عرض مشاركة واحدة
قديم 11-09-18, 09:15 PM   #6557

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

اليوم التالي .. الاطراف الغربية من العاصمة..



كان الوضع اسوأ بكثير مما ظنه رضا .. البيت الطيني كانت حالته مزرية والاسوأ من البيت هو صاحب البيت ..

ينظر الى تحسين وقد بدا متعنتا.. شرساً .. منهكاً... شامخاً ... ! لا يهتم باظهار وقفته على ساق واحدة .. بل وكأنه يتحداه ان يستخف به او يستهين بقوته ...

سأل تحسين بنبرة وقحة " ماذا تريد منا ؟"

تهتف حسناء التي تقف بعباءتها جواره

" تحسين ! "

يلتفت اليها صارخا فيها " اغلقي فمك .. "

لكن حسناء لا يوقفها صراخه لتعتذر لرضا في خزي " انا اسفة سيدي ابا جعفر.."

كان رضا حذرا للغاية كي لا ينظر ناحية حسناء على الاطلاق .. فهذا الرجل الوحشي التعابير رغم جهله الا انه فطن .. وغيور جدا على امرأته .. وما فعله به سابقا يخبره انه يعلم او يشعر بما حصل بينه وبين حسناء عندما لجأت اليه تطلب الستر باسمه ...

استعان رضا بالله في سره بينما يرد على حسناء وعينه في عيني تحسين قائلا

" لا بأس اختاه .. "

كان وجه تحسين ينضح بالكره ! كره موجه له .. لم يكن كره انسان لانسان .. بل كره رجل لرجل .. كره لما هو عليه ..

قال تحسين من بين اسنانه في نبرة اكثر شراسة وتهديدا " كلمني انا .. ان كنت تظن ان ساقي المبتورة ستمنعني فانت مخطئ .. والسكين التي اخطأت مقتلك بمزاجي سابقا لن تخطئك بمزاجي ايضا اليوم .."

شهقت حسناء وهي تسأل بهلع " اي سكين ؟!"

لم يرد عليها اي من الرجلين بينما يقول رضا بهدوء وطول بال " وماذا بعد السكين ؟ هل ستكفل بموتي حياة كريمة لاهل بيتك .."

وكأن رضا اوجعه في نقطة ضعفه ليصرخ تحسين " ماذا تريد ؟! اخبرني بما أتيت لاجله وغادر ..."

قال رضا صابرا عليه " انت حداد اليس كذلك ؟ ان ساعدتك بايجاد عمل ومكان افضل للعيش مع زوجك فهل ستراه تجاوزا مني لا ترتضيه ؟"

شعت عينا تحسين بذاك الكره .. كره وغيظ وحنق متفجر .. ليعبر عن مشاعره تلك في نبرة صوته وبين حروف كلماته " لماذا تفعل هذا ؟ ماذا ستجني ؟!"

أحنى رضا رأسه متمتما بالحوقلة " لا حول ولا قوة الا بالله ..."

ثم أخذ يتلاعب بخاتمه وهو يقول بصوت رجولي أجش " مالك ومال ما سأجنيه .. انه بيني وبين ربي .. "

ولم يمنحه الفرصة ليبعده عن هدفه فاضاف رضا وهو يرفع رأسه اليه قائلا بنبرة هادئة عملية " اخي لديه معمل للاسلاك الكهربائية في المنطقة الصناعية .. يستطيع ان يساعدك لايجاد عمل عنده او في معمل آخر .."

فيشير تحسين لساقه المبتورة وهو يقول هازئا او ربما مقاوماً ليد المساعدة التي يمدها رضا

" بعاهتي هذه ؟!"

يرفع رضا حاجبيه قليلا وكأنه يبدي دهشة ثم يقول " منذ لحظات كنت تريد ان تقتلني وتزهق روحي بسكين وانت بعاهتك هذه كما اسميتها .. والآن لا تستطيع ان تعمل بها؟! "

ثم ينظر في عينيه نظرة رجل لرجل فيرتعد شيء في قلب تحسين من تلك النظرة بينما يضيف رضا " اليس لديك ذراعين وعينين ؟ اليس في جسدك قوة الرجال .. "

تجيش انفاس تحسين وهو يصر على المقاومة ولا يعلم لماذا يصر ؟! وكأنه بين الجنة والنار ويرتعد اي الخيارين يختار ! فيقول بصوت خافت حاد " الا تخاف ان اورطك واورط اخاك بالمشاكل ؟"

رفع رضا كفه ليشير بسبابته للاعلى وهو يقول بثقة كاملة " انا اتوكل على الله في كل ما افعل .. ومن توكل عليه ما خاب ابدا ولا ظل .."

صدر تحسين يعلو ويهبط بينما تأتيه همسات حسناء دون ان تشعر هي فيسمع دعواتها لله ان يهديه !

كان الامر كالطوفان الذي يدفعه دفعاً ليختار ... لكنه حتى آخر لحظة يقاوم او يعتقد انه يقاوم وهو يقول بنظرة حادة

" لي شرط واحد .."

هتفت حسناء ولم تعد تستطيع الصمت

" اتشترط عليه وهو يمد لنا يد النجدة والانقاذ ؟! اتق الله يا تحسين ..."

التفت برأسه اليها صارخا فيها " قلت لك اغلقي فمك ..."

سأله رضا بتأن " ما شرطك ؟"

عاد برأسه لرضا وهو يقول بعنفوان " ان لا تظهر في حياتنا.. انا وزوجتي سننتقل الى المكان الذي ستساعدنا لنقيم فيه وسأتعامل مع اخيك فقط في العمل .. لن اتعامل معك ولا اريدك ان تزورنا ولا ان ترينا وجهك..."

تلطم حسناء على خدها من تحت العباءة وهي تولول معتذرة بخزي لا يوصف " يا سواد وجهك يا حسناء .. السماح والعفو منك سيدي ابا جعفر .."

لكن رضا لم يبدِ ضيقا بل قال بسماحة نفس " اتفقنا ... وقبل ان اغادركما سأعطيك عنوان معمل اخي حذيفة .. او تستطيع مناداته بابي سعاد .. وانا سأوصيه بكما خيرا ولن يقصر معكما في شيء .. "

اخرج من جيبه ورقة كان قد كتبها صباحا بعد ان كلم حذيفة واتفق معه .. وها هي الورقة تصل لمقصدها وعسى نيته وفعله يصلان لمقصدهما ايضا ..

سلم الورقة ليد تحسين الذي اخذها وداخله يهتز انفعالا رغما عن ارادته ثم يرفع رضا كفه قريبا من رأسه في سلام وتحية وهو يقول بابتسامة انارت وجهه بالطيبة "استودعكما الله وعيدكما مبارك.."

ثم يتمم سلامه وهو يهبط بكفه لصدره كما هو مألوف بين الرجال .. استدار مغادرا مؤذنا بالرحيل عن حياتهما.. فلم يعد هناك ما يفعله اكثر مما فعله ..تاركاً خلفه نفساً ضالة بين الجنة والنار...






يتبع ...


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس