الموضوع
:
أغدا ألقاك ؟ (1) *مميزة ومكتملة* .. سلسلة بين قلبي و عقلي
عرض مشاركة واحدة
14-09-18, 07:38 PM
#
9
نغم
كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء
?
العضوٌ???
»
394926
?
التسِجيلٌ
»
Mar 2017
?
مشَارَ?اتْي
»
2,980
?
الًجنِس
»
?
دولتي
»
?
نُقآطِيْ
»
¬»
أغلقت ليلى الباب بهدوء و هي تشعر ببابٍ آخر من أبواب حياتها يُغلق في وجهها و إحساس عميق بالوحدة و الانعزال يغلق قلبها و تفكيرها .
رغما عنها توقفت أمام المدفأة ، مرت أصابعها بلطف فوق سطحها المصقول قبل أن تريحها على الإطار الفضي الذي يحيط بصورة سيدة البيت الراحلة .
تأملتها سارحة و هي تتذكر كم كانت الصور تخلب لب كاميليا
" ساكنة و لكنها تزخر بالحياة ، تغمر قلوبنا بالذكريات ،
رغم أنها تبدو جامدة متوقفة إلا أن لها هذه القدرة العجيبة على إدارة عجلة الزمن و حملنا بعيدا ،
إلى عالم كان و لن يعود"
تمتمت ليلى بأسى وهي تلمس وجه كاميليا المحبوس خلف الزجاج اللامع :
- أنت أيضا يا حبيبتي كنت و لن تعودي
احتضنت الصورة بين يديها برفق ثم خاطبتها بحنان :
- سامحيني يا كاميليا ، لن أكمل ما كنت تسعين إليه ، لم يعد هناك جدوى
أستغفر الله ، لكن برحيلك أشعر أنه لم تعد هناك جدوى من أشياء كثيرة
- ليلى
وضعت يدها على موضع قلبها و تجمدت قليلا ثم التفتت ببطء
- هل ماتت أمي حقا يا ليلى ؟
ألن أراها مرة أخرى أبدا ؟
لماذا لم يسمحوا لي أن أحضنها لمرة أخيرة يا ليلى ، لماذا ؟
سارعت إليها تضمها إلى حضنها تحاول دون جدوى أن تذيب حزنها في أحزانها ، تكتم شهقاتها في دفء صدرها و هي تجيبها :
- أنا آسفة يا مَيّْ سامحيني
- لماذا تطلبين مني السماح ؟ لا دخل لك بموتها ، لا دخل لأي أحد .
أغمضت عينيها و هي تقربها منها أكثر و تهمس في سِرِّها
" و مع ذلك أنا آسفة، آسفة لأني لا أستطيع أن أكذب عليك يا حبيبتي .
لا أستطيع تخفيف الوجع عن قلبك الصغير و أوهمك بأنها قد تعود .
حبيبتي الصغيرة عليك أن تستوعبي و أعلم كم أن هذا صعب بأن من يذهب هناك لن يعود "
أخرجتها الطفلة من تأملاتها عندما سحبت نفسها من حضنها و سألتها بقلق :
- هل سنتقابل مرة أخرى يا ليلى ؟
بشبح ابتسامة على وجهها طمأنتها قائلة :
- ليس كثيرا كما في السابق و لكننا سنتقابل ، سأحاول بأقصى جهدي أن أراك مرة في الأسبوع على الأقل .
قامت واقفة و قالت و هي تنحني قليلا و تطبع قبلة رقيقة على الخد الطفولي:
- حان وقت مغادرتي الآن
رافقتها مَيّْ في وجوم إلى الباب العريض و قبل أن تخطو خارجا التفتت ليلى تتأمل البيت الكبير ،
بدا لها فارغا تعيسا بدون صاحبته تماما مثل قلب الطفلة التي كانت ترمقها بحزن.
غادرت باتجاه البوابة و هي مثقلة القلب : تشعر بمدى عبثية هذه الحياة فالموت حين يأتي قد لا يأخذ لحظات من عمر الزمن في حين أن تأثيره يظل سنوات و سنوات على أرواح ظلت رغما عنها على قيد الحياة .
تنهدت بحزن على الطفلة الذي كتب عليها في هذا السن الغض أن تواجه و تتأقلم لتستمر ، الحمد لله أن معها أبوها على الأقل .
مع أنه رجل دون قلب و دون ذوق طبعا ، فكرت و هي تقلب شفتيها و لكنه يظل أبا و سيكون سندا لها في هذه الدنيا .
نغم
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى نغم
البحث عن كل مشاركات نغم