عرض مشاركة واحدة
قديم 22-08-18, 01:04 AM   #6

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الرابع

ورقة العــــــــداله

العداله لا ترى الأشخاص , العداله ترى الحقيقة.




أكثر الدروس صعوبة هي تلك التي تعدها لنا الحياة, نخوض فيها تجارب عميقه تلامس ظلام أرواحنا.في اللحظه التي نشعر فيها أننا القضاة و الحكم بين يدينا ,نكتشف فيها أننا كنا محكومين و أننا أطلقنا الحكم لأنفسنا.

قبل عشر سنوات كانت الأرض تهتز مع دقات قلبي و أنا أسير متجهه نحو منصة التخرج لستلام شهادة الثانويه العامه. كنت بكامل جمالي وبكامل فرحي , قلقة قليلا و سعيده كثيرا لأنني أنهيت مرحلة رائعه و سأبدأ مرحله جديده مشوقه.

تراقص قلبي بهجة و أنا أرى نظرات الفخر في عيني أمي ,و ضحكات السعاده أرتسمت على وجوه أخواتي, كأنني أعيش في حلم وردي جميل. تلك اللحظه, كانت فعلا مثالية في نظري. لأول مره لم تلحظ عيني عيوب الحفل و ترتيباته ,و تجاهلت كل من كان يشتعل غيرة ويرمقني بنظرات البوم المشؤوم ويتمنى فشلي. أغمضت عيناي و فتحت قلبي و أخذت أستشعر الحب و النجاح و التفاؤل من حولي. أخذت أغرق في بحرأحلامي الورديه السعيده, اطير بأجنحه البهجه الذهبيه فوق سحاب نجاحي. مؤمنه ان تلك اللحظه كانت كامله السعاده ولو حاول الحزن التسرب إلى قلبي من باب الحنين.

عندما عدنا إلى المنزل طلبت من أمي أن تقرأ لي و ترى في أي مجال ستشرق شمسي المهنيه. جلست أمي خلف طاولتها وفترشت مفرشا أخضر فوقها لأنها كانت تشعر بالأزدهار و البهجه و الوفره و أشعلت شمعتها المعطره بزهور الياسمين و قربت منها الأحجار الكريمه و مسكت اوراق التاروت و قالت سوف أقرأ لك ورقتين . بدأت بالخبص و بتسامتها الدافئه الحنونه لاتفارق وجهها الباسم الجميل. لا أعرف لماذا تشعل أمي الشموع المعطره وتتناسى أن وجهها المشرق يغني عن شموع الدنيا و أنفاسها العطره كافيه لنشر رائحه السعاده في الحياة. أختارت أمي عشوائيا بطاقتان و وضعتهما بالوجه المقلوب على الطاوله و قالت لي بصوت مبتهج "هل أنتي مستعده؟!" أومأت رأسي بالأيجاب .

رفعت أمي بطاقه الحاظر و هي تحدق بي بسرور قالت "عجلة الحظ .عظيم! " ثم رفعت بطاقة المستقبل و قالت مبتسمه "أنها العدالة" أخذت أمي بحماس تفسر أن هذه الترتيب من الأوراق يعني أنني سوف أنجح في وظيفه ترتبط بالقانون و القضاء. قالت أن حظي سوف يزدهر وينمو في مجال قانوني وهذا ما تعنيه بطاقه العدالة و عجله الحظ تعني أن قدري يكمن في هذا الطريق . كانت مستبشره و متهلله و واثقه أنني سأنجح في حياتي المهنيه. لم تكن تعلم أن المستقبل سيكشف مدى خطأ تنبؤاتها. العدالة لم تكن تعني دراستي في كلية الحقوق, وقدري لا علاقة له بكوني محاميه.

في قاعات الجامعة درست المحاماة و لم أدرس العدالة. تعلمت كيف استخرج بذكاء ثغرات العقود المنطقيه و لم اتعلم كيف أستشعر الخدوش العاطفيه التي يتعرض لها الطرف الأخر. تعلمت أن أحتال بخباثه لأنتصر و أجني المزيد من المال و لم أتعلم أن أستسلم ولو لمرة لأستمع إلى نداء ضميري. في مضمار رحلة المحاماة فقدت جزء كبير من أنسانيتي و تعالت الأناء عندي . لماذا شائت لي الأقدار سلوك طريق سوف يغلي هويتي الأنسانيه. كان ذلك الطريق غامض و مخيف لكن لم أشعر بمدى الخوف إلا عندما تعريت تماما من مشاعري وعواطفي . بعدها أيقنت أنني جئت للمستقبل نصف مستعده. عقلك الذي حكم و أوجد الحلول بكل بساطه لكل موكليك يعجز اليوم عن إيجاد حل لضياعك العاطفي. كيف لعقلك أن ينجيك من شتاء أصاب قلبك. هو لا يملك لهيب الأحساس الدافئ ولا شمس المشاعر الذهبيه. كل ما يملكه هو المنطق و الحقائق و التحليلات القاسيه التي تزيدك شتاء قلبك صقيعا و بردا.

القيت بجسمي الهزيل البارد على الكرسي الأبيض القاسي لصالة الأنتظار, وعيني تتفحص تلك الغرفة الصماء الموحشه حيث وقف الزمن بي لسنة ونصف لا أعلم هل أتقدم و أقنع بقدري المؤلم و المر أم أنتظر الأمل بين دهاليز المشفى . أخذت بمرارة ولوعة أرمق بعيني أخواتي الاتي غرقن ببحر من الدموع قبل أن أنطق بشيء. فجأه شعرت بحريق يشتعل في قلبي, و ضيق في صدر وغصه سرقت من الكلمات , ولم أعي لدموعي الحارقه وهي تخرج مني ألا عندما رأيت وجهي ينعكس في عيني سماء الغارقه في الدموع وهي تسألني " ماذا بك؟ مالذي حصل؟!"

بعدها وعيت لأنني كنت غارقه في الدموع لبرهة طويلة حاولت أن أتمالك نفسي ,لكني لم أستطع خرج صوتي مبحوح وكلماتي أنطلقت تائهه متقطعه قلت بغبن و حرقة " أنا عقيم . ولا يمكنني الأنجاب"

صرخت شمس غير مصدقه " ماذا؟ ماذا تقولين أنتي ؟!!"

اشتعلت نار الغضب في داخلي وصرخت في وجهها " أنا عقيم , أنا عاقر , لأيمكنني الأنجاب" أنخفضت نبرة صوتي و أنا أردد ورأسي يهتز يمينا و شمالا" لا يمكنني الأنجاب, لن أكون أم , لن أعيش دفئ الأمومة , سأبقى تائهه في صقيع أنوثتي الغير مكتملة"

سألتني سما بعطف و كان الحزن صوتها:" متى علمتي أنك غير قادره على الأنجاب؟ "

جاوبتها" منذ سنة ونصف قررنا أن الوقت قد حان للأنجاب. كنا قد أجلنا موعد الأنجاب حتى نجمع المال الكافي للأستقلال بحياتنا بعد أن أنجب. لكن عندما راجعت طبيبتي قالت في البداية أنه توجد صعوبات في الأنجاب عندي بسبب أٍستخدامي لموانع الحمل . لسنة كاملة و نحن نجول بين أطباء النساء و الولادة نقوم بعمل التحاليل و دائما ما كانت التحاليل غير مبشرة بالخير. " تابعت بغصة قهر " لسنوات لم أشعر أن عادل مهتم بالأطفال . فور تبدل الأقدار من الأمل إلى اليأس بدأت أرى الحسرة في عينه. رفض أن يعبرعن مشاعره حيال هذا الموضوع ,لكن اليأس غزاه بمرور الأيام . أصبح كئيبا و فقد شغفه تجاه عمله و تجاه الحياة. سمعته يشكي ألمه لأمه يقول لا يوجد ما يستحق الحياة لأجله , ما فائده العمل و التعب أذا لم يبني بيتا لأولاده و أذا لم يشتري السعاده لصغاره. لم أخبره أن سهامه و خرقت قلبي " أكملت ساخرة من ألمي " لم أخبره أنني شعرت كألة تفريخ أطفال عاطلة عن العمل" ماذا عساي أن افعل هذه حقيقة يأسي القاتل.

قاطعتني سما موبخة " لا تقولي هذا . أرجوك"

أجبتها بجزم " هذا هو الواقع و أن كان جارحا. أنا لست كاملة في نظر المجتمع. لذلك أعفيته من ألم الأختيار بين سعادته و بين زواجنا. في النهايه سعادته تعني حياته أما زواجنا فهو علاقة قابلة للأنتهاء و التجديد" تعالت صيحاتي و أنا أفرغ مافي قلبي من ألم و أنزع سكاكين القهر واحدة تلو الأخرى من صدري. أقتربت أخواتي مني وضمنني بقوة و رأسي في صدر قمر و هي تمسح شعري و شمس تضع رأسها فوق رأسي و أخذن يقلن " لا تحزنني ستكونين بخير ,لا يوجد شيء مستحيل "

بعد أن هدأت نفسي أتفقت مع أخواتي بأن أعود للمنزل و ؤأجل رؤية أمي لليوم التالي. وسوف تشرح سما لها كل ماحدث . تركت المشفى و ركبت سيارتي عائدة للمنزل و الكثير من التساؤلات تغزوني و تسيطر علي.كيف؟ ومتى ؟ و لماذا وصلت ألى هذا الطريق المقطوع ؟ هل يمكنني أصلاحه ؟! كيف أصلح شي غير موجود ؟! يجب علي أن أشق طريقا جديدا من هذه النقطه.

تساقطت دموعي مجددا, و بدأت أسهم الأكتئاب تصوب على قلبي وتذكرني بكل ماحدث . باللحظه التي أنقلبت فيها حياتي رأسا على عقب بعد أن أصبحت على علم بعقمي, و أنقلبت الموازين ضدي . أصبحت محكومه بسجن مؤبد في شتائي العاطفي. تبدلت أحوالي في وظيفتي. فجأة صحوت من كابوس الظلم القاتم و صرت أنظر لقضايا الطلاق بعاطفه أكثر. هذا الحرمان الذي فرضه علي القدر, خلق في داخلي مشاعر أنسانية لاتنتمي لي بل تنتمي للعالم. كلما جائتني أمرأة تطالب برفع قضية طلاق سألتها " كم من الأطفال لديك؟" سؤال لم يكن ذا أهميه في السنوات الفائته. صار لب القضايا و أساسها. لا أعلم ما حل بي أنا محامية طلاق فجأة اصبحت مستشارة أسرة. كلما جائت أمرأة طالبه لطلاق ولديها أطفال, قمت بأستخدام قوتي في الأقناع لتغيير قرارها و أذا فشل العقل و المنطق قمت بالعب على مشاعرها. لم أكن أرى العالم من زاويتها و قررت أن أرى العالم من خلال أعين أطفالها. أنا اليوم أم و مسؤوله عن كل هؤلاء الأطفال الذين لم أنجبهم. حملت على عاتقي مسؤولية سعادتهم. مادام الأمر لم يتعدى الضرب و العنف لماذا نهدم البيوت.

ساء حالي في العمل كثيرا. أصبحت في وضع حرج مع رؤسائي, و زاد تأنيبهم لي لفشلي في تحقيق مطامعهم الماديه و أصبحوا في ريبة من يقظة ضميري المفاجئة. لم أنسى المدير حين صرخ في وجهي موبخا " ماذا حل بك نحن لسنا مصلحين أجتماعيين نحن هنا لننهي الزواج وحسب , أترين هذا الكرت الذي تملكين؟ كتب عليه محامية شؤون أسريه , و الطلاق شؤون أسريه " ثم اشاح بوجهه العابس عني و أكمل " ماذا حل بك ؟! أن بقيتي على هذا الحال سوف نغلق أبواب الشركه ونتسول . هل هذا ما تريدين؟!". لم أجد غير الصمت جوابا. كنت تائه في غفلتي ,و كانت نفسي مدفونه في مقابر الضياع. ماذا حل بي وكيف نقلبت حياتي هكذاّ! أنا أتنفس وقلبي يدق لكنني ميته. ذاتي محكوم عليها بالحبس في عالم بين الحياة و الموت. عالم فارغ من كل شي . لماذا لم تعد حياتي تعنيني؟! و لماذا تبدلت أهدافي وطموحاتي؟ متى وقف بي الزمن ؟ولماذا؟ لماذا أنا معلقه هنا في رأسي ؟ ولماذا لا يمكنني الهرب ؟ لم يكن لأسألتي أجوبه ولا لحياتي معنى . بين ليلة وضحاها اصبحت كالنباتات. الهدف من وجودي كان أحيائي فقط و كانت أحدى الوظائف الحيويه عندي معطوبه. أتنفس, أنمو, اتحرك, استجيب للمؤثرات البيئة ,لكن أنا لا أتكاثر. طوق الحزن رقبتي و أنا ضائعه في متاهات رأسي وخنقني, و أخذت دموعي الحارقه تنساب في وجهي كحمم البراكين المتفجره في أعماق البحار.

القدر من أشرس القضاه و لاتعرف عدالته الأشخاص بل تعرف الحقيقه وتحاسب بالأفعال, هاهي الكارما تخبرني بأنني حره لأتخاذ أي قرار في حياتي ولكنني لست حره في أختيار النتائج. كل شي في هذا الكون يدور والحياة عجلة تدور على الدوام لتعيد لنا كل ما أطلقناه في فضائها , فسهام الظلم التي نطلقها تعود لتطعن أجسادنا من الخلف على غفلة منا, و هاهي سهامي تعود لتردي روحي طريحه . شيء بداخلي مات , بسببي , و كنت أسوء الأعداء لذاتي .

************************************************** ****************

وصلت في الساعه الواحده صباحا وفتح لي الحارس باب القصر ونظرت لوجهي في المرآه لقد مسحت الدموع مستحضرات التجميل من وجهي قلت بقلق " باسل سوف يوبخني أن رأى وجهي كئيب. هو لا يحتمل الحزن و الكآبه " فتحت أحد أدراج السياره و أخذت أخفي ملامح الحزن لأصطنع الفرح أمامه. أخبرت نفسي و الحارس يفتح لي باب السياره" أنا أحب هذا الرجل لكن غروره يقتلني في أغلب الأوقات" . أدرت عيناي في سخريه و لقد فهم الحارس أبو أحمد ما اقصد. أخذ أبو أحمد السياره ودخلت أنا القصر وكان الملك جالس على عرشه يحتسي نبيذه الأحمر المفضل و يسمع موسيقاه المفضله .

أقترت منه و أخذ يدي وقبلها وقال بدفئ أزال عني كل التعب" أين كنتي ؟ لقد أشتقت لك ." جلست بجواره على حافة الأريكة وأجبته و أنا اتنهد فرحتي " ذهبت لأحضر باقي أشيائي من بيت العائلة" . قال بعجرفه وغرور كعادته " أية أشياء؟ّ انتي هنا لاتحتاجين أي شيء . أنا أعطيكي كل ماتريدين. أحرقي جميع أشيائك القديمه و أشتري أشياء جديده . حتى هذا الثوب أحرقيه أنه قبيح ولا يعجبني " قالها وهو ثمل و علت وجهي ضحكه وأنا أخبره " لكن أنت من أهديتني هذا الثوب" ضحك هو الآخر على نفسه وقال بغرور " مستحيل ! ماهي ماركة هذا الفستان؟!" أجبته فورا" مايكل كور "

" أن موضته قديمة, لا يعجبني بتاتا , أخلعيه , أبقي عاريه " أقترب من أذني وهمس " أنتي اجمل عندما تكونين عارية"

ضحكت بصوت منخفض وامسكت وجه أنا اطبع قبلة على خده الأيمن و أصابع يدي اليمنى تلعب بشعره الجميل و همست " هل تسمح لي أن أذهب للأستحمام ملكي الجميل ؟"

قمت من على الأريكه و اتجهت بتجاه المصعد الكهربائي و أذا بي اسمع خطواته بسرعه من خلفي . أحتضنني بشغف من الخلف و حملني هامسا " لدي فكره أفضل."



التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 22-08-18 الساعة 06:02 AM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس