عرض مشاركة واحدة
قديم 14-09-18, 08:06 PM   #17

نغم

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية نغم

? العضوٌ??? » 394926
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,980
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

في فيلته الضخمة ، خرج ماهر بخطوات ثائرة من غرفة زوجته الراحلة بعد أن أمضى ساعة كاملة يبحث دون جدوى عن دفتر مذكراتها .
كانت دائمة الكتابة في ذلك الدفتر الغبي لذلك حتما سيجد فيه معلومات عن تلك الرحلة الملعونة التي كانت ستقوم بها لولا أن أوقفها الموت .
كم يكرهه ذلك الدفتر الذي كان محل سرها ، كان يشعر دائما أنه يقف حائلا بينه و بينها .
حتى معظم شجاراتهما القليلة كانت بسبب ذلك الدفتر .
فكلما كان يدخل عليها و هي تكتب كانت تغلقه على الفور أو تغطي الصفحة بيدها و هي تقول :
- كلا ، أرجوك ، لا تنظر
- ألن تدعيني أقرأ مذكراتك أبدا؟
- ربما بعد أن أموت .

كان يتنهد في كل مرة ، يسيطر على غضبه و يحاول أن يقول لها بلطف :
- أليس من الأفضل أن تحدثيني أنا زوجك بما تكتمينه داخلك يا كاميليا ؟
- أنت رجل مشغول يا ماهر ثم إني لست بارعة في الكلام عن الخصوصيات كما تعلم .
- و هل يجب أن تكون لديك خصوصيات ؟

كانت تهز كتفها بنعومة و تجيب :
- لكل منا خصوصياته يا حبيبي .

هكذا أجابته عدة مرات و هي تنظر إليه نظراتها الغريبة إلى أن قرر أنه من الأسلم له و لها و خاصة لأعصابه عدم مناقشتها بشأن تلك المذكرات ثانية .

هل كانت لديه "خصوصيات" ؟ كلا بالطبع ، كان هذا ادعاءًا غير صحيح بالمرة .
لم تكن لديه أية أسرار يخبئها عنها ، بل كان واضحا معها منذ بداية حياتهما .
كان واضحا مع الجميع ، إذا ارتاح لأحد أبدى له ذلك و إذا لم يطق أحدا يبدي له ذلك أيضا الأمر بهذه البساطة .
ربما لهذا السبب لم يحتج أبدا إلى كومة من الأوراق الجافة يبثها مشاعره على عكس كاميليا التي كانت في حاجة شبه دائمة إلى مفكرتها .
أين كانت تقوم بإخفائها ، ليست لديه أدنى فكرة؟
زفر بقوة و هو يضغط زرا بجانب مكتبه .
بعد قليل كانت مدبرة منزله تقف أمامه بكامل هيبتها و وقارها .
سألها و هو يتظاهر بتقليب بعض الأوراق

- سيدة سناء ، هل لديك فكرة عن مكان دفتر كاميليا

تقطيبة خفيفة جعدت ما بين حاجبيها و هي تسأله بحيرة :
- دفتر ؟

" يا للنساء " فكر و غيظه يتصاعد
- دفترها يا سيدة سناء ، ذلك الذي تكتب فيه مذكراتها طوال الوقت، لا أظنك لم تريه أبدا
- آه تقصد مفكرتها ، نعم بالطبع أعرفه سيد ماهر ، كان دفترا جميلا جدا : مرآة صغيرة دائرية في غلافه الخارجي و رسومات ما تزينه أعتقد أنها ورود حمراء و ....
- نعم ، نعم ، نعم ذلك هو يا سيدة سناء ، قاطعها بنفاذ صبر، هل رأيته مؤخرا ؟

قطبت جبينها مرة أخرى ثم قالت و هي تضيق عينيها :
- آخر مرة رأيتها تكتب فيه كانت منذ أسبوعين تقريبا قبل مو..، توقفت بسرعة ثم واصلت بهدوءها السابق
لكن إن كنت تقصد أن تسألني عن المكان الذي كانت تخفيه فيه فليست لدي أدنى فكرة و لا أعتقد أن أحدا غير سيدتي كان يعلم

كان ذهن ماهر قد رحل بينما واصلت هي بصوتها الهاد
- لا شك أن ذلك الدفتر كان يعني لها الكثير فالمرة الوحيدة التي رأيتها تغضب فيها كان من أجله
دخلت يوما فوجدته في يد فاتن
- فاتن ؟ سألها بذهن نصف شارد
- الخادمة الجديدة ، كانت الغبية قد أخذته لتتفحص وجهها في مرآته ، و عندها دخلت السيدة كاميليا
سأل بفضول :
- و ماذا فعلت بالظبط؟
- انتزعته من يدها بعنف
قال بشك :
- كاميليا فعلت ذلك؟!!
- بلى بلى يا سيدي ، أنا نفسي لم أصدق ، كان وجهها أحمر من شدة الغضب و عيناها بارزتان و كانت تؤنب فاتن و هي تصر على أسنانها تبقي صوتها منخفضا

مط شفتيه و هو يقول ببرود :
- لا يعقل أنك تتذكرين الأمر بكل هذا الوضوح

نظرت إليه بهدوء و قالت بتسامح :
- أنت تعتقد أني أبالغ و معك كل الحق فأنا نفسي لم أصدق عيني و لكني أذكر أني فكرت حينها "يا إلاهي السيدة كاميليا تستطيع أن تكون مخيفة لو أرادت"

" و تستطيع أن تكون أشياء أخرى كذلك ، فكر بمرارة ، غامضة ، معقدة و مريبة "
أخيرا نظر إلى المرأة التي بدأت تململ و قال لها بابتسامته المجاملة :
- لا تدعيني أؤخرك أكثر مما فعلت

ردت ابتسامته بابتسامة وقورة لا تجيدها سوى امرأة ستينية ثم انصرفت بخطوات شابة في العشرين .
هذا المزيج مع ذاكرة حديدية كذاكرتها يجعلها تبدو مؤهلة لإدارة دولة أكثر من إدارة بيت حتى لو كان ضخما كبيته هذا.
و على ذكر الضخامة ، أين من الممكن أن يبحث أحدهم عن دفتر أكبر من حجم اليد بقليل وسط كل هذا ؟
" أين يا كاميليا أين ؟ " ، تساءل و هو ينظر حوله بيأس .


……………….


نغم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس