عرض مشاركة واحدة
قديم 21-08-18, 06:38 AM   #161

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي


ظلت اليس تحدق في الباب بعد ان غادر جوليان وهي تحاول ان تستعيد ثباتها ,لكن عبثاً تحاول ...فسارع داني بضمها وهو يقول باكياً "ماما ...هل انتِ بخير...؟؟ "

بصعوبةٍ استطاعت هز رأسها دون ان تقوى على قول كلمة

"لمَ يفعل جوليان هذا ....؟؟" سألها داني بأسى فلم تستطع ان تجبه لأنها اخذت تبكي... لا من خوفها مما حصل بينها وبين جوليان قبل لحظات ,بل تبكي مشاعرها التي ضجت بقوةٍ في صدرها لتخبرها انها لا زالت تكن له مشاعر قوية لم تمحوها كل تلك السنين ....

كيف للقاءٍ واحدٍ جمع بينهما قبل سنوات ولقبلةٍ يتيمةٍ ان تؤثر فيها هكذا ...كيف ؟؟؟
لمَ لا تستطع ان تنزع تلك المشاعر الساذجة من قلبها ...بل الأسوء انه حين كان بقربها قبل لحظات وشدها نحوه بعنف كان كيانها ينتظر بلهفةٍ قبلةً محمومةً أخرى ...فأي بؤسٍ هذا الذي تعيشه ...

تحاملت على نفسها ونبذت بقوةٍ مشاعرها الواهنة الساذجة وقررت ان تغادر فوراً لتهرب منه ومن كل ما يذكرها بالماضي...مسحت وجنتيها وقالت لداني بحزم
"سنذهب الآن "

خرجت مع طفلها ثانية وكل ما يشغلها فكرة ان تجد أي عملٍ يمكّنها من مغادرة هذا المكان بسرعة ...حتى لو تطلب الأمر ان تصير خادمةً ....لكن خيبتها كانت كبيرة حين وصلت لمكتب التوظيف وتحدثت مع المسؤولة فيه السيدة كريستي والتي اخبرتها انه ومع الأسف لا يوجد حالياً اي وظيفةٍ شاغرة مناسبة لها ,فالوظائف المتاحة الآن كلها مخصصة للرجال ,والوظيفة الوحيدة المتاحة حالياً لفتاة تشترط كونها عزباء وبلا اطفال ...

واكدت لها السيدة كريستي بتعاطف بأن مكاناً صغيراً كبلدتهم يصعب ايجاد عملٍ به ,ونصحتها ان تبحث في الصحف والمجلات المحلية علها تجد وظيفةً مناسبة في بلدةٍ قريبةٍ ,ووعدتها ان تتصل بها ما ان تجد لها وظيفة مناسبة .

فغادرت اليس مكتب التوظيف والأحباط رفيقها ...ارادت العودة لمنزلها لتختلي بنفسها لتفكر بمعضلتها المزعجة ,لكن داني احتج بشدة وذكرها بوعدها بأن تصحبه للحديقة ,فتحاملت على بؤسها واخذته هناك ...

راقبت بقلبٍ ملتاعٍ صغيرها يلهوا بالأرجوحة بسعادة بينما هي تتخبط بأفكارها التي تبحث فيها عن طريقةٍ للخروج من مأزقها ...

"يال براءة الصغار ...لا يحملون اي همٍ او خوف ... يلعبون ويلهون دون ان تشغلهم هموم الدنيا ...وينسون الأسى بسرعة ,لمَ لا اكون مثلهم ؟؟؟"

زفرت بقوة ٍ وهي تبتسم لصغيرها الذي اخذ يناديها كل حين لتنتبه لحركاته التي يظنها مبتكرة ....ثم تنبهت حواسها بتوجسٍ وشعرت بقشعريرةٍ تنتابها حين احست بشخصٍ ما بقربها ...وقفت بتحفزٍ وتلفتت حولها بتوتر فلمحت رجلاً بسترةٍ جلديةٍ ونظاراتٍ داكنة يقف على مسافةٍ منها وهو يدخن بنهمٍ وينظر ناحيتها ,فباغتها شعورٌ داخليٌ انبأها بأنه ذات الشخص الذي كان يقف تحت عمود الأنارة المطفأ ليلة امس...

بآلية حمايةٍ دفاعية خطت نحو داني وعندها لاحظت رجلاً آخر قرب المدخل يخطو صوبهما ......فشعرت بالبرودة تجمد اطرافها حين ادركت انها وحيدةٌ هي وصغيرها في هذا المكان...ففي هذه الساعة المبكرة من الصباح لم يكن سواهما في الحديقة مع هذين الغريبين المريبين....

"داني...تعال الى هنا ...فوراً " هتفت بحدةٍ في صغيرها اللاهي عنها بلعبته ,حين لم يستجب لها خطت نحوه وشدته بعنفٍ فتذمر قائلاً "لم انهي اللعب بعد ماما..."

"فيما بعد يا صغيري فيما بعد " هتفت برعب واخذت تسحبه خلفها بقوة وهي تتلفت بهلعٍ للرجلين الذان بدأا يتحركان خلفها بهدوء مريب ...

حثت الخطى واسرعت نحو سيارتها لتصدم برؤية تلك السيارة الرمادية تقف على الجانب الآخر من الشارع...
بسرعةٍ اجلس صغيرها في المقعد الخلفي وعدلت المقعد ثم اندست خلف عجلة القيادة واطلقت العنان لسيارتها لتهرب من هؤلاء المريبين...

ظل داني يتذمر من تصرفها غير المفهوم ...لكنها تجاهلت الرد عليه وظلت عيناها تحدقان بهلعٍ في المرآة الجانبية وهي ترى الرجلين يركبان بالسيارة الرمادية ويلحقان بها ...

فادركت بما لا يدع مجالاً للشك انهم يلاحقونها ...ارادت ان تذهب فوراً لمنزلها لتحتمي به لكن ماذا لو تبعوها الى هناك ايضاً ...لذا بدلت وجهتها وتوجهت صوب مركز الشرطة في وسط البلدة وهي ترمق عداد الوقود الذي يوشك على النفاذ ,واخذت تبتهل ان يكفيها الوقود لحين وصولها لمركز الشرطة ...وبمجرد وصولها للشارع الذي يقع فيه مركز الشرطة نظرت في مرآتها فلم ترى السيارة التي كانت خلفها وكأنها تبخرت .... رغم هذا دخلت قسم الشرطة وقدمت بلاغاً رسمياً بالحادثة ,فأُرسِلتْ معها سيارة شرطة لترافقها حتى تصل المنزل بأمان...

نزل الشرطي معها وتفقد لها المنزل ولم يجد ما يثير الريبة لذا غادر بعد ان طلب منها ان تتصل بهم ان حدث أي شيء, لكن كلامه لم يطمنها وظلت خائفة ..

وفي اليوم التالي حصل معها ذات الأمر حين كانت في محطة الوقود ...اذ لاحظت تلك السيارة المريبة تقف عند ناصية الشارع ,وبمجرد ان تحركت بسيارتها تبعتها تلك السيارة ثانية ....وحالما توجهت صوب مركز الشرطة اختفت السيارة المريبة ...

و تكرر الامر معها ثانيةً في اليوم التالي والتالي حتى بات الخوف والقلق يعتمرها ...ولم تعد قادرة على الذهاب لأي مكان ولا حتى ان تأخذ داني للحضانة خشية ان يتجرأ احدٌ ويأخذه من هناك ....

"..هل هذا ايضاً من تدبير الكونتيسة...؟!! "تسائلت بضيق فقد بات الأمر كالكابوس المزعج , صار خروجها مخيفاً لان هناك من يلاحقها دوماً وبقاؤها في المنزل مخيفاً لانها باتت تسمع جلبةً حول كوخها المتواضع في الليل..

وعادت صدى كلمات جوليان وتحذيراته يتردد في رأسها ...فماذا عساها ان تفعل كي تحمي طفلها ....استدعت الشرطة اكثر من مرة ... لكن في كل مرةٍ يأتي رجال الشرطة ويبحثون في الأرجاء لا يجدون اثراً لأي شيءٍ يوحي بأن هناك احد ٌحاول اقتحام المنزل ..

"اقسم لك يا سيدي بأنه كان هناك احدٌ ما ..لقد كان يطرق بالحاح على جدران الكوخ..."قالت باضطراب والشرطي يراقبها بريبة دون ان يخفى عليه اضطرابها وتوترها الشديد.

"سيدتي هذه ليست المرة الأولى التي تستدعين الشرطة خلال هذا الاسبوع ,لقد حضرت لمنزلك اربع مرات وفي كل مرة لا اجد اي شيء مريباً ..ان استمر الوضع على هذا الحال سيعتبر الامر ازعاجاً للسلطات " قال مؤنباً

"انا لا اكذب صدقني ...هناك من يلاحقنا"

"سيدتي انت ترتابين فقط..اسمعيني رجاءً (ومد يده لجيبه واخرج بطاقة بيضاء وقدمها لها قائلاً ) لمَ لا تقومين بزيارة لهذا الطبيب انه رجل ماهر ويستطيع ان يعالجك من الرهاب الذي تعانين منه"

صرخت بحدة "انا لست متوهمة او مجنونة..اقسم لك اني اسمعهم كل ليلة ..ارجوك افعل شيئاً"

"سيدتي لقد سألت الجيران واهل الحي ولم يلاحظ اي شخصٍ فيهم وجود حركةٍ مريبة في الحي ولم يلمح ايٌ منهم تلك السيارة الرمادية التي وصفتها .."

"هذا لأنها تختفي ما ان اصل لمشارف الحي .."

"وماذا عن الحركة المريبة التي تدعين سماعها ...!! سألنا الجميع ولم يذكر ايٌ من جيرانك وجود شيءٍ مريب "

"الأكواخ في حيّنا متباعدة كما ترى ...وهم يعمدون لأصدار هذه الضجة قبيل الفجر دائماً وبجانب كوخي انا ...وعادةً ما يكون الجميع نيام ...ارجوك صدقني.."

لكنه قاطعها بنفاذ صبر قائلاً "ارجوك انتِ ....(زفر بتعب ثم قال بهدوءٍ اكبر ) لا املك سوى النصيحة ..لمَ لا تذهبين لتقيمين عند اقرباء لك او بعض الاصدقاء..ربما ترتاحين قليلاً .."

نكست رأسها ببؤس وهمست بخفوت "لا اقارب لي "وتذكرت بحزن عمتها التي ماتت قبل عامين دون ان تتمكن من رؤيتها الى يوم جنازتها ...فقد قطعت صلتها بها خشية ان تتعرف عليها وتفضح تنكرها فآثرت ان تظل على اتصالٍ بها من بعيد...فهمست بخفوت "لا احد لي.."

هز الشرطي رأسه بتفهم وقال " اتمنى لو تسمعين نصيحتي وتذهبين لأستشارة هذا الطبيب"

حدقت به بعيون دامعة وقالت بمرارة"انا لست واهمة ارجوك صدقني "

بنفاذ صبر زجرها قائلاً .." ما تقومين به ليس جيداً للطفل "واشار لداني الذي كان يجلس على الأريكة يشاهد التلفاز بسأم بعد ان حبس في البيت لأيام...

" سيتأثر طفلك بتصرفاتك العصبية ..وهذا قد يدفع هيئة حماية الاسرة لأخذه منك.."

شهقت اليس بوجل وهمست بخفوت "لا ..هذا طفلي لن يأخذوه مني.."

فرد بنبرة اهدأ "طبعاً لا..لكن عليك ان تخففي من توترك رجاءً ...واسمعي نصيحتي انها مجدر استشارة لن تضرك"

باستسلام هزت رأسها وقالت بخفوت"شكراً لك.." غادر الشرطي وتركها تائهة في دوامة مرعبة لا تستطيع الفكاك منها...

"ماما ...الى متى سنبقى محبوسين هنا..لقد مللت " سأل داني بضيق "اشتقت لاصدقائي في الروضة"

جلست بقربه واحتضنته وهمست بتأثر
"انا اسفة يا حبيبي..." وبكت بمرارة

"ماما..ماذا جرى لكِ !!!...لم تكوني هكذا سابقاً.."

مسحت دموعها واقرت لنفسها ان حياتها على وشك الانهيار وعليها التماسك من اجله...
"لا تقلق يا حبيبي..ستعود حياتنا كما كنا في السابق بل ستصير افضل..اعدك.."

احتضنها داني فاخذت تمسد شعره الأشقر بحبٍ وهي تفكر بحقيقة ما يجري معها فكل ما يحدث يدفعها للجنون ,عند هذه النقطة تفتق ذهنها عن امر خطير .

"هذا ما يريدونه ..ان اصاب بالجنون" فكرت بخوف و ادركت انها تواجه اشخاصاً منظمين يعرفون ما يفعلونه ,لو ارادوا اختطاف داني لفعلوا ...لكنهم يريدون دفعها لريبة والجنون ,فأن تم اتهامها بالجنون ستحرم من حضانة داني بكل بساطة

"داني (هست بخفوت )الامر كله متعلق بداني.." وتذكرت تحذير جوليان بأن ازابيل لن تتوانى عن فعل اي شيءٍ لتحصل على داني ...

نظرت لطفلها الصغير الذي غفى ببراءة في احضانها امالته على الاريكة وغطته جيداً وسارعت صوب سلة المهملات تبحث في يأسٍ عن البطاقة التي اعطاها لها جوليان والتي مزقتها في لحظة ارتباك ...

كانت ممتنة لأنها وبسبب كل ما جرى معها خلال الاسبوع المنصرم قد نسيت ان تفرغ السلة من الأوراق التي فيها...بلهفة افرغت محتوياتها على الارض وبدأت تبحث بين قصاصاتها على البطاقة الممزقة ..وحين عثرت عليها قربت الجزئين من بعضهما وقرأت ما خط على البطاقة...كانت تحوي رقمين احدهما لهاتفٍ خلوي خمنت أنه رقم جوليان لكنه قد فقد بسبب تمزق الورقة رقمين فيه ,والآخر رقمٌ لهاتفٍ ارضي – ومن أرقامه الأولى يبدو لهذه المنطقة وخمنت أنه للفندق الذي يقيم فيه – وقد صعب عليها تحديد احد الأرقام فيه بسبب الورقة الممزقة وشكت بأنه قد يكون (3أو 8) لذا لم يكن أمامها سوى ان تجرب كلا الرقمين ...

يتبع



ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس