عرض مشاركة واحدة
قديم 22-08-18, 07:32 AM   #167

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي

صباح الخير على الحلوين جاء الفصل السابع ان شاء الله ينال رضاكم



الفصل السابع
طوق الآمان


جالت اليس في ارجاء منزلها بتوتر وقلق وتفقدت كل النوافذ والأبواب كنوعٍ من الوسواس القهري الذي انتابها مؤخراً من شدة خوفها من ان يقتحم احدٌ عليها منزلها ...فقد عاشت في الأيام الآخيرة رعباً حقيقياً بسبب أولئك الاشخاص المجهولين الذين لاحقوها ...لقد ابلغت الشرطة عنهم وقدمت بلاغاتٍ عدة وذكرت اوصافهم واوصاف سيارتهم الرمادية , لكن مع الأسف فأيٌ مما قامت به لم يفيدها ...فبالنسبة لها ما عادت تستطيع الخروج من منزلها ولم ترى تلك السيارة ثانيةً ...لكنها لازالت تسمع حركةً مريبةً حول كوخها في الليل....
وفي كل مرةٍ تطلب بها رجال الشرطة يأتون اليها لكن لا يجدون شيئاً يدل على محاولة اقتحام محتملة ,فينظرون لها بنوعٍ من الريبة وكأنها انسانة واهمة او مجنونة...ويقولون لها بتهكم

"ربما كانت بعض الكلاب الضالة تبحث عما تقتات به ..."

وقد زاد شكهم في صدق كلامها حين سألوا اهل الحي ولم يؤكد ايٌ منهم روايتها ,وكيف لهم ان يفعلوا واصحاب السيارة الرمادية حذرون ويتجنبون دخول حيها ,فادركت انها خطةٌ مدبرةٌ منهم لأثارة خوفها واضطرابها ,وقد تأكد لها ذلك حين قام الشرطي بأعطائها بطاقة احد الأطباء النفسيين ناصحاً اياه بمراجعته ,فعرفت انها باتت وحيدةً في مواجهة مجموعةٍ من الأشرار .

ويوم امس حصل امرٌ مزعج للغاية ,فقد جاءها جوليان مرةً اخرى واخذ يقرع الباب بإلحاحٍ كبير ورجاءٍ بأن تفتح له الباب ليحدثها ,لكنها جبنت ولم تستجب له فهي لا زالت خائفة ومرتبكة ولا تستطيع ان تجزم بصدق ادعائه ....صعدت لغرفتها واختلست النظر نحوه من خلف الستائر ..

ظل جوليان يتوسلها برجاءٍ حار ان تفتح الباب له وكاد قلبها ان يطاوعه ويستجيب لنداءاته , لكن عقلها انبها وحذرها من مغبة ما قد يحصل...فهو يطلب منها امراً يصعب فعله ...فقد اشترط لحمايتها ان تصبح زوجته وهو امرٌ يستحيل حدوثه لأنه عندها سيعلم حقيقتها ...

وبينما هي تراقب جوليان من خلف الستائر جاءت دورية الشرطة التي باتت تمشط المكان في الآونة الآخيرة استجابةً لبلاغاتها المتكررة ...ولسوء الحظ اوقفوا جوليان واخذوه معهم مشتبهين ان يكون من اولئك الرجال ,سارعت اليس نحو الباب تريد ان توقفهم لتقول لهم دعوه انه ليس منهم ,لكن يدها تصلبت على أكرة الباب ولم تقدر على الخروج ...وهواجسها وشكوكها عادت لتعصف بها وتحول بينها وبين انقاذه..

راقبته خلسةً حين اخذوه ولم تقدر ان تمنع قلبها من الأنين حزناً عليه ...وظلت قلقةً على مصيره ,وفكرت مراراً بأن تتصل بالشرطة وتخبرهم ان يدعوه ,لكنها عادت تؤكد لنفسها انهم سيخلون سبيله بأي حالٍ إن اكتشفوا انه بريء...وهذا قد يصب في صالحها فهي ستتأكد حقاً من انه لا يعمل الكونتيسة ..

لازمت نافذتها تختلس النظر من خلالها بين الفينة والأخرى نحو سيارته البيضاء التي خلفها وراءه بعد ان ركب بسيارة الشرطى ,وكلها امل ان يعود لتتأكد انه بريء....وبالفعل لم يطل غيابه وبعد نحو ساعةٍ عاد ثانيةً ,وكم ابتهجت لذلك وامتلأ قلبها املاً ,لكن حين رأت مقدار تكدره وانزعاجه أيقنت انه استاء مما حصل له فاحجمت عن الخروج خجلاً وارتباكاً هذه المرة ..
ومع الأسف استسلم جوليان بسرعة هذه المرة وتركها وذهب ...وشعرت بفراغٍ كبير ورعبٍ بعد مغادرته ...حاولت مواساة نفسها بالقول

"ربما هذا افضل للجميع .."
لكن قولها هذا لم يفدها في شيء...فقد ظلت خائفة متحفزة ومضطربة...

من شدة اعيائها وارهاقها نامت على الأريكةً وعادت الكوابيس والاحلام المزعجة تهاجمها بشرسة, وافاقت فجأةً في نحو الساعة الثانية بعد منتصف الليل على حركة مريبة حول كوخها كانت اقوى من اي وقتٍ مضى , نظرت من خلف الستائر بوجل فرأت خيال اشخاصٍ عدة يقفون خارج سور حديقتها .. فذعرت بشدة وتوجهت صوب الهاتف لطلب الشرطة ,لكنها ترددت في اخر لحظة خوفاً من ان يهرب الرجال كالعادة حين تأتي سيارات الشرطة .. وعندها سيرمقها رجال الشرطة بتلك النظرات المتشككة في قواها العقلية ,وليس مستبعداً ان يتهموها بالكذب والادعاء مرةً اخرى ,وتذكرت تحذير الشرطي اخر مرةٍ حين قال لها "ان استمر الأمر هكذا سنعتبره ازعاجاً للسلطات.."

اخذت تتحرك بأضطراب وخوف لا تدري ماذا تفعل ,ثم عادت تسمع همهمة قريبة للغاية فعادت تنظر من خلال الستائر فرأت احد الرجال يتسلق سور حديقتها ,فابتعدت عن النافذة بوجل ,و تراء لها جوليان الذي ظل يرجوها ان تصدقه ,وفي تلك اللحظة تمنت لو انه هنا معها ليحميها ,ولعنت جبنها وشكها فيه ...فلو انها صدقته لكان الآن هنا... معها ...ليحميها هو وصغيرها منهم ...هو قال هذا
"سأحميك وابنك بدمي.."

"آه يا جوليان "همست بأسى وعادت تسمع همهمة الرجال المرعبة فما عاد امامها خيارٌ آخر...استجمعت شجاعتها وسارعت برفع سماعة الهاتف وقررت ان تتصل به وتخبره انه إن اراد ان يثبت لها صدق نواياه فليأتي حالاً و لينقذها من هؤلاء الاشخاص...

طلبت رقم الفندق بيدٍ مرتجفة وانتظرت بفارغ الصبر وهي تقدم اظافرها بتوتر ..وبعد عددة رناتٍ تهادى لها صوت نفس السيدة لكن بدا صوتها نعساً للغاية ,فأدركت انها ايقظتها من النوم ,وعادت تمسح xxxxب الساعة ببصرها واكدت لنفسها "اعرف ان الوقت تأخر لكن ماذا افعل؟!!"

"الو...من هناك ؟؟" تسائلت السيدة روز وهي تقاوم تثائبةً هجمت عليها من شددة نعاسها

بلهفةٍ سألتها اليس "هل جوليان هنا ؟؟"

"جوليان ؟؟!" سألتها روز بشكٍ من ان تكون سمعت الأسم خطأ..."جوليان من؟!!"

فترددت اليس ماذا تخبرها فهي لا تعرف ان كان مشهوراً بكنية فياندن او لا ؟؟ وتذكرت سيارته

فقالت لها بحماسة "الذي يملك سيارةً بورش رياضية بيضاء " بدت بالنسبة لها طريقةً سخيفة للتعريف لكن ما عساها ان تفعل غير هذا فهي لا تعلم اي شيءٍ عنه ...

فأجابتها روز بدهشة "هل تعنين السيد فالكانيية..؟؟؟ "

بدى لأليس ان هذه الكنية تليق به فردت بحماسة "اجل "

"لا ...مع الأسف ...فقد غادر السيد فالكنييه هذا المساء " .

"متى سيعود؟ "سألتها بقلق

"لا اظنه سيعود ياعزيزتي لقد دفع حسابه وغادر الفندق..."

شعرت اليس بالبرودة والخواء فجأةً من فكرة انه غادر ...غادر وتركها هنا وحيدة ....الم تكن هي من قالت له غادر ولا اريد ان اراك او اسمعك !!!...فلماذا تشعر اذاً بالخذلان...!!
ماذا توقعت ان يفعل بعد ان طردته مرتين واهانته وتجاهلته...هل توقعت أن يعود لها ويستجديها ان تصدقه ...!!

"ألو...ألو...."
عاد صوت السيدة روز تحدثها ,فتمالكت اليس شتات نفسها وهمست بخفوت وهي تداري دموعها ..."شكراً لكِ "

وقبل ان ترد السيدة لها الجواب اغلقت اليس الخط ...واخذت تبكي بحرقة شديد ,لقد ضيعت بغبائها وتعنتها فرصة انقاذ ابنها .....ثم قفزت من مكانها بهلعٍ ما ان عادت تسمع دوياً قوياً في الخارج ,فعادت للهاتف بلهفةٍ تطلب رقم النجدة بأصابع مرتجفة وهي تفكر بذعر ...

لايهم ان يتهموها بالجنون او الريبة ,المهم ان تخرج من مأزقها هذا ... ارخت السمع بلهفةٍ منتظرةً ان يأتيها صوت موظفة استقبال الحالات الطارئة التي ردت بصوتها العملي المميز "مركز الطوارئ بماذا اخدمك ؟؟"

بالكاد نطقت اليس "ارجوكم ...هناك احدٌ ...." حتى انقطع خط الهاتف..

"ألو ...ألو...!! "رددت اليس بهلع لكن دون فائدة فأدركت أن هناك من عبث بخط الهاتف من الخارج ..يريدون عزلها عن العالم ..

وفي تلك اللحظة وقبل ان تسترسل بلعن فقرها وظروفها التي لم تتح لها شحن هاتفها الخلوي منذ اسابيع قطعت الكهرباء ايضا ً ,وتعالى فجأةً صياح داني ينادي عليها بخوف "ماما ..انا خائف ..ماما"

"لا تخف يا حبيبي أنا قادمة "

وتلمست بصعوبة طريقها نحوه وتعثرت عددة مرات بسبب الظلمة واصابت ركبتها بكدمةٍ مؤلمة بعد أن ارتطمت بحاجز الدرج الخشبي ...لكنها تحاملت على ألمها واخذت تحدثه بصوتٍ مرتفعٍ لتطمأنه

"لا تخف يا حبيبي ماما قادمة ..." مدت يديها امامها تتلمس طريقها كفاقدي البصر..و شيئاً فشيئاً بدأت عيناها تعتادان الظلام ,صعدت نحو غرف النوم ودنت من داني وضمته لصدرها واحتضنته بقوة واخذت تهدئه بصوتها الرقيق الذي لم يخلو من التوتر ... كان يبكي بخوف شديد فهو يخشى الظلام تماماً كما كانت امه ليزا ..

"لا تخف يا حبيبي لقد قطعت الكهرباء ...ستعود بعد قليل .."

"انا اخاف الظلام مامي "

ردت عليه مدعيةً الشجاعة "لا تخف يا صغيري..ان الظلام لا يخيف ...دعنا نتخيل الامر وكأنها حفلة عيد ميلاد ..اتذكر لقد اطفأنا الانوار في عيد ميلادك .."

"اجل لكن الشمع كان ينير المكان.." علق ببراءة

"حسناً لمَ لا نحضر بعض الشمع ونضيئه ,ونتخيل انه عيد ميلادك .."

توقف داني عن البكاء وتشبث بها وهمس "حسناً "

فتوجها معاً صوب المطبخ حيث تحتفظ بالشموع اخذت بتوتر- تحاول جاهدةً اخفاءه- بالبحث عن الشموع...وقبل ان تجدها ..سمعت صوت تحطم شيءٍ ما ,ثم تلاه صوت تكسير زجاج النافذة في غرفة المعيشة

صرخت هي وداني مذعورين... وتشبثت بأبنها وتكورت في احدى زوايا المطبخ الصغير بعد ان اغلقت على نفسها الباب بأحكام وظلت تنظر بهلع نحو نافذة المطبخ خشية ان يكسرها احدهم ويدخل من خلالها ...

رأت انوار مصابيح يدوية تنعكس من خلال النافذة فخبأت رأسها خلف الخزانة حتى لا يلحظوها ....ثم زادت وتيرة الاصوات من حولها ,وأجفلت من الخوفٍ بعد ان سمعت همهمة وضحكات عابثة تصدح في الخارج ,ثم سمعت صوت حركة فوق السطح القرميدي لكوخها , فاغمضت عينيها واخذت تدعو الله ان يحميها وصغيرها ويخرجهما من هذه المحنة سالمين ....

فجأةً تهادى لها صوت هدير محرك سيارة مسرعةٍ قادمةٍ نحو كوخها ,ثم علا صوت صرير فراملها الشديد وبعدها سمعت هتاف احدٍ ما يصرخ بحدة :

"هاي انت توقف مكانك.."

ثم سمعت صوت خطوات اقدامٍ متعثرةٍ فوق السطح قبل ان يدوي صراخ رجلٍ ما وكأنه سقط من فوق كوخها ,ثم علت غمغمة كلامٍ غير مفهوم وأنين رجل يتألم ,وبعدها علا صوت عراك ٍ شديد ,ثم دوّى صوت المعدن فأدركت ان احداً ما ارتطم ببرميل القمامة خاصتها ,وأخيراً سمعت صوت محرك سيارة تنطلق مسرعة ,ثم هدأت الضجة مرة واحدة حتى عم السكون تماماً وعندها ادركت انها كانت تبكي هي وطفلها بصوت عاليٍ...

قفزت خوفاً حين سمعت طرقاً قوياً على بابها وشعرت بقلبها يقفز بين ضلوعها واعتقدت ان الباب سيكسر من شدة الطرق ,ضمت داني لها وعادت تبكي بذعر ..لكنها في خضم ذلك تنبهت لصوتٍ بدا مألوفاً لديها ,صوت لم تسعد يوماً بسماعه مثل هذه المرة , صوت جوليان ..كان يطرق بقوة على الباب وهو ينادي عليها بلهفة

" ليزا ..هل انت هنا؟؟ ..ارجوك افتحي الباب ..ليزا ...داني ..!!"

"انه جوليان يا ماما "هتف داني بفرح يوازي فرحها

"اجل انه هو" رددت بسعادة وحملت طفلها بين ذراعيها وسارعت لتفتح الباب

"ليزا..ارجوك اجيبيني ...هل انت بخير؟؟" كان جوليان يطرق على الباب بقوة ..

تلمست طريقها في الظلام صوب الباب وسارعت بفتحه ,وما ان شاهدت جوليان حتى ارتمت بحضنه تبكي بمرارة ,ضمها له بقوة فتشبثت به هي وداني وهما يبكيان واخذت تتحدث بصوت متشنج من شدة البكاء

" لقد كانو هنا...لقد خفت كثيراً..لقد ..قطعوا ..الكهرباء.. انهم..."

"ششش... اهدئي يا عزيزتي انت بأمان الان...أنتِ بأمان "

تلمس شعرها برقة ليواسيها ويطمأنها ,ثم حمل عنها داني بخفة واحتضن كتفها وسار بهما للداخل بعد ان اغلق الباب بحركةٍ خاطفةٍ من قدمه ..عاد يطمأنها بكلامه وصوته الهادئ ..حتى ذهب عنها الخوف قليلاً....

" لا تقلقي لقد هربوا "

اقتربوا من الاريكة فأنزل داني اولاً ثم تلفت حوله في المكان الغارق في الظلام ..

فعادت اليس تتحدث بتوتر " لقد قطعوا الكهرباء عنا و الهاتف ايضاً...لقد ذعرت كثيراً" وعادت تتشبث به بوجل .
فرد مهدئاً "لا تخافي.."

ثم اخرج من جيب سترته هاتفه المحمول الحديث ,واشعل ضوء الفلاش فيه فأنار المكان قليلاً ..رأى دموعها المنهمرة على خديها بغزارة فمد يده بتلقائيةٍ ومسحها برقة وهو يقول بلطف

"انا هنا معكِ الآن ولن اتركِ فلا تخافي"

هزت رأسها موافقة فقد شعرت بالفعل بالراحة لوجوده معها ...ولعنت غبائها وتعنتها في ابعاده طوال الفترة الماضية ..

ابعد جوليان يده عنها مكرهاً وقال بشكل عملي "اظن انه يجب ان نتصل بالشرطة لنخبرهم بما حصل ..."وادار هاتفه وسألها عن رقم النجدة ...

فردت بخفوت "هذه ليست المرة الأولى التي يحصل فيها هذا ...اعني قدوم هؤلاء الرجال ...لكنها المرة الأولى التي يقومون فيها بتحطيم النوافذ...في كل مرةٍ كنت اسمع جلبتهم اقوم بالأتصال بالشرطة فتأتي لكن للأسف بعد ان يكونوا قد هربوا ,والشرطة ترفض تصديقي ....اتهموني بالتوهم ..."

وعادت تنتحب باكية ,فسارع بضمها لصدره بحنان وحاول التخفيف عنها قائلاً
" اهدئي ارجوك ...واخبريني بكل ما حصل "

فاخذت تقص عليه ما حصل معها في الايام الماضية وكيف عانت الامرين مع داني وماذا قالت لها الشرطة..

" اللعنه انهم فعلا حقيرون ,يريدون ان يظهروك بمظهر الكاذبة . ..ثم عندما يضربون ضربتهم لن يصدقك احد ..كحال الراعي والذئب..."

لاحظ جوليان انتفاضة جسدها وارتعاشها خاصة وانها ترتدي لباس نومٍ قطنيٍ خفيف امسكها واجلسها بقرب داني وخلع سترته وغطاها بها

"اشكرك"همست بأمتنان واحتضنت داني المرعوب في حجرها وغمرتهما سترة جوليان الكبيرة بالدفئ .وانعشتها رائحته الزكية العالقة بها والتي تشربتها انفاسها بترحاب ..

" لمَ لمْ تخبريني بكل هذا ؟...لمَ تجاهلتني بالأمس حين جئت إليكِ ...لمَ ؟!!"سألها بعتب

فاشاحت وجهها بارتباكٍ وخجل وتجنبت النظر اليه , فهي حتى مساء اليوم كانت تضعه والكونتيسة في خانة واحدة...

فهم جوليان من صمتها ما كانت يدور بخلدها ...وشعر بغصةٍ مرةٍ في حلقه من خوفها منه وشكها فيه وتذكر كلمات السيدة روز حين قالت "الثقة تكتسب ولا تمنح ..."

فجثى امامها وأحتضن يديها بين كفيه..وشد عليهما بحرارةٍ وهو يقول بصدق
" ليزا ..انا اريد مساعدتكم ,صدقيني...فلمَ لا تثقين بي..؟!!"

همست باضطراب " انا خائفة ... ومرتبكة ولا اعرف ماذا افعل ...أو ماذا اصدق "
وعادت تبكي بمرارة

وضع جوليان يده تحت ذقنها ورفعها لتواجهه وقال لها بانفعال وصدق " عليك ان تثقي بي ,فانا اقسم اني سأحميك وابنك بروحي ودمي..لن اتخلى عنكما ..وهذا قسم اشهد الله عليه.."
شعرت في تلك اللحظة بصدقه ,كانت عيناه تأكدان لها ذلك .

انها تائهة وجوليان يمثل لها الآن طوق النجاة الوحيد فهل تتمسك به ام تظل تتخبط لوحدها في امواج متاهةٍ مرعبةٍ لا قرار لها , هي لوحدها لن تستطيع ان تقف بوجه شرور الكونتيسة وألاعيبها ,لكن مع جوليان يمكن ان يكون هناك أمل

فهزت رأسها موافقة وهمست بخشية وهي تضم داني الذي بدأ يهدأ قليلاً لصدرها
"انت لن تأخذه مني اليس كذلك ؟!!"

هتف بقوة "لا ..."
(وتطلع لداني الذي كان يدعك عيونه الدامعة بقبضتيه الصغيرتين ,فابتسم له ليبعث الطمئنينة في قلبه الصغير الخائف ,ولمس رأسه بحنانٍ وعاطفة فسارع داني بالأرتماء بحضنه الرجولي الأبوي الدافئ يستقي الآمان ,فاعتصره جوليان بعناقٍ ابوي حنون ,ثم نظر لها بعد ان رأى استرخاء ملامحها وتقبلها للانسجام بينه وبين صغيرها ووقال لها مشجعاً وبثقة )

"داني ابنك انتِ يا ليزا ...ولن يأخذه احدٌ منك....وانا سأحميكما ...هذا وعدٌ مني ..."

في تلك اللحظة لم تستطع ان تنكر ان قلبها صدقه منذ البداية لكن خوفها حال دون إقرارها بذلك ,لكن الآن هي تصدقه وتثق به .... فهمست بخفوت "أصدقك"

شعر جوليان ان الصخرةً الضخمةً التي جثمت على صدره طويلاً قد ازيحت عن كاهله حين قالت ذلك ,فأبتسم لها بسعادةٍ وبعفويةٍ ضمها لصدره بقوة ...وسرّ حين لم تبعده عنها بل تشبثت به بقوةٍ وبكت على كتفه بحرارة ...فهي في حالها تلك تشعر بالتخبط والضياع لكن بين احضانه احست بالآمان ولأول مرة منذ زمن طويل ...

*****************************

يتبع


ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس