عرض مشاركة واحدة
قديم 10-09-18, 12:02 AM   #1684

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 2

***
خرج عمرو من الحمام في عجلة فلم يعد لديه وقتا عليه أن يلحق بإجتماع هام .. فقد جاء منذ دقائق من ليلته التي قضاها في المستشفى مع وائل ليبدل ملابسه ويتحمم سريعا .. لكنه تسمر وهو يرى أروى تنام على الأرض ترفع ساقيها على السرير وتقوم برفع جزعها نحو ساقيها فابتلع ريقه وسألها وهو يرتدي ملابسه " ماذا تفعلين ؟"


ردت وهي تنهت مستمرة في دفع جزعها نحو السرير بنصف استقامة ثم تعود للاستلقاء مجددا " طبيبة العلاج الطبيعي أوصت أن أقوم بتلك التمرين يوميا "



تفحص تفاصيلها بنظرات ذكورية ثم قال " لم أنت لئيمة يا أروى ؟"



رفعت وجهها المتعرق إليه قالت باستنكار " أنا؟؟!! "


رد عليها " أخبرتك أن لدي موعدها هاما وتريني متعجلا .. فأخرج من الحمام لأجدك بملابسك الداخلية تقومين بهذه التمارين "



قهقت ثم قالت "هذا رداء رياضي وليس ملابس داخلية .. كمان أني سأقوم بالتمارين سريعا وسأحتاجك لأن تعيدني للكرسي قبل أن تذهب لعملك لأني أكون خائرة القوى بعدها .. "



رد عليها وهو يزال يتفحصها رغم استمراره في إرتداء ملابسه " أليس ذلك الشورت وتلك القطعة الفوقية ملابس داخلية ؟"



عادت لتمارينها وقد تخضبت بالحمرة وردت " بل رداءً رياضيا "



اقترب منها ونزل إلى جانبها يقول وهو يلتهم تفاصيلها عن قرب ويمد كفه ليستكشف ما تقع عليه عيناه " من منا الآن الذي يتواقح ثم يتحمر خجلا "



تحكمت في ضحكة شقية وقالت " عمرو اتركني أنتهي بسرعة من التمرين قبل أن تذهب .. أمامي دقائق قليلة "



قال بأنفاس ملتهبة " أماذا فعلت .. أنا اساعدك في تمارينك "


أبعدت يديه وقالت موبخة" أنت ترخي أعصابي"


رد بلهجة ذات مغزى " هذا جميل "


ردت بغيظ " ليس جميلا من أين سأستحضر القوة للقيام بالتمارين إذن "


رد ببساطة " أنا سأساعدك .. ( وتأملها قليلا ليضيف ) هل تعلمين أنك تناسبين لأن تكوني موديل لعرض الملابس ذات القطعتين كالذي ترتديه هذا .."


قهقت برقه ثم سألته " ومن الجمهور ؟ "



فرد بعينان مشتعلتان " عرض حصري لعمرو القاضي موثق بعقد زواج"


شاكسته تقول "هذا عقد إحتكاري إذن "


همس أمام شفتيها يقول مؤكدا " إحتكاري واستبدادي .. فمن حكم فيما يملكه فما ظلم "




ومال يطبق على شفتيها .. فقبلته بشوق ثم همست بعد أن أعطاها فرصة للتنفس " انتظرتك أمس أن تتصل بي ثم غلبني النوم "



رد هامس "آسف .. كنت أود الاتصال بك لكني انشغلت بقيام الليل .. بعدها سقطت نائما على الكرسي بجوار وائل منهك القوى "



قالت وهي تتحسس لحيته " لماذا تصر على التواجد معه رغم أنه في غيبوبة ولا يشعر بكم "


رد بهمس " لأن ماجدة تصر على المبيت بجانبه فنقسم أنا وسيد وأمير الليالي فيما بيننا حتى لا تبقى وحدها في رواق المستشفى .. فهو ماذا في غرفة العناية المشددة ولا يسمح بوضع سرير لمبيت مرافق "



سألته بقلق " أمازلت قلقا لهذا تستزيد في العبادة هذه الايام ؟"



أومأ برأسه .. فهمست" نسأل رب العرش العظيم اللطف بنا في قضائه وقدره "


رد بهدوء " ونعم بالله"



سألته "ألم تتأخر على إجتماعك ؟"


تفاجأ بالوقت لينتفض واقفا فقالت بسرعة قبل أن يتركها " أعدني للكرسي"



ضيق عينيه وقال مشاكسا " ألم تنزلي بمفردك إلى الأرض لتتخذي تلك الوضعية المعذبة "


ردت " الأن عضلاتي منهكة"



أنحنى ليحملها ويجلسها على كرسيها ثم قال " اليوم أمير من سيبيت مع وائل .. مارأيك أن نحضر لجلسة تدليك اليوم ( وتفحصها بعينيه وتمتم ) وترتدين هاتين القطعتين الداخليتين "


قهقهت وردت" قلنا ليست قطع داخلية"



غمغم وهو يغادر مسرعا " أيا كان المسمى .. استعدي للجلسة .. السلام عليكم"



حركت كرسيها وراؤه تقول " أنت نسيت أن تحضر لي الدواء الذي طلبته منك أمس على الواتساب .. هل ستستطيع أن تطلبه لي من الصيدلية أم أتصل بهما في الهاتف .. إن دكتور صمويل كبر في السن ويسمع أحيانا أسماء الادوية خطأ ونعذب فتى الصيدلية جيئة وذهابا "



قال وهو يفتح الباب " سأمر عليه الآن وأترك له أسماء الادوية "


قالت " أطلب منه أن يأتي بعد ساعة حتى أكون قد أنتهت من أخذ حمامي "


لكنه أغلق الباب وراؤه مسرعا ..



بعد قليل كانت أروى بالحمام فرن جرس الباب فعجلت لتنتهي وهي تمتم بغيظ " قلت يحضر بعد ساعة "



لكنها لم تسعفها حالتها للإسراع في فتح الباب وكادت أن تنزلق مرتين وحين وصلت للباب كان قد انصرف ..



***


فتحت عفاف الباب تطالع فتى التوصيل بالصيدلية وتقول بعصبية " لمَ تلح بالضغط على الجرس بهذا الشكل ؟ .. مرة واحدة وانتظرني لأفتح"


مد يده لها بكيس أدوية وقالت " ألم أطلب شيئا"


فقال وهو يغادر " لقد طلبوها في الدور الثالث وضغطت على الجرس كثيرا لم يفتح أحد "


فسألته " أين الفاتورة ؟"


رد متعجلا " لم يعطيني الدكتور صمويل أي فاتورة "



قالها واختفى داخل المصعد الذي أغلق أبوابه في الثانية التالية .. فنظرت بداخل الكيس وتمتمت " كل هذه أدوية يدفع ثمنها ابني .. حرام والله .. ما ذنبه المسكين .. ما ذنبه ! "



ألقت بالكيس على الأريكة .. ثمم تحجرت فجأة لتعود إليه وتفتحه وتخرج منه علبة دواء معينة .. لتجحظ عيناها بصدمة وهي تضع كفها على فمها لتكم صرخة كادت أن تفلت منها



***


وجدت أنجيل الصغيرة رسالة على الماسنجر من صديقها مايكل يقول " كيف الحال عندك ؟"



كتبت وهي تمسح دموعها التي سقطت وحدها بمجرد أن سألها عن والدها " لا جديد "



مايكل : ألم يستيقظ والدك بعد .
أنجيل : لا للاسف ..
مايكل : ووالدتك هل مازالت بجانبه ؟


أنجيل : أجل وتمنعنا من الذهاب إليه لكني لن أستطيع الذهاب .. لن استطيع أن أرى أبي حبيبي غائبا عن الوعي .


مايكل : كنت أود أن أقف بجانبك يا أنوش لكنك ترفضين لقائي .



أنجيل : قلت لك مايكل لن استطيع أن أفعلها .. قد ندبر لقاء في النادي بعد أن يستيقظ أبي بإذن الله .. وإياك عن تفعل ما فعلته أمس مجددا وإلا لن أتحدث معك ثانيا .


مايكل : أغضبت مني لأني عرضت أن آتي إليك في البيت لأرى ماذا تحتاجين أنت وأختك!


أنجيل : قلت لك أننا تقريبا مقيمين هذه الأيام عند جدتي ولا نذهب لشقتنا إلا لإحضار بعض الملابس أو ما نحتاجه .


مايكل : كنت أود أن أراك على الحقيقة .


تخضبت بالحمرة وتفحصت صورته الوسيمة على الفيسبوك وكتبت " وأنا أيضا عندي فضول أن أراك على الحقيقة ."


مايكل : ألن ترسلي لي مزيدا من الصور .


أنجيل :يكفي ما ارسلته لك .


مايكل : ألا يوجد عندك صورة برداء قصير أو ملابس البحر .. عندي فضول لأرى جسد حبيبتي..



مايكل : أنا أشتاق لك يا انوش حتى وأنا لم أرى منك سوى صورتك ولا أعرف ماذا سأفعل حين اراك على الحقيقة فأنت رغم صغر سنك جميلة جدا .. لا أعرف حين تكبرين اكثر كيف ستصبحين ..



مايكل : سأذوب من الغيرة تأكدي من الآن ..



مايكل : انوش ..



مايكل : انجيل هل ما زلت معي ؟.



تردت قليلا بينما ازدادت خفقات قلبها الصغير ثم كتبت :
أنجيل : أنا موجودة ؟


مايكل : هل سترسلين لي مزيدا من الصور ؟


أنجيل: لا لن أستطيع .. وإياك أن تطلب مني مرة أخرى صورا غير محتشمة .


مايكل : حبيبتي أنا أعتذر هل أنت غاضبة مني؟



مايكل: أنوش ؟ ..



مايكل : لأني أحبك لا أطيق أن أنتظر ..



مايكل : حسنا أنوش أنا أسف سامحيني لن أطلب منك هذا الطلب مرة أخرى سامحي مايكل حبيبك.



" ماذا تفعلين ؟؟"



قالتها ميري وهي تدخل عليها الغرفة فجأة فأجفلت أنجيل وأغلقت اللابتوب بسرعة وهي تمتم " لا شيء "


ضيقت ميري حاجبيها وسألتها بشك " ما بك لمَ إرتبكت حين دخلت ؟ "


ردت أنجيل ببساطة " لم أرتبك كنت أتحدث مع إحدى صديقات المدرسة "



قالت ميري " أنا ذاهبة للتمرين .. السائق ينتظر بالأسفل .. لا تتركي الجدة أنجيل وحدها"


حضنت أنجيل الصغيرة نفسها وأومأت برأسها قبل أن تنظر ميري للابتوب نظرة سريعة وتغلق باب الغرفة وراءها "





***


فتحت أروى الباب وهي تجر كرسيها للخلف قليلا وشعرت بالمفاجأة حين وجدت أمامها عفاف فتمتمت " أهلا خالتي"



ردت عفاف وهي تتأملها بنظرة غامضة " أهلا"



لم تريحها الملامح الغامضة التي تعلو وجه عفاف فسألتها بإرتباك" حدث شيئ ؟"



ردت عليها باستخفاف " وهل لابد أن يحدث شئ لأدخل شقة إبني !!"





تحرجت أروى وعادت بالكرسي للخلف قليلا وقالت بينما أغلقت عفاف الباب " لا أقصد أهلا وسهلا أنا فقط أطمئن عليك "


مطت عفاف شفتيها بامتعاض ولم ترد .. فبادرت أروى بالسؤال " كيف حالك الأن ؟"


ردت باقتضاب " نحمد الله"


سألتها أروى " وكيف حال سماح ؟ .. عمرو أخبرني أنها منهارة .. أشعر بالأسف عليها .. أخبريها ألا تحزن إنها صغيرة وجميلة .. وسيأتيها من يقدرها بإذن الله "



أطلقت عفاف ضحكة قصيرة ساخرة لم تفهم أروى معناها ثم سألت وهي تتفحص المكان حولها " أين علية ؟"



ردت أروى " مريضة ولم تأتي منذ أمس "


علقت عفاف ساحرة " لهذا الأكواب والأطباق على المنضدة كما هي .. هل يا ترى ستنتظر إبني أن يأتي متعب آخر اليوم ليحملهم وينظف المكان"



جزت أروى على أسنانها وردت وهي تتلتزم بالتحكم في أعصابها " حضرت الإفطار لعمرو لكنه حضر متعجلا .. عموما انا استعمل غسالة الاطباق .. وكنت أقوم ببعض التمارين أولا"



قالت عفاف " لم تكن لتأخذ منك خمس دقائق"



أخذت أروى نفسا عميقا وشمخت بأنفها تقول بهدوء " هذا ما أقرره أنا ؟"



عقدت عفاف حاجبيها وقالت " ماذا تعنين ؟"


ردت ببرود " أعني أني أنا من يقرر في شقتي ماذا أفعل ومتى "



صاحت عفاف بعصبية " إنها شقة إبني أنا ".


ردت أروى ملتزمة بالهدوء " وزوجي .. أي شقتي أنا.. أنا الزوجة صاحبة المكان هنا "


قالت عفاف بغيظ " هل ستتواقحين؟؟"



ردت أروى ببرود متكتفة غير قادرة على السكوت فالأمر زاد عن الحد المحتمل " أنا لست وحقة .. ولا أعرف بالضبط ما مشكلتك معي ؟ .. انا وعمرو متفاهمين والحمد لله وكل منا يبذل بقدر ما يستطيع ليسعد الاخر "


صاحت عفاف بغل " بل إبني من يبذل المجهود ويتعب .. ماذا تفعلين أنت له أخبريني؟ .. بحالتك هذه ماذا تقدمين له؟؟"



شعرت أروى بالغضب فردت " وماذا ينقصني عن باقي الزوجات لا أفهم ؟؟ .. هل قدماي هي ما تنقصني؟ .. هل لو كنت أسير و أتحرك في المنزل سأكون زوجة صالحة في نظرك؟؟؟.. ( وصمتت قليلا تحلل كلامها ثم صاحت بغيظ )
هل الزوجة خادمة ؟؟؟ .. مهنتها الأساسية خادمة؟؟؟ .. هل نحن في عصر الاماء !!!


.. وما المشكلة أني أستعين بفتاة تساعدني .. أنت لديك واحدة .. وأمي تستعين بأم شهد ... فما المشكلة لا أعرف ؟؟؟ .. بل في عائلات من الطبقة المتوسطة في بلدنا من حوالي أربعين عاما كان استجلاب فتاة من الريف لمساعدة ربة البيت في شئونه أمرا عاديا ومنتشرا .. ( إبتلعت ريقها لتكمل ) .. وحتى لو كنت أسير على قدماي .. ما المشكلة أن أستعين بمن يساعدني ؟؟.. إن كانت ظروفنا المادية تسمح فلم لا أدلل نفسي .. فإن كان السبب الذي تزوج من أجله عمرو هو أن يجد من ينظف ويرتب له .. فلم يكن بحاجة للزواج إذن فأنت ما شاء الله تغطين هذا الجانب بجدارة وتهتمين بأدق تفاصيله.."





ردت عفاف متهكمة " تلك الأمور التي تفرق بينك وبين الخادمة يستطيع أن يحصل عليها من أي أنثى .. فكلنا إناث .. بل إن هناك من هن أجمل منك بكثير .."




إنفلتت أعصاب أروى .. فلم تقدر على إبتلاع الإهانة أكثر من ذلك لتصيح بقوة " أنا لا أسمح لك .. لا أسمح لك ابداً أن تختصري علاقتي بعمرو لعلاقة فراش .. أو تختصريني أنا كأروى لوعاء يفرغ فيه شهوته.. ( وسكتت لثانيتين غير قادرة على استيعاب ما تقصده عفاف ثم صاحت فيها ) ما هذا التصور القذر الذي تضعينني فيه!!"



صاحت عفاف بغضب " لا تعلي صوتك أمامي "



ردت عليها أروى بكبرياء وتحدي وبصوت أعلى " بل سأعلي صوتي .. سأعليه .. لست أنا تلك المرأة الخنوعة التي تعتقدينها .. أنا أروى سماحة وأعرف قدري ووضعي جيدا .. ولا يضعفني أو يجعلني أصبر على ما يصدر منك سوى حبي لعمرو .. بل عشقي له .. وقد أقبل أن أتخلى عن كرامتي أمامه ومعه .. لكني لن أقبل هذا من غيره مهما يكون.."





ضربت عفاف كفا بكف تتمتم مستنكرة " أين الباشمهندس المبجل ليري كيف تتواقح زوجته على والدته .. أهذا هو بر الوالدين الذي يتشدق به"





ردت أروى بغيظ " بالمناسبة أنت تتعاملين مع بر الوالدين بتسلط "




لاح الغضب على وجه عفاف لتصيح " ماذا تقولين انت ؟؟؟"


ردت أروى بإصرار " أقولك لك مالا يستطيع أن يقوله لك عمرو حتى لا يحزنك .. أو يصدمك .. أنت تذلينه ببر الوالدين هذا .. تحولينه إلى عبد عندك مستغلة حبه الشديد لك ورغبته في الفوز بالجنة .. تتحكمين في تفاصيل حياته بتدخل عجيب .. وهو لا يريد أن يجرحك ويصبر ويصبر.. ويخبرك مراروتكرارا ألا تقلقي بشأنه ولا تتدخلي في تفاصيل حياته فقد أصبح رجلا ومسئولا عن حياته ..لكنك ستقودينه يوما ما للانفجار .. ووقتها سيرتكب مالا يتحمل ضميره "


صاحت عفاف بتعالي " من أنت لتعرفي إبني أكثر مني؟؟؟"


ردت أروى بحزم فلم يعد هناك فرصة للتراجع " بالمناسبة ليس بالضرورة لأنك أمه أن تعرفيه كما يجب .. أحيانا خوفنا الشديد على من نحب أو عاطفتنا القوية تجاههم يعمينا عن فهم احتياجاتهم بالشكل الصحيح .. ( ثم استطردت لتقول بلهجة ذات مغزى ) أنا أرى أن الله من على عمرو برجاحة العقل بعد أن بذل مجهودا مضنيا ليكون إنسانا متوازنا .. فلولا ذلك لأصبح مدلل أمه بهذه الطريقة التي تتعاملين معه بها .. إبنك ليس صغيرا وليس ساذجا كما توهمين نفسك .. ويملك من رجاحة العقل ما شاء الله ما يجعله فخرا لك ولوالده رحمه الله ولي كزوجة .. أتركيه أن يرعاك هو .. ولا تحملي همه هو يعرف كيف يبصر الأمور .. وثقي أنه ....... "





قاطعتها عفاف صائحة " من أنت لتنصحيني !! .. وماذا رأيت من الحياة !!.. وماذا تعرفين كيف ضحيت من أجله وتعبت من أجله !!"




ردت أروى بكبرياء " أنا زوجته .. وما فعلتيه من أجله تفعله كل النساء لأبنائهن .. ولو فعلت أكثر مما تفعله النساء فذلك بدافع حبك له .. ولم تفعليه لتذليه وتطالبيه بأن يقيم لك تمثالا يتعبد فيه جيئة وذهابا .. ما فعلتيه من أجله وتظنين أنك ضحيت به لن تطلبي عليه أجرا .. وإلا كيف ستحصلين على أجرك في الآخر عما بذلتيه من أجل أولادك وأنت تطالبين به في الدنيا؟!! .. أتضحين من أجله .. ثم تحولي حياته إلى جحيم إن لم يقم لك تمثالا !! "


ظهر جنون الغضب على وجه عفاف لتصيح " ما عمرك أنت لتعلميني الحياة ؟"


صاحت أروى تقارعها " عمري لا يفرق فهناك شباب صغار يتحملون ظروفا أكثر من أعمارهم بأضعاف والعكس صحيح .. فالعمر ليس بالضرورة يعبر عن رجاحة العقل و... "



قاطعتها عفاف بذهول تصيح " رجاحة العقل ؟؟؟!!!... تقصدين أنتي مجنونة؟!!! .. أتشتمينني يا ابنة إلهام؟!!"





صرخت أروى وقد فقدت قدرتها على التماسك " نعم أنا إبنة إلهام .. ما بها إلهام؟؟!!! .. أنا يشرفني أن أكون إبنة إلهام وإبراهيم سماحة "


رن جرس الباب مصاحبا لطرقات بشكل ملح ... فتحركت عفاف بسرعة لتفتح .. لكن قبل أن تصل للباب فُتح بالمفتاح .. لتفاجأ أروى بعمرو وأمها وأبيها يدخلون وعلامات الفزع على وجوههم





قبل دقيقتين :





ضرب عمرو على زر المصعد بعصبية وكأن زيادة الضغط عليه سيسرع في نزوله بشكل أسرع .. وهو يتذكر مكالمة الحاج سماحة له منذ أقل من ساعة يسأله عن سبب طلب والدته أن يحضر الحاج بشكل عاجل إلى شقة عمرو .. فتفاجأ عمرو بهذا وحاول الاتصال بأروى وبوالدته فلم يجد مجيبا مما إضطره لترك اجتماعه المهم والعودة للبيت بسرعة مرعوبا أن يكون مكروها قد أصاب أروى .




بمجرد أن خرج من المصعد أمام شقته فوجئ بما لم يقدر على استيعابه للوهلة الأولى .. فالحاج وإلهام على باب الشقة يضغطون على الجرس بإلحاح .. بينما صوت أروى تصرخ بهستيريا يتدفق منها كلمات لم يستوعب معظمها في رحلته الطويلة جدا من باب المصعد لباب شقته رغم أنها لم تأخذ أكثر من ثلاث ثوان ليفتح الباب بمفتاحه ويدخل مبهوتاً ليجد أروى وأمه يقفان أمام بعضهما بتحدي واضح .





قال عمرو بصوت مبحوح " ماذا حدث ؟ لما صوتك يعلو بهذا الشكل يا أروى ؟؟"


اندفعت عفاف تقول بعصبية " هذه هي زوجتك المصونة التي تزوجتها لترفع صوتها على أمك وتتواقح عليها "


صرخت إلهام بعصبية ممثالة " إبنتي ليست وقحة فاحترمي نفسك يا عفاف أنا صامتة وأبتلع سخافاتك بمزاجي "


نظر عمرو لأروى ليفهم الأمر فوجدها تنظر إليه بنظرة تحدي والغضب يشتعل في عينيها .. بينما تدخل الحاج يقول بلهجة غاضبة لعفاف " لا يصح هذا الكلام يا أم عمرو نحن في بيتكم "


صرخت عفاف بانفعال " هذا تقوله لإبنتك فهي لم تتعلم الأصول جيدا على ما يبدو"



صرخت إلهام تشير بإصبعها في وجه عفاف " أنا ابنتي تعرف الأصول يا عفاف وأنت ... "



"كفى !!! .. كفى !! " ( صرخ عمرو بصرامة .. ثم استدرك ليحل الموقف دون خسائر فتصنع الهدوء ليقول ) فلنقف عند هذا الحد وإلا سنقول ما لن ينسى بسهولة .. صلوا على رسول الله ."


توجه لوالدته ليسألها بحزم" لمَ طلبتي من الحاج والحاجة للحضور دون علمي يا أمي ؟"


نظرت إليه بغيظ مكتبوت وقالت " ليعرفا ماذا تفعل بنت الأصول من ورائك .. ولا أستبعد أن تكون أمها تعلم بكل شيء وتخطط معها "


صرخت إلهام مهددة " احفظي لسانك يا عفاف.. فوالله الذي لا إله إلا هو .. أنا أمسك لساني عنك كرامة للشيخ .. ولهذا الشاب الذي هو خسارة فيك"



تدخل الحاج بصرامة " كفى يا إلهام أمسكي أعصابك ولا تزيدي الأمر تعقيدا"



قال عمرو بعدم صبر " ماذا هناك يا أمي أخبريني من فضلك إن الأمر يزداد سوءً "



أخرجت عفاف من جيبها علبة الدواء ولم تستطع أن تخفي علامات الانتصار على وجهها وهي تقول "ابنتكم تتعاطى حبوب منع الحمل دون علم إبني .. ( تتبادل عمرو وأروى النظرات الذاهلة المصدومة بينما أكملت عفاف ) تحرمني وتحرم إبني من الإنجاب وتوهمه أنها تحاول وهي تمنعه من الفرح ".





ضربت إلهام على صدرها ونظرت لإروى فأكملت عفاف بانتصار وهي تخرج من جيبها الورقة المكتوب فيها أسماء الأدوية بخط اليد وأضافت " فتى الصيدلية لم يجد ردا على الباب .. فصعد ليعطيني الأدوية لأفاجأ بحبوب منع الحمل من بينها.. وقبل أن يدعي أحد أنها جاءت بالخطأ فهاهي الورقة المكتوب بها الادوية المطلوبة ومن بينها إسم حبوب منع الحمل"





صرخ عمرو مقاطعاً " كفى يا أمي.. كفى .. لماذا لم تتحدثي معي أولا؟.. بدلا من هذه الفضائح ( ثم أكمل بغضب لم يستطع التحكم فيه ) كيف تتواصلين معهم وتطلبين منهم الحضور دون علمي وفي عدم حضوري ؟!"




حدقت فيه عفاف بذهول ثم صاحب بغضب " هل هذا ردك على ما حدث؟؟ تركت ما فعلت هي وتحاسبني ؟؟"




رد عمرو بصرامة " نعم يا أمي أحاسبك أولا على تخطيني .. على التدخل في أمر يخصني دون الرجوع إلى"




رفعت إليها ناظريها تصيح بغضب واستنكار " كيف تتكلم معي بهذه الطريقة؟؟؟"





شعر عمرو بانفلات أعصابه بفعل المفاجئة فحاول أن يهدئ من نفسه قبل أن ينزلق نحو الخطأ .. فأشار لوالدتك بالصمت بحزم ثم استدار لحمويه يقول بصوت يحاول أن يسيطر فيه على إنفعالاته " أنا أعتذر جدا .. ولا أعرف ماذا أقول لكما على حضوركما بهذا الشكل .. أنا كلي خجل منكما.. الأمر بين أمي وزوجتي سأحله أنا بإذن الله .. تفضلا إجلسا وسأضيفكما حالا "


صرخت عفاف بعصبية " هل هذا ما قدرت عليه؟؟؟ .. بعد أن علمت أنها تصرخ في وجهي وتتواقح علي .. بل وتتعاطى حبوب منع الحمل من ورائنا "




إستدار إليها يقبض على كفيه بعنف في محاولة أخيرة للسيطرة وقال بصوت حاول أن يكون هادئا " صلي على النبي يا أمي ودعينا نلملم هذا الموقف السخيف الذي وضعتيني فيه وسأشرح لك كل شيء .. وسأفهم منكما ماذا حدث "




لاحت علامات الصدمة وعدم الإستيعاب على وجه عفاف وقالت بحسرة " كنت أعتقدك رجلا ستنصف أمك وتكون حازما مع زوجتك .. لا أن تكون مرتبكا أمامهما بهذا الشكل"


هدر الحاج يقول " أنت تصرين على خراب البيت يا أم عمرو .. والذي يحدث الآن لا أقبله ولن أسكت عليه "





بينما ضرب عمرو على منضدة السفرة أمامها " لم أنت مصرة على تصغيري أمامهم لا أفهم ؟؟؟ ..( وضرب مجددا بشكل جنوني خلع قلب أروى عليه وأدركت أنه قد وصل لمرحلة الغضب الأعمى الذي لن يدرك فيه ماذا يفعل بينما أكمل عمرو وهو يضرب على مضندة السفرة ) أتصلت بالناس دون الرجوع إلى .. أهنتيهم في بيتي وأمامي .. وكل هذا من أجل ماذا من أجل موضوع الحمل؟؟ .. أنا وهي متفقان على ذلك وهي لا تفعل شيئا دون استشارتي .. ولو ركزت قليلا لعلمت أن الورقة التي بيدك هذه بخطي أنا .. هل نسيت خط يد أبنك؟؟؟ .. ثم كيف ستعطيهم أروى ورقة بخط يدها ؟؟.. هل ذهبت إليهم بنفسها فآخرها طلب الدواء عبر الهاتف وليس بورقة مكتوبة !! "




أشفق الحاج سماحة على موقف عمرو فحاول التدخل فقال بهدوء " صلي على النبي يا عمرو وإهدأ قليلا .. نحن لسنا أغرابا "





فرك عمرو في جبينه يحاول الحصول على بعض الهواء فخلع قلب أروى عليه بينما عفاف متسمرة تحدق فيه بصدمة وعمرو يخلع رابطة عنقه و يفتح ياقة قميصه طالبا المزيد من الهواء ثم اتبعها بخلع سترته والإطاحه بها على الكرسي بعصبية وهو يتمتم " عليه أفضل الصلاة والسلام تفضل يا عماه .. تفضلي يا خالتي لم انتما واقفين ؟"



تكلمت عفاف فجأة فجمدت المشهد وتوقفت كل المساعي لتخطي الأمر حين قالت بصدمة " ماذا يعني كلامك ؟ .. هل كذبت علي ؟.. كذبت على أمك؟؟؟"





استدار إليها عمرو يرد " أنا لم أكذب عليك يا أمي أنا فقط أخبرتك نصف الحقيقة .. وأخفيت النصف الآخر .. وتعمدت عدم اخبارك به لأن هذا القرار يخصني أنا وزوجتي .. ولم أريد أن أحبطك فيما تتمنين "





قالت باصرار " أنت كذبت علي .. لم تفعلها مطلقا يا عمرو "


عاد عمرو للغضب يقول " ما المشكلة أني أخطأت أعتبريها أني كذبت .. أنا لست ملاكا يا أمي "




تمتمت عفاف بحسرة " هل سيطرت عليك للدرجة التي علمتك الكذب فيها على أمك ؟؟؟ ومن أجلها تقف تهدر بصوتك في وجهي وتواقح وتستعرض رجولتك أمامهم على أمك !!"




تمت الحاج ضاربا كفا بكف يطحن على ضروسه بعصبية " لا حول ولا قوة إلا بالله "


بينما اشتغل الغضب الأعمى مرة أخرى يحرق أعصاب عمرو فهدر بعنف وعاد ضرب على المائدة " بل أنت المصرة على أن تطعنيني في رجولتي ( يضرب على المائدة ) أنت مصرة يا أمي .. أنت مصرة "




تدفقت الدموع من عيني عفاف وصاحت مذهولة "أنت لم تعد إبني الذي أعرفه أنت .. أنت.... أنت"





احتقن وجهها وجحظت عيناها حتى خرجت من محجريها فتوقف قلب عمرو عن الخفقان ومد يده إليها بحركة لا شعورية قبل حتى أن يستوعب ماذا يحدث .. فشهقت عفاف شهقات متتابعة تتوسل الاكسجين وقد أمسكت صدرها .. لتصرخ إلهام وتجري عليها بينما سقطت عفاف قبل أن يدركها عمرو وهو يصرخ برعب "أمي .. أمي ما بك ؟؟؟؟؟؟"


شرقت وغربت عينا عفاف وهي تمسك بصدرها بقوة قبل أن تفقد الوعي تماما ..



ليصرخ عمرو بالتياع " أمييييييي .. أم عمرو ... ردي علي .. أمييييي "





يتبع






Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس