عرض مشاركة واحدة
قديم 29-08-18, 11:01 PM   #10148

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

:- بحر ..
التفتت بحر نحو مصدر النداء مجفلة بينما كانت تسير عبر أروقة المستشفى .. اتسعت عيناها وهي تحدق في الشخص الذي كان يناديها ... للحظة .. هي لم تتعرف إليه .. قبل أن تهمس غير مصدقة :- ضياء ..
راقبته وهو يسير نحوها عبر البهو .. ابتسامة عريضة تتوسط محياه الوسيم .. الفتى المراهق النحيل قد تغير .. لقد كان يبدو وكأنه قد ازداد طولا وضخامة .. وكأنه قد نضج واستحال من صبي إلى رجل .. هو طالب جامعي الآن ... جميل المحيا كشقيقتيه .. إنما كما عرفت .. ورث طول القامة عن أبيه .. وجدت نفسها تتذكر الفتى الذي كان دائما صديقا مقربا منها ... هو لم يكن قط مجرد ابنة خالة لها .. ضياء كان كالضوء الساطع في حياتها خلال الفترة المظلمة منها والتي قضتها تحت ظل ظلم عمها ...
بالرغم من سعادتها لرؤيته ... إلا أنها لم تستطع أن تبتسم ... لم تستطع أن تمد يدها فتمنحه إياها كما كانت تفعل فيما مضى عندما كانت تراه بعد غياب أيام ..
إذ أن رؤيته ... ذكرتها رغما عنها بكل ما خسرته ... بخيبة أملها في أقرب الناس إليها ... في خالتها ..
رفعت ذراعيها تحيط نفسها بهما وهي تتمتم فور أن وصل إليها :- ضياء ... ما الذي تفعله هنا ؟؟
عبس عندما وصل إليها قائلا :- أراك للمرة الأولى منذ ما يزيد عن سنة ... ويكون سؤالك هذا أول ما تقولينه لي ؟
:- لم أقصد أن أكون فظة ... أنا سعيدة لرؤيتك ... أنا فقط لم أتوقعها ..
هز كتفيه قائلا :- لقد جئت لأراك ... أنا هنا منذ ساعات دون أن يسمح لي رجال زوجك بالاقتراب من غرفته .. لم يكن أمامي سوى الانتظار هنا حتى أتمكن من رؤيتك ..
همست :- أنا آسفة ... بعد كل ما حدث ... عائلة لقمان تأبى أن تصدق بأن كل شيء قد انتهى ..ويحرصون على أن يحظى بالحماية الكافية ..
عقد حاجبيه قائلا بقلق :- هل هذا يعني أنه ما يزال في خطر ؟؟؟ أنك أنت مازلت معرضة للأذى ؟؟
هزت رأسها قائلة :- لا .... لا أعتقد هذا .. هو إجراء وقائي لا أكثر ..
هز رأسه مطمئنا ... ثم قال بهدوء :- كيف حالك يا بحر ؟؟
هه ... كيف حالك يا بحر ؟؟ الكل يطرح عليها هذا السؤال ... السيد نعمان .. شمس .. ريان .. أكرم ... وفي كل مرة كانت تعجز عن الحصول على إجابة مقنعة .. كيف حالها حقا ؟؟
تمتمت :- أنا بخير ... ليس عليك أن تقلق علي ..
قال برفق :- أنا لست قلقا يا بحر ... أنا كنت أعرف دائما أنك قوية جدا .. وأنك قادرة على الاهتمام بنفسك ..
هه ... هذا صحيح ... ألأم تعتني بنفسها جيدا خلال السنة والنصف الماضية ؟؟؟
وجدت نفسها ترفع يدها تلقائيا نحو ندبتها البشعة ... شعرها ينسدل حول وجهها ليخفي معالمه ... لتسمعه يقول بهدوء :- أنت لا تحتاجين للاختباء يا بحر .... ليس مني أنا على الأقل ... أنا لم ألمك قط ... ولم أحكم عليك قط ... علي أن أكون مثاليا ومعصوما عن الخطأ .. كي أمتلك الحق في فعل هذا ...
وضعها أمام الأمر الواقع ... ومد يده يمسك بيدها ويبعدها عن وجهها ... إلا أنها لم تجرؤ على رفع عينيها إليه ... لم تجرؤ على رؤية النظرة التي ارتسمت في عينيه وهو ينظر إلى ندبتها البشعة ... ندبتها التي كانت تمثل في مفهومها كل خطاياها ... كل زلاتها .. كل ما ارتكبته كي تستحقها ..
قال بهدوء :- لا تسيئي فهمي ... أنا لا أراك كضحية ... أنت لم تكوني قط ضعيفة إلى هذا الحد .. ما فعلته ... لم يكن ذنبا ... علاقتك بلقمان الطويل لم تكن خطيئة ... كما سقوطك في فخه زلة .. لقد كانت تلك الطريقة التي يستخدمها الأقوياء حين يحاصرهم الآخرون في الزاوية ... عندما لا يملكون سوى فعل ما عليهم فعله لأجل البقاء ... أنت قاتلت لأجل نفسك .. وأنا لا يمكن لي أن أحترمك أكثر لأجل هذا ...
اغرورقت عيناها بالدموع وهي تنظر إليه أخيرا هامسة :- شكرا لك يا ضياء ...
ابتسم ... وقال :- اشكريني بأن اسمحي لي بأن أتصل بك بين الحين والآخر ... أن أعرف أخبارك .. وربما أراك .. أنا أخوك الأصغر في النهاية ... صحيح ؟؟؟
هزت رأسها وهي تقول بصوت أجش :- شكرا لك لأنك جئت لرؤيتي ...
قال بهدوء :- في الواقع ... أنا لم آت بمفردي ..
قطبت وهي تساءل عن هوية الشخص الذي قد يرافق ضياء إلى هنا ... حتى تابع :- بما أنك ترفضين القدوم لرؤيتها ... هي جاءت كي تراك بنفسها ... وتتأكد بأنك بخير ..
شحب وجهها وهي تتجاوزه بنظراتها ... نحو آخر شخص أرادت أن تراه الآن .... نحو نورا ..






يتبع ..


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس