عرض مشاركة واحدة
قديم 08-09-18, 01:16 PM   #22

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



{ الفصل العشرين }


‏بين الفوضى التي بداخلي
وكُرهي للعالم الخارجي
كان وجودك هو الشيء الوحيد
الذي يمنعني من الإنهيار .

- مقتبس

_

[ السعودية ] ..





{ غصن }

أستيقظت من نومها ، ورأسها يؤلمها من الصداع ، طوال الامس وهي تبكي ، صدمة من أخيها الذي لا يصدقها ، وخوف من وسام الذي للمرة الاولى ترى وجه آخر مرعب ، وحقد على عُلا اللعينة ، وقفت بصعوبة وهي تمسك رأسها ، التفت برعب لـ الباب الذي أنفتح بقوة ، فقد نست أن تقفله ، تأملت وجه الغاضب والعابس ليس وسام الحنون المتفهم ، رمشت عينيها بخوف حين أقترب منها وعينيه لا تبشر بالخير ، همس بـ تهديد !
.. : الدليل اللي قلتي عليه ما كان الا انتقام لـ رحاب ، بتجيب لي يا غصن دليل برائتك ولا أخذتك لـ المستشفى يكشفون عليك ، قلتلك قبل لا تخليني أوريك وجهي الثاني ما راح يعجبك الوضع وقتها !!
غصن بقوة حاولت إتقانها : بروح اليوم المدرسة وبتشوف أني صادقة يا وسام ، أنا أبداً ما راح أكون نسخة عن رحاب بنت خالتك !
خرج ببرود مخيف من غرفتها ، تنهدّت براحة أنه لا يعلم عن الاوراق التي أخذتها من مكتبه ، ودعتّ الرب أن يظهر الحق اليوم ، توجهت لـ دورة المياه ، أغتسلتّ وذهبت لـ تصلي ، أنهت صلاتها وبدأت بـ طلب الغفران من الله والتوسل لـ حل هذا الجحيم عنها ، دعت الله أن يستقيم طريقها ، وأن يعلمّها الصح من الخطأ ، وأن الراحة والانشراح تزور قلبها ولا تغادر ، سرحت لـ موضع السجود وهي تفكر إذ ما حصلّ لها كان بسبب نشرها لـ الفيديو العلاقة التي تربط رحاب بـ أخ أنانا ، خلعت حجاب الصلاة وهي تقف سريعاً تفتح اللابتوب ، مسحّت الفيديو الذي نشرته بـ أسم "زوجة تخون زوجها مع السائق " حذفته اخيراً من صفحتها عندما وجدّت تعليقات الزوار غاضبين ومستحقرين صاحبة الفيديو ، أرتاح قلبها قليلاً ، وبدأت تستعد لـ الذهاب لـ المدرسة ، ربطت شعرها القصير بـ مطاط صغير ، وعباءتها وحقيبتها ، نزلت وهي تراقب وسام بـ الصالة ، يدّخن ، لـ المرة الاولى تراه يدّخن ، عندما لمّحها ، أطفأ سجارته بوجه حزين وكسير ، لا تعلم لما شعرت بـ قلبها ينكسر من أنكساره ، مشى أمامها يفتح باب المدّخل وتبعته ، صعدّو السيارة وذهبوا ..
_




{ عُهود }

تخرج من منزلها مودعة عائلتها ، لتشاهد عُمر يقف أمام سيارته ، مشرع الباب لها ، وعاد لمكانه ، تقدمت خطواتها بـ ببرود ولامباله ، لتصعد بجانبه ، أنتبهت لـ الكوفي ، الذي قد أعتاده بداومها ، أنتبهت عليه يفتح أغنية لـ عبد المجيد عبد الله ، أعشقك ، نظرت له بطرف عينيها ، يبدو أنه مزاجه بالعال ..
عُمر : أشربي الكوفي لا يبرد ، وحرام نوصل ونكبه !
مدت يدها لتحتضن الكوب : ما شاء الله اليوم مزاجك مروق تموت في شغلك أنت !
عُمر أبتسم وهو ينظر لها من خلف نظاراته : لا دايما لا رجعت لنيويورك أكشر !
عُهود بإستغراب : شمعنى الحين ؟.
عُمر : عشان لقيت لي خوي بالسفر !
عُهود رفعت حاجبها : من خويك ، بيروح معانا ؟.
عُمر ضحك : مافي غيرك أنتِ ، خويتي بالسفر !
عُهود أبتسمت : يالله صرت خويتك الحين !
عُمر : شسوي طيب بتزعلين لا قلت زوجتي .
عُهود أبتسمت لـ تنظر للطريق ..
عُمر صمت ليفتح موضوع : كم عندك خوات ؟.
عُهود : أثنين وانا ثالتهم الاخيرة !
عُمر : موظفات زيك ؟.
عُهود : أيوه ، بسمة دكتورة نساء ، ومشاعل دكتورة جراحة.
عُمر : غريبة ما تزوجو دامهم أكبر منك ؟.
عُهود : كأنو يرفضون بحجة الدراسة ، وبعدها على قولة المثل فاتهم القطار !
عُمر : وأنتي ليه تزوجتي قبلهم طيب !
نظرت له بطرف عينيها ، ليستدرك قوله : قصدي ليه أبوك يبي يزوجك قبلهم.
عُهود رفعت كتفيها : يقول أن متاكد أني مفتاح الفرج لخواتي عشان يتزوجون بعدي !
عُمر ضحك بسخرية : يا حليله ابوك.
رمقته عُهود بنظرة حادة لـ يصمت قبل يكمل سخريته.
عُمر : وكم عندك صديقات هنا ؟.
عُهود : بس وحدة مالي معها سنتين ، وتعرفت على صديقتها لما جات من نيويورك !
عُمر بـ إستغراب : الحين طول حياتك ما صاحبتي الا وحدة !
عُهود : أيوه ، كانت شخصيتي إنطوائية ، وما تعرفت ولقيت الصُحبة الحقيقة الا مع نسيم ، صحيح أنها ما تفضفض لي عن مشاكلها بس دايما نسولف عن أهالينا وعن بنت عمها إلين وخالها سلطان ، ولا بعد تقولي عن حريم خوالها ومشاكلهم ، بس تصدق ولا مرة تكلمت عن نفسها طوال السنتين ، مع أني حاسة فيها شي ، حلو بنروح نيويورك عشان أشوفها هناك !
عُمر بصدمة أوقف سيارته أمام المطار لـ ينظر لها : نسيم محمد إبراهيم !
عُهود : لا أسمها طويل غيرته قبل فترة ، نسيم البحر محمد إبراهيم ، " لتنظر له بغرابة " يوه صح شدراك عن أسم أبوها وجدها ؟.
عُمر : وينها الحين ؟.
عُهود : ليه شتبي فيها ؟ تعرفها أنت ؟.
عُمر بإنفعال : وينها الحين قوليلي ، راحت نيويورك ولا بتروح ؟.
عُهود بشك : أنت بحر نيويورك صح ؟.
عُمر تسمرت نظراته وهو يحاول ظبط نفسه : لا !
عُهود : ليش تسال عنها طيب ؟
رفع هاتفه الذي يرن لـ يجيب !
.. : هلا خالد ، أيه وصلنا ما قصرت ، الحين جاي.
نزل من سيارته لتتبعه هي ، أنزّل الحقائب ، وهو يتجه لـ للمطار برفقتها ، كان المكان مزدحم ، مدّ يده السمراء ليحتضن كفها برفق ، شعرت بـ ألم في قلبها جميل يتصاعد وكأن هناك فراشات تتطاير فقلبها مع كل نبض ، تجاهلت الشعور لـ تنظر لـ الذي قادم مع أبنته ، أنها نسيم أبنة ديالا ، لـ تصرخ تلك بكلمات غير مفهومه ، يحتضنها عُمر ..
.. : عمري الحلو وحشتيني يا فقمة !
ضرب خالد كتفه : والله ما الفقمه غيرك !!
مدّ عُمر الطفلة لـ عُهود ، احتنضتها بقوة : نسيمي
_


{عُمر }

تبادلا السلام الاصحاب ، لـ يسحب عُمر خالد من معصمه .
عُمر دون اي مقدمات : نسيم كانت هنا طوال السنين اللي مرت ؟.
خالد بهدوء : أيوه !
عُمر : وليه ما قلت لبحر وهذا وهو موصيك تقوله ؟
خالد : مقدرت !
عُمر : ها تدري بعد أنها راحت نيويورك !
خالد : أيه أدري ، بحر عرف أخته !
عُمر بصدمة : وأخته شتسوي عند نسيم !
خالد : بنت عمها !
عُمر : لا مو بنت عمها .
خالد : الحين روحو لطيارتكم وأسأل بحر كيف تكون بنت عمها !
خرج خالد مع أبنته بعد ما أودعهما ، لـ يصعدا الطائرة صامتين ، عُمر الشارد بقضية بحر ونسيم وشقيقته وعُهود التي تحاول معرفة عمر بنسيم وديانا ..
.. : كيف تعرف نسيم وديانا ؟
نظر لها بهدوء : زميلات دراسة .
عُهود : زميلات بس !
عُمر : وش تفكرين بالله ؟.
عُهود : كم عندك أصحاب أنت ؟.
عُمر : أربع ، بحر ، خالد وسام ، و سعود !
عُهود : بحر شيصير لنسيم ؟
عُمر : حبيبها ، من 7 سنين !
عُهود : ليه تركو بعض ؟
عمر : عشان سالفة .
عُهود قولها طيب.
عمر : طويلة مالي حيل اقولها.
عُهود : قولها طيب وش ورآنا ما احنا طايرين.
عمر : الا بنطير.
عُهود : أمانه عمر قولي ، كنت عارفة أن ورآها قصة نسيم البحر !
عمر تنّهد : طيب بشرط تقوليلي كل اللي صار بينكم !
عُهود : تمام عطني اللي عندك وأعطيك اللي عندي.
عُمر : المهم أنا مجهز لك مفاجاة هناك !
عُهود بضيق : لا تغير الموضوع !

_


{ غصن }

دخلت الفصل بـ ملامح مهددة لـ التي ستقابلها ، رمقتها بنظرة كارهه ، ودون أي تردد أو خوف أقتربت لـ تصفعها بـ قوة وبدأت بـ نتف شعرها القصير بيدها وإطاحتها أرضاً لـ تستقر وتعيد ضربها بـ وحشية ، بدأن الفتيات بـ التفريق بينهم أو بـ الأصح لـ التي بدأت الضرب أول دون صراخ أو حتى شتم ، وتلك الطريحة تصرخ بخوف ورعب ، توقفوا الطالبات بالتشجيع وكأنهم في ساحة مصارعة واللاتي يفرقن بالابتعاد وما زالت غصن فوق عدوتها الحديثة ..
.. : غصن عبد الرحمن !!
التفت لـ صوت المرشدة الطلابية الغاضبة ، لـ تقف بعدما سحبت ذراعها من أستاذتها ، لـ تصرخ تلك .
.. : مجنونه ! شتبين مني ؟ شسويت لك يا المريضة ؟.
غصن بنظرة حاقدة : الله يلعـ* أنتي ونادر اللي تعرفينه يا كلبة !
لتصمت تلك وتنظر لها بصدمة : وشـ .!
قاطعت المرشدة حديثهم : تعالوا لي في مكتبي الحين !!
خرجوا من الفصل بـ وسط نظرات الفتيات اللاتي بدأن بـ الهمس عن عُلا ونادر وعلاقة غصن بهم ، غصن وهي ترمقها بذات النظرات العدائية ، وعُلا التي تفكر بـ عمق مالذي فعله نادر لـ يجعل غصن تذكر أسمه معها ، أغلقت المرشدة الباب خلفها بعدما دخلو مكتبها لـ تجلس على مكتبها مشبكة اليدين ..
المرشدة : من صباح الله خير تتهجمين على صحبتك يا غصن !
غصن بحقد : تخسى ما هي صحبتي ، يعزون عنها اللي أماشيهم !
المرشدة بغرابة : ليه ؟ وش سوت لك قوليلي حتى تتصرفين هالتصرف الغير حضاري ؟
غصن صمتت قليلاً تراقب ملامح عُلا التي بدأت بالهلع من قد ما تقوله ، رسمت نصف إبتسامة لـ تأخذ هواء وتزفره .
.. : ذيك المرة سمعت عُلا ... إلـخ .
أتسعت عين المرشدة بصدمة من ما سمعت لـ تنظر لـ عُلا بملامح مخطوفة .
.. : صح هالكلام يا عُلا !
تتساقط الدموع بـ خوف ورجاء : أستاذة أنا ..
غصن تكمّل بقهر : فوقها مرسلها صور لي أنا والحثالة لـ زوجي وسام !
عُلا : زوجك ؟ أنتي متزوجة ؟.
أخيراً بعد سنة كاملة أعترفت به كـ زوج ، تجاهلت سؤالها ..
المرشدة تضرب الطاولة بـ يدها : عُلا صحيح هالكلام ولا لا ؟.
غصن وهي تدخل يدها بـ جيبها لـ تعطيها ، الصورة .. لـ تمزقها المرشدة بـ قرف ، وصدمة ونظرات مهددة بـ الخطر إتجاه تلك العُلا ..
المرشدة : وين أهلك أنتي بعرف ؟ شـ الوضع المعفن ذا ؟ وتسحبين صدقتك لـ الوحل معك ، أبوك و أمك وينهم قوليلي ؟ .
عُلا بـ أسى تنظر لأسفل : متوفين .
.. : متوفين ! وين عمانك..خوالك ؟ .
عُلا صمتت لـ يتأملو دموعها وحرقة القلب التي أنتهت بـ تنهيدة موجعة من صدرها ..
المرشدة : عند مين عايشة يا عُلا ؟.
عُلا : أخوي نادر .
صدمة أعترت ملامحهم ، وجمدّت تحركاتهم ، غصن التي شخصّت بعينها ، أخيها؟ أخيها الذي كان يهدد بـ فضحها ، الذي يشاهدها عارية ويلتقط صورة مع صديقتها !!
المرشدة : أخوك !
عُلا : مالي ألا هو ، عماني ما تكلفوا فينا ولا خوالي !
غصن بعدم تصديق تدفع كتفها : قولي غير هالكلام كيف أخوك ما كان يهدد يفضحك ما كان يهدد ينشر صورك معه كيف تقولين أخوك الحين ، قاعدة تحمين حبيبك صح ؟.
عُلا زمت شفتيهابقوة : أخوي نادر كان يهدد يرميني عند أصحابه بـ الاستراحة لو ما جبت له إلين المالك طالبة المتوسط !
المرشدة : وإلين المالك كانت تعرفك كيف ؟.
عُلا : ما تعرفني شخصياً وحدة معاها بنفس الفصل أسمها عُلا صلاح تعرفني وتعرفت عليها ، عشان توصلها لي وأسلمّها لأخوي !
غصن بـ غضب : بضاعة عندك أنتي وأخوك عشان تسلمينها أخوك يا حيوانه.
المرشدة : ألفاظك يا غصن لو سمحتي.
غصن بتهديد : صدقيني لو ما طلعت برائتي من موضوع القرف هذا أني لاندمك قد شعر رأسك !!
المرشدة : حبيبتي غصن أهدي !
خرجت غصن بعدما رمقتها بنظرة مهددة أخيرة !
_
{ وسام }

صعدت معه السيارة لـ تغلق بابها ، سار بالطريق والصمت سيد الموقف ، أنتبه لنظراتها من خلف الغطاء تجاهلها وهو يشطف ما بين أصابعه بقوة ويزفره ، أنتبه ليدها وهي تشغل أغنية ، أغلق ما شغلته ببرود ، حاولت فتح التكيف واغلق التكيف ، ليسمع تنهيدة الملل منها ..
.. : فك الشباك طيب ولا فك المكيف ؟.
.. : سيارتي وبكيفي !
صمتت ..
.. : فكرت بذا الموضوع ، دام الدراسة من جهة وانتي من جهة أشوف أنه ما يحتاج أنك تدرسين !
رفعت حاجبها ولمعت نظرة الحقد بعينها : نعم ؟.
.. : الله ينعم عليك ، مافي دراسة خلاص !
.. : شسوي بالبيت طيب ؟.
.. : زي ما كانت رحاب تسوي ؟.
ضحكت بسخرية : آها .. كل يوم سفريات برا المملكة ، وأكلم سواقنا يجي ينام معاي ؟.
أوقف السيارة بقوة ، ونظرات الغضب العامر متسلطة عليها وبصوت جاد ، حاد : عيدي اللي قلتيه ؟.
صمتت غصن بهدوء ومن ثم ؛ مابي أترك دراستي !
رفع حاجبه بطريقة مستفزة لـ يكمل : تحسبين أنك أحسن منها يعني ؟ على الأقل هي تزوجتني وبعدها سوت فعلتها ومع شخص واحد ، بس أنتي اثنين مختلفي الفئة مشكوك بوضعك والله ؟ وبذا العمر بعد ، آوه كان قلتي لي وما أنحديتي للحرام !! .
أتسعت عينيها بقهر لـ تضرب صدره بكفها ليدفع يدها عنه : صدقني بتندم على كل هالكلام ، أنت كيف تتكلم معاي بذا الأسلوب ، خاف ربك تراك ظالمني ، عمري ما أكون رحاب يا وسام وبتشوف بعينك ، هات جوالك هات واسمع !!
سحبت الجوال من بين المقعدين ، وكتبت الأرقام التي حفظتها : عُلا كلميه الحين وعلميه بكل شي أنتِ وعدتيني !!
فتحت المكبر لـ يخرج صوت عُلا وهي تثبت براءتها ، أغلقت غصن الهاتف وهي تردف : صدقتني الحين يا وسام ؟.
صُدمت لحديثه ، ولـ نظرة الخبث التي بدأت تحتل عينيه ..
.. : صديقتك أكيد بتدافع عنك تحسبيني أهبل ؟.
غصن هزت رأسها بعلامة الـ طيب : وديني الكشف اللي تقول عنه الصباح !!
التفت لها بصدمة : وش ؟.
غصن بنظرات تحدي وقوة : المستشفى اللي بيكشفون علي ، بس بشرط يا وسام اذا طلعت سليمة ، تطلقني زي ما طلقت رحاب طلعني من حياتك زيها !
وسام : طيب !

_
[ نيويورك ]

_


{ بحر }

يجلس على الأريكة بـ شقته هو ونسيم قبل سنوات ، يقلّب الهاتف بيده ، وحقيبة نسيم مفتوحة أمامه ، سحب حجاب من بين ملابسها ، وهو يشتمّ عطرها لا يُصدّق أنها قبل ساعات كانت هنا ، إلا بهذه الحقيبة ، جنّ جنونه بعدما علّم من الكاميرا المراقبة أنها قد خُطفت من قبل رجال ، أتصل فوراً المدعو إيزل لـ التفاوض معه والتعاون بـ خبث ، وافق بحر وهو مغتاظ من نبرة صوته المستفزة ، والخوف والقلق عليها بدأ على ملامحه ، أين هي ؟ ومالذي يفعلونه لها ، ومالذي أتى بها هنا ، ومالذي كانت تخطط عليه ، لـ يتفاجئ بشقيقته بصحبة خالها الصغير ، وكيف لم تخبره أن لديها أقارب من جهة والدتها ، ولماذا خططت لكل ذالك ، ولَم تصارحه ، بالطبع خالد لا يعلم عنها ولا أبنته مما ساءت حالته في السنوات الماضية ، أنتبه لـ هاتفه يهتز بـ إتصال ، أجاب لـ يرد ..
.. : حسناً أقبل فوراً بـ طلبه !
.. : ومتى سـ يسلّم لي نسيم ؟.
.. : جون ، أوصله هذا التهديد مني ، لا يلمسوا شعرة منها وإلا تصرفت بـ أسلوب ثاني يدمرهم .
قبض على الحجاب بقوة فـ الشوق يزاحم كل تلك التسأولات ، أنتبه لـ كتاب مكتوب بـ أسم " ذكريات بعمق البحر " المؤلفة " نسيم البحر " أستغرب من الاسم الغريب لـ الكتاب ، ويبدو أنها هي من ألفته ، أخذه لـ يقرأه وفتح أول الكتاب لـ يقرأ ..

"
في اليوم الـ 31 من ديسمبر 🎶.

ما زلت أذكر تلك الليلة في أخر شهر من من ذاك العام ..
أحتفلو هم بنهاية السـنة .. وأحتفلنا نحن بـ بداية عشقنا بعيداً عـن أصواتهم ، صراخهم ، ضحكاتهم ، كنّا نحتضن وجوه بعضنا بكفوفنا ، قبلات رقيقة شغوفة نتبادلها ، بعد أعترافنا بـ أحبك لكل منّا .. كانت ليلة أجتاحتني فيها جميع المشاعر يـا بحر ! .. "
_


{ سلطان }


زمّ شفتيه بـ بصبر وهو يسمّع سكرتير بحر يوصلّه أوامره بـ أن يخرج من الجناح ويذهب لـ جناح آخر بجانبه ، مالت إبتسامته ساخر وهو يردف بـ هدوء .
.. : بطلع أنا ، بس وصّله أني ما راح أسمح له يأذيها سواء بكلامه ولا افعاله ، راح يلاقيني بوجهه !
أنهى كلامه وهو يغلق الباب ، لـ تتسّمر عيناه لـ إلين مرتدية حجاب سُكري وتحمّل جاكيتها الكحلي ، وقد أبتسمت بتعجب ..
.. : والله ومصدق نفسه أخوي لـ درجة يبعدّك عني.
سلطان : ما علينا منه وين رايحة أنتِ الحين ؟.
إلين : بروح لأبوي أنتّ وعدتني.
سلطان بربكة : طيب لو تأجلينها لـ بكرا !
إلين : اليوم يا سلطان لازم أشوفه وأعرف اللي صار منه .
تنهدّت بـ إستسلام بعدما أردف : خليني ألم أغراضي قبل لا يجي أخوك ويطردني بنفسه.
إلين بحدة : لا تقول أخوي ما هو أخوي.
سلطان : طيب أهدي أنتِ !
دخل غرفته لـ ينتهي من جمع ثيابه في حقيبة ..
_



{ بحر }

كان يقرأ الكتاب ، المؤلف بـ كتابتها والذي سكبت به جميع مشاعرها ، من ذكريات وحزن ودموع والخوف والرهبة والشوق والحنين والكذب والانخداع والصدمات المتتالية عليها ، كان يقرأ حرف حرف من عباراتها الموجعة إتجاهه

" رفعت ذراعي حول رقبتك أحتضنتك بقوة : أحبّك !
شعرت بيديك تحاوطني ، شعرت بضربات قلبك المتسرعة ، شعرت بأنك تحبّني ! حسياً وليس سمعياً ، لم أسمعك تقول أحبك بعد ما قلتها في البداية ، لم ترد على كلمتي بـ " أحبك أيضا " لا اعلم كيف تجاهلت هذا ؟ "
" كنت صادقاً في كلامك ذالك يا بحر ، " هل تعتقدين أني سأشتاق لك ؟ " كنّت أظنك تحاول فقط إستفزازي ولكنك بالحقيقة كنت تعنيها حقاً ! إلهي يا بحر كم كنّت ساذجة ومغفلة في تلك الليلة ، أكنت تستمتع في تأمل سذاجتي ؟ "
" نسير متوجهين لطاولتنا التي بها أصدقاءنا ، وصلت ! حقاً وصلت لك ، تسّمرت قدماي ، أنظر لك وانت تحدق بي بتلك النظرات الثابته ، شعرت بالدموع متجمعة ، وقلبي ! شعرت وكأنه يعتصر ألم ، ماهذا ؟ ألم أنساه ؟ ولَم يعد يهمني ولا تهمني سيرته ، لماذا لا أستطيع المشي للأمام ، نسيم ما بك ؟ ."
" .. : هل أنتِ مريضة ؟ نسيم أرجوك أن تجيبيني !
نعم مريضة أنا يا بحر ! عشقك أمرضني وأهلكني ، الأ يوجود دواء لهذا الداء ! ألا ينفع أن أتوب ليغادرني هذا البلاء ! حبك داء وبلاء يا بحـر "
" .. : أحبّك .. أسف .
أنا لا أبكي من تلك الكلمة التي كنُت أتلهف لسماعها من لسانك الثقيل في ذالك العام ، أبكي لأني لم أعد أشعر بها كـ كلمة صادقة منك ، أشعر وكأنك تكمل تمثيلك علي ، تريد جريّ للهاوية ، تريد أن أطير للأفق ، لأتفاجئ بوقوعي أرضاً ، شعور يقتلني الذي أحس به ، خوف ، رهبة ، عدم ثقة ! "
" أشار هاتفي بوصول رسالة ، فتحتها بسرعة ، لأراها منك ! " وصلت أجابتك لسؤالي ذاك يا نسيم محمد " .
نسيم محمد ، أنك للمرة الاولى تقولها لي ، دائماً ما كنت تنهي أسمي بأسمك ، حتى أحببت أن ينادوني به جميع من يعرفني بـ نسيم البحر ، كم أوجعني قلبي ! "

تمزق قلبه بين أضلعه عندما يرى كلماتها الموجعة لـ حد الصميم ، و ذكرياتها بدونه ، أكانت تعاني هكذا وهو لا يعلم وقد ظن أنها عادت لـ عمه ، هل أرتكب جريمة بحق حبيبته لـ إدخالها بجميع هذه المتاهات والمشاعر الغامضة ، لذالك فكرت بالهروب منه لا يلومها حقاً .. توقف بينما يقرأ وتتسع عينيه بصدمة من هذا الاعتراف من عمّها قرأ لحين ..

" طوال حديثه وأنا أحاول إستعياب تلك الصدمات التي أتلقاها ، أنتهك شرفها قصراً ، لم تكن راضية ، لم تكون كم كنتَ تعتقد يا بحري ، السيدة رودينا أمرأة محافظة طاهرة ، ليس كم كنتَ تعتقد ، إعتقادك خاطئ بوالدتك " .

قبض كفه بغضب وحقد لـ المدعو خالد إبراهيم ، تحطم قلبه وهو يقرأ أن والدته كانت بريئة من جميع الاتهامات التي هو وجهها لها ، وأنها كما كتبت نسيم " محافظة طاهرة " نَزَّلت دمعة تظهر أنه فعلاً نادم على ما فكّر بوالدته ، همس بـ أسمها يدعوها تسامحه فلم يعلم الا لـ التو ، أكمل قراءة بوجع كبير ..
" ها قد بدأت الحقائق بالظهور ، الحقائق التي تريد يا بحر أخباري بها وتصديقي لك ، بأن عمي المليئ بالحنية ، شخص حقير و وصاحب أفعال شنيعة ، كنتُ أرغب بـ إغلاق فمه ليتوقف عن هذا الحديث ، أنني لا ألومك يا بحر ، لم أعد ألومك أيضاً لإدخالي بـ إنتقامك ، فكنتُ من أستغل عمي بقاء والدتك عنده بسببي ، أنني لا ألومك ! "

أغلق الكتاب بقوة وهو يضعه في الحقيبة ، توقف ووخرج من الغرفة بعدما تحددّ وقت مقابلته مع إيزل بـ هاتفه ، صعّد سيارته والوجهة لـ منزل خالد إبراهيم !!
_



{ خالد إبراهيم }



يجلس بـ حديقته الريفية البسيطة ، وهو يتأملها ، لم يخطط لهذا قبل سنوات ، كان يفكر أن يسكن صغيرته بجانبه ، وأن يبدأ بتغير نهاية أسمها بـ أسمه ، وأن تعيش أبنة أخيه الوحيدة معه ، أن يكّون عائلته الصغيرة بعيد عن جميع أعداءه ، أن يرتاح ويريح باله ، فجأة تلاشت جميع الأفكار لـ يصبح وحيد لا أبنته ولا أبنة أخيه ، لماذا الحياة لا تسير كما يريد ، لماذا لم يجد حُبه قبل تتزوج لماذاأرغمها بفعل ما لا تريد ، لماذا دمرّ عائلة كانت سعيدة تجمعهم الأولفة ، ليصبح الفتى يحقد عليه وعلى والدته وهو لا يعلم الحقيقة ، يهدد بأن يّدمره وينهيه ، هل ما يحصل له لعنة من المرحومة رودينا أم لعنة أنتقام بحر ، أم بسبب دناءة أفعاله ، صغيرته ضائعة لا يعلم خُطفت ، قُتلت ، أختفت عن الوجود ، وأبنة أخيه محتجزة ولا يعلم كيف يستطيع وينقذها ، وكأن يديه معقودة بـ إحكام لا يستطيع الحراك .. وقف وهو يتنهّد بتعب ، يجب عليه إنقاذ وصية أخيه و والدته ، تسمّرت أقدامه بصعوبة وهو يراقب تلك التي تُحدّق به بتأمل ، لـ تلمع بعينه هو الخوف والقلق من الذي خلفها يتقدمّ بكره وحقد ونار تشتعل به !!

_
{ إلين }



أقف أمامه بـ وسط حديقة منزلنا الريفي ، منزل طفولتي مجهولة المستقبل ، عيني بعيناك أبي الحبيب ، لقد تغيرت عن آخر مرة رأيتك فيها ، شعرك اللي كان كثيف السواد ، أصبح رمادي اللون ، وجهك المشدود ، بانت به التجاعيد ، جسمك القوي الذي كنت تحملني على أكتافك أصبح هزيل ، عيناك محدقة بي ، ولكنك حائر في معرفتي ، ألم تتعرف عليّ يا أبي الحبيب ، أقتربت منك و وجميع الاتهامات التي شتموك بها تدور بـ ذهني ، " أبوك ماهو أبوك ، أمك كانت متزوجة قبل لا يقرّب منها أبوك ، أبوك نهك عرض واحد في زوجته ، أخوك وزوج أمك ماتو بسبب أبوك ، أبوك حقير ! أبوك ما يخاف الله ، دمّر حياة عايلة ، أبوك .. أبوك .. جابك عن طريق الحرام ..!! " ..



{ يتبع } ...




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس