عرض مشاركة واحدة
قديم 30-08-18, 02:13 PM   #279

نغم

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية نغم

? العضوٌ??? » 394926
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,980
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

الفصل الحادي عشر ( الجزء الثاني )




الآن و قد استقرت جميع أوضاعه تأكد أن المشكلة الحقيقية تكمن في عقله الذي لا يريد أن يهدأ .
بزواجه من دوللي ، زواج المال بالسلطة كما يقال ، استراح من الصعوبات التي كانت تواجهه بسبب تعطل الصفقات و زال توتره من المناقصات التي لن ترسي عليه و أصبح كل شيء سهلا أمامه و أمام طموحاته .
و مع ذلك ،
مع ذلك مازال عقله الباحث عن المشاكل يتعبه .
بدل التفكير في الأعمال أصبح يفكر في النساء : قلق على أخته من جهة ، مختنق من دوللي من جهة أخرى و غاضب إلى حد الجنون بسبب تلك الساذجة فرح .
ساذجة كلعبتها التي تلعبها يوميا تحت ناظريه و هي تتعمد أن تكلم ذلك الوغد مؤيد و هي تهمس و تسدل جفنيها و تبتسم بدلال لكلماته . لعبة ساذجة مفضوحة لإثارة غيرته .
المشكلة أنها تنجح معه و بشدة و في كل مرة .
تنجح أكثر و هو يرى مؤيد هذه الأيام الأخيرة كما لم يره أبدا من قبل .
أطفأ سيجارته بعنف مقصود في الحائط و هو يحدجها بنظرة مشتعلة ثم دخل مكتبه و هو يغلق الباب بقوة .
غيرت فرح شكلها الناعس بسرعة تحسد عليها ثم تنهدت بارتياح و هي تغمغم للطرف الآخر في المكالمة :
- و أخيرا انتهينا ، فعلا لا يوجد أصعب من أن اضطر لتحمل سماجتك و أنا صامتة .
- كل الشتائم التي سمعتها منك و صامتة ؟
- اخرسي الآن و اتصلي حالا بالسافل الآخر قبل أن يتصل بشادي و يكتشفا لعبتنا .
- المهم أن لا تكوني أنت جاموسة و تفضحيننا أولا .
- أنا جاموسة يا بقرة ؟

التفتت حولها تتأكد أن المكان خال ثم سمحت أخيرا لسيل من الشتائم الأنثوية المنتقاة أن يغادر شفتيها إلى أسماع صديقتها التي استقبلتها بشتائم أخرى منتقاة بعناية أكبر .
بعد لحظات قليلة اضطرت أن تخرس و قالت تودع صديقتها بالجملة التي تعرف جيدا أنها تستفزها :
- إلى اللقاء يا لقاء .

ابتسمت ابتسامة واسعة و هي تشعر بأن الكرة أصبحت أخيرا في ملعبها هي ، كرات كثيرة في الواقع .
انتهت تلك الأيام التعيسة التي كانت خلالها تعاقب نفسها كل ليلة بمشاهدة صور شادي و زوجته في شهر العسل .
الآن حرقة الدم و الأعصاب من نصيبه هو .
منذ عاد من شهر عسله غيرت أسلوبها معه ، صارت تتجاهله تماما .
و لو التجاهل و البرود فنٌّ فهي أكيد تعتبر من رُوَّاده .
ما الذي أحتاجه الآن ؟ تمتمت لنفسها و هي تدخل إلى غرفة مكتبها و تبحث داخل حقيبتها الكبيرة ، حلوى ؟ كلا ، علكة بطعم النعناع لتمسح طعم الشتائم من فمها ؟ ربما فيما بعد .
الآن تحتاج شيئا مميزا .
مثل ؟
شكولاتة بالكراميل طبعا .
أخذت هاتفها و حافظة نقودها ثم خرجت و هي تدندن لحن تلك الأغنية الفرنسية القديمة التي كانت زوجة أخيها الأكبر النصف عربية دائما ما ترددها لها و هي تعطي لها نصيبها من الشكولاتة الأجنبية .
" حلوى ، كراميل ، اسكيمو ، شكولاتة ." انتبهت لنفسها و هي تردد المقطع بصوت عال .
عضت على شفتيها و هي تنظر حولها ثم اختفت داخل المصعد .
تأملها شادي من وراء زجاج بهو طابق الشركة مراقبا بحدة خطواتها الطائرة بينما تخرج من الشركة في غير وقت الغذاء .
مرر أصابعه داخل خصلات شعره مرارا و هو يشعر أنه يكاد يحترق داخليا .
في الأثناء كانت فرح سرحانة تماما و هي مازالت تردد بصوت خافت كلمات تلك الأغنية التي تكاد تصف حالها .
عن تلك الفتاة من جزر المارتينيك التي انتقلت إلى مدينة الأضواء لتطارد حلمها في أن تصبح أغنى ، بدأت كبائعة صغيرة للحلويات في قاعة سينما ثم شقت طريقها بابتساماتها الحلوة و خفة دمها حتى أصبحت هي المالكة للمكان الذي كانت تعمل فيه .
" لو كنا في مدينة الأضواء كنت خفت على منصبك مني يا ماهر ، فكرت و هي تبتسم بمكر ، و أول قرار أتخذه هو قرار بطرد شادي . "
- " أنت مطرود ، مطرود ، رأت نفسها في عيني خيالها و هي تشير له بسبابتها أمام وجهه غير المصدق ،
- لحظة ! قالت تأمره و هو يغادر بخطوات خائبة .
تصورته يلتفت لها و شيء من الأمل يعتلي ملامحه ،
- قلبي من فضلك ، أعده لي قبل أن يتلوث بحبك أكثر . "


- فرح ، سمعت صوته بعدم تصديق

- فرح ، ناداها ثانية بصوت أعلى لكنها لم تتوقف .

سمعت خطواته تقترب بسرعة قبل أن تشعر بقبضته على كوعها و هو يوقفها ثم يديرها إليه لتواجهه .
نظرت إليه بحدة في عينيه ثم قالت و هي تجذب ذراعها منه :
- لا تلمسني ، مفهوم ؟
- آسف ، قال فورا .

أشاحت بنظرها لتدمعه يقول من خلال أنفاسه المسموعة :
- إلى أين تذهبين ؟
- إلى المكان الذي سأذهب إليه ، ردت و هي تزفر بملل .
- إذن اسمحي لي أن أرافقك .

" و هذه هي مشكلتها معه ، فكرت و هي تستدير بصمت و تتجه للدكان الذي يقع في المنعطف ، هو مهذب ، شديد التهذيب ، من فضلك ، حياتي ، اسمحي لي بأن أستغلك قليلا ثم أرميك إلى الكلاب ."
كيف لها أن تتعامل معه ، تريد يوما أن تصرخ في وجهه و لكنه لا يترك لها أبدا أي فرصة .



نغم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس