عرض مشاركة واحدة
قديم 28-08-18, 08:59 PM   #6152

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

الفصل الحادي والعشرون



" وقفت ببابك يا ابا جعفر واستحلفك بالله لا تردني خائبا.."

ترددت الكلمات كصدى للماضي في اعماق رضا فأخذت منه ما أخذت ... ثم أخذه الهوى ولوعة الحرمان ليحمله الى ذكرى قبل قرابة العشر سنوات .. ذكرى حمامتين ذهبيتين حملتا قلبه لاميرة البنات وسلطانة الحمام ...

ترققت عيناه كما رقّ قلبه لهذا الشاب فقير المال غني القلب والرجولة..

لكن العقل يسابقه فيكتم تلك الرقة.. يطرق رضا برأسه في تفكير واصابع يده اليسرى تلاعب خاتم بنصره الايمن ...

الفتى العاشق يتقدم منه وكله يهفو للرضا والقبول " زوجني شذرة يا ابا جعفر واقسم بالله.. اقسم بالله ...ثم اقسم بالله ثالثة .. سأحملها بين كفيّ هاتين كحجر كريم مُصان احاوطه بروحي طيلة حياتي ..لن أكون من ظهر والدي ان لم أدللها واكرمها .."

ما زال رضا على صمته وتلك الحركة بخاتمه كأنه يقلب الافكار في رأسه يمينا وشمالا ..

يقترب منه خليل ورعشة تتراقص عليها نبراته " استحلفك بالله .. قل لي (حاجتك مقضية) .."

اخيرا رفع رضا رأسه ليقول لخليل بحكمة

" حاجتك لا تنقضي بقلة الصبر والتسرع يا خليل .. الفتاة حتى اللحظة لم تنفصل رسمياً عن خطبة رجل آخر .. وانت خير من يعرف الاصول .."

ألم مبرح يكسو ملامح خليل لكنه يبتلع ريقه وهو يردد بتشبث كتشبث غريق بقشة

" انا سأصبر .. أصبر للوقت الذي تشاء..لكن اريد كلمة منك انها ستكون لي .."

تميل نظرات رضا للحنو والدعّة ليرد عليه

" الكلمة لها ... وليست لي .. ولا حتى الخالة ابتهال .. "

يلهث بالقلق وهو يناديه " يا ابا جعفر .."

لكن رضا يقطع عليه ما سيقوله ليضيف بتأن وتركيز " وشذرة لا يصح ان تعطي كلمتها حول خطبة جديدة الآن وهي ما زالت امام الناس (مخطوبة).. هذا سيسيء لسمعتها ان حصل بتعجل هكذا ... إنه عرفنا وتقاليدنا يا ابن الاكرمين .. ام هل الهوى انساك ؟!"

تتقبض يدا خليل ويكاد العجز واليأس يقتله وهو يقف هكذا امام رضا الصائغ .. كل كلمة قالها ابو جعفر صحيحة .. وهو المتهور الغبي يأتيه هكذا وبكل بساطة يطلب شذرة للزواج في نفس اليوم الذي فسخت خطبتها فيه... هذا خطأ .. خطأ !

يغمض عينيه قليلا والحريق ما زال يتأجج في صدره وتبثه انفاسه ..

رباااه .. كيف يكون هواها وطلبه لتكون حليلته خطأ ؟! كيف وهو الصح الوحيد الذي يرتجيه قلبه وروحه ووجدانه وكل احلامه ...

جاءته كلمات ابي جعفر مواسية متفهمة وهو يقول له " لا تبتأس ويغزوك اليأس .. كل ما اطلبه منك الصبر ..لكنه صبر دون وعود .. هل تفهمني يا خليل .. دون وعود بالقبول .."

فيرفع خليل عيناه لوجه رضا ليطلب هذه المرة ما لا حجة تعترضه " لكني سأطلب وعداً يا حاج رضا .. اطلب وعدك عندما تهدأ الامور ويحين الوقت المناسب فإن لي اسبقية الطلب لخطبتها.. انت تستطيع ان تضمن لي هذا .."

تبسم رضا وهو يرد عليه

" يفعل الله ما فيه الخير .. ولك هذا الوعد لانه في مقدوري ان اعطيه لك .."

يهز خليل رأسه وذاك الوعد الذي اعطاه اياه ابو جعفر للتو قد أشعل في روحه شمعة .. مجرد شمعة خجول لكن نارها تحرق القلب شوقاً وتثور الروح لهفة ...








يتبع ...


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس