عرض مشاركة واحدة
قديم 28-08-18, 09:05 PM   #6157

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

قبل الافطار بنصف ساعة



تغرز ابتهال حبات اللوز بلطف فوق صفحة صحون حلاوة طحين القمح المتراصة امامها على الطاولة بينما تنادي " يا بنات .. من ستأخذ صحون الحلاوة الى بيت الصائغ ؟"

من عند باب المطبخ برزت شذرة وهي تخلع حجاب الصلاة عن رأسها وتقول بهدوء

" انا خالتي .. "

تطلعت اليها ابتهال وشعرت ببعض الراحة لان الفتاة نزلت من غرفتها اخيرا لتقول لها بحنو وتبرير رقيق " انا كنت انادي على رقية لكني معتادة على المناداة باسم (البنات) .. انت متعبة حبيبتي .. دعي رقية تحملها "

بملامح رابطة الجأش ثابتة التعبير قالت شذرة بتأكيد " لا بأس انا بخير.. بل بالف خير.."

ثم أضافت بنفس الهدوء وهي تضع حجاب الصلاة جانبا وتتقدم من الخالة ابتهال وسط المطبخ " كما اني اريد ان اطمئن على خلود.. فقد بدت منفعلة للغاية عصراً عندما اتصلت بي تستفهم بعد ان وصلها الخبر عمّا حصل .."

تنظر شذرة للخالة ابتهال وكم ودت ان تجد الجرأة لتطلب منها (احتضان أم) لكنها مجرد امنيات متدارية خلف الرضا بالمكتوب ..

ترحمت شذرة لامها وهي تبتلع غصة حزن بينما تعود الخالة لما تفعله مع الحلاوة ووضع مزيد من حبات اللوز وهي ترد تعقيباً على شذرة بالقول " نعم ... كانت عند اسيا عندما اتصل ابو جعفر يعلمها .. اذهبي اليها يا ابنتي لكن لا تتكلما كثيرا بالموضوع .. ارميه وراء ظهرك.. ابو جعفر كلّم والد مصعب امامي واتفق معه على اللقاء غدا في محله الكبير ليسلمه كل الهدايا ومصوغات الذهب.. اما مصعب هذا فليذهب لحاله وعوضك الله بنصيب افضل .."

تهز شذرة رأسها وكم ودت لو تخبر الخالة ابتهال انها رمته حقاً وراء ظهرها وحتى الثأر لكرامتها فليست مهتمة .. بل تشعر بالراحة التامة وقد انزاح عن كاهلها حمل ثقيل ..

تحركت الخالة ابتهال نحو احدى خزانات المطبخ واخرجت صينية فضية واسعة تكفي لعدة اطباق بينما تقول لشذرة

" سأضع لك ثلاثة اطباق الى بيت الصائغ .. هل تستطيعين حملها ؟"

التفتت ابتهال نحو شذرة تستفهم بنظراتها ايضا اذا كانت تستطيع فحدقت شذرة في عينيها الطيبتين وارتضت منها ما تعطيه لها كما ارتضت نصيبها من اليتم ونبذ اقرب الاقربين لها ..

مضى زمن تشعره طويلا للغاية منذ شعرت بهذا الرضا .. ولا تعلم هل هو بسبب ما حصل مع مصعب اليوم وما تبعه من انفجارها برقية او بسبب كل التجارب التي مرت فيها العام المنصرم ... في كل الاحوال هي تشعر بالسكينة .. وحاليا هذا جل مبتغاها ..

ردت على الخالة ابتهال بابتسامة رقيقة صافية

" نعم .. مؤكد .. استطيع حمل كل شيء .."







بعد دقائق كانت شذرة تخرج عبر بوابة بيت العطار المفتوحة وهي تشعر وكأنها طفلة تكتم ضحكتها بينما توازن الصحون البيضاوية الثلاث لتحافظ على استقرارها فوق الصينية..

الامر كان مسليا لها بشكل عجيب وغريب حتى انها عبرت الشارع بخطوات متأنية دون ان تنظر يمينا ولا شمالا ..

كانت فقط تشعر بالاستمتاع الى درجة الضحك .. احساس لا يوصف هذا الذي ينتابها اللحظة دون ان تفهمه..

وجدت بوابة بيت الصائغ مغلقة فشعرت ببعض الاحباط وهي تنظر للصحون وتتمتم

" اففف .. كيف سأقرع الجرس الآن ؟! .."

صوت خشن أجش قادم من احلام داعب مسامعها وجعل كل مشاعرها تتأهب بتلقائية

" رمضان كريم .. أنا سأرن لك الجرس.."

ثم يد رجولية امتدت من خلفها لتتجاوز كتفها وتلامس باصابع مرتعشة على زر الجرس بينما تهمس شذرة اسمه " خليل ...."

التفتت ببطء اليه ووجهها يشع حرارة وانفاسها تخرج من رئتيها كزغاريد الفرح ثم لا تعلم ما حصل ! انهار داخلها شيء وهي تنظر لعينيه مباشرة ولسانها يتمتم " الله ... أكرم .."

لحظات طالت او قصرت وهي تنظر الى وجهه كله ملأ عينيها وكأنها تراه لاول مرة !

ما اوسمه ! وما اجمل هذا الذي يطفح من رجولته ولا تعرف تفسير جماله بكلمات محددة توفيه حقه ...

ثم شعرت بالخجل الشديد من تحديقها به واستغفرت الله وهي تحني رأسها للارض تهمس بقلب نابض بالحياء " كيف... حالك ؟"

يهمس خليل في سره وكله ينتفض لرؤيتها

( صفي لي حالكِ انتِ لاعرف حالي ..)

لا يصدق ما يفعله الآن .. لا يصدق انه لاول مرة يراوغ حتى يطيل وقوفه معها .. لقد ادّعي قرع الجرس لكن اصابعه لم تفعل الا ملامسة الزر دون ان تضغطه ..

لا بد انه جن .. فقد عقله .. فقد توازنه .. كما فقد .. قلبه ..

يشعر انه طير حر .. حر ليحلق ويأخذها معه ولولا رجولة تمنعه لكان فعلها ..

عيناه تلهفتا لتنظر الى بنصر يدها اليمنى حتى يصدق من جديد انها باتت حرة ..

يتجاهل عن عمد اي شك صغير او تخوف محتمل انها ربما ستتصالح مع خطيبها ...

المهم الان انها حرة .. وهو طلبها رسميا حتى وان لم تكن تعرف بمطلبه ...

اطلق نفس السعادة وقلبه يسيح ذائبا كهذه الحلاوة التي تحملها بين كفيها ...

الشوق ينهكه ولا يعلم اي نوع من الاشتياق هذا فيشتاقها ولا يرتوي حتى وهي امامه..

يشعر انه صائم صيام الدهر محروماً جائعا عطشا...

سألها وهو يغض بصره عن خديها المتوردين

" هل هذه حلاوة طحين القمح ؟"

تمتمت " نعم .."

سيموت ليعرف لماذا خداها متوردان هكذا ؟!

هل هي الشمس شاكست الخدين ام ربما حرارة المطبخ وهي تعد هذه الحلاوة ؟

سألها بأمل رقيق " هل اعددتها بنفسك ؟ وهل كل الصحون لبيت الصائغ ؟ "

فردت وهي ما زالت تتحاشى النظر اليه " خالتي ابتهال من أعدتها .. وكلها لبيت الصائغ .."

الامر كان خارج نطاق سيطرته فتخرج الكلمات من فمه منفلتة بغزل سريّ

" سلمت اليدان اللتان صنعتاها واليدان اللتان تحملانها من بيت العطار الى بيت الصائغ .. سلمتا الف مرة .."

ترفع وجهها اليه وبدت عيناها متسعتين كبحيرتين من زهر البنفسج ..

انه يتصرف بتهور وغباء .. لكن هذا اقصى ما يستطيع كتمانه .. يبتسم لذاك الوجه الاسمر ويغالب قرع نبضات القلب المدوية ثم يحرك يده الاخرى بالعلبتين اللتين يحملهما على راحة كفه قائلا " وانا احضرت علبتين من زنود الست التي تحبها خلود .. خذي علبة لبيت العطار وبلغي الخالة ابتهال مني السلام واعطني هذه الصينية احملها عنك .."

حاولت الممانعة وهي تقول بحرج

" لكن سيكون حملا ثقيلا عليك.."

لا يمنحها فرصة الرفض اكثر فيقول بابتسامة عذبة " فداك كل شيء .. "

ثم يأخذ منها الصينية بسلاسة بيده الحرة وهي تهمس بعجز " شكرا ...."

تشعر بالذنب والارتباك وهي تراه يحمل الصينية الثقيلة بكف واحدة بينما يحمل علبتي حلويات بكفه الاخر فيقول لها " خذي علبة .."

تحاول الاعتراض " لكن .."

فيقاطعها بحزم رقيق " انا مصر ... لن تكون الا .. لبيت العطار .."

تغرق بالخجل فتسحب العلبة العليا لتخفف عنه بينما تتمتم سلاما سريعا وهي تنسحب بخطوات متعثرة الى بيت العطار تاركة اياه بمفرده اما بوابة بيت الصائغ يطالعها وهو يهمس بحرارة " يا ارض احرسي من تسير فوقك متعثرة بالخجل والحياء .. اه لو تعلمين كم انت محظوظة بتلك الخطوات ليتها فقط تخطوها فوق قلبي.."

تنهد بحسرة عاشق وهي تختفي خلف بوابة بيت العطار ثم يستدير بجسده فيبتسم ضاحك الوجه والعينين وهو يحدق بالجرس ثم ينظر لاحماله يمينا وشمالا فيتمتم لنفسه ساخرا " من سيدق الجرس الآن ايها المهبول .. هذا جزاء الخداع يا اخو الهبلاء .."






يتبع ...


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس