عرض مشاركة واحدة
قديم 08-09-18, 01:18 PM   #24

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



{ الفصل الثاني والعشرون }




‏إكتشفت إنني أنتمي لها، هي تشبه كل معتقداتي الغريبة
كتبي و موسيقاي المفضلة، إنها بمثابة كل أشيائي
التي لا أريدها أن تصبح يوماً لأحد غيري

- مقتبس .
_

تقدمت بخطوات مترددة ناحيته ، تأملت ملامح وجهه الآسره ، وقفت بجانبه بوجع دفين ، مدتّ كفها بكفه تمسكّت به وهي تشكر الله وتحمده على بقاءه لها ، رفعت كفه لـ تقبّل باطنه ، لا تزال تذكر كيف كانت ملامحه متألمة بعدما أصاب بتلك الرصاصة ، شعرت للحظة أنها ستفقده ، عندما توقفت أنفاسه وإغلاق عينيه ، أحتضنت كفه بقوة همست لأذنه بعض كلمات ، لتتركه بهدوء وتخرج ، رأت الجميع أمامها ..
عُمر و عهود ، وسام و خالد ، وسعود ، سلطان و إلين لحين ما وقعت عينيها بغرابة على لتين و والديها ، تبادلت هي ولتين نظرات حارقة متعجبة ، لتقترب إلين وهي تحتضنها بقوة .
إلين : نسيم الحمد لله انك بخير الحمد لله .
نسيم : مين قلك اني هنا ؟
إلين رفعت عينيها بوجع لها ، واشارت لـ عُمر لتتحدث : كنت محتاجة لك ، محتاجة تفهميني كل اللي صار يا نسيم !
عهود : إلين حبيبي نسيم تعبانه خلينا نأخذها ترتاح بغرفتها هيا.
سارت نسيم معهم وهن حواليها لتقف بجمود وتراقب نظرات لتين عليها والدتها ، نظرت لوسام بتسائل عن وجودهم ، أكتفى ذاك بـ السكوت لتسحبها عهود رغماً عنها لـ غرفتها .
نسيم بقهر : نادو لي عُمر الحين !!
عهود بغرابة : ايش فيك نسيم ؟
نسيم : ذيك شتسوي هناك ؟ هي وامها وأبوها شجابهم ؟.
عهود صمتت لا تدرك ما ستجيبها فهي قد سمعت من عُمر انها زوجة بحر فلا تعلم أن كانت ستؤلمها أم لا.
لتتحدث إلين بحقد : زوجته !
نسيم أحتدت عينيها : زوجة مين ؟
إلين : مين غيره اللي سببّ كل ذَا لحياتنا ، آه يا رب أخذ عمره الليلة .
نسيم بغضب : لا تدعي عليه يا إلين !! وبعدين من فين جبتي أنها زوجته مين قالك أنه .. بحر مستحيل يتزوج !
إلين بقهر : ليش ما ادعي عليه ، كل اللي صار بحياتنا بسببه ، أنعزال بابا عن حياته عشان يحميني منه ، حتى ما اعترف فيّا ولا نسبني لأسمه كان بسببه ، بعدي عنه وبعده عني ، كلام الناس عني وعن لقبي المزيف ذَا ، كل هذا بسببه هوو ، و آخرتها ..آخرتها حرمني منه للأبد ، وتدافعين عنه يا نسيم ، عارفة عمّك وين الحين ؟ عمّك بالسجن ,بسببه .
نسيم دهشت حقاً ، ها قد عرفت إلين جميع الحقائق ، وباتت تعلم هي كيف ولدت ومن هو والدها ومن هي والدتها ، لكن صدمت تماماً لردة فعلها العدوانية لأخيها ، تتهمه بكل الذي مرّو به ، ولا تدرك ان والدها من أجرم بحقه ، حرمه من والدته وقتل والده و شقيقه ، وأخيراً حرمه من أخته وسبب بينهم فجوة كارهة !
أيعني أنّ بحر علم عن كل شي فعلته هي ، عن هروبها بـ أخته ، مالذي يحدث هنا ، لم تعد تستوعب شيئاً ، كيف أجتمع الجميع ومالذي حدث لهم هل أكتشفوا الحقائق أم لا يزالون محتاريين ، لما لم تندهش عهود لحديث إلين .. في وسط تسائلاتها دخل سلطان مصدراً طرقاً لباب ، نظروا له الجميع لتفهم عهود وإلين نظراته وخرجوا ، أقترب هو مقبلاً رأسها ..
.. : كيف حالك نسيم ؟.
نسيم : بخير !
جلس أمامها بهدوء : كنت صادقة بـ أحساسك لما رفضتي تظهرين لهم إلين !
نسيم : عمي جد أنسجن والسبب بحر ؟
سلطان : ايوه عمّك حقيقي متهم بـ غسيل أموال .
نسيم مسكت رأسها بألم : كيف حصلتونا انا وبحر ؟
سلطان رفع أكتافه : اللي جابوكم الأربعة اللي برا ، جابوك مغشي عليك صار لك اسبوع ، و بحر الحمد لله زال من حالة الخطر بس ما زال بغيبوبة .
تنهدت بتعب فهي لا تدرك مالذي حدث ولكن أكتفت بحديث سلطان .
نسيم : وليش الكل مجتمع كأنكم تعرفون بعض ؟
سلطان رمقها بنظرة : ما هم أصحابك مافي مشكلة لو تعرفنا عليهم !
نسيم بصدمة : أنت كيف عرفت ؟
سلطان : اللي اسمه عُمر قال لنا كل شي.
نسيم أخفضت نظراتها للأسفل ..
سلطان : ليش ما قلتي لي انك متزوجة من بحر ؟
نسيم تنهدت بهدوء : ما كان وقته يا سلطان .
سلطان بغيظ : ومتى كنتِ تفكرين تقولين لي ؟ كيف تزوجتي ومتى ؟
نسيم : قبل خمس سنوات ، محد كان يعرف غير وسام و خالد كانو الشهود حتى عمي ما كان يعرف .
سلطان : وكيف وافقتي تتزوجين بدون موافقة عمّك وهو ولي امرك .
نسيم بللت شفتيها بتوتر : ما كنت بعقلي اعترف !
سلطان : يعني ؟
نسيم : سلطان انا حبيت بحر ، لدرجة ما اعرف الصح ولا الخطاء غير أكون معاه .
سلطان بهدوء : طيب تمام انتي ما كنتي بعقلك وكنتي مغرمة فيه لدرجة الغباء !
نسيم بحدة : سلطان !
سلطان تجاهل نظراتها : هو شكان يبي منك ؟
صمتت نسيم بألم ..
ليجيب سلطان ببرود وهو يعد أصابعه : اولا أنتقامه من عمّك ، ثانياً الجنسية الامريكية اللي عطاك اياها عمّك ، ثالثاً عشان يدور على إلين مو صح ؟ .
نسيم بهدوء : ايوه.
سلطان بقهر : وكنتِ راضية ؟
نسيم : سلطان انت عارف ايش اللي مرّ فيه بحر.
سلطان : لا ما اعرف ولا ابي اعرف كل اللي اعرفه ان صاحب قلب اسود مليان حقد يبي يأذي اي شخص له علاقة بـ خالد إبراهيم .
نسيم بقهر : بس عمي يستاهل وانا استاهل الوحيدين اللي مالهم ذنب باللي حصل بحر وإلين .
سلطان أبتسم بغيظ : وانتي ذنبك ايش ؟ مو هو اللي علقك فيه ضحك عليك ولا لا ؟ كان مدخلك في أنتقامه السخيف وهو مو داري امه مظلومة ؟
يا بنت انتي مستوعبة انك صرتي له وهو متزوج عليك وحدة ثانية ، وانتي طوال السنين رافضة تتزوجين وتتهربين من مواجهة أبوي واخواني ، وهو صار له سنتين متزوج !
نسيم عقدت حاجبيها : مين قالك انه متزوج ؟
سلطان وقف منفعل : البنت اللي برا زوجته واهلها انسابه .
تهجمت ملامحها بغضب واحتدت عينيها بقهر لـ تنهمر الدموع الحبيسه : لتين !!
سلطان : تعرفينها ؟
نسيم : سلطان اطلع برا !!
عقد حاجبيه : نسيم ؟
قاطعته صارخه : اطلع برا مابي اشوف احد !!
خرج سلطان ضارباً الباب خلفه ، لتشهق هي باكية تشتم وتسخط حظها اللعين ، لم تصدق أن تراه بعد تلك السنوات وخافت بشدة فقدانه ، وأصرت ان تتعلق به بعد كل ما حدث ، لتتحطم كل ما خططت له ..
هل حقاً تخلى عنها ، انه حقاً تزوج بـ من تشعل النار بين ضلوعها ، مالذي دفعه للزواج بها ، هل هو انتقام بسبب تركها له لتلك السنوات ؟ ولكنها فعلت ذالك لمصلحته لكي لا يصبح قاتل لعمها ولا أخته ، كانت مدركة للألم الذي يجتاحه كونه فقد عائلته ، كان دائماً يردد بـ إحراق وقتل عمها ، خافت عليه اولا هو من حقد قلبه ، ولكن مالذي فعله هو سوا إحراق قلبها !!
_

بالممر امام الغرفة التي يسكنها بحر ، كانوا الجميع متواجد ، عدا إلين التي ذهبت لـ الكافتيريا تحت ، لتين التي تراقب عُهود بنظرات مستحقره ، وتبادلها عهود بذات النظرات ..
عُمر بغرابة : شفيك تحرقينها بنظراتك انتي ؟ .
عهود بقهر : انا ما ني مصدقة ان ذي ياخذها بحر خويك على صديقتي نسيم !!
عُمر رفع حاجبه : بالله عليك عهود بلاش فزعات لنسيم ، ثم ها قلتيها مآخذها خويي على صديقتك ، يعني مالك علاقه وانتبهي لنظراتك !
التفت له عهود بحدة : وانت وش اللي مزعلك ؟.
عُمر : ماني زعلان.
عهود : الا زعلان !
عُمر تنّهد : لاحول الا لله .
عهود اكملت : ولا قوة الا بالله.
عُمر نظر لها : جوعانه ؟
عهود مسكت بطنها : ايه والله.
عُمر تمسك بكفها ثم وجه حديثه للجميع : بننزل نفطر بالكافتيريا .
ذهبوا لـ يجدوا سلطان أمامهم ضائق الملامح ..
عُمر : كيفها نسيم ؟
سلطان اخفض راْسه : بخير .
عُمر : وش فيك متضايق عسى ما شر ؟
سلطان : قلت لها عن زوجة بحر وعصبت وطردتني بعد .
عُمر بقهر : وانت ليه قلت لها ؟
سلطان بحرقه : انفعلت عاد !
عهود : ما كان المفروض تقولها الحين وهي توها صحيت !
سلطان تجاهلهم ونزّل للأسفل بالمصعد ، ليتجه كلاً من عُمر وعهود لـ غرفة نسيم ، وقفوا امام بابها وقد سمعوا بكاءها الموجع ، طرق عُمر الباب ، لتصمت ، وعاد طرق الباب ، ولَم تتحدث ، فتحت عهود الباب ودخلت ، كانت نسيم تخبئ وجهها باللحاف ، اشارت لعُمر يدخل ، دخل هو الاخر معلناً دخوله.
عُمر : هلا بـ نسيم البحر ، طالت الغيبه !
أرتجفت نسيم وقد عادت دموعها للانهمار .
عهود : نسيم قومي عُمر يبي يتكلم معاك !
عُمر : مو لازم تقومين بس اسمعيني .
صمت قليلا ليكمل : بحر ما كان يفكر يتزوجها ولا كان يبيها بس جيمس ظغط عليه وبعد الاستاذة دارين ، له اسبابه زي ما لك أسبابك ، مو اختفيتي طول الاربع سنوات ما كنّا عارفين عنك حاجة توصلنا لك ، تحسبين بحر كان يدور عليك عشان إلين ؟ أبداً ما توقع ولا 1 في مية انها معاك ، وحتى أريحك زواجه من لتين على ورق سنتين متزوج ولا يعتبرها زوجة كثر ما يعتبرها صفقة تفاوض بينه وبين جيمس ، كان يغلط بأسمك كان يسرح دايما وما يركز بـ جمعتنا ويروح للإماكنكم سوا ويسترجع ذكرياتكم .
صمت قليلا لـ يراها ترتجف تحت ذاك اللحاف ، كادت عهود تقترب منها ولكنه سحب ذراعها لتبقى بجانبه .
عُمر : طلع كل همومه لك ، أعترف لك بكل ما خطط له ، تتوقعين ليش ؟ عشان حبّك ، بحر ما كان الشخص اللي تعرفيه قبل ، كان قلبه مليان حقد لعمّك ، كان يتحلم دايما في أمه رودينا وابوه وأخوه ، كل اللي مرّ فيه بحر انا وياك والشباب عارفين مو سهل ، ماتو أهله قدام عيونه واللي قتلهم عايش متهني ولا كأنه سوا شي وتشوفينه غلطان وتبعدين عنه بعد ما قال لك الهم اللي اكل قلبه .
قامت هي بتعديل حجابها ورفعت عنها اللحاف لتردف .
نسيم : كل اللي سويته لمصلحته ! بتقولي يا عُمر اني غلطت ؟ غلطت عشان حميته من نفسه قبل ما احمي عمي وإلين ، الانتقام معمي عيونه عن الحياة ، كنت أبيه يعيش حياته زي ما عاشها معاي في الدراسة السنتين اللي عشناها مع بعض ، غلطت عشان أبيه يشوف الجانب المنور من الحياة بدال الظلام اللي كان يخبئ نفسه فيه ، انا عارفة انك تعاتبني على هروبي ، بس مو ندمانه أبداً عُمر مو ندمانه ، لو ما هربت لو بقيت كان تهاجموا وتقاتلوا عشان ماضي موجع لهم الاثنين .
عُمر بهدوء : كنتِ حاسبه لكل شي يعني ؟
نسيم : فكرت مع ديانا ، لو أخذت إلين بيكمل عمي حياته بدون ما يخفي نفسه ، وبيعرف بحر ان إلين ماهي عند عمي ويكمل حياته بدون ما يفكر بأحد .
عُمر أبتسم : كلنا عارفين ان بحر المالك لا حط شي في باله ما يصفيه الا لما ينفذه !
نسيم صمتت حائرة .
عُمر جلس أمامها وأشار لعهود تجلس بجانبه : بـ إختصار لكل الأحداث لاربع سنوات للسنة ذي ، بحر ما استسلم لانتقامه من عمّك ، و بحثه عن اخته ، وقبلهم كلهم انتي !
نسيم ابتسمت بألم: وقدرّ يحصلنا كلنا و راح يبدأ يصفي حسابه معانا ، عمي بالسجن ، وإلين بيسحب لقبه ، وانا ..
عُمر : وانتي بترجعين له .
نسيم بقهر : مو بسهولة ذي .
عُمر بصبر : هيا نسيم بطلي عبط .
نسيم : من هنا لحد ما يقولي اسبابه لزواجه من لتين وأبطل عبط على قولتك.
عهود صفقت كفها بكف صديقتها : كفو عليك ، ايه مو بذي السهولة ترجعين له وهو ماخذ عليك المخلعه ذيك.
عُمر ينظر لها : ابعدي عنها ودعي الخلق للخالق.
عهود تنظر له :شفيك علي أنتّ ؟
عُمر : صايرة ما تنطاقي أنتِ !
عهود اتسعت عينيها : بالأساس انت اللي ما تنطاق
التفت لـ نسيم بقهر : لنا أسبوع وهو يعصب علي وما يتحمل كلمة مني
لتعود تنظر له : أعصابك يا الفانتستك لا تنحرق ما راح أقتلها تطمن .
خرجت ضاربه الباب خلفها بقوة ، لتنظر نسيم لـ عُمر بغرابة .
نسيم : شفيكم أنتو ؟
عُمر : معليك منها ، تبين اجيب لك شي من الكافتيريا ؟
نسيم : لا شكراً .
خرج عُمر من غرفتها ، ليراقب تلك الغاضبة وهي تجتاز الماريين وتقف أمام المصعد .
__

{ إلين }
كانت تقف أمام بوابة المستشفى ، تراقب الزوار و الأطباء والممرضات ، عقلها مزدحم بالافكار ، والدها الحبيب في السجن ، و الأخ الحقود طريح الفراش ، أبنة عمها الوحيدة تخفي عنها المزيد من الأسرار وهذا واضح من عنينها وسكوتها الدائم
تنهدت ببطء تفكر مالذي جمع نسيم بـ بحر !
فالحقيقة أنها لم تعي مالذي يشغل عقلها الصغير ، سوا والدها حبيس السجن لتهمة حقيقة تلبسته والسبب في كشفه هو أخيها الغير شقيق بحر !
.. : إلين ؟
نظرت جانباً لتنظر له بإحتياج : سلطان تعبت.
سلطان أقتربت ليحتضن كتفيها وتلتقي عينيهما : لا تفكرين بشئ ، بوديك لأبوك بعد المغرب وتسلمين عليه !
إلين زمت شفتيها تمنع نفسها من البكاء : ما أحس أني بقدر أشوفه وأسمع له ، قبل كلشي بشوف نسيم وأسمع منها شصار بالظبط نسيم تعرف شي انا متاكدة من ذَا الشي.
سلطان بهدوء ونبرة غريبة : بسألك إلين سؤال وأبي إجابة صريحة.
إلين رفعت عينيها بعدما ما مسحت دمعتها المغلوبة : أسأل !
سلطان : لو أبوك كان فعلاً شخص حقير بتسامحينه ؟
إلين هزت رأسها بلا وأجابت بإصرار : أبوي مو شخص حقير يا سلطان ، الحقير الحاقد هو اللي نايم فوق والاجهزة عليه !!
سلطان تنهدت بيأس : روحي لنسيم الحين أنا عصبتها قبل ما أطلع !
إلين بللت شفتها تحاول ظبط نفسها ، لتسير أمامه داخلة المستشفى ، صعدت السلّم عندما شاهدت إزدحام المصعد ، وصلت أخيراً للدور الخامس ، عبست ملامح وجهها الطفولي عندما لاحظت إجهاد نفسها غير مدركة أنها قد صعدّت من الدور الأول للخامس ، توقفت خطواتها سريعاً عندما سمعت صوت فتاة أدركتها سريعاً تخاطب والدتها المتعجرفة !
تصرخ بإنفعال غير آبه بالموجودين تبكي بإنهيار : أمي ! سيتركني بحر انا متاكدة من ذلك ، انه يحبها بل يعشقها بجنون ، سيتركني أمي ماذا أفعل !!
.. : أصمتي أيتها الغبية تمالكي نفسك ليس هذا وقت إنهيارك !
تتحدث ببكاء : لقد تلقى الرصاصة عنها ، لقد حماها بروحه ، كيف تريدين أني أتمالك نفسي بعد رؤية هذا أمي كيف ؟
تشتت عيناها عن أبنتها وهي تنظر للفراغ بحقد : يجب عليها الموت هي وليس هو .
وتلك المنهارة ما زالت تندب حظها : لقد أحببته لقد أخلصت له حقاً ، أعلم أني أحبتته بشكل مبالغ به ولكنه يستحق أمي ، لماذا أنا لا أستحق أن يحبني كما أحببته
أنني أعشقه بقدر ما يعشقها !!
إلين التي ما تزال متسمرة مكانها ، متسعة العينين ، غير واعية لما تسمعه ، من يعشق من ؟ ومن يتمنى موت من ؟
عادت أدراجها لتنزل للأسفل ، وكما صعدت دون إدارك لتعبها نزلت دون إدراك لما يحدث حولها ، وقفت بمنتصف السلّم ، لتعيد الصعود مجدداً للأعلى ، سارت بخطوات مستقيمة للاتجاه ، لحين ممر غرفة نسيم ، فتحت الباب بقوة ، لتراقب أبنة عمها تجلس بتفكير ، ولحين ما رفعت حاجبها لدخولها السريع وشاهدت ملامح وجهها المخطوف !!
.. : شفيك ؟
إلين بضياع أقتربت منها لتحتضنها بقوة : نسيم !
نسيم تُمسح على كتفها : بنت شفيك وش صاير لك ؟
إلين بللت شفتيها تحاول ظبط نفسها : مين بحر بالنسبة لك ؟
نسيم بهدوء : زوجي !
إلين أغمضت عينيها تحاول تجاوز هذه الصدمة ولكن : كيف ؟ من متى ؟
نسيم تحتضن كفها وتجيب : من ست سنين .
إلين ضحكت ساخرة بهدوء : كنت تعرفين كلشي من زواجك فيه !!
نسيم تشد على كفها بقوة تمنعها من الأبتعاد : أنا عارفة أني طولت عليك ، عارفة ان كان لازم علي اقولك على كلشي قبل ما تكتشفينه بنفسك ، عارفة اني غلطت أني ما قلت لك عن سر يخص حياتك !
إلين بهدوء : قولي لي كل اللي كان وصار ، أعطيك فرصة يا نسيم تشرحين لي !
نسيم : أمك رودينا كانت ...إلـخ .
_

{ عُمر و عُهود }

خرج من بوابة المستشفى متوجه لمواقف السيارات ، كانت واقفة أمام سيارته متكتفة بغضب من تصرفاته الغريبة معها ، مرّ جانبها ليفتح السيارة ويصعدها ، وتتبعه هي لتجلس بجانبه قهر ..
التفت لها : برجع الشقة وبروح للشركة ، تبين شي ؟
.. : صُمـت !
عاد بنظراته للشارع ، يرفع بأصابعه صوت الموسيقى .
بينما هي تكتم غضبها منه ، فمن تلك الليلة التي رفضت بها عرضه للدخول حياة جديدة معه ، وكلماتها الجارحة له ، وهو مختلف معها ، ليس عُمر الذي أعتادت أن تكون ، أنها لا ترفضه لنفسه ، بل ترفضه لأجبارها به ، وجميع أخوتها قد أختارن حياتهن بنفسهن ، لما تحسم عليها هي أن تقبله بالإجبار ، لو جاء عُمر بوقت وظروف غير التي جاء بها ، لكانت قبلّت به ، ولكن الظروف والوقت قد غلبتهم .
.. : تروحين معاي الشركة ؟
نظرت له بتسأول لتجيب ساخرة : وش بسوي بالشركة مثلا ، ليكون بتشغلني نادلة عندك أقهويك .
أبتسم بهدوء : فكرة لا بأس بها .
تأففت بملل : أفُ !
.. : بتطفشين ترا بالشقة لوحدك ، خليني أوديك لشركتنا وبعدها نطلع نتمشى .
نظرت له بتفكير : نتمشى وين ؟
.. : الحين تروحين ولا لا ؟
عهود أبتسمت : أوكي .
_
{ سعود }

أتسعت شفتيه بإبتسامة مليئة حُب لركوبها سيارته لترفع هي كفها وتصفق باطن كفه بـ مرحباً
.. : ها أيش صار ؟
فدوى : تمام التمام ، كلمت بابا عنك وما كان عنده أي إعتراض ، وتصافيت مع باسم ، بقي أمي أوصلها خبر !
سعود بحماس : صدق ! ابوك ما كان عنده اي أعتراض عني لا عَصّب ولا تعجب ؟
فدوى بتفكير : ايوه ما عَصّب ولا تعجب ، بالعكس كمان قالي خليه يجيني ونتفاهم .
سعود أبتسم : حلو ، أخيراً.
فدوى : أنتّ بشرني كيف صحة صاحبك و حبيبته ؟
سعود ميّل شفتيه : ماهي حبيبته تقدرين تقولين زوجته !
فدوى بإستغراب : بس أنتّ قلت حبيبته كيف صارت زوجته ؟
سعود : لان طوال دراستنا مع بعض كانو متزوجين وما كان احد عارف الا اثنين من أخوياي !
فدوى : وليه هربت للسعودية ؟
سعود : مدري السالفة فيها فراغات ومحد مكملها الكل عنده سر وما راح يكشفه .
فدوى : ما فهمت ؟ شفيك انت تتكلم كانك عجوز ؟
سعود : نهاية سالفتك كلهم بخير ، نسيم صحّت اليوم بالسلامة ، وأدعي للبطل بحر يصحى طولت فترة نومه وغيابه عن وظيفته وشركته !
فدوى : الله يقومه بالسلامة .
وصلا أخيراً لمنزل فدوى ، نزلت فدوى واشارت بيدها ان ينزل معها لـ يقابل والدها ، نظر سعود للمراءه أمامه بإهتمام لشكله ، ومن ثم نزل ليعدّل ياقة قميصه

_


{ إلين }


.. : صدق ؟
نسيم ترفع كفيها تناديها لتحضنها ولكنها تسمّرت مكانها ، تعيد جميع القصة والعائلة التي دمرهم والدها ، جانب منها يرفض التصديق وآخر منهزم راضخ أمام ابنة عمها التي لا تكذب .
نسيم : لا تكرهينه يا إلين ، بحر عاش كل هذه المعاناة لوحده .
إلين جلست بهدوء : عشان كذا كان ساكت وهادي عشان كذا ما انفعل ، ابوي انا دمر عائلة كاملة ، وأنا نتيجة أفعاله فيهم.
نسيم تحاول تسحبها لحضنها : تعالي إلين !
هزت رأسها رافضة الأقتراب ، وقفت سحبت حقيبتها وخرجت سريعاً ، أخرجت هاتفها لتتصل بـ سلطان ، ولكنه لم يرد ، صعدت المصعد لتنزل للأسفل ، لقد تعدّت صدمتها بوالدها مالذي يجعلها باردة هكذا وترتجف أهو خوف أم غضب ، تخاف من أنتقام أخيها الغير الشقيق و غاضبة بشدة على والدها الحبيب ، تمنت من كل قلبها أنها لم تأتي لنيويورك و أنها لم ترى بحر ، و أنها تسمع أوامر نسيم وجلست هناك تحتفظ بصورة والدها و والدتها تروي لنفسها قصة الحُب التي ألفها والدها لها ، تنهدتّ بألم خرجت من البوابة لتنظر لسلطان أمامها يبتسم ، سارت أمامها لتصعد السيارة و هي تكتم خوفها وغضبها ببداخلها .
.. : تعبانة ؟ اوديك الشقة ؟
أشارت بنعم صامتة !

_

" بعد أيام من الأحداث الكئيبة "

يسمع صوتها تحادثه بغضب محُب ، أنها تعاتبه

.. : أنا للحين مو مصدقة أنك تزوجتها ، انت اكيد عارف ان هالشي يقتلني مليون مرة والله اموت بس وانا اشوف الخاتم بيدها ، انت تذكر كيف تزوجنا واحنا طلاب قلت لي ان ما عندك فلوس تجيب خاتم الزواج قلتلك عادي اهم شي نكون مع بعض ، ضربت بكل المبادئ بالجدار عشانك واخرتها .. تتزوج لتين يا بحر تلبسها خاتم الماس وتسكنها معاك والكل عارف إنكم مرتبطين !!

بّلل شفتيه بهدوء يحاول فتح عينيه ورؤيتها بهذا الشكل الغاضب كم يحب وجها بملامحه المنزعجة !

.. : والله لو شفت وجهي لما خاصمني سلطان ويقولي متى كنتي ناوية تقولي لنا عن علاقتك معاه ، انت ما تدري ايش صارلي هناك بحر ، جدي وزوجات خوالي كانو ناوين لي اتزوج طوال الأربعة السنوات وكنت اتهرب من ذَا الموضوع بصعوبة ، والله كنت اسكت لما يكررون ليه ارفض الخطاب ، كنت منحرجة أقولهم اني تزوجت بالسر حتى عمي ما درى عني .. كنت منحرجة من طريقة ارتباطنا .

شعر بها تشدّ كفها بكفه بقوة لتنهار دموعها على كفه

.. : ديالا كانت تحاول تشوف ردة فعلي لما قالت لي انك ممكن تزوجت وتنتظر ولد ونسيتني !! عصبت وانفعلت عشانها قالت تخيلي بس ، ما كنت ادري انها صادقة وكانت تبغى توصل لي الخبر ، كيف بحر قدرت تكسر لي قلبي المجنون فيك ، كيف قدرت تاخذ اكثر وحدة كنت اخاف انها تاخذك مني ؟ كيف هنت عليك يا بحر !
بحر بصوت متعب : ما هنتِ علي يا نسيم البحر .
اتسعت عينيها بصدمة وهي تبتسم بسرور : صحيت !!
بحر فتح عينيه اخيراً ورأها تغيرت حبيبته المدللة تلبس حجاباً يخفي شعرها الذي اشتاق له شدّ كفها :
اشتقت لك
بكت وهي تلف ذراعيها خلف رقبته بشوق مُدمر :
وأنا أكثر !
حاول التحرك ولكن ظهره ما زال يوجعه : صارلي شي أنتِ ؟
هزت بـ لا : كنت بغيبوبة يقول سلطان عشان الصدمة
مسح على رأسها بحنان : الحمد الله انك بخير ومعاي.
ابتسمت بعفوية ولكن سرعان ما عقدت حاجبيها : بس الليلة بكون معك يا يا أستاذ بحر !!
بحر رفع حاجبه بغرابة : أستاذ بحر ؟
نسيم وقفت بعدما سحبت نفسها من حضنه : ايوه تحسبني لا شفتك صحيت بنسى انك خنتني بزواجك من لتين ؟
بحر : آوها من قلك انتي ؟
نسيم : وكنت بتخفي عني بعد ! اه صح انا الجزء المخفي من حياتك دايما اللي مو لازم اعرف عن حياتك شي لأني انا الظلام اللي تجيني فيه لوحدك تستغلني وتلعب علي عشان ترميني في طرف السكة !
بحر هز برأسه : اجلسي الحين قدامي وافهميني !
نسيم بحدة : مابي.
بحر بحدة اكثر : نسيم اجلسي أقول
نسيم بتهديد : عُدّل نبرة صوتك ترا مو قاعد تكلم نسيم القديمة أنتّ !
بحر ضحك مفاجئ : اوه تغيرت حبيبتي المدللة جد !
نسيم بسخرية : تحسب بحر المالك لوحده يتغير والعالم ما تتغير ؟
بحر ابتسم : لا والله بحر ومالكة قلبه اللي لهم حق يتغيرون على العالم كله ولا يتغيرون على بعض !
صمتت لوهلة ترفع عينيها للسقف تحاول منع الدموع من النزول لتنخفض بقهر : أحبّك .. احبك يا أناني !!
مدّ كفه ليسحبها تجلس جانبه ، مسح دموعها ليصفى وجها بدون تلك المياه المالحة ، لـ يرفع شفتيها لشفتيه ويقبّلها برقة وهدوء
وبكل مشاعرهما المحبة والشوق و الحزن والاحتياج
قد ختم تلك القبلة بإحتضان رأسها لصدره لتبكي منهارة من جميع ما حصل لها ..

_

{سعود }


جلس بملل أمام غرفة تبديل الثياب ، منذ الصباح وهو يجري خلف تلك العارضة الجميلة لتختار ثوب حفل خطوبتهما معاً ، ولَم يعجبه هو أي ما اختارته ، ولَم تيأس هي من البحث ، ابتسم بحُب فور رؤيتها تخرج له وتريه الفستان بسرور لونه أحمر داكن قصير ، مفتوح الكتفين ومناسب لرشاقة جسدها الفاتن ، نظر بتعمن ودقة للفستان
اقتربت وهي تفتح ربطة شعرها القصير وقد صبغته باللون الاشقر
فدوى : ها .
سعود : أنتِ ليش كذا ؟
فدوى بإستغراب : كيف ليش كذا ؟
سعود بإعجاب : كل شي عليك حلو كل شي !
فدوى ضحكت : اها يعني كل اللي لبستهم كانو حلوين يا نصاب
سعود تغيرت ملامح وجهه : أقول قومي غيري ذَا انا هالمرة بختار لك !
فدوى : من اول أقول لك اختار لي وانت رافض ؟
سعود : يلا يلا بس.
فدوى رفعت فستانها لتبدله ، وحال خروجها قد قابلها سعود بثوب باللون الأسود
فدوى بابتسامة : اخيراً ما طولت ؟
سعود أبتسم : بسرعه متحمس اشوفه!
دقائق تمر لتخرج له بفستان اسود طويل بأكمام طويلة و واسعة
نظرت له بإزدراء لذوقه الردئ : ايش هذا يا سعود ؟
سعود ابتسم بسرور : حلو وساتر ايش تبين اكثر ؟
فدوى رفعت الفستان بضجر : بس انا ما احب هالستايل .
سعود رفع نظره للسقف : هالله هالله من زين ستايلك عاد !!
فدوى رمقته بنظرة : وليش قلت ان كل شي علي حلو ؟
سعود سحبها ليرجعها غرفة تبديل الثياب : هيا بس خلينا نشتريه ونطلع .
فدوى من داخل الغرفة : لا ! حرام عليك سعود لونه مو حلو بعد .
سعود : ذَا اللون اللي تحبيه !
فدوى ضحكت : قصدك اللي انت تحبه !
أبتسم ومشى متجه لبائع ينتظر خروجها ..
خرجت والفستان بيدها : فستان الخطوبة كان عليك !
سعود ابتسم ينتظر ان تكمل بعدما ربطت شعرها
.. : فستان الزواج بيكون علي !
سعود : كل فساتينك علي يا بيوتي مودل .
رفعت سبابتها بتهديد : أبداً .
خرجو وسعود يحمّل الفستان ليدخله السيارة من الخلف وتصعد هي السيارة ، ويتجه فوراً لمقعده : آهخ تعبت !
فدوى بسخرية : مره يا عمري ما قصرت .
سعود : سبحانك يا ربي كيف قلبتي عشان فستان !
فدوى : ما قلبت عليه بس ما عجبني والله .
سعود بهدوء : كل اللي لبستيهم كان حلوين بس تذكرت انا عازم أخوياي وانتي كل جماعتكم جايين ، كيف بتلبسين ذي الفساتين عندهم ! لا والله ما أرضى .
فدوى سحبت يده وحضنتها بحُب : بحاول أكون اللي أنت تبيني أكونه يا سعود !
سعود نظر لها ليعاود النظر للطريق : ما أجبّرك على شي !
_

{ خالد و وسام }

بالمقهى ، يجلسان مقابل بعضهما لا يكف خالد الحديث عن حال ديالا و ابنته نسيم وعلاقتها مع والدته بالتحسن ويبدو وجهه مبشر بالرضا ، ابتسم وسام بداخله فخالد حارب الكل ليمتلك حبيبته وحارب أيضاً للمصالحة بين والدته و زوجته ولَم يبتعد عن ديالا وابنته ولَم تبتعد عنه ديالا ، سهت عينيه بكوب قهوة البندق ، لو لم تدخل غصن حياته تلك المراهقة المزاجية المتمردة ، لكان عاش مع رحاب بسعادة وسرور وجلب لهذه الحياة طفل أو طفلة يتقاسمون ملامحهم كخالد ، تهجم وجهه سريعاً ليذكر مشاهد رحاب مع ذلك الرجل ، لا تستحقه رحاب فلقد دللها دلال مغرياً لا مثال له ، كان معها ولَم يتركها يوما حتى مشاعره لم تندفع لغيرها ولا حتى لتلك المراهقة التي دخلت حياته مجبر !
.. : وسام ؟
رفع عينيه لخالد : هلا .
أبتسم خالد ليغمز عينه : وراك وين سهت بك هذه الدقايق ليكون لزوجاتك !
وسام ضحك بألم : معاد صارلي زوجات .
خالد بغرابة : كيف ؟
وسام : طلقت رحاب .
خالد بصدمة : له له ليش عسى ما شر ؟
وسام عض شفته السفلية بحرج : ما صار بينا نصيب نكمل مع بعض.
خالد : والثانية طيب ؟
وسام : بصبر لحين ما تكمّل العشرين ثم أتحرر وأحررها.
خالد : وش هذا التفكير الغبي ، دامك طلقت رحاب عيش مع بنت عمّك !
وسام : لا ، ما نقدر نكمل مع بعض الاحسن نطلع بالمعروف زي ما دخلنا بالمعروف !
خالد : فكر وأستخير .
أبتسم بإنكسار ، الحقيقة انه لا يستطيع الاستمرار بهذا الزواج لانه يراها سبب دمار حياته المستقرة !
_

{ السعودية }

[غصن ]

تقف أمام البوابة ، ترتدي معطفها المنزلي الطويل ، وخصل شعرها القصير تتلاعب مع الهواء ، ونظراتها المستنكرة ..المصدومة .. الذاهلة ،
تتجه صوب جدتها و خالها المبتسمين بسرور ، والخادمات يعبرّن جانبها ليدخلوا المنزل ، ميّلت رأسها بإستفهام من كل الذي يحصل ، لأيام كانت تنام وحدها من الخوف كانت لا تفتح باب غرفتها الا بالنهار ، ومنذ صحوتها وهي تسمع خالها ينادي أسمها لتخرج له بهذا الجمود المريب لها !
جدتها تسحب ذراعها لتحضنها بقوة : حبيبتي بنتي ، عمري اللي ما فرطت بأهلها !
أبتسمت بتوتر : جدتي كيف جيتي ؟
هاني : كلمنا وسام وقال أنه بيقعّد فترة بنويورك وطلب مننا نقعد عندك ونسكن البيت وما تقعدين لوحدك !
غصن رفعت حاجبها : والله ، غريبة .
هاني : والله وانا بعد استغربت ، بس يا قلبي انتي كل هالأسبوعين ما فكرتي تكلمينا وكيف جلستي لوحدك ؟
غصن إبتسمت ببرود : أنا دايما لوحدي فرقت لما قضى البيت يعني ؟
هاني لم يعُجب بنبرة صوتها العميقة : فيك شي ؟
غصن هزت رأسها نافية : لا تعال يلا الله يحيكم أجمل من بينامون معاي اللية !
جدتها : حبيبة جدتها انتي .
غصن : وينه فارس ؟
هاني : لا تسألين عن ذاك الكلب ، جاه خمس مئة الف ، ومعاه ورقة تمليك الارض اللي كانت لكم ، وأخذ ملابسه وهج !
غصن رمشت عينيها بصدمة : هج وين هج يعني ؟
جدتها : حسبي الله على ابليسه ذَا الرجال من يومه ورع وهو يموت بالريال كيف اجل وهو يعج بالمبلغ اللي معاه.
غصن عضت شفتها بقهر تحاول منع انهيار الدموع !
هاني يحتضن كتفها : أنا أخوك وخالك وابوك وصاحبك لو تبين لا تفكرين فيه !
غصن تبتسم بسرور وإمتنان : بروح اغسل وجهي واجيكم ، البيت بيت بنتكم سو اللي تبونه .
صعدت المصعد سريعاً ، لتذهب لطابق غرفتها ، اتجهت لها وأغلقت الباب بكل قوة خلفها ، سحبت جهازها اللابتوب رفعت صوت أغنية sia عالياً ، لترتمي للسرير وتبكي بصوت عالي يندمج مع الموسيقى ، لتشتم حظها اللعين و تشتم قلبها وتشتم أخيها الناكر للمعروف المخادع ، تصرف بكل أنانية ورحل بمبلغ يستطيع الاعتناء بجدتهم و خالهم الذين بقوا معهم في وقت ظروفهم الصعبة ، لا تفهم مالذي يفكر به شقيقها اللعين ، صرخت بقهر شديد ، أنها تشعر أنها تنهار لوحدها ولا أحد يشعر بها ، تحارب الكل لوحدها أعمامها من جهة و أخيها من جهة وجهة ثالثة وسام ، كرهت الحياة حقاً لا تسطيع الاستمرار ، دفنت وجها بتلك الوسادة تكتم صرخات إستسلامها من الحياة ، وقفت بتناقض غريب لتغلق جهازها ، خرجت ببطء من غرفتها توجهت لتتوضأ وتعود لغرفتها ، فرشت سجادتها وصلت الظهر ، لتنتهي وترفع يديها وتطلب الأمنيات من الله ليستودعها الله لديه !
أنتهت وقفت لتتجه نحو هاتفها الملقي فوق سريرها ، أخذته وعادت تتصل بالذي يتجاهل رسائلها وإتصالاتها منذ اليوم الذي غادر فيها المنزل ويتركها وحيدة ، لتصرخ بذاك المنزل الكبير وتناجي أسمه بجنون ، حتى انها لم تخرج بعد ذالك النهار من منزلها ولا غرفتها ليلاً
ارسلت بعد إستسلام ..
" شكرا لك ، ما قصرت "



\ يُتبع / ..





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس