فهي ابيغال،في بحثها الدائم القلق عن الاثاره،وفي رفضها الدائم للتفكير برغبات الاخرين..فهل تستمر في حب ديكي بعد ثلاث سنوات من الان؟بعد عشره؟عشرين؟
علمت في تلك اللحظه ان حبها لكورد لن يتغير..ستحبه الى مابعد ثلاث سنوات،عشره،عشرين،على الدوام.فجأه احست بدافع للكتابه له او الاتصال به بطريقه ما...بينما هي على وشك الكتابه ،لمحت خطاب ابيغال مرميا على الارض وفيه الامل بأن تكون سعيده مع كورد،وعاودتها الذكرى...كورد وباسكال،وانغام الفالس الناعمه التي راقصها عليها،فرمت القلم من يدها..لن تتمكن من الكتابه.وربما الاميره على حق..فهي لا تملك الجرأة بعد.
في الاسبوع التالي من اقامتها،وفي حديقة الاميره،بدأت اول دلائل الربيع..ازهر البنفسج والنرجس وفاح عطرهما،وفي احد الايام،لملمت مايسي باقة ورد لتقدمها للعجوز التي ابتسمت لها راضيه مسروره.
" شكرا لك عزيزتي..اليوم جميل ويحلو فيه المسير،اليس كذلك؟عديني ان تخرجي لتنشق الهواء النقي..لأجلي مايسي ".
هكذا وعدتها مايسي..فخرجت بالسياره نحو باريس، المتألقه تحت اشعة الشمس كما شاهدتها اول مره..لكنها هذه المره لم تبعد نظرها عن الاماكن التي زارتها مع كورد،بل تأملتها جيدا وبدلا من الالم احست بالراحه...وكأنه معها.
بأندفاع متهور،صعدت الى باص متجه الى فرساي.وكان مكتظا بمجموعه من فتية المدارس،يتصايحون ويتضاحكون وينشدون.راقبتهم مايسي ينزلون ويتجمهرون تحت اشراف استاذين معهم،ليقوداهم فيما بعد الى القصر.
لكنها لم تقصد القصور،بل توجهت الى الحدائق تسير فيها تحس بدفء الشمس على كتفيها وظهرها ،تراقب ظلها يتحرك امامها فوق الممرات المرصوفه بالحصى ..احساسها بكورد في هذه اللحظات كان قويا،حتى انها احست بأن هذه الذبذبات بالرغم من الاف الاميال التي تفصلهما يجب ان تصل اليه.وقفت تصغي الى الهواء والصمت...
وصلت الى الكاتدرائيه التي سبق ان زارتها مع كورد،ودخلت واحست ببرودتها.هذا المبنى صمد هنا لألف سنه،كم من النساء كم من الرجال،طوال هذه القرون،توافدوا الى هنا وهم يشعرون كما تشعر؟لقد اصبحوا من الماضي..لفهم النسيان..ذهبوا..وبقى البنيان وازداد ايمانهم بالقضاء والقدر..ماذا يهم ما يحدث الان؟فالنهايه واحده..مهما كانت قوة الحزن او خفقان القلب.
فجأة تلاشى كسلها فاستدارت نحو الباب الفارغ،حيث كان يقف كورد في المره السابقه.وفي الصمت المطبق الرهيب صاحت:
"كورد! ".
واخذ صوتها يدوي بصدى غريب.
وعرفت في تلك اللحظه بالذات ما يجب ان تفعله..
يجب ان تخبره،مهما كانت النتائج..لا شيء يهمها غير الحقيقه.ركضت تصعد درجات السلم في قصر الاميره لتصل غرفتها،وبيدين مرتجفتين ،اخذت ورقه وقلما،ومغلفا..وبدأت تكتب:
"
عزيزي كورد.يجب ان تعرف .حاولت ان اقول اليوم للهواء..لكن يجب ان اقول لك الان...احبك...احبك كثيرا ولطالما احببتك دوما،لكنني كنت جبانه وخائفه .."
عندما انتهت،لم تعد قرائتها،بل وضعتها في المغلف،ختمته،وكتبت عليه العنوان..قد لا يعيده هذا الخطاب لها..ربما ليس فورا.لكن عليها ان تقول له.
عندما عادت من مركز البريد،متسلله من باب جانبي،عبر قاعة الاستقبال ،سمعت اصواتاً من غرفة جلوس الاميره،التي لا بد انها سمعتها، اذ صاحت:
" مايسي؟ياعزيزتي ..ادخلي الى هنا! ".
فتقدمت نحو الباب المفتوح لتقف محدقه في الغرفه.كانت الاميره افضل حالا..ونظرة الالم قد بارحت وجهها كانت مرحه تجلس تحت اشعة الشمس المتدفقه من النوافذ.الى جانبها على السجاده طفلان اسمران يلعبان،وفي مواجهتها امرأة جميله.واشارت اليها الاميره مبتسمه لتدخل:
" مايسي ...لدي زوار كما ترين،وانا سعيده لتعرفك اليها.هذه حفيدتي ..باسكال..وهذه جانيت وهذا شارل..انه يشبهني هه؟ ".
ووضعت يدها بحنان على رأس الصبي المحدق بمايسي،بينما وقفت باسكال ومدت يدها:
" مايسي..".
وكأنما تسير في نومها تقدمت مايسي نحوها تعانقها، محدقه في وجهها ،والمرأة تبتسم. وادركت مايسي انها اكبر منها سنا،لكنها جميله جدا..والابتسامه تضيئ عينيها.وضغطت المرأة على يد مايسي بحراره:
" انا سعيدة جدا..تمنيت تلك الليله في الحفله ان التقي بك.لقد سمعت كثيرا عنك...من كورد ".
" كيف حالك؟ ".
فضحكت باسكال:
" انا وكورد نعرف بعضنا منذ زمن طويل..زوجك رجل عظيم.استطيع ان اتحدث عن هذا الان،كما اظن ؟ ".
التفتت بسؤالها نحو الاميره،فهزت الاميره رأسها،فاستدارت باسكال ثانية الى مايسي،ولا تزال تمسك يدها:
" يجب انت تسامحيني..فانا سعيده جدا،لتمكني من الحديث بصراحه الان،بعد عدة اشهر .لقد مر عليّ بؤس كبير ولا بد ان كورد اخبرك بشيء عنه؟ ".
تبادلت مع جدتها كلاما سريعا بالفرنسيه لم تفهمه مايسي تماما ثم ضحكت.
" اذن..لم يقل لك شيئا؟ هكذا دائما.يقوم بأشياء مذهله، ولا يتكلم عنها مطلقا.انه بطل لكن بطل متكتم .ليس مثل الفرنسيين..لا يعرف التفاخر ".
جذبت مايسي بلطف ليجلسا جنبا الى جنب واكملت:
" زوجي عمدة بلدته ..كنا نعرف دائما انه في خطر،ورغم كل الاحتياطات والحذر خطف..منذ شهرين بينما كان في طريقه الى مكتبه، اوقفوا سيارته وقتلوا سائقه..يجب ان لا اتكدر..لقد انتهى الامر الان..ولكن مايسي لايمكنني تصديق ما جرى حتى الان.لقد طلب الخاطفون شروط سياسيه،بضع سجناء يطلق سراحهم مقابل اطلاق زوجي...والا..!اجبروه على تسجيل الرسائل وكتابتها،وطلبوا المال ايضا.لكن الحكومه لم توافق على مطالبهم..فتملكني اليأس..وارسلنا الى كورد نطلب منه الحظور فجأة على الفور..انه يعرف فرنسا جيدا ،وعمل في مثل هذه القضايا من قبل....".
وصمتت لتنظر الى مايسي الجالسه بصمت تستمع:
" هكذا تطوع كورد ليكون وسيط..وتولى امر التفاوض..بالرغم من خطورة الموقف. اتعلمين ما كان سيحدث لو حصل اي خطأ؟ اعطى الخاطفين المال بنفسه،وتفاوض معهم..لكننا لم نعرف بهذا..وفجأة ..قبل مجيئكما الى هنا..تلقينا هاتفا يبلغنا بتحرير زوجي دون اذى،ولهذا السبب اقامت الاميره الحفله بمناسبة حرية زوجي وسلامته،واعادة اتحاد عائلتنا..ولكورد..الم تعلمي بهذا حقا؟الم يقل لك كورد شيئا؟ ".
فابتلعت مايسي ريقها بصعوبه،تحس بالدم يتصاعد الى وجنتيها..فجأة اتضحت لها احداث كثيره صغيره ،واجابت بصوت متهدج:
" انا..لم اكن اعلم بشيء..انا سعيده جدا بما عرفته وسعيده لاجلك...".
ضغطت على يد باسكال وصمتت واحست بالدموع تتدفق.فبدا القلق على وجه باسكال فورا،ولفت ذراعها حول كتفي مايسي ،ثم وقفت الاميره متقدمه نحوهما.
" مايسي..لا تكدري نفسك..لقد انتهى هذا الامر عزيزتي " .
فرفعت مايسي وجهها المبتل بالدموع الى الاميرة:
" لماذا لم تخبريني بهذا من قبل؟ ".
" ليس من واجبي شرح هذا لك..كنت اعتقد ان كورد سيعود باكرا..لكنني ايقنت ان من واجب باسكال ان تشرح لك..وكنت على حق..اليس كذلك؟ ".
" اجل..انت على حق ".
تعانقت المرأتان ،ثم وقفت مايسي .احبت ان تخلو الى نفسها، لم تعد تستطيع البقاء في الغرفه لحظه،حتى امام لطفٍ كهذا.واحست الاميره بما تريد،فاشارت الى باسكال التي وقفت على الفور.وابتسمت الاميره:
" والان اتفضلين التمشي قليلا ام ترغبين بالراحه؟فباسكال تود رؤية الحديقه..ووعدنا الاولاد باللعب هناك ".
فهزت مايسي رأسها شاكره:
" اجل..ربما بعض التمشي في الهواء الطلق..".
وعانقت باسكال ثانية وقبلتها:
" انا سعيده..مسروره جدا لك وللاولاد ".
وضحكت مايسي.
خرجت من المنزل،ثم استسلمت لدفء شمس بعد الظهر.وسارت هائمه دون اهتمام الى اين،الى ان وصلت الى النهر.من هناك استطاعت رؤية مشارف باريس..ومن بعيد للجهه الاخرى الفندق الذي كانت تنزل فيه مع كورد.
" مدام باكلير؟ ".
اجفلت من صمتها لتجد سائق الاميره..اصبحت على معرفه وثيقه به الان..كان ينظر اليها والخطوط حول عينيه،وهذا اقرب مايصل اليه من الابتسام.
" اتحبين الخروج في رحله سيدتي ..انها امسيه جميله..ربما نذهب الى الفندق؟ ".
ترددت مايسي لحظات ،ثم هزت رأسها:
" اجل..سنذهب..شكرا لك ".
عند مدخل الفندق قال لها:
" اتريدين ان انتظرك سيدتي؟ ".
نظرت الى نوافذ الفندق وشرفاته، وهزت رأسها..لا داعي للانتظار ستعود لوحدها.فهز كتفيه ،وانطلق عائدا.
للحظات وقفت مايسي تنظر الى واجهة الفندق تفكر اي منهما قال الحقيقه عن زوجها ليو ام باسكال؟ومتى ستصدق كورد نفسه وهو يتحدث اليها بمثل تلك الكراهيه،ام عندما يلامسها بحنان في ساعات الليل الطويله ؟
فجأة تملكتها رغبه قويه لرؤية الغرفه التي قد تجيب على سؤالها ..فتقدمت نحو الفندق ..هنا ستستعيد ذكرى ماحدث وهو الشيء الوحيد الواثقه منه.وبسرعه دخلت البهو.
كان فارغا،هادئا ..من مكتب المدير تناهت اليها اصوات..طاولة الاستعلامات فارغه.
قطعت البهو،وصعدت السلم لتصل الى الطابق الاول.قد تكون الغرفه مقفله..الا اذا تركتها احدى الخادمات...امسكت بمقبض الباب وادارته،فانفتح.ودخلت ثم توقفت ..مرتبكه.
شخص ما كان هنا..احدى النوافذ مقفله والاخرى مفتوحه،هواء خفيف كان يحرك الستائر،وتناهت اليها الاصوات من الشارع البعيد.الخزانه مفتوحه،الفراش مرتب،وعليه حقيبة رجل سوداء جلديه.على الفور احست بصوت من الشرفه، وتحركت الستائر لتشاهد خلفها طيف رجل طويل اسمر ،يستدير عائدا الى الغرفه:
" من هناك؟ ".
لقد رآها..فتوقف. اذهلتها المفاجأة فلم تعد تقوى على الحراك او الكلام .تحرك الرجل اولا..ودخل الغرفه.ثم توقف،ووجهه في الظل.حدق بها جيدا..فخفق قلب مايسي..وفكرت بارتباك:
" انه يعرف..ما احست به في الكنيسه اليوم وصل اليه..فتحت ذراعيها بسرعه وتقدمت نحوه ".
" كورد ".
لم يتحرك، فتعثرت خطاها ..وتوقفت على بعد ذراعين منه.والتقت عيونهما.فتحسست برودة نظراته وارتعشت.كل الفرح والسعاده اللذان احست بهما فجأة ذهبا ادراج الرياح وانقبض قلبها ببرودة لم تتوقعها..فابتسم بدهاء:
" اجل..وانا اسف لخيبة املك مايسي! ".
هذه الكلمات التي نطق بها كورد حطمت شيئا ما في داخل مايسي ودموع الغضب تقفز من عينيها،وصاحت:
" كفّ عن هذا ياكورد!لن اسمح لك بقول هذه الاشياء .لن اسمح لك بالتفكير بها..بعد الان! ".
لاحظت ان عنفها اذهله..وعلمت انه سيقاطعها،فاسرعت لتستمر بالكلام،امله ان لا يخونها صوتها:
" لا..لا تقل شيئا. ستصغي اليّ! اقسم انني..انني لن اتركك تترك هذه الغرفه..ليس هذه المره..الى ان..".
وافتر فمه عن ابتسامه ساخره:
" وكيف ستفعلين هذا! ".
" لا تسخر مني! ".
وخطت نحوه وهي تتكلم،حتى اصبحا متواجهين وعيناها متقدتان.
" هذا ليس عدلا كورد! مهما اكن قد فعلت،على الاقل يجب ان تتوفر لي فرصة للكلام دفاعا عن نفسي..لن اسمح لك بلعب دور الحاكم والجلاد كما يحلو لك.انت تحكم علي من خلال الماضي بأشياء حدثت منذ سنوات .ولن اسمح لك بهذا..وانت في مطلق الاحوال لا تحاكمني ،بل تحاكم امي! ".
ووصلته شحنة الغضب..ولاحظت هذا..فتراجع قليلا،بعينيه المظللتين ووجهه المتجهم:
" اهذا رأيك؟ ".
" انه اكثر من رأيي..انه الحقيقه! ".
فهز كتفيه مستديرا عنها:
" حسنا..لكن امك اهم ما في الامر. ولا يمكن الانكار ".
" ولماذا تكون عنصرا هاما؟هذا ليس عدلا وانا بالكاد اعرفها!انها ميته منذ عشر سنوات.من يعلم دوافع تصرفاتها تلك؟ ".
قال ببرود:
" انت ابنتها ".
" وانت شقيق ليو..ذلك الرجل الكريه من دمك ولحمك..!لكنني لا احكم عليك من تصرفاته ".
استدار غاضبا من كلامها وعيناه تلمعان:
" اتذكرينه امامي ؟الان؟ ".
ظنته سيضربها ،فرفعت يدها لتدافع عن نفسها،لكنه نظر اليها بأزدراء:
" اهذا رأيك بي؟ اتظنيني قد اضرب امرأة؟ اوه مايسي..انت تخلطين بيني وبينه مجددا..فهذه شيمة ليو وليست لي .اوه..بالله عليك!اغربي عن وجهي..لا اطيق النظر اليك! ".
" لن افعل!كورد ارجوك....".
" حسنا..تابعي..ماذا ستقولين؟ ما هي الاعذار التي اختلقتها خلال الايام الماضيه؟ هل ستقولين ان ما شاهدته ليس غلطتك؟ ام انك لم تستطيعي مقاومة ليو وانك اشتقت اليه؟ وانك لم تبالي كيف واين يحدث ذلك؟ وعلى الارض كالحيوانات ..كان بأمكاني قتلك، اتعلمين هذا؟ اكنت تفكرين به طوال الوقت؟ ".
امسك بها بين ذراعيه وجرها امام مرأة الخزانه كي تواجه صورتها:
" انظري الى نفسك مايسي..وجه عذراء ..لكن بنفسية عاهره ".
فصاحت به:
" هذا غير صحيح!توقف عن معاقبة نفسك كورد..توقف عن معاقبتي ..هذا غير صحيح! ".
مد يديه بعنف نحوها،فضربتهما لتبعدهما عنها صائحه:
" لا!لا تلمسني! لا اطيق لمستك وانت تظن بي هذه الظنون..كيف تمكنت من النوم بين ذراعي وانت مؤمن بهذه الاكاذيب؟ كلها خاطئه كورد! انت لم تسألني مرة عن حقيقة ما حدث. حتى انك لم تمنحني فرصه للكلام. ان اي رجل كان يمكنه معرفة ماحدث. حتى في تلك الايام..لكنك فضلت ان تصدق اخاك. وكل قذاراته واكاذيبه..انا اكرهه..ولطالما كرهته. لكنك صدقته لانك اردت ذلك. لان ما قاله يناسب ما تؤمن به، بانني مثل امي اليس كذلك؟ لماذا صدقته كورد؟ اهو تبرير لكراهيتك لي ".
" هذا غير صحيح..لقد سألتك يوما، لكنك هربتِ ولم تتفوهي بكلمه.. وسألتك في اوتاوا.. حاولت اجبارك على الكلام..حتى هنا.. اللعنه على كل شيء.. كنت تعرفين تماما ما هي افكاري.. خاصه عندما علمت انني الاول في حياتك، وان ليو لم يلمسك..اللعنه عليك مايسي..كم مره اضطررت ان اسألك وانت تتهربين من الاجابه؟ ".
" لم استطع ان اتذكر! ".
" كم هذا مقنع! ".
" لكنها الحقيقه كورد، كان يمكن ان اقول لك ولكن كان ينقصني الدليل، ولا استطيع احضار شهود على ذلك..اذا لم تصدقني ..كورد..ما حدث في فنكوفر..مع ليو..هو اجبرني عليه..جاء الى غرفتي وقال اشياء رهيبه، عن امي، عنك، عن والديكما..انه يكرهك كورد، كراهيته نوع من المرض لديه..لم يكن يريدني انا حقا.. لكنني كنت افضل وسيله تسبب لك الالم.. كي يحطم شيئا يعرف انك تحبه..حاولت ان ارفعه عني .. ومررت بحلم بطيء لم اصدق انه يحدث، ووضع يده فوق فمي كي لا اصرخ.. ولو لم تحضر عندها...".
تأوه متألما واندفع نحوها..وعيناه تحملان علامات الغضب:
" مايسي..لكنك لم تقولي شيئا..".
" لم استطع..لم استطع..الم تفهم هذا؟كان يكذب وشاهدت الشك في عينيك..صدقته بينما انا احببتك كثيرا! ".
" مايسي...".
" لم استطع البكاء على امي،مع انني حاولت..كل ما استطعت التفكير به هو الدعاء: اوه يا الهي ..لا تدعني اصبح مثلها.. لكنني بعد تلك الليله في فنكوفر لم ار اياً منكما سوى في المأتم..بعدها اجبرت نفسي على النسيان.. اتصدق هذا ياكورد؟وعندما جئت الى المكتب وظننتك ليو، وحاولت ان ...ثم بعد زواجنا عندما جاء خلسه وامسك بيدي، احسست بالغثيان، ولم استطع التنفس.مع ذلك لم اتذكر الماضي..صدقني كورد..لم اتذكر قبل حادثة غرفة المراكب تحت القصر..ذلك المكان الرهيب حيث امسك بي ولم يتركني واستمر في لوي ذراعي يضحك مني،ثم وضع يده على فمي كي لا اصرخ.عندها تذكرت نفس الموقف في الماضي ".
وتقدم كورد يضمها:
" اوه! ياإلهي! سأقتله. فليساعدني الله..سأقتله لأجل مافعله بك! ".
" كورد..لا! لاتفعل هذا، لاتفكر به حتى، الا ترى ان كل مايريده ان يؤلمنا..ان يؤلمك انت؟ لكنه لن يستطيع ان يؤلمك، طالما انت تصدقني..فلا شيء يفعله او يقوله يجعلني اتغير ".
مدت يدها بلطف لتلمس وجهه،تحاول محو الالم الذي سببه الغضب:
" احبك كورد،من كل قلبي..احببتك دائما..ولا احد غيرك..".
عانقها عناقا حاراً وهو يردد بانكسار:
" يا حبيبتي..ياحبيبتي..".
القت بوجهها على صدره:
" اوه..الهي!ارجوك كورد..قل انك تصدقني..لا شيء غيرهذا يهمني
" تعرفين انني اصدقك..لطالما صدقتك في صميم قلبي.كنت انت الحقيقه الوحيده في حياتي ..والامل الوحيد في كل الفوضى التي صنعتها بنفسي..والنور الوحيد في ظلامي حولي.لكنني لم استطع التصديق هنا..في رأسي..كنت اعيش في جحيم طوال هذه السنوات.كنت المرأة التي احببتها والتي اموت لاجلها..المرأة التي لازلت احبها ..والتي ملكت عليّ كل حواسي..ولعشر سنوات خلت..هذا ما لم تعرفيه قبل الان ".
" اعرف انني احببتك..لكنني ظننت ان..".
" حبيبتي..اوه..لم يكن في حياتي سواكِ،وكان يجب ان اعود اليك..اوه..كل ما حدث كان غلطتي..لو لم اكن احمقا وغيورا..تعالي اليّ مايسي ".
وجذبها نحو النافذه ليجلسا الى الكنبه،وجلس قربها يمسح الدموع عن وجهها .وعندما هدأت امسك بيدها وقال:
" اتسمحين لي ان اشرح لك؟ارجوك مايسي..لن يبرر هذا مافعلته،وكيف فعلته،لكن قد يساعدك على الفهم..لا اريد ان تبقى اية اكاذيب بيننا او سوء تفاهم ".
صمت قليلا،ينظر الى البعيد خارج النافذه ثم تابع:
" في البدايه ..كان نوعا من الجنون..كنت الحقيقه الوحيده في حياتي ..وظننت ان هذا الواقع زال،فحاولت تحطيم ذكراك..فعلت كل مايفعله اليائس..حاولت التظاهر لنفسي انني قادر على نسيانك..لكنني لم انجح..بل جعلت من الم الخسارة يزداد سوءا..ولم ارى عائلتي حتى والدي .ولم استطع تحمل وجودي في مكان يُذكرُ فيه اسمك..اتذكرين ماقلته لي عن ابيغال؟قلت انها "عابثه"..احببتك رغم خوفي ان تكوني مثلها اردت ان اكون معك،ان احميك.اعطيك الحنان الذي اعطيته بسخاء للجميع،لابيغال..لابيك..وكنت واثقا انك تحبينني..رأيت هذا في عينيك،وفي وجهك..امنت بهذا كما لم اؤمن بشيء في حياتي..ثم اعتقدت انني فقدت الحقيقه..ولم يبق شيئا! ".
" اوه..كورد! ".
" هذا ما احسست به..وعندما مرض والدي وبدا لي واضحا ان المؤسسة تنهار،فوافقت على المساعده،وبدأت اتحقق من الحسابات..ووقع نظري على ملفك،ولان رؤية اسمك على الورق كان كصلة وصل لي مع الماضي،دققت فيه..كان كله اخطاء.فعمتك لم تترك لك الكثير،لكن ماتركته كان يتبخر بطريقه ما..وراجعت حسابات الزبائن الاخرين ،فاكتشفت ذات الامر .عندئذ ادركت ان ليو هو الوحيد الذي طالما كان ضعيفا امام المال ".
" مالي ايضا؟هذا مستحيل! ".
" لكنه صحيح! ".
" قال لي ليلة رأيته في غرفة القوارب انه كان يفعل شيئا من هذا وانك كشفت امره.لكنه قال...ان ابيغال ساعدته وانه كان على علاقه معها...".
" انها كذبه اخرى من اكاذيبه..فهي اقل خبرة منه في هذا المجال .لقد اعترفت بما فعلت،وانتهى الامر الان.وستبدأ حياة جديدة...".
" لكن..هذا يعني انك كنت تعرف قبل ان اتيك الى مكتبك...اي قبل ان اراك؟ ".
فابتسم:
" اجل..كنت اعرف..لكنني لم استطع اقرار مايجب ان افعله.الاسوء انني كنت سعيدا بكل هذا لانه اعطاني الفرصه لرؤيتك..والمؤسف انني كنت اعاقب ليو على ماحدث بينكما وليس على ما اختلسه من اموال الزبائن،وهذا هو الانتقام،وليس العدل.وما فعله ليو لا يمكن ان يحتمله والدي فحرصت على كتمانه للحفاظ على بصيص الامل والسعاده في حياته.."
" وماذا فعلت؟ ".
" لاشيء..تعرفين كل ما حدث.ذات صباح وجدتك تقفين ببابي فلم اصدق عيني ".
" وادعيت بانك ليو؟وتركتني اؤمن بانك هو؟ ".
" اللعنه!اجل لكنني لم اخطط لما حدث..وصدقت انك نسيتني ..وكنت مضطرا لاكتشاف الحقيقة..فقد لا تتاح لي فرصة اخرى ".
" وهل اجتزت الامتحان؟ ".
وهو يبتسم:
" اجل..لكنك فشلت في الامتحان التالي ".
" عندما جئت الى منزلك؟ ".
" تماما ".
" اكان علي القبول بمطالبك اللااخلاقيه؟ ".
" كنت راغبه..كما اذكر ".
" لا..لم اكن راغبه! ".
مال نحوها ليقبلها ويسأل ساخرا:
" هل انت واثقه؟ ".
" كل الثقه ".
دفعته قليلا ثم اكملت:
" لن تغلبني..اتذكر كم كان اقتراحك مشينا ".
" كنت انتظر دليلا ،كي اتقدم باقتراح شريف.لكنك عندما بدأت بخلع ملابسك..".
اخفضت مايسي عينيها خجلا من الذكرى:
" اكنت ترغب بي،بالرغم مما قلته؟ ".
" اللعنه عليك!تعرفين هذا! ".
احست مايسي بالرغبه ثانيه.
" كورد..".
" لا ..انتظري..واصغي اليّ في ذلك اليوم كنت خائفه ومزريه..ولم اشعر بمثل ذلك الخجل في حياتي.وكدت ان استسلم ..لادعك فيما بعد وشأنك "..
" والزواج؟ ".
" اه الزواج! ".
امسك بيدها ملاطفا واخذ يعبث بالخاتم الذهبي وتابع:
" ما رأيك انتِ؟ ".
" ظننت انك تود معاقبتي..او معاقبة نفسك ".
" اوه..لا مايسي،عقابنا هو في الفراق،وليس في الزواج ".
" هكذا اذن؟ ".
رفعت يده الى فمها تقبلها،فشاهدت الارتياح على وجهه،وقال:
" اعرف انه لم يكن طلبا رومانسيا،ياحبيبتي ".
فضحكت مايسي،وتابع يقول:
" لعبت دورمحامي الشيطان،وفكرت بانني لو كنت صريحا في طلبي الحقيقي لرفضتني على الفور..".
" وهكذا فكرت بقليل من الخداع؟ ".
" ظننت الغايه تبرر الوسيله،ولو لمره واحده.واذكر انك اخترت تلك اللحظه لتوضحي لي انك لا تحبينني..".
" لم يكن ذلك صحيحا ".
" هل انت واثقه مايسي ".
" اجل..لطالما عرفت ياكورد انك تحبني،وانه من المؤلم لك الاعتراف..كما كان بالنسبة لي..لكن يوم الزفاف في الكنيسه ..تأكدت رغم خوفي في البدايه ..وبدا لي انه من الخطيئه الالتزام امام الله وقطع الوعود الكاذبه..فما اتفقنا عليه يجعل من كل مراسم الزواج كذبه..اليس كذلك كورد؟وكنت على وشك مقاطعة الكاهن..لكنك..".
" امسكت بيدك..اليس كذلك؟ ".
" اجل امسكت بيدي،وفجأة تلاشى كل الخوف،واحسست بالفرح،والسكون.وعرفت ان الامر لم يكن كذبه،اتفهمني؟اوه..لقد عنيت كل ما وعدت به واقسمت عليه..من كل قلبي ".
" انا كذلك.ولكنني اعتقدت انك لم تَصدُقيني الشعور ذاته..".
" ليس في تلك اللحظات ".
" والان؟ ".
" الان..اجل حبيبي ".
تركها بلطف ليسألها:
" اذن ..الافضل ان تخبريني..اين كنت هذا الاسبوع؟عندما كنت مسافرا،اكاد اجن من قلقي عليك ".
فضحكت:
" كنت افكر بك.في قصر الاميرة..انا واثقه انك طلبت منها العنايه بي.لاتنكر هذا ".
" ربما..وهل اخبرتك كم احب زوجتي بجنون؟ولا استطيع العيش بدونها؟لديها تعليمات صارمه ان لا تخبرك! ".
" لمحت لي بتحفظ..وسعت مابوسعها لالتقي بباسكال ".
" ولم يعد لديك اي شكوك سخيفه؟ولا غيره؟ولن يكون هناك سبب حبيبتي ".
" اعرف هذا الان،واشعر بالخجل " .
" لاتخجلي حبيبتي..فالغيره هي الوجه الاخر للحب،لكنه الوجه المظلم.ولا يمكن الادعاء بانه غير موجود ".
" وماذا عن ليو؟ ".
فتنهد:
" عالجت الامر دون ان يعرف والدي ..وهو افضل حالا لكنه لن يعيش طويلا ..ليو سيترك المؤسسه ويعيش خارج البلاد ...وسأخصص له راتبا،شرط ان لايحاول فعل ما فعله ثانيه،وان لايقترب منك او من العائله .وهذا كل شئ ".
" اي نوع من النفي؟! ".
" اذا احببت هذه التسميه.فهو الذي انتفى ومنذ سنوات. واتصور انه سينتهي الى ما هو عليه والدك..ولن يزعجنا بعد الان،ولن يلمسك،قلت لها هذا ".
" كورد... ".
" كفي عن الكلام ".
" لكن..".
" تعالي الى هنا يا امرأة..يازوجة،ياإلهي مايسي..مرت عشرة ايام بلياليها بعيدا عنك..اوه ياحبيبتي..".
وتعانقا مجددا تلفهما الرغبه والشوق والحنين.فانارت السعاده وجهيهما وسمعته يقول:
" مايسي..وداعا للخصام والاكاذيب وكل الخلافات ولن يكون بيننا بعد اليوم مايعكر صفو حياتنا حبيبتي ".
هزت رأسها وضحكت.على الفور مدت ذراعيها حول عنقه ،فتمسك بها:
" لماذا ضحكت؟بما كنت تفكرين؟ ".
" لا شئ..لكنني كنت افكر لماذا لا تزيد على ما ذكرت ان لا تغضب بعد اليوم ".
" لماذا؟ ".
" لان الاميره اخبرتني ماذا افعل لو عدت للغضب.هذا كل شيء ".
" وماذا قالت لك؟ ".
" قالت يجب ان امحو غضبك بالحب ".
" فقط عندما اغضب؟ ".
" حسنا..ربما حينها فقط..".
" لكنني لست غاضبا الان ".
" لا..ومع ذلك....".
مررت باصابعها فوق شفته واقتربت منه حتى لامسته،فقال :
" مع ذلك ماذا مايسي؟ ".
فارتجفت ،لكن جسدها امتلأ طمأنينه وهدوءا،وقالت:
" مع ذلك ..ستبقى حبيبي ياحبيبي! ".
***

تمت بحمد الله


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس