عرض مشاركة واحدة
قديم 28-08-18, 09:06 PM   #6158

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

غرفة رقية ..



يرتفع حاجبا رقية بدهشة شقية وهي تراقب من شباك غرفتها خليل يقف حائرا لا يعرف كيف يدق جرس بيت الصائغ ..

تمتمت وهي تتنهد مدعية التأثر الرومانسي

" لا اصدق انك لم تنتظر حتى الغد ! "

ثم تتسع ابتسامتها بمزيد من العبث لتهمس ساخرة " أظنني سأضع لك قلبا في بيتي قريبا جدا يا خليل مع تلك الغبية البطيئة التصرف ابنة عمي .. "

ورغم السخرية والعبث والشقاوة الا ان قلبها ينبض بسعادة مراهقة وهي تقرأ قصة حب .. بل وتحسد شذرة على ما تحظى به من خليل..

كما كانت مراهقة وتحسد بطلات الروايات وتحلم بمن سيمنحها هذا الشعور ...

تطرف عينا رقية يمينا ناحية الدخان المتصاعد من حديقة بيت العم سعدون ورائحة الشواء تصلها وتثير جوعها اكثر لتهمس هذه المرة بتنهيدة عميقة حقيقية تفوح بالغيظ العاطفي والحنق الانثوي

" ليت الدخان يعمي بصرك عسى ان ترى ببصيرة قلبك .. ايها الغبي متى تنظر الي ولو لمرة واحدة كما ينظر خليل الى شذرة .. ؟!"

ثم تتنهد مرة اخرى مضيفة بهمس محبط

" متى ستستسلم وتشعر وتعترف أني اؤثر بك وأليق بك جدا.. فقط لو اعرف ماذا يدور في رأسك وماذا يمنعك عني ..."

كانت ستستدير لتبتعد عن شباك غرفتها عندما اوقفتها فكرة عجيبة مباغتة ...

عيناها متسعتان تنظران ناحية بيت سعدون القاضي بينما تعود لذاك الحوار المنقوص بين رعد ووميض ...

عقلها يستعيده ببطء يمعن التركيز والتدقيق في الكلمات بينما يخفق قلبها بعنف مخيف وكلمات رباب اليوم عن رعد تتشابك وسط ذاك الحوار المحفوظ في رأسها ...

كان الامر مخيفا للغاية فتقاومه وهي تهمس بتكذيب لافكارها الحمقاء " كفى رقية .. لقد شطحتِ بعيدا جدا، لا يعقل ان غيداء تلك التي تلاحقه هي نفسها زوجة... عمه.. ما هذا التخريف ؟! اي شيطان زرع في رأسك هذا الجنون ؟!"

الامر كان بشعاً للغاية .. قبيحاً مقززاً كي تتقبله حتى كمجرد احتمال ..

وبرفض تام ازاحته من رأسها وهي تعاود توبيخ نفسها على حماقة ما ربطته للتو .. فتذهب ناحية بيتها الخشبي لتجلس قبالته تفتح ضلفتيه تنظر لتلك القلوب تبحث فيها عن إلهاء حلو يبعدها عن تلك البشاعة التي لوثت افكارها ...

الملحق .. بعد الافطار بساعة ..

يعد الشاي بنفسه والابتسامة لا تفارق محياه .. يراقبه حذيفة باستمتاع وهو يقف متكتفاً ..

اقترب منه يسأله بهمس ساخر " ألن تخبرني بما قلته لرضا عصر اليوم ايها المتهور ؟ "

للحظة يصاب خليل ببعض الارتباك وهو ينظر نحو باب المطبخ خشية ظهور اخته فجأة وتسمع هذا الكلام ثم يرد على حذيفة بهمس خافت " اخفض صوتك ولا تتدخل انت.. انه امر بيني وبين الحاج رضا .."

يدفعه حذيفة في كتفه ممازحاً بخشونة ثم يقول ضاحكاً " عجبا عجبا .. بركاتك يا حاج رضا .. اصبحت لا تريد تدخلا مني الان يا اخو الهبلاء.."

تدخل خلود بوجه عابس وهو تتذمر بالقول النزق " ماذا بها الهبلاء الآن؟ "

يرفع خليل حاجبيه قليلا وهو ينظر لوجه اخته العابس ثم يحول نظراته لحذيفة ويسأله " هل ضايقتها اليوم في شيء ؟"

فيرفع حذيفة كفه علامة (البراءة من التهمة) وهو يقول مستفزا اياها ضمنيا " هذه حالها منذ اسبوع واكثر .. ليتك تستطيع انطاقها انت ومعرفة السبب العظيم لكل هذا العبوس.. ريقي جف وهي تأبى اخباري وقد اصبحت بارعة جدا بالتهرب والمراوغة .."

ينجح باستفزازها فترد عليه وهي تكاد تتقافز غيظا على قدميها هادرة " ليس بي شيء وتوقف عن الكلام عني بحضوري وكأني غير موجودة .."

يعبس بخشونة مدعياً الحنق وهو يرد عليها بالقول " لسانك الطويل هذا سأقصه بسكين المطبخ ثم اقطعه وأطعمه للقطط السائبة التي تؤينهم في الحديقة في الخفاء .. ام ربما سأكتفي باخبار امي عن تلك القطط التي تعرفين جيدا انها لا تحبها .."

تزمجر خلود بصوت حانق بينما يغيظها حذيفة اكثر وهو يمد يده لاحدى الادارج ويستخرج السكين الكبير مهددا اياها بنفس العبوس ...

يتواجه الاثنان بالنظرات ما بين ادعاء الغضب العابس من حذيفة حاملا السكين والحنق الشديد من خلود وهي تتخصر وتنطنط بقامتها النحيلة من شدة الغيظ فبدوا لخليل كمشهد فكاهي لا يمكن ان يصمد امامه فينفجر ضاحكاً مما جعل خلود تصب جام حنقها وغيظها فيه وهي تلتفت اليه وتزمجر

" توقف عن الضحك الآن والا اقسم بالله سأرمي كل زنود الست التي احضرتها لي الى سلة المهملات .."

فجأة سألها حذيفة بجدية وهو يضع السكين جانبا " ألن تخبريننا بما تشعرين به وتكتمينه ؟ قولي شيئا يا بنت الحلال ؟! "

هتفت بعنف وقد فقدت السيطرة " انا جننت .. وسأقطع ملابسي وشعري امامكما .. انا .. انا..."

تقطعت كلماتها وتجمعت الدموع في عينيها وهي تنقل نظراتها بين الاثنين .. بين زوجها واخيها .. بين رجلها وابن عمرها ..

كان خليل اول من خرج من صمت اللحظة المشحونة ليتجاوز حيرته ويمد ذراعه فيحتضن اخته التي اخذت تجهش على صدره بالبكاء.. اما حذيفة فظل ينظر اليها موجوعا بوجعها الذي لن ينتهي .. انها لا تعرف انه يعرف .. هذه الهبلاء حتى اللحظة لا تعرف ان زوجها بسهولة شديدة سيعرف متى لا تصلي ولا تصوم ولا يستطيع ان يقربها ..









بيت العطار .. غرفة المعيشة ..



رقية مستلقية على الاريكة ورأسها يتوسد حجر امها .. جهاز التحكم عن بعد في يدها وتعاند مع امها لتصر على القناة التي تعرض مسلسل (عادل إمام) بينما امها تريد التفرج على مسلسل (يحيى الفخراني) ...

تطرف عينا رقية ناحية شذرة التي تجلس كعادتها على الكرسي في صمت بائس مغيظ لكن على الاقل اليوم تنتابها لمحات شرود تجعلها تبتسم بسرية ..

من يصدق انها تبتسم بحالمية هكذا بعد كل ما حصل لها اليوم ؟!

ترى هل (زنود الست) شافت خدها المصفوع ؟

تتفاعل في داخل رقية رغبة شقية لمشاكسة شذرة فتمد ذراعها لتصل للطاولة الصغيرة وتأخذ قطعة زنود الست فتضعها في فمها بتلذذ وهي تقول بتشدق " امممم .. زنود الست هذه غارقة في الحلاوة .. حلاوتها تكفي لنسيان يوم بغيض طويل "

ثم تضحك من قلبها وهي تدعي الضحك على مشهد كوميدي لعادل امام في المسلسل ثم تطرف عيناها مرة اخرى لشذرة التي ترد نظرتها الساخرة المشاكسة بنظرة متحدية لا مبالية ..

تقف شذرة على قدميها وهي تقترب من الطاولة وتقول بابتسامة

" عند اذنك خالتي .. سأذهب لاقرأ قران واصلي ... هل لي بقطعة زنود الست ؟"

تسارع الخالة ابتهال بعفوية لتضع لها في صحن صغير بعض القطع وهي تقول لها بدفء

" تقبل الله بنيتي .. خذي هذا الصحن .. سأضع لك اكثر من قطعة .. سلمت يدا خليل على ما أحضر لنا اليوم .. "

تضحك رقية مرة اخرى وهي تدعي الاندماج بالمسلسل واحداثه ..

لم تعرها شذرة اي اهتمام وهي تأخذ الصحن من الخالة ابتهال وتغادر غرفة المعيشة باسمة شامخة ...

حالما اختفى صوت خطوات شذرة وهي تصعد الدرج سألت ابتهال بصوت خافت " اخبريني يا كل الرقة.. هل شهدتِ كل ما حصل بين شذرة ومصعب ؟"

تأففت رقية وهي ترد " ألم ننتهي من هذه السيرة التي تسد الشهية .."

ثم مدت يدها لتأخذ قطعة جديدة تقضم منها بينما امها تلح بالسؤال " اخبريني صغيرتي ولا تخفي عني.. هل قال كلاما مسيئا لها .."

استعادت رقية في لحظة ذاك المشهد الذي شهدته وكف الحقير مصعب يهوي فوق خد شذرة ... اخذت تكز على اسنانها وتحاول السيطرة على غضبها بينما ترد بنبرة معتدلة على امها " امي .. دعينا نطوي صفحة هذا المعقد نفسيا الى الابد .. انه حقير وسافل .."

تنهدت ابتهال وهي تقول بنبرة الشعور ببعض الذنب " ظننتها تبالغ عندما اشتكت لي منه.. ظننتها لم تعتد طباعه .."

تفاجأت رقية فترفع رأسها قليلا عن حجر امها لتسألها بدهشة حقيقية " هل فعلت حقا ؟! هل اشتكت لك منه ؟ متى ؟! "

ردت ابتهال بضيق وانزعاج " نعم .. منذ بداية رمضان .. اخبرتني انها ليست مرتاحة معه وانه يشك بها وبتصرفاتها على الدوام .. حتى مع حارس المدرسة العجوز .."

تمتمت رقية باشمئزاز غاضب " مريض حقير.."

شوحت ابتهال بيدها وهي تقوم من جلستها على الاريكة قائلة " ذهب لحاله .. فليسامحه الله اذا كان اذاها كثيراً وليسامحني لاني لم آخذ كلامها بجدية كفاية .. سأقوم لاقرأ القران انا الاخرى .."

غادرت ابتهال غرفة الجلوس لتعاود رقية الاستلقاء على الاريكة متوسدة هذه المرة احدى الوسادات المربعة الصغيرة ..

عيناها تحدقان بالتلفاز بينما ذهنها مشغول بعيدا ..

نسيت كل ما يخص شذرة لتفكر في حالها هي.. لا تعرف لم تشعر ان وضعها مع رعد لن يتغير.. سيظل بين شد وجذب ونقار ومشاكسة .. هناك شيء ما يقف بينهما وهي عاجزة عن رؤيته .. ما هو ؟!!







تفتح شذرة القرآن وترتل الايات الكريمة فتدمع عيناها طواعياً ..

توقفت للحظة ثم همست بقلب خاشع " الف حمد وشكر يا الله انك خلصتني منه .."

ثم عادت لتقرأ وقلبها ممتلأ بالسكينة مع نسمات رقة عذبة .. لقاؤها اليوم بخليل بعد اسابيع لم تره فيها كان نفحة ربانية .. نفحة جعلتها تشعر وكأنها تتنفس الصعداء لانها وصلت بعد عناء.. ان الله معها ...






يتبع ...


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس