عرض مشاركة واحدة
قديم 30-08-18, 12:13 PM   #1

بهجة حياة ....
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية بهجة حياة ....

? العضوٌ??? » 399272
?  التسِجيلٌ » May 2017
? مشَارَ?اتْي » 749
?  نُقآطِيْ » بهجة حياة .... has a reputation beyond reputeبهجة حياة .... has a reputation beyond reputeبهجة حياة .... has a reputation beyond reputeبهجة حياة .... has a reputation beyond reputeبهجة حياة .... has a reputation beyond reputeبهجة حياة .... has a reputation beyond reputeبهجة حياة .... has a reputation beyond reputeبهجة حياة .... has a reputation beyond reputeبهجة حياة .... has a reputation beyond reputeبهجة حياة .... has a reputation beyond reputeبهجة حياة .... has a reputation beyond repute
Elk قبلة على الجبين


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اول تجربة حقيقية لي اتمنى تنال رضاكم

قبلة على الجبين
ذكريات الصغر تموج به كل فترة مابين سعادة وحنين.. كلما تذكر كبر يدها التي تحضن يده الصغيرة الطفولية .. طفل بعمر السادسة متعلق بمعلمته الجميلة .. والقوية !
لم ينسى يوماً عندما حاول ابناء الحارة الاكبر سناً التنمر عليه باسم اصغر القوم خادمهم .. لطالما كره تصرفاتهم ونقم منها وكرههم كذلك .. كان يحبس دمعة غدرت برجولته الوليدة التي تسقي بذرتها المعلمة "الجميلة " في قلبه النقي مع محاولات والده "الطيب الذي لايخالف رأي احداً" في تثبيت معاني يراها والده انها شهامة .. بينما يراها هو رغم صغر سنه "ضعف " .. ربما اثرت به معلمته "الجميلة والقوية "بنظرته تجاه مفاهيم والده بغير قصد منها .
سحب نفسا مرتجفا محاولا بث القوة داخله للتمرد عليهم ويرفض اعطائهم الدريهمات التي يبده وحصته من مصروف اليوم .. وهم متحلقين حوله يخوفونه بتجمهرهم السمج واجسادهم التي طالت عن جسده الضئيل نسبيا بضة سانتي مترات يتفاخرون بها .. الهرج حوله كثر وعلا وهم يطلبون منه النقود قبل مرور احد في الزقاق الجانبي وافساد تنمرهم .. التقطتت اذناه تكتكة ضعيفة وسط الرهاب الذي يمارسونه الاطفال الجاهلين .. تجرأ ورفع بصره ينظر نحوهم .. بل ماهو خلفهم .. فشعروا جميعا بجثمان ظل طويل كبير حولهم فالتفت الصبية برعب من قبض عليه متلبساً بجريمة شنعاء .. فذعر الصبية وهربوا جميعاً من هول ما رأوا !
خانته دموعه فانسابت على خديه بصمت رهيب .. وهو يرى قناع شبح يغطي وجه منقذه بينما الملابس حكاية أخرى في " القذارة والوسع" .. ثم الى القدمين الصغيرتين بشراب بدأ يتسخ من الارض العفنة .. لقد عرف من انقذه
مسح دموعه من عينيه وخديه بقسوة .. لخذلان تلك الدموع له !
اتاه صوت قناع الشبح غليظا بشكل مشوه !" لابأس بالبكاء بعض الاحيان .. البكاء وقت الشدة لاينقص رجولتك قدر انملة .. سكوتك عما يواجهك من مصائب دون البحث عن حلول هي ما تنقص رجولتك يافتى "
تقدم وملابسه المهلهلة تلعب فيها الرياح الهادئة .. طبع قبلة على جبينه
ثم غادر وسط ذهول الطفل .. و .. دموعه التي تساقطت بسخاء نادر.. من بعدها لم يقربه احد من الاطفال المتنمرين ظنا منهم انما مس جني اصابه !
الان وهو ابن الثلاثين سنة يبتسم في وجه معلمته " الجميلة "رغم تعديها الخامسة والخمسين وهو يقول "انت من انقذني من براهين الاطفال العجزة ذاك اليوم اليس كذلك؟"
ارتفع حاجباها باستغراب طفيف وهي تحضن حفيدتها الاولى بحضنها "ماذا؟ اي يوم يافتى؟واي اطفال؟"
"لاتتظاهري بالجهل .. بعدها بمدة ذلك القناع رأيته مرة في احد ادراج مكتبك المدرسي في غرفة المعلمين "
تلاهت عيناها عنه وهي تلاعب حفيدتها تبحث عن مخرج "ذاك القناع كان منتشرا في الاسواق ومشهورا"
"انها انتي .. لقد كان صوتك مضحكاً وانتي تحاولين تضخيمه "
سكتت برهة من الزمن .. ثم نطقت " الفتى كبر وخرف قبل اوانه .. فليعن الله زوجته وابناءه .. زهمر قبل الثلاثين"
ضحكة ساخرة خرجت منه وهو يرد عليها "انها التكتكة "
رفعت حاجبا واحدا وهي تنظر له تراوغه بالقول "تكتكة؟ "
"صوت كعبك قبل ان تدخلي الزقاق .. لقد فسختيه ثم اتيتي تفزعينهم ..بالله عليك كنت تنزفين من شدة خشونة الارض على قدميك "
ردت بحدة "كنت البس الشراب وقتها ..لم تنزف رجلي
"
نظرت له بسخط امومي وهو ينظر لها بغيظ المنتصر بالمعركة الكلامية وحاجباه يرتفعان بمشاكسة
لم تمر لحظات حتى ضحكت المعلمة وفشلت في تمثليها السخط ! .. وهو يرد لها الضحكة بابتسامة حب واحترام شديد لهذه المرأة القوية كما يحب ان يصفها .. عقبت بعد ضحكها بصوت ثابت وهي تتذكر الماضي " كنت في طريقي للمنزل ... مررت وهالني ان اراك تفقد ما تبنيه وتحفظه لنفسك .. ركضت راجعة للبيت والتقط القناع ولبست ملابس مهلهلة ترجع لابي .. نكشت شعري بقوة وسرعة جنونية لاخرج نسخة لعفريت الافلام الكرتونية .. ومن عجلتي نسيت ابدل كعبي بحذاء اخر قذر على الاقل.. كنت معتادة على الركض بكعبي فلم استوعب الامر الا عندما كنت قريبة من الزقاق .. اضطررت لخلعها كي لايكشوفون الامر و ينقلب لاضحوكة ويستمرون بتنمرهم عليك وهكذا خرجت لهم وانا اجحدهم بنظرة من خلف القناع .. لك ان تتخيل ردة فعلهم .. فزعوا وهربوا الا انت .. ..... وعندما افكر .. لطالما كنت شجاع لاتهاب الاشباح او غيرها من الخيال .. لما ؟"
"لانهم كما قلتي .. خيال .. وانا منذ صغري لم تخفي الاشياء الغير الموجودة .. وربما السبب الاكبر .. التكتكة؟"
ردت بنزق"هاقد عدنا للتكتكة .. كيف تعرف شخص من صوت تكتكة ؟"
رد وهو يقوم من مكانه ناوياً انهاء زيارته التي يكررها كثيرا ردا لعرفانها وجميلها وفعلها الكثير لاجله ولن يفيها حقها " التكتكة كنت اسمعها كثيرا في الفصل واحسبها تكة تكة مع لحن موسيقي ابتكره منها ..كانت اول مرة الاحظ فيها الصوت جاء في خاطري فكرة .. انك شجاعة لدرجة تلقي محاضرة يومية امام فصلنا من قبل المديرة التي تجحدك دائما بنظرة ساخطة مهددة ثم سلسلة كلام عن الاخلاق ومبادئ التعليم .. ثم ترجعين لفصلك وكأن شيئا لم يكن .. كنت شجاعة للغاية وهذا سحرني جدا مما جعلني اتخذلك مثلي الاعلى وقدوتي الابدية " قال الاخيرة بضحكة استفزازية فهبت المعلمة واقفة بشموخ لم تكسره التجعدات المرسومة في وجهها " فتى ..و للابد" فتعالت ضحكته هذه المرة طليقة بدون تنميق وزيف ثم انحنى مقبلا جبينها وهو يقول بصفاء " شكرا معلمتي الفاضلة .. تعلمت الشجاعة بأغرب الطرق التي مرت علي .. واكثرها نفعاً "

تمت


بهجة حياة .... غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس