عرض مشاركة واحدة
قديم 23-08-18, 08:49 PM   #132

Siaa

نجم روايتي وكاتبة وقاصةفي منتدى قصص من وحي الاعضاءونائبة رئيس تحرير الجريدة الأدبية

 
الصورة الرمزية Siaa

? العضوٌ??? » 379226
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,353
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Siaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond repute
?? ??? ~
يجب عليك أن تدرك أنك عظيم لثباتك بنفس القوة،رغم كل هذا الاهتزاز~
افتراضي

الفصل الثالث

"المفاجأة تفضح مشاعرنا الحقيقية"


لقد آُخـِذت على حين غرة.... فهي لم تتوقع أن بمجرد التفاتها ستقابل مع رجل نصف وجهه مشوه بشكل كامل وبشكل تلقائي كانت تصدر شهقة متفاجئة وتعود خطوة للخلف.... أنزلت رأسها بسرعة ووضعت كفها على قلبها تهدأ من نبضاته المتسارعة بينما تسمع الرجل يقول باعتذار :
" اعتذر هل اخفتك..."

جاهدت لتصلب وقفتها والا تفر هاربة وردت بتوتر :
" لا بأس..."

أخذت نفس ورفعت رأسها له تنظر لنصف وجهه السليم ومع هذا لم تستطع تبين ملامحه بشكل جيد... إلا عينيه الزرقاء.. وسألته باستغراب :
" من انت؟؟..."

رمقها بنظرة معتذرة أخرى وقال بحرج :
" لقد ظننتك شقيقتي شمس... اسف لو ازعجتك..."

شقيقته!!!.... هل تشاء الصدفة أن تكون بنفس اسمها.... طالعته ببعض الشك الممزوج بالخوف الذي لا تدري سبب له ثم تمتمت وهي تتحرك :
" ليس هناك مشكلة...."

استدارت وبدأت تخطو لداخل الفندق بخطوات مشدودة تمنع نفسها من الركض من دون أن تلتفت خلفها ابدا حتى اختفت بعيدًا عن عينيه والتي تحول تعبير الأسف فيهما إلى تعبير يحمل كل المعاني المخيفة ثم غادر كما ظهر فجأة ممنيًا نفسه بقرب اللقاء... ابتسم... اللقاء القريب جدا
دخلت الغرفة وهي تلتقط أنفاسها المحبوسة ثم رمت حقيبتها جانبًا ليصلها صوت سناء متسائلًا :
" لماذا تأخرتِ هكذا..."

نفت بحركة مرتبكة ثم جلست على السرير تتخلص من حجابها بينما تردف سناء بفضول :
" وجهك شاحب... ماذا حدث... هل تشاجرتِ مع معاوية"

نظرت لها بحنق ثم ردت نزقة :
" لا بالطبع... كل ما في الأمر أني متعبة قليلًا...عن اذنك..."

دخلت الحمام حتى تتخلص من اسئلتها المحاصرة وهناك أمام المرآة سألت نفسها بحيرة.... لماذا قلبها منقبض الان... لماذا تشعر بكل هذا الانزعاج وعدم الراحة.... هي نفسها لا تدري....

*****************

" كيف لا يمكننا الذهاب... أيمكن أن تشرحي لي السبب..."

قالت ماريا ذلك معترضة وهي تكتف ذراعيها أمام صدرها بينما الامتعاض يظهر على وجهها... فكيف تخبرها سكينة أن اليوم لن يستطيعا الذهاب لمركز الأطفال.... كيف وهي التي لم تفوت الذهاب هناك الا لأسباب قاهرة جدًا...

" حبيبتي اسمعيني... اليوم لا أستطيع أن أذهب معك... لدي بعض المشاغل لذا ما رأيك أن نؤجلها ليوم آخر؟"

رفعت حاجبها باعتراض وقالت بعناد :
" بإمكاني الذهاب لوحدي لست طفلة..."

أمسكت سكينة ذراعها تريد اقناعها الا ان ماريا سحبته بلطف ثم وقفت مستطردة :
" سأذهب الان حتى لا اتأخر على الأطفال... "

أمسكت بعصاها وكفها تشتد على مقدمته بعصبية ونهضت لتقول سكينة من خلفها بحزن :
" تتجاهليني ماريا.... أأستحق ذلك منكِ... "

أطلقت شهقة مندهشة وتمتمت :
" أتجاهلك!!.... انا فقط احاول مقاومة ما تريد امي منعي منه..."

وقفت هي الأخرى أمامها ورددت باستفهام :
" تمنعك؟.... لماذا خمنتِ بأن والدتك من تمنعك من الذهاب..."

هتفت بتساؤل ساخر :
" من إذًا سيمنعني... أنتِ..... هه "

" ماريا..."
رمشت تمنع نفسها من انزال الدمعة التي وقفت على أعتاب قلبها وقالت بحرقة :
" هل امي تكرهني .... هل تكرهني لدرجة ان تحرمني من الشيء الوحيد الذي يؤنسني ويجعلني أشعر بأني حية كما لم أكن من قبل..... هل تعلم بأن رؤية الأطفال تطبطب على قلبي المخذول بشدة.... هؤلاء الأطفال لا يعرفوا بأني عمياء.... ولا بكوني عرجاء..... لا يعرفوا انا ابنة من وكم أملك واين اعيش..... انهم لا يعرفون شيئًا عني ومع هذا... ومع هذا يتعاملون معي بحب... باهتمام أراه بأعينهم الطفولية.... وليس كأني زجاج قابل للتهشيم بأي وقت.... هل فهمتِ... "

لكن في النهاية تلك الدمعة عاندتها وانهمرت... وكسرت كل ما ادعته من صلابة.... شهقت ورفعت يدها تمسح وجهها وهي تقول بتصميم :
" مستحيل ان أدعها تمنعني من ذلك مهما كانت الأسباب..... "

ارتكبت سكينة ولم تجد ما تقوله.... من جهة تساند السيدة علياء بقرارها... فلا أحد يدري كيف ستكون ردة فعل ماريا إذا ما التقت بأفنان.... ومن جهة تريد أن يلتقيا عل هذه الجروح تختفي.... والكفة الأخرى هي من تأخذ النصيف الأكبر لكنها لا تدري كيف يمكن أن تخبرها.... لا تدري حقًا
اقتربت من ماريا ومسحت على رأسها مرددة بحنان :
" حسنًا حبيبتي... فقط هدأي أعصابك..."

من دون أن ترد عليها تحركت وخرجت من الغرفة فلم تملك إلا أن تتبعها متيقنة من فشل خطتها بإيقافها... وانتهى اليوم بأن زارت الأطفال رغمًا عن الكل..... لكن الابتسامة لم تزرها ككل مرة...

حدقت ماريا من خلال نافذة السيارة وهم بطريق العودة ثم همست بعد صمت طويل :
" لا تقلقي.... انا من سيتفاهم مع امي..."

اغمضت عينيها بيأس وقالت :
" لكن ماريا... الأمر ليس.."

قاطعتها بنفس الهدوء الذي التزمت به منذ الصباح :
" قلت لا تقلقي..."

لمست زجاج النافذة بأصابعها وتمتمت بصوت يكاد يـُسمع :
" متى ستمطر... اشتاق للمطر.... "

تساءلت سكينة بحيرة :
" ماذا قلتِ.. لم اسمع..."

أخرجت طرف رأسها من النافذة ونظرت للسماء... تمنت أن تستطيع رؤية الغيوم حتى تتنبأ أن كانت ستمطر ام لا.... بطفولتها كانت تفعل هذه الحركة وكثيراً ما كان يتحقق تنبؤها... لكنها الان لا تستطيع...
" احتاج للمطر... ليغسل قلبي من جديد..."

******************
عدلت من ملابسها الرسمية جيدًا ثم أخذت تسرح شعرها الذي تركته مفرودًا لتغير رأيها وتخرج من حقيبتها ربطة مطاطية صغيرة تجمع بها شعرها بأناقة... ثم عادت لتأخذ نظرة أخيرة على مظهرها وهي بغاية التوتر... والسعادة.... لقد تم قبولها بهذه الشركة سعيدة لذلك ومتوترة لأنها مقبلة على أناس جدد وحياة مختلفة عما إعادتها.... وهذه هي المشكلة... فلم تكن من الأشخاص الذين يتقبلون التغيير بكل بساطة..... بل التغيير يرعبها....والاختلاف لطالما كانت تبتعد عنه قدر الإمكان.... والآن هي مقبلة على شيء جديد.. ربما سيطول أو يقصر... هذا يعتمد على مدة بقائها هنا.... لكنها موقنة انها أبدًا لن تغادر دون رؤية ماريا.... موقنة بعد تفكير ومحاربة اي خوف قد يتسلل لها....

" تشجعي افنان.. كوني قوية وضعي الضعف جانبًا... فلن يفيدك بشيء.... اتفقنا..."

وكتشجيع آخر لنفسها رفعت قبضتها الا انها عادت وانزلتها بحرج..... لقد بالغت بالحماس...!

عندما دخلت الشركة كان أول شخص رأته هو السيد عامر.... كان يبدو يتكلم مع احد لم تتبين من هو... إذ أن جسده لم يكن ظاهرًا لها... فمالت يمينًا بفضول ثم اعتدلت بسرعة وهي تبصر هيئة مرأة بجانبه..... تحركت بتعثر وهي تهمس لنفسها :
" تبًا... لا وقت لارتباكي الآن..."

مشت باتجاه قسمها مما اضطرها أن تمر بجانبه فاكتفت بإيماءة تحية عندما انتبه لها وأكملت طريقها...

" من هذه المرأة..."

ابعد عامر نظره عن افنان وأجاب خطيبته بنبرة عادية :
" موظفة جديدة..."

عبست دنيا وقالت ببعض الغيرة :
" وكيف تعرفها... "

لم يتوقف عن سيره ورد :
" التقيت بها صدفة..."

رفعت حاجب غير راضي وقالت بعدم تصديق :
" صدفة!... أين"

تجحرت عينيه واستدار لها ليقول بتشديد وبصوت استشعرت منه الغضب :
" هل هذا تحقيق ام ماذا... "

اضطربت ملامحها وقهقهت تغير الجو فيما بينهما... فآخر ما تريده هو أن تتوتر علاقتهما أكثر مما هي متوترة :
" بالطبع لا... فقط... فضول لا غير..."

بقي يحدق بها بلا تعبير وكأن اجابتها لا تهمه مما جعلها تتململ أمامه... أحيانًا... فقط أحيانًا.. تشعر بأنه يكرهها... ويحملها المسؤولية... فهي من تمسكت بعلاقتهما في وقت هو حاول التملص من دون أن يجرحها... ولحد الآن تتمسك بها بالرغم انها مدركة لقرب موت تلك العلاقة....
" بالمناسبة... ما الذي أتى بكِ إلى هنا..."

ارجعت خصلة من شعرها خلف اذنها بحركة أنيقة واسترجعت هيئتها الواثقة وقالت بابتسامة :
" امممم... كنت أرغب بدعوتك على الغداء... على حسابي... ما رأيك..."

نظر لساعة معصمه باهتمام ثم رفع رأسه وقال بأسف :
" للأسف لقد قارب موعد الاجتماع الآن... "

لم تسمح لمشاعر الانهزام أن تنل منها فأمسكت ذراعه وزادت ابتسامتها دلالًا وهي تقول :
" لا بأس... يمكننا الذهاب غدًا.... انا سأغادر الآن... لا تنسى أن تتصل علي فور أن تعود للبيت... حسنًا..."

جاراها بابتسامتها مجاملًا ثم اومئ برأسه وهو يشاهدها تبتعد بعد أن ودعته بإشارة من كفها بينما مشاعر الذنب تسيطر عليه كلما قابلها.... إذ أنها ليست السبب....ماذا يمكن أن يفعل ليستطيع تجاوز هذا الشعور غير المريح لعلاقتهما..... لقد حاول كثيرًا أن ينفي ما بدأ يشعر به... بأنهما لم يكونا من البداية مناسبان لبعضهما البعض....حاول أن يكذب هذا الأمر فهو لم يقبل على نفسه الفشل... وخصوصًا الفشل في خطبته.... لكن مع الوقت ومع كل لحظة تمر معها أيقن أن الخطبة كانت خطأ من البداية... و أن الصداقة لم تتحول إلى حب كما توقع...و أنه لم يستطع تقبل دنيا..... وأنه اكتشف أشياء بنفسه لم يتوقعها..... منها أنانيته العظيمة في..... اختيار الحب

فرك وجهه ببعض الهم ثم قادته خطواته تلقائيًا حتى وصل لإحدى الأقسام... وهناك رآها.... وقف عند جانب الباب وراقبها بابتسامة خفيفة... تبدو خجلة وهي تتعرف على أفراد القسم... ومع هذا بدت مشعة كغير الصورة التي رآها بها بالطيارة.... صورة ظلت ترافقه ايام طويلة وود أن يعرف لمَ بكت وقتها....و يود لو يعرف لماذا يرغب برؤيتها دائمًا مما جعله يقبلها بالعمل بطريقة متسرعة...... لمَ.... لمَ عامر

" هذا خطأ..."
همس لنفسه وهو يحدق ببنصره الأيمن حيث يستقر خاتم خطبته... فزفر ببؤس وغادر دون أن ينظر لها هذه المرة...

.........................

" واو..."
هتفت مذهولة وهي تتطلع لما حولها.... سعيدة بأنها استطاعت أن تصل للمكان وقد ظنت بالبداية بأنه مغلق.... سطح الشركة.... تقدمت خطوتين ثم جلست على الأرض متربعة بقدميها وأسندت ذراعيها على الأرض وهي تنظر للسماء.... لقد استغلت وقت الاستراحة بأن أخذت جولة قصيرة بالشركة ثم لا تعرف كيف خطر ببالها أن تصعد للسطح... يبدو أن حب الأماكن العالية ما زال يستوطنها....
اعتدلت وامسكت بحقييتها لتخرج منها قطعة الشوكولاتة المغلفة بكيس بلاستيكي أنيق.. " جلاكسي" نوعها المفضل.... وبدأت تلتهمها بشرود

" أيمكن أن أُوبخ إذا وجدوني هنا...؟"

وقفت من مكانها وقد قررت أن تغادر مسرعة قبل أن يكتشفوا غيابها وقبل أن تخطو ألقت نظرة سريعة على المكان وهمست :
" لقد أصبحت مكاني السري..."

بهدوء وحذر نزلت حيث طابق القسم الذي تعمل به واستقرت على مكتبها... شاكرة الله انها لم تـُكشف... أو ربما هكذا كانت تظن...

يتبع...


Siaa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس